د. محمد عباس محمد عرابي - براعة الفنان المصري القديم في إظهار دلالة رسوماته ونقوشاتهالفنية

إعداد /محمد عباس محمد عرابي


برع الفنان المصري القديم في إظهار دلالة رسوماته المعنوية اتضح ذلك في كل الرسومات التي تم رسمها على جدران المعابد والأهرامات (المقابر)،وفيما يلي عرض لبعض هذه الرسوماتوالنقوشات والنماذج ودلالتها الفنية التي ترمز لها نعرض هنا مستفيدين مما عرض في المواقع الإلكترونية ذات الاهتمام بالتراث المصري القديم وهي:
أولا: فرس النهر أثناء الولاد.
ثانيا: الموازين والمكاييل.
ثالثا: جرس في رقبة الذبيحة
رابعًا: أبسط المشاهد الحياتية (نموذج من حياة المصري القديم داخل مخزن حبوب.)
وفيما يلي تفاصيل ذلك :

• أولا: فرس النهر أثناء الولادة



هذه لوحة محفورة في الحجر، عمرها يتجاوز 4000 عام، كانت أعين المصريين القدماء تتأملها وتحملها بيدها عبقرية لا مثيل لها. تلك اللوحة، التي تعتبر إحدى أعظم الأعمال الفنية، تُظهر مشهدًا نادرًا: فرس النهر أثناء الولادة. نعم، نحن نتحدث عن مشهد حقيقي، نقش بيد فنان مصري قديم، استطاع بأدواته البدائية أن يخلد لحظة من أعظم لحظات الحياة.
الفنان المصري، بفهمه العميق للطبيعة وحبه للحياة، استطاع أن ينقل لنا مشاعر تلك اللحظة بكل دقة. المولود البريء، بعينيه البريئتين، لم يكن يعلم ما يحدث حوله، بينما الأم كانت تصرخ من شدة الألم. في هذا المشهد، نرى كيف أن المصري القديم لم يكن مجرد فنان، بل كان عالمًا للطبيعة، يوثقها بمهارة لا تُضاهى.
هذا النقش ليس مجرد عمل فني، بل هو دليل حي على عظمة الحضارة المصرية. قبل أكثر من 4000 سنة، كانوا يوثقون الطبيعة بشكل يجعلنا نشعر وكأننا نشاهد فيلمًا وثائقيًا متقن الصنع. كمصري، لا يمكن إلا أن تشعر بالفخر عندما تتأمل في عظمة هذا التراث الذي لا يزال يبهر العالم حتى اليوم.

• ثانيا: الموازين والمكاييل :



يقول الدكتور عادل تادرس من عظمة المصريين فى أبهى صورها أجدادنا عرفوا الموازين والمكاييل وهم أول ناس استخدموا واخترعوا الموازين أصلا
من خلال التركيز في هذه الصورة نجد فيها عظمة فوق ما تتصور الصورةهذه يظهر فيها الميزان عند أجدادنا المصريين القدماء وشخصيمسك الميزان وكفتى الميزان واحدة فيها الأوزان والتانية فيها الشئالذي يتوزن
وحينما نركز أيضا في يده الشمال وهو حاططكوبايةمياه عشان يوازن إيده صح عشان الميزان يطلع مظبوط بحيث لما مستوى المياه يكون ثابت يبقى جسمه ثابت وأيده التانيه ثابته ومش مايلة
ركز كمان يا محترم بالرجل المحترم اللى قاعد وبيسجل الموازين لأن إحنا اللىاخترعنا الدواوين والسجلات والتدوين والحاجات دى إحنا أول دوله مركزيه فى التاريخ
أجدادنا أبدعوا فى الحضارة اللى عملوها وعشان إحنا منهم وإمتداد لحضارتهم لازم نعرف الحاجات والعظمة اللى عملوه

• ثالثا: جرس في رقبة الذبيحة:



