،
قصيدة تنبض بالحزن والتشاؤم، وتغوص في عمق معاناة الإنسان في مواجهة الجفاف الروحي والجسدي الذي يضرب الأرض والإنسان معًا. يبدأ النص بصورة حزينة تروي ضياع الأمل، إذ تتدفق الينابيع نحو الجفاف، ويبرز الحضور المهيمن للموت والدمار الذي يكتسح الأرواح كما الأشجار الفاسدة.
الكلمات التي اخترتها، مثل “الينابيع”، “الجحيم”، “الرعب”، و”فواجع”، تحمل تناقضًا عميقًا مع الأمل والحياة، وتعكس واقعًا قاسيًا لا يرحم، واقعًا تتشابك فيه الهويات والآلام تحت وطأة الحرب واللجوء. في هذه الصورة الشديدة، يتحول “مصطفى” إلى “مكتفى”، وهو تبدل ينم عن فقدان الذات والهويات في عالم مضطرب وممزق.
العبارات مثل “يأكل النّدى قمم قحط المدى المجفّف” و”أطراف الجبال الزائلة” تبرز فكرة التلاشي والضياع في قلب الفوضى والمجاعة. أما “أيدِي العبث”، فهي تشي بفقدان الإنسانية في زمن السقوط، حيث تُمحى القيم والأسماء ويُلقى بالناس في هوامش الوجود.
النهاية، حيث يتحول “النّدى” إلى “مرتدى”، تجسد الاستسلام الكامل أمام ما لا مفر منه، مع الإشارة إلى أن الإنسان يظل ضحية التغييرات الكبرى التي تفرضها الحروب والمآسي.
النص يملك أبعادًا فلسفية تتناول مفهوم الهوية والمعاناة في عالم غارق في الخراب، وقد أبدعت في استخدام الصور الشعرية والرمزية لبث هذه الرسالة العميقة.
ليلى كو..
* تحوّلات..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
حزينةٌ هيَ الينابيعُ
تجري صوبَ جفافٍ لئيمٍ
ليبرعمَ الجحيمُ علىٰ ضفَّتَيها
وتنموَ أشجارُ الرُّعبِ
وتثمرَ فواجعُ وقتلىٰ
ومشرّدون
في أصقاعِ الجوعِ العنيفِ
حيثُ يأكلُ النّدىٰ
قممَ قحطِ المدىٰ المجفّفِ
وأطرافَ الجبال الزّائلةِ
عن أرضٍ معمّرةٍ بالاستغاثاتِ
والحناجرِ النّازفةِ
يهطلُ منها الشّللُ
وبحارٌ مِنَ اللاجئينَ
يتوزّعون عند قارعاتِ العدمِ
لتمتدَّ لهم أيدِي العبثِ
تزيلُ عنهم نبضَ قلوبِهم
وتمحو قسماتِ قاماتِهِم
وترميهم في مذلّةٍ
سحيقةِ المعاني
وتعطيهِم أسمـاءً باليةَ النّسيجِ
فيتحوّلُ مصطفىٰ
إلىٰ مكتفىٰ
والنّدىٰ
إلىٰ مرتدىٰ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
قصيدة تنبض بالحزن والتشاؤم، وتغوص في عمق معاناة الإنسان في مواجهة الجفاف الروحي والجسدي الذي يضرب الأرض والإنسان معًا. يبدأ النص بصورة حزينة تروي ضياع الأمل، إذ تتدفق الينابيع نحو الجفاف، ويبرز الحضور المهيمن للموت والدمار الذي يكتسح الأرواح كما الأشجار الفاسدة.
الكلمات التي اخترتها، مثل “الينابيع”، “الجحيم”، “الرعب”، و”فواجع”، تحمل تناقضًا عميقًا مع الأمل والحياة، وتعكس واقعًا قاسيًا لا يرحم، واقعًا تتشابك فيه الهويات والآلام تحت وطأة الحرب واللجوء. في هذه الصورة الشديدة، يتحول “مصطفى” إلى “مكتفى”، وهو تبدل ينم عن فقدان الذات والهويات في عالم مضطرب وممزق.
العبارات مثل “يأكل النّدى قمم قحط المدى المجفّف” و”أطراف الجبال الزائلة” تبرز فكرة التلاشي والضياع في قلب الفوضى والمجاعة. أما “أيدِي العبث”، فهي تشي بفقدان الإنسانية في زمن السقوط، حيث تُمحى القيم والأسماء ويُلقى بالناس في هوامش الوجود.
النهاية، حيث يتحول “النّدى” إلى “مرتدى”، تجسد الاستسلام الكامل أمام ما لا مفر منه، مع الإشارة إلى أن الإنسان يظل ضحية التغييرات الكبرى التي تفرضها الحروب والمآسي.
النص يملك أبعادًا فلسفية تتناول مفهوم الهوية والمعاناة في عالم غارق في الخراب، وقد أبدعت في استخدام الصور الشعرية والرمزية لبث هذه الرسالة العميقة.
ليلى كو..
* تحوّلات..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
حزينةٌ هيَ الينابيعُ
تجري صوبَ جفافٍ لئيمٍ
ليبرعمَ الجحيمُ علىٰ ضفَّتَيها
وتنموَ أشجارُ الرُّعبِ
وتثمرَ فواجعُ وقتلىٰ
ومشرّدون
في أصقاعِ الجوعِ العنيفِ
حيثُ يأكلُ النّدىٰ
قممَ قحطِ المدىٰ المجفّفِ
وأطرافَ الجبال الزّائلةِ
عن أرضٍ معمّرةٍ بالاستغاثاتِ
والحناجرِ النّازفةِ
يهطلُ منها الشّللُ
وبحارٌ مِنَ اللاجئينَ
يتوزّعون عند قارعاتِ العدمِ
لتمتدَّ لهم أيدِي العبثِ
تزيلُ عنهم نبضَ قلوبِهم
وتمحو قسماتِ قاماتِهِم
وترميهم في مذلّةٍ
سحيقةِ المعاني
وتعطيهِم أسمـاءً باليةَ النّسيجِ
فيتحوّلُ مصطفىٰ
إلىٰ مكتفىٰ
والنّدىٰ
إلىٰ مرتدىٰ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول