عنوان هذه المقالة، عبارة عن حديث نبوي. ما يُستنتَج من هذا الحديث، هو أن الشخصَ الذي يشرب جرعةً من هذا الماء، وكانت له امنيةٌ يريد أن تتحقَّقَ، فما عليه إلا أن يُفكِّرَ في هذه الأمنية أثناءَ شُربه لهذا الماء، فأمنيتُه ستتحقَّق، شريطةَ أن يكونَ صادقََ النية، وهو يشرب ماء زمزم.
والأمنيةُ قد تكون شفاءً من مرض، وقد تكون الزيادة في الرزق وقد تكون الزيادة في العلم وقد تكون إنجاب ذريةٍ صالحةٍ وقد تكون النجاح في الأعمال… المهم أن الامنيةَ، كيفما كان نوعها، فإنها، حسب ما يروج من أقوالٍ، تتحقَّق.
لكن ما اشتهر به ماءُ زمزم هو أن فوائدَه الوقائية والغذائية والصِّحية والعلاجية لا حصرَ لها. إنه يروي العطشََ ويقضي على الجوعَ وشفاءُ لجميع الأمراض. بل إن بعضَ الناس جعلوا منه وسيلةً لفكِّ السحر والحماية من شرِّ العين… باختصار شديد، "ماء زمزم لِما شُرِبَ له"، أي يحقِّق ما نواه الشارِبُ عند تناولِه.
المشكل كل المشكل ليس في الحديث في حد ذاته، هل هو صحيح أو ضعيف، مرفوع أو مقطوع، صدر عن الرسول (ص) أم لم يصدر عنه… المشكل في الضجة التي أثيرت من حوله، والخرافات والأكاذيب والمُعجزات التي أُلصِقت به، والقوة الخارقة والخفية التي جعلها له، ليس فقط، عامة الناس، بل كذلك بعض علماء وفقهاء. في الحقيقة، تعاطف الناسُ، ومن ضِمنهم علماء وفقهاء الدين، مع ما قاله الرسول (ص) في حق هذا الماء، فضخَّموا قولَه (ص) وزادوا فيه ما أملته عليهم عواطفُهم وليس عقولُهم.
والحقيقة أن ماءَ زمزم ماءٌ معدني طبيعي، شأنه شأنَ جميع المياه المعدنية الطبيعية. تتواجد به أملاح معدنية، وعلى رأسها الأملاح التي يدخل في تركيبتها الكيميائية الصوديوم Na والبوتاسيوم K. وكِلاهما يلعبان دوراً أساسياً في الحفاظ على الضغط الدموي في مستوى صحي مُعيَّن.
ولهذا، فكل ما قاله علماءُ وفقهاءُ الدين، القُدامى، وقلَّدهم العلماء والفقهاء الحاليون، في حق ماء زمزم، نابع من العاطفة وليس، على الإطلاق، من عقل نيِّرٍ ومستنيرٍ، وذلك لعِدة أسباب، أذكر من بينها :
-وجود بئر زمزم بالقرب من الكعبة. وذِكر الكعبة هو إشارةٌ لبيت الله، مصداقا لقولِه، سبحانه وتعالى : "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" (آل عمران، 96)، أو إشارة للمسجد الحرام. والكعبة هي قبلة صلوات المسلمين ويطوفون حولها لأداء فريضة الحج.
-الكعبة تمَّ بناءُها بأمرٍ من الله، سبحانه وتعالى، لنبيِّه إبراهيم وبمساعدة ابنِه إسماعيل، مصداقا لقولِه، عزَّ وجلَّ : "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة، 127).
-ارتباط بئر زمزم (ماء زمزم) بقصة هاجر زوجة النبي إبراهيم وابنُها إسماعيل حيث تركهما النبي إبراهيم، بأمر من الله، بالقرب من الكعبة، مصداقا لقولِه، سبحانه وتعالى : "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم، 37).
إذن، وجود بئر زمزم بالقرب من الكعبة التي هي مكان يقدِّسه المسلمون، هو الذي أضفى على ماء زمزم نفس القداسة التي يُعطيها المسلمون للكعبة، وخصوصا، أن هذه الأخيرة تُمكِّنِّ المسلمين من أداء ركنين من أركان الإسلام الخمسة، ألا وهما الصلاة والحج.
