مستشار يحصل على المجد الوظيفي والجاه العائلي والسطوة الرسمية والاحترام التام، لكنه ينقلب على كل القيم التي يفترض أنه يمثلها ويدافع عنها ويدعمها، ويترك نفسه لأهوائها دون لجام أو أية محاولة للسيطرة على جموحها، فيتحول إلى شيطان، يدَّعي الشرف والاستقامة، ولكنه يسعى للفساد والإفساد؛ مما جعله يؤذي أقرب الناس إليه، وينتهي الأمر به إلى هاوية السجن في انتظار المشنقة.
هذه هي الحكاية التي يقدمها لنا الروائي أحمد عبد الله إسماعيل في روايته "سيسامنيس"، التي استقى اسمها من اسم القاضي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وانحرف عن جادة الطريق، واستسلم للغواية، فخسر كل شيء.
المؤلف قدم للقاريء شخصية تقترب من شخصية "دكتور جيكل ومستر هايد" الشهيرة في الأدب الغربي، وجعله يعيش بشخصيتين متناقضتين تمامًا، وقدمه لنا وهو ينعم بحسبه ونسبه وأمواله وأملاكه وعقاراته المختلفة، وفي نفس الوقت يستسلم لشهواته فيطارد النساء الجميلات ليحصل عليهن، متجاوزًا كل الحدود، ومستخدمًا ضعاف النفوس والفقراء عديمي الأخلاق لتحقيق أهدافه، وإن اضطر إلى الإيعاز بالقتل، لتظل صفحته بيضاء ناصعة، وليحفظ سجله الناصع من التلوث، لكنه ينكشف في النهاية ليلقى جزاءه المستحق.
يوضح المؤلف المكان الذي يعيش فيه المستشار، قصره بحي الزمالك، وقصر عائلته في بني سويف، كما أوضح العصر الذي يمارس فيه سطوته وإجرامه ، حيث يتضح عصر محدد تدور فيه أحداث الرواية وهو منتصف أغسطس عام ٢٠١٧، كما أن ذكر الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي لم يغير من الأمر شيئًا، وهو ما جعل الرواية أقرب إلى دراسة الشيطان نفسه.
استخدم الروائي لغة قوية فخمة، خاصة في المونولوجات الداخلية، وتميزت بعض المقاطع بأنها أقرب إلى الشعر، وقد استخدم مستوى واحدًا للغة، فلم أشعر بأن لغة الخادم تختلف عن لغة المستشار، وقد لاحظت وجود فائض لغوي في بعض المواضع، كان يمكن اختصاره.
شكرًا للروائي أحمد عبد الله اسماعيل على روايته التي تشد القاريء من الصفحة الأولي للصفحة الأخيرة، ليتتبع مسيرة الشيطان في حياتنا.
كفر الزيات في 11 من نوفمبر 2024 م
الأديب محمود عرفات
هذه هي الحكاية التي يقدمها لنا الروائي أحمد عبد الله إسماعيل في روايته "سيسامنيس"، التي استقى اسمها من اسم القاضي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وانحرف عن جادة الطريق، واستسلم للغواية، فخسر كل شيء.
المؤلف قدم للقاريء شخصية تقترب من شخصية "دكتور جيكل ومستر هايد" الشهيرة في الأدب الغربي، وجعله يعيش بشخصيتين متناقضتين تمامًا، وقدمه لنا وهو ينعم بحسبه ونسبه وأمواله وأملاكه وعقاراته المختلفة، وفي نفس الوقت يستسلم لشهواته فيطارد النساء الجميلات ليحصل عليهن، متجاوزًا كل الحدود، ومستخدمًا ضعاف النفوس والفقراء عديمي الأخلاق لتحقيق أهدافه، وإن اضطر إلى الإيعاز بالقتل، لتظل صفحته بيضاء ناصعة، وليحفظ سجله الناصع من التلوث، لكنه ينكشف في النهاية ليلقى جزاءه المستحق.
يوضح المؤلف المكان الذي يعيش فيه المستشار، قصره بحي الزمالك، وقصر عائلته في بني سويف، كما أوضح العصر الذي يمارس فيه سطوته وإجرامه ، حيث يتضح عصر محدد تدور فيه أحداث الرواية وهو منتصف أغسطس عام ٢٠١٧، كما أن ذكر الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي لم يغير من الأمر شيئًا، وهو ما جعل الرواية أقرب إلى دراسة الشيطان نفسه.
استخدم الروائي لغة قوية فخمة، خاصة في المونولوجات الداخلية، وتميزت بعض المقاطع بأنها أقرب إلى الشعر، وقد استخدم مستوى واحدًا للغة، فلم أشعر بأن لغة الخادم تختلف عن لغة المستشار، وقد لاحظت وجود فائض لغوي في بعض المواضع، كان يمكن اختصاره.
شكرًا للروائي أحمد عبد الله اسماعيل على روايته التي تشد القاريء من الصفحة الأولي للصفحة الأخيرة، ليتتبع مسيرة الشيطان في حياتنا.
كفر الزيات في 11 من نوفمبر 2024 م
الأديب محمود عرفات