تصدير:
يقول بودلير:
"الإنسان قد وُهب موهبة الشعور بالألم، ولا أعتقد أن الحياة ستكون عادلة إن نحن تجاهلنا ذلك الألم".
**
يحمل العنوان في طياته دلالة عميقة. فكرة الرقص على لحن الحزن تعكس تحديا صريحا للألم، وتحويله إلى فعل إيجابي. الرقص هنا ليس مجرد حركة جسدية، بل هو استعارة للحياة المستمرة رغم الجراح.
تعد "رقصة على لحن الحزن" قصيدة غنائية ذات طابع شخصي عميق، فهي تعبر عن حالة نفسية معقدة تتأرجح بين الحزن والأمل، بين اليأس والتحدي. الشاعر هنا لا يستسلم للألم، بل يتحول به إلى قوة دافعة للحياة والإبداع.
يبدأ الشاعر نصه الشعري بإعلان تحديه للحياة والألم، فهو يقرر الرقص على لحن الحزن، حاملا في صدره أحلامًا مجروحة ما زالت طرية.
استخدم الشاعر لغة رمزية قوية مثل "زراعة الأحلام على حواف الأمل" و"رسمها من جديد"، مما يعكس إصراره القوي على إعادة بناء حياته.
اتقل الشاعر في الأبيات التالية إلى الحديث عن الذكريات المؤلمة، بيد أنه لا يرى فيها سوى مصدر للإلهام والإبداع. فهي تجعل من شظايا الذكريات أدوات موسيقية تعزف على أوتار الروح، وتولد ألحانا جديدة من بقايا الكلمات المكسورة. ويعد هذا التحول من الألم إلى الإبداع جوهر القصيدة.
وحين ننتقل إلى أبيات القصيدة الأخيرة سنجد الشاعر يصر على رفضه للاستسلام، مصرا على إشعال نور الأمل في داخله.
لقد تم توظيف لغة قوية وواضحة في القصيدة؛ توظيف يعبر عن قوة الإرادة والعزيمة. حيث يتذكر الشاعر لحن البدايات، مدركا أن الحياة تتغير وأن الألم جزء منها، ومع ذلك، فإنه يقرر العيش والاستفادة من الألم كمرآة تعكس نور الحياة في عينيه.
ومن سمات القصيدة نجد التالي:
تميز القصيدة بلغة شعرية رفيعة، وظف فيها الشاعر مجموعة واسعة من الصور الشعرية والكلمات الدالة.
كما وظف الششاعر الرمزية للتعبير عن الأفكار والمعاني العميقة، مثل رقصها على لحن الحزن، وزراعة الأحلام، وإشعال نور الأمل.
فالقصيدة ذات إيقاع داخلي قوي، يعكس حالة النفس المتأرجحة بين الحزن والأمل. وتكرار بعض الكلمات والعبارات، جاء ليخلق نوعا من اللحن الشعري الذي يعزز من تأثير القصيدة على القارئ.
تلعب الذاكرة دورا مهما في القصيدة، حيث يستعيد الشاعر ذكرياته المؤلمة ويحولها إلى مصدر للإلهام. هذا يؤكد على قوة الإبداع في التغلب على الألم.
وأما الشخصية فإنها جاءت لتعكس في القصيدة القوة والقدرة على الكفاح، إنها شخصية لا تستسلم للألم بل تواجهه بإصرار وإبداع.
ونلمس في القصيدة موسيقية واضحة، حيث استخدم الشاعر كلمات ذات إيقاع وحركة موسيقية.
الأكيد أن القصيدة جاءت محملة برسالة تدعو إلى التشبث بالأمل والتحدي، فهي تدعونا إلى عدم الاستسلام للألم والحزن، بل إلى تحويلهما إلى قوة دافعة للحياة والإبداع. كما تدعونا إلى تقدير الحياة بكل ما فيها من جمال وألم، وإلى البحث عن النور والإيجابية في كل الظروف.