بل كون الكعبة بناها نبي من أنبياءِ الله، سبحانه وتعالى، ودورُها في أداء ركنين من أركان الإسلام وارتباطها بقصة النبي إسماعيل وأمُّه هاجر، زوجة النبي إبراهيم، و وجود بئر زمزم بالقرب من هذه الكعبة، أمورٌ جعلت كثيرا من المسلمين، ومن بينهم علماءٌ وفقهاءٌ، يُسقِطون ما يكنُّونه من قداسةٍ لبيت الله على ماء بئر زمزم.
وبالطبع، عندما تنتقل هذه القداسة إلى عامة الناس، فإنها تصبح موضوعا لمُزايدات خرافية لا حصرَ لها. إلى أن تصبح حقيقةً مترسِّخة في عقول الناس، ويتداولونها من جيلٍ إلى آخر، على أساس، أنها حقيقة لا تقبل النقاشَ، علما أنه لا أحد، بما في ذلك علماء وفقهاء الدين، يملك ولو دليلا واحدا قاطعا يُبيِّن، بوضوحٍ، ما لماء زمزم من مزايا vertus غذائية، علاجية، صحِّية و وقائية.
وهذه المزايدات ليست غريبة في الأوساط الإسلامية إذ نفس هذه المُزايدات أُلصِقت ب"الحبة السوداء" la nigelle والعسل وعود الأراك وبول الإبل…
بل حتى الديانة المسيحية لم تسلم من هذه المزايدات الخرافية حيث كثيرٌ من المسيحيين، في جميع بقاع الأرض، يعتقدون اعتقادا راسِخا بأن "ماء لُورْدْ" (جماعة محلية بفرنسا،) eau de Lourdes، حقَّق معجزات كثيرة، وذلك بشفاء ناسٍ تناولوه، من أمراض استعصى على الأطباء علاجُها.
والقرآن الكريم حافلٌ بالآيات التي تشير إلى الماء. والمواضيع التي تطرَّقت لها هذه الآيات تخص مجالات كثيرة، كلُّها لها علاقة بالماء كعنصر حيوي يلعب أدوارا متعدِّدة في حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية على الخصوص. من بين هذه المواضيع، أذكر، على سبيل المثال : دورَ الماء في إطفاء العطش، دورَه في توفير الزراعات الغذائية cultures vivrières، دوره في إحياء الأرض (التربة) بعد موتِها، دوره في نظافة الجسم والوضوء، دوره في إمداد الأنهار بالماء، دوره في ظهور الينابيع les sources، دوره في النقل البحري، دوره كوسطٍ للعيش، دوره في الطبيعة، علاقةَ الماء بالجنة والنار، علاقته بالطوفان والفيضانات، توزيعه بين الناس…
وبالتالي، لا توجد، في هذه الآيات ولو أية واحدة فيها إشارات تفيد بأن ماء زمزم أو أي ماءٍ آخر له قدسيةٌ أو يتوفَّر على خاصياتٍ خارقة للعادة، علماً أن اللهَ، سبحانه وتعالى، قال ويقول في كتابِه الكريم : "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ،" (الأنعام، 38). وحين يقول، سبحانه وتعالى : "...مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ…"، أي أن اللهَ، عزَّ وجلَّ، ذكر أو أشارَ، في القرآن الكريم، إلى جميع الأشياء التي تهمُّّ الحياة البشرية الدنيوية.
كل ما في الأمر أن كثيراً من المسلمين يتعاملون مع كثيرٍ من الأشياء والظواهر بالعاطفة الدينية عوض تشغيل العقل. وقد ساعدَهم على هذا الميول العاطفي ما ألصقه بعضُ علماء وفقهاء الدين بماء زمزم من قدسية وقدراتٍ خارقة للعادة حيث وصفوه بالماء الشريف والمبارك وبالطعام الطيب وبالماء الطهور والنقي وبالماء الشافي…
مَن كان، من بين هؤلاء العلماء والفقهاء، يملك دليلاً علميا قطعيا يُبيِّن بوضوح أن ماءَ زمزم أشفى مرضى، وعلى الخصوص، مرضى السرطان والسيدا (الأيدز)فليُريهِ لنا.