ا كان المصري القديم يُعلق جرس في رقبة الذبيحة وتحديداً في المناطق الريفية والفقيرة سواء كانت هذه الذبيحة بقرا أو غنمًا قبل أن تذبح ويسير الجزار بها يطوف في الطرقات؛ليسمع كل من في البلدة صوت صليل الجرس
وده كله كان ليه بقي عشان يعرفوا أن هناك ذبيحة سوف تذبح وتوزع علي الفقراء
وهذه العادة كانت تمارس على أرض مصر منذ الاف السنين وكمان كان بيتم اختيار الذبيحة الجيدة والتي ستقدم قرباناً في المعبد ليأكل منها الكهنة والفقراء
وكانوا يعلقون جرسًا في رقبتها ويمشوا بها في الطرقات ليعلم الجميع أيضاً أن هناك قربانا سيقدم وسيأكل منه الفقراء
وكانت القرابين عند المصريينهي البقر الجيد الممتلئ باللحم
والصورة من مقبرة بتاححتب

رابعًا: أبسط المشاهد الحياتية (نموذج من حياة المصري القديم داخل مخزن حبوب.)



ذكر الأستاذ محسن شعراوي أنه "في قلب مصر الوسطى، وتحديداً في منطقة أسيوط (أو ليكوبوليس زي ما كانت معروفة زمان)، يظهر نموذج مُبهر من أيام المملكة الوسطى، وتحديداً بين سنة 2030 و1850 قبل الميلاد، وتحديداً في عهد الأسرة الحادية عشرة والاثنا عشر. النموذج هذا مصنوع بالكامل من الخشب، ويجمع في تفاصيله مشهد يومي من حياة المصري القديم داخل مخزن حبوب.
النموذج فيه كاتب ومشرف على مخزن الحبوب، يتقنواعملهم بتركيز ومهارة، ويظهرون بملابسهم التقليدية وسط أكياس الحبوب والأدوات البسيطة التي كانت تساعدهم. كل تفاصيلهذا النموذجتعطينا فكرة حول طبيعة العمل في هذه الشغل ،بالإضافة إلى بيان دقة المصريين القدماء في تصميم كل تفصيله مهما كانت بسيطة، وكأنهم يقولون إن كل تفصيله لها قيمة ومكان.
أبعاد هذا النموذج مثيرة للإعجاب فهي، بطول 38 سم وعرض 31 سم وارتفاع 18 سم. تفاصيله تجعلنا نعيش لحظة تاريخية في مكان وزمان مختلفين تماماً، وترينا روعة وإبداع المصري القديم حيث كان قادرًا على أن يصمم ويبدع كل شيء ، حتى أبسط المشاهد الحياتية، وكأنه يحكي لنا قصة من زمان عن حياة يومية مليئة عظمة وابتكار"
رحلة روح المتوفي على نهر النيل، وهو في المركب المقدس متجه لأبيدوس



*مشهد أسطوري من قلب الحضارة المصرية القديمة، مفعم بالعظمة والجمال! في هذا الماكيتنرى رحلة روح المتوفي على نهر النيل، وهو في المركب المقدس متجه لأبيدوس. وفى التفاصيل نرى الكاهن واقفا جنب التابوت، يقرأ عليه أقدس النصوص من متون التوابيت، وهويعد المتوفى للرحلة الأبدية.
ونلاحظأنه في مقدمة التابوت واقفة سيدة وهي بتمثل إيزيس، رمز الوفاء والحماية، وفي المؤخرة سيدة أخرى تمثلنفتيس، رمز الحزن والصبر. الاتنان محاطان بجو من الرهبة، وكأنهم بيودعوا المتوفى بنفسهم في رحلته للعالم الآخر.
هذا المشهد ليس مجرد طقس ديني، هذا دليل قوي على أن المصريين القدماء كانوا يقدسون الحياة بعد الموت، وعندهم إيمان عميق بالخلود. تفاصيل كل حركة وكل نظرة تتكلم عن حضارة ليس فقط عظيمة، هذه حضارة مؤمنة وراسخة على مر الزمن، وحكاياتها إلى الآن تمسنا .

المراجع :
مصدر الصور والمادة العلمية المواقع التالية :