كما أنها جاءت للتعبير عن تجربة إنسانية مشتركة تتجلى في مواجهة الألم والحزن. يحثنا الشاعر فيها على الصمود والتحدي، ويذكرنا بأن الحياة تستمر وأن الأمل سيظل حاضرا وبقوة. وما الرقص إلا عنوان فرح ينبغي أن يكون على حساب الحزن.
تتميز قصيدة "رقصة على لحن الحزن" بقيمتها الفنية والأدبية العالية. فهي تعكس قدرة الشاعر على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية بلغة شاعرية رفيعة. كما أنها تقدم رسالة أمل وتحد، وتدعو القارئ إلى مواجهة الصعاب والإصرار على الحياة.
** القصيدة:
"رَقْصَةٌ عَلَى لَحْنِ الحُزْنِ" الشاعر نورالدين طاهري سَأَرْقُصُ عَلَى لَحْنِ الحُزْنِ صَدِّقِينِي أَيَّتُهَا الحَيَاةُ، سَأَحْيَا رَغْمَ الجِرَاحِ وَأَحْمِلُ فِي صَدْرِي الأَحْلَامَ الجَرِيحَةَ، أَزْرَعُهَا عَلَى حَوَافِّ الأَمَلِ، أَرْسُمُهَا مِنْ جَدِيدٍ، رَغْمَ نَزْفِ القَلْبِ، رَغْمَ انْكِسَارِ السِّنِينِ. سَأَرْقُصُ فَوْقَ شَظَايَا الذِّكْرَيَاتِ، تِلْكَ الَّتِي نَزَفَتْ لَيْلًا عَلَى وِسَادَتِي، سَأَجْعَلُ مِنْهَا كَمَنجَاتٍ تُعَزِفُ، عَلَى أَوْتَارِ الرُّوحِ العَارِيَةِ، سَتُولَدُ أَلْحَانٌ جَدِيدَةٌ مِنْ بَقَايَا الكَلِمَاتِ المَكْسُورَةِ، مِنْ بَقَايَا ضَحَكَاتٍ سَقَطَتْ فِي الزَّوَايَا. لَنْ أَسْتَسْلِمَ لِمَرَارَةِ الشَّجَنِ، لَنْ أَنْحَنِي لِلْعَتَمَةِ الَّتِي تَلْبَسُنِي، بَلْ سَأُشْعِلُ نُورًا مِنْ دَاخِلِي، يُرْوِي ظَمَأَ الأَمَلِ، وَيَمْنَحُنِي جُرْعَةً لِلْحَيَاةِ. صَدِّقِينِي أَيَّتُهَا الحَيَاةُ، سَأَرْقُصُ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ لَحْنُ قَلْبِي وَجَعًا، وَأَجْعَلُ مِنَ الدُّمُوعِ نَغَمًا، وَأَخْلُقُ مِنَ الانْكِسَارِ جِسْرًا لِأَحْلَامٍ لَنْ تَمُوتَ. لَنْ أَنْسَى لَحْنَ البِدَايَاتِ، ذَاكَ اللَّحْنُ الَّذِي يُعِيدُنِي إِلَى بَسَاتِينِ النَّقَاءِ، إِلَى بَرِيقِ الأَحْلَامِ الأُولَى، لَكِنِّي سَأَعِيشُ يَوْمِي، وَأَجْعَلُ مِنْ أَلَمِي مِرْآةً تَعْكِسُ نُورَ الحَيَاةِ فِي عَيْنَيَّ. سَأَبْقَى، وَأَرْقُصُ، وَأَرْتَفِعُ، وَإِنْ كَانَتْ خَطَوَاتِي ثَقِيلَةً، وَإِنْ أَوْجَاعِي لَحْنًا صَامِتًا يَصْدَحُ بَيْنَ الجُدْرَانِ، سَأَظَلُّ أَرْقُصُ حَتَّى آخِرَ قَطْرَةٍ مِنَ الحَيَاةِ. --- نور الدين طاهري بروكسيل
يقول بودلير:
"الإنسان قد وُهب موهبة الشعور بالألم، ولا أعتقد أن الحياة ستكون عادلة إن نحن تجاهلنا ذلك الألم".