مَن كان، من بين هؤلاء العلماء والفقهاء، يعرف أين توجد معجزة ماء زمزم، فليُريها لنا ليستفيدَ منها مرضى العالم بأسره. حينها لن يحتاج العالم لا للمُنظمة العالمية للصِّحة ولا للمستشفيات ولا للأطباء ولا لمُختبارات إنتاج الأدوية ولا لوزارات الصحة…
والأمنيةُ قد تكون شفاءً من مرض، وقد تكون الزيادة في الرزق وقد تكون الزيادة في العلم وقد تكون إنجاب ذريةٍ صالحةٍ وقد تكون النجاح في الأعمال… المهم أن الامنيةَ، كيفما كان نوعها، فإنها، حسب ما يروج من أقوالٍ، تتحقَّق.
لكن ما اشتهر به ماءُ زمزم هو أن فوائدَه الوقائية والغذائية والصِّحية والعلاجية لا حصرَ لها. إنه يروي العطشََ ويقضي على الجوعَ وشفاءُ لجميع الأمراض. بل إن بعضَ الناس جعلوا منه وسيلةً لفكِّ السحر والحماية من شرِّ العين… باختصار شديد، "ماء زمزم لِما شُرِبَ له"، أي يحقِّق ما نواه الشارِبُ عند تناولِه.
المشكل كل المشكل ليس في الحديث في حد ذاته، هل هو صحيح أو ضعيف، مرفوع أو مقطوع، صدر عن الرسول (ص) أم لم يصدر عنه… المشكل في الضجة التي أثيرت من حوله، والخرافات والأكاذيب والمُعجزات التي أُلصِقت به، والقوة الخارقة والخفية التي جعلها له، ليس فقط، عامة الناس، بل كذلك بعض علماء وفقهاء. في الحقيقة، تعاطف الناسُ، ومن ضِمنهم علماء وفقهاء الدين، مع ما قاله الرسول (ص) في حق هذا الماء، فضخَّموا قولَه (ص) وزادوا فيه ما أملته عليهم عواطفُهم وليس عقولُهم.
والحقيقة أن ماءَ زمزم ماءٌ معدني طبيعي، شأنه شأنَ جميع المياه المعدنية الطبيعية. تتواجد به أملاح معدنية، وعلى رأسها الأملاح التي يدخل في تركيبتها الكيميائية الصوديوم Na والبوتاسيوم K. وكِلاهما يلعبان دوراً أساسياً في الحفاظ على الضغط الدموي في مستوى صحي مُعيَّن.
ولهذا، فكل ما قاله علماءُ وفقهاءُ الدين، القُدامى، وقلَّدهم العلماء والفقهاء الحاليون، في حق ماء زمزم، نابع من العاطفة وليس، على الإطلاق، من عقل نيِّرٍ ومستنيرٍ، وذلك لعِدة أسباب، أذكر من بينها :
-وجود بئر زمزم بالقرب من الكعبة. وذِكر الكعبة هو إشارةٌ لبيت الله، مصداقا لقولِه، سبحانه وتعالى : "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" (آل عمران، 96)، أو إشارة للمسجد الحرام. والكعبة هي قبلة صلوات المسلمين ويطوفون حولها لأداء فريضة الحج.
-الكعبة تمَّ بناءُها بأمرٍ من الله، سبحانه وتعالى، لنبيِّه إبراهيم وبمساعدة ابنِه إسماعيل، مصداقا لقولِه، عزَّ وجلَّ : "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة، 127).
-ارتباط بئر زمزم (ماء زمزم) بقصة هاجر زوجة النبي إبراهيم وابنُها إسماعيل حيث تركهما النبي إبراهيم، بأمر من الله، بالقرب من الكعبة، مصداقا لقولِه، سبحانه وتعالى : "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم، 37).
إذن، وجود بئر زمزم بالقرب من الكعبة التي هي مكان يقدِّسه المسلمون، هو الذي أضفى على ماء زمزم نفس القداسة التي يُعطيها المسلمون للكعبة، وخصوصا، أن هذه الأخيرة تُمكِّنِّ المسلمين من أداء ركنين من أركان الإسلام الخمسة، ألا وهما الصلاة والحج.
بل كون الكعبة بناها نبي من أنبياءِ الله، سبحانه وتعالى، ودورُها في أداء ركنين من أركان الإسلام وارتباطها بقصة النبي إسماعيل وأمُّه هاجر، زوجة النبي إبراهيم، و وجود بئر زمزم بالقرب من هذه الكعبة، أمورٌ جعلت كثيرا من المسلمين، ومن بينهم علماءٌ وفقهاءٌ، يُسقِطون ما يكنُّونه من قداسةٍ لبيت الله على ماء بئر زمزم.
وبالطبع، عندما تنتقل هذه القداسة إلى عامة الناس، فإنها تصبح موضوعا لمُزايدات خرافية لا حصرَ لها. إلى أن تصبح حقيقةً مترسِّخة في عقول الناس، ويتداولونها من جيلٍ إلى آخر، على أساس، أنها حقيقة لا تقبل النقاشَ، علما أنه لا أحد، بما في ذلك علماء وفقهاء الدين، يملك ولو دليلا واحدا قاطعا يُبيِّن، بوضوحٍ، ما لماء زمزم من مزايا vertus غذائية، علاجية، صحِّية و وقائية.
وهذه المزايدات ليست غريبة في الأوساط الإسلامية إذ نفس هذه المُزايدات أُلصِقت ب"الحبة السوداء" la nigelle والعسل وعود الأراك وبول الإبل…
بل حتى الديانة المسيحية لم تسلم من هذه المزايدات الخرافية حيث كثيرٌ من المسيحيين، في جميع بقاع الأرض، يعتقدون اعتقادا راسِخا بأن "ماء لُورْدْ" (جماعة محلية بفرنسا،) eau de Lourdes، حقَّق معجزات كثيرة، وذلك بشفاء ناسٍ تناولوه، من أمراض استعصى على الأطباء علاجُها.
والقرآن الكريم حافلٌ بالآيات التي تشير إلى الماء. والمواضيع التي تطرَّقت لها هذه الآيات تخص مجالات كثيرة، كلُّها لها علاقة بالماء كعنصر حيوي يلعب أدوارا متعدِّدة في حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية على الخصوص. من بين هذه المواضيع، أذكر، على سبيل المثال : دورَ الماء في إطفاء العطش، دورَه في توفير الزراعات الغذائية cultures vivrières، دوره في إحياء الأرض (التربة) بعد موتِها، دوره في نظافة الجسم والوضوء، دوره في إمداد الأنهار بالماء، دوره في ظهور الينابيع les sources، دوره في النقل البحري، دوره كوسطٍ للعيش، دوره في الطبيعة، علاقةَ الماء بالجنة والنار، علاقته بالطوفان والفيضانات، توزيعه بين الناس…
وبالتالي، لا توجد، في هذه الآيات ولو أية واحدة فيها إشارات تفيد بأن ماء زمزم أو أي ماءٍ آخر له قدسيةٌ أو يتوفَّر على خاصياتٍ خارقة للعادة، علماً أن اللهَ، سبحانه وتعالى، قال ويقول في كتابِه الكريم : "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ،" (الأنعام، 38). وحين يقول، سبحانه وتعالى : "...مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ…"، أي أن اللهَ، عزَّ وجلَّ، ذكر أو أشارَ، في القرآن الكريم، إلى جميع الأشياء التي تهمُّّ الحياة البشرية الدنيوية.
كل ما في الأمر أن كثيراً من المسلمين يتعاملون مع كثيرٍ من الأشياء والظواهر بالعاطفة الدينية عوض تشغيل العقل. وقد ساعدَهم على هذا الميول العاطفي ما ألصقه بعضُ علماء وفقهاء الدين بماء زمزم من قدسية وقدراتٍ خارقة للعادة حيث وصفوه بالماء الشريف والمبارك وبالطعام الطيب وبالماء الطهور والنقي وبالماء الشافي…
مَن كان، من بين هؤلاء العلماء والفقهاء، يملك دليلاً علميا قطعيا يُبيِّن بوضوح أن ماءَ زمزم أشفى مرضى، وعلى الخصوص، مرضى السرطان والسيدا (الأيدز)فليُريهِ لنا.
مَن كان، من بين هؤلاء العلماء والفقهاء، يعرف أين توجد معجزة ماء زمزم، فليُريها لنا ليستفيدَ منها مرضى العالم بأسره. حينها لن يحتاج العالم لا للمُنظمة العالمية للصِّحة ولا للمستشفيات ولا للأطباء ولا لمُختبارات إنتاج الأدوية ولا لوزارات الصحة…