**
يحمل العنوان في طياته دلالة عميقة. فكرة الرقص على لحن الحزن تعكس تحديا صريحا للألم، وتحويله إلى فعل إيجابي. الرقص هنا ليس مجرد حركة جسدية، بل هو استعارة للحياة المستمرة رغم الجراح.
تعد "رقصة على لحن الحزن" قصيدة غنائية ذات طابع شخصي عميق، فهي تعبر عن حالة نفسية معقدة تتأرجح بين الحزن والأمل، بين اليأس والتحدي. الشاعر هنا لا يستسلم للألم، بل يتحول به إلى قوة دافعة للحياة والإبداع.
يبدأ الشاعر نصه الشعري بإعلان تحديه للحياة والألم، فهو يقرر الرقص على لحن الحزن، حاملا في صدره أحلامًا مجروحة ما زالت طرية.
استخدم الشاعر لغة رمزية قوية مثل "زراعة الأحلام على حواف الأمل" و"رسمها من جديد"، مما يعكس إصراره القوي على إعادة بناء حياته.
اتقل الشاعر في الأبيات التالية إلى الحديث عن الذكريات المؤلمة، بيد أنه لا يرى فيها سوى مصدر للإلهام والإبداع. فهي تجعل من شظايا الذكريات أدوات موسيقية تعزف على أوتار الروح، وتولد ألحانا جديدة من بقايا الكلمات المكسورة. ويعد هذا التحول من الألم إلى الإبداع جوهر القصيدة.
وحين ننتقل إلى أبيات القصيدة الأخيرة سنجد الشاعر يصر على رفضه للاستسلام، مصرا على إشعال نور الأمل في داخله.
لقد تم توظيف لغة قوية وواضحة في القصيدة؛ توظيف يعبر عن قوة الإرادة والعزيمة. حيث يتذكر الشاعر لحن البدايات، مدركا أن الحياة تتغير وأن الألم جزء منها، ومع ذلك، فإنه يقرر العيش والاستفادة من الألم كمرآة تعكس نور الحياة في عينيه.
ومن سمات القصيدة نجد التالي:
تميز القصيدة بلغة شعرية رفيعة، وظف فيها الشاعر مجموعة واسعة من الصور الشعرية والكلمات الدالة.
كما وظف الششاعر الرمزية للتعبير عن الأفكار والمعاني العميقة، مثل رقصها على لحن الحزن، وزراعة الأحلام، وإشعال نور الأمل.
فالقصيدة ذات إيقاع داخلي قوي، يعكس حالة النفس المتأرجحة بين الحزن والأمل. وتكرار بعض الكلمات والعبارات، جاء ليخلق نوعا من اللحن الشعري الذي يعزز من تأثير القصيدة على القارئ.
تلعب الذاكرة دورا مهما في القصيدة، حيث يستعيد الشاعر ذكرياته المؤلمة ويحولها إلى مصدر للإلهام. هذا يؤكد على قوة الإبداع في التغلب على الألم.
وأما الشخصية فإنها جاءت لتعكس في القصيدة القوة والقدرة على الكفاح، إنها شخصية لا تستسلم للألم بل تواجهه بإصرار وإبداع.
ونلمس في القصيدة موسيقية واضحة، حيث استخدم الشاعر كلمات ذات إيقاع وحركة موسيقية.
الأكيد أن القصيدة جاءت محملة برسالة تدعو إلى التشبث بالأمل والتحدي، فهي تدعونا إلى عدم الاستسلام للألم والحزن، بل إلى تحويلهما إلى قوة دافعة للحياة والإبداع. كما تدعونا إلى تقدير الحياة بكل ما فيها من جمال وألم، وإلى البحث عن النور والإيجابية في كل الظروف.
كما أنها جاءت للتعبير عن تجربة إنسانية مشتركة تتجلى في مواجهة الألم والحزن. يحثنا الشاعر فيها على الصمود والتحدي، ويذكرنا بأن الحياة تستمر وأن الأمل سيظل حاضرا وبقوة. وما الرقص إلا عنوان فرح ينبغي أن يكون على حساب الحزن.
تتميز قصيدة "رقصة على لحن الحزن" بقيمتها الفنية والأدبية العالية. فهي تعكس قدرة الشاعر على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية بلغة شاعرية رفيعة. كما أنها تقدم رسالة أمل وتحد، وتدعو القارئ إلى مواجهة الصعاب والإصرار على الحياة.
** القصيدة:
"رَقْصَةٌ عَلَى لَحْنِ الحُزْنِ" الشاعر نورالدين طاهري سَأَرْقُصُ عَلَى لَحْنِ الحُزْنِ صَدِّقِينِي أَيَّتُهَا الحَيَاةُ، سَأَحْيَا رَغْمَ الجِرَاحِ وَأَحْمِلُ فِي صَدْرِي الأَحْلَامَ الجَرِيحَةَ، أَزْرَعُهَا عَلَى حَوَافِّ الأَمَلِ، أَرْسُمُهَا مِنْ جَدِيدٍ، رَغْمَ نَزْفِ القَلْبِ، رَغْمَ انْكِسَارِ السِّنِينِ. سَأَرْقُصُ فَوْقَ شَظَايَا الذِّكْرَيَاتِ، تِلْكَ الَّتِي نَزَفَتْ لَيْلًا عَلَى وِسَادَتِي، سَأَجْعَلُ مِنْهَا كَمَنجَاتٍ تُعَزِفُ، عَلَى أَوْتَارِ الرُّوحِ العَارِيَةِ، سَتُولَدُ أَلْحَانٌ جَدِيدَةٌ مِنْ بَقَايَا الكَلِمَاتِ المَكْسُورَةِ، مِنْ بَقَايَا ضَحَكَاتٍ سَقَطَتْ فِي الزَّوَايَا. لَنْ أَسْتَسْلِمَ لِمَرَارَةِ الشَّجَنِ، لَنْ أَنْحَنِي لِلْعَتَمَةِ الَّتِي تَلْبَسُنِي، بَلْ سَأُشْعِلُ نُورًا مِنْ دَاخِلِي، يُرْوِي ظَمَأَ الأَمَلِ، وَيَمْنَحُنِي جُرْعَةً لِلْحَيَاةِ. صَدِّقِينِي أَيَّتُهَا الحَيَاةُ، سَأَرْقُصُ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ لَحْنُ قَلْبِي وَجَعًا، وَأَجْعَلُ مِنَ الدُّمُوعِ نَغَمًا، وَأَخْلُقُ مِنَ الانْكِسَارِ جِسْرًا لِأَحْلَامٍ لَنْ تَمُوتَ. لَنْ أَنْسَى لَحْنَ البِدَايَاتِ، ذَاكَ اللَّحْنُ الَّذِي يُعِيدُنِي إِلَى بَسَاتِينِ النَّقَاءِ، إِلَى بَرِيقِ الأَحْلَامِ الأُولَى، لَكِنِّي سَأَعِيشُ يَوْمِي، وَأَجْعَلُ مِنْ أَلَمِي مِرْآةً تَعْكِسُ نُورَ الحَيَاةِ فِي عَيْنَيَّ. سَأَبْقَى، وَأَرْقُصُ، وَأَرْتَفِعُ، وَإِنْ كَانَتْ خَطَوَاتِي ثَقِيلَةً، وَإِنْ أَوْجَاعِي لَحْنًا صَامِتًا يَصْدَحُ بَيْنَ الجُدْرَانِ، سَأَظَلُّ أَرْقُصُ حَتَّى آخِرَ قَطْرَةٍ مِنَ الحَيَاةِ. --- نور الدين طاهري بروكسيل