تنهض العروبة و تسير بالتحليل الوظيفي لأقسام الكلم
المعني الوظيفي في اللغة العربية كان عنوان كتاب للباحثة في اللسانيات الدكتورة دليلة مزوز من جامعة باتنة هو عبارة عن مجموعة مقالات و محاضرات قدمتها ناقشت فيها القواعد الصحيح للغة العربية ، و قد جالت الباحثة و ساحت بنا عبر محطات كثيرة غابت عن الكثير بما فيهم اللغويين و ماهي اوجه التقارب و الاختلاف بينهم و أمور أخري تعكس مظاهر من تطور اللغة العربية في العصر الحديث من اللغة الشفهية الي المكتوبة و كيف تعرضت لتغيرات في معانيها بفعل حركة الترجمة التي بدأت مع انشاء المدراس ما تطلب الحفاظ علي سلامة اللغة العربية
و تحدثت عن الحركة الإعرابية باعتبارها إجراء شكلي وظيفي، و هي عند كثير من الباحثين ليست شكل فقط، لأن النحو العربي يهتم بالشكل و المعنى، فعبارة المسند و المسند إليه عند سيبويه مصطلح وظيفي واسع جدا، لأنه يشمل الجملة الفعلية ، دون أن تهمل دور البيئة التركيبية للجمل التي صاغها اللغويون أمثال نعوم تشومسكي، و قد قارنت الدكتورة دليلة مزوز بين هذا الأخير ( تشومسكي) و سيبويه و قالت أن هناك عنصر مشترك بينهما هو الفعل و الفاعل و الأدوات التي نشتغل بها في لغتنا، كما تطرقت الباحثة للحديث عن التركيب الفعلي و أنماطه عند سيبويه، فهناك عشرة أنماط سمّاها النُحَّاةُ القدامى بالقرائن و منهم الأمين الإسترأبادي و هو من العلماء المتميزين و كذلك ابن يعيش و الزمخشري و غيرهم، من وجهة نظرها هي فإن الوظيفية الغربية تهتم و تبحث في كل المعاني و ما وراء المعنى، عكسنا نحن ، لأننا كما أضافت لا نقرأ التراث بمنظارٍ حداثيٍّ لكننا نستحضر السياقات التي دفعتهم للكتابة عن التراث ، فالاستعارات على سبيل المثال لا الحصر توجد عند العرب 38 استعارة ، لكن لا تدرس أو تستعمل سوى 04 منها فقط.
الفكرة التي طرحتها الباحثة في كتابها هي تأويل المساواة بين المقولة الإسمية و المقولة الفعلية باستخدام أليات العقل و هو ما اشار إليه الجرجاني، تقول الباحثة أنه في دراستها التحليلية حول المعني الوظيفي في اللغة العربية ،استعانت بالرياضيات باستعمال منحنيات بيانية و جداول خاصة، أرادت القول أنه توجد "أزمنة" في الجملة الفعلية، كما اعتمدت على ما سمّته بـ: "التحليل التشجيري" و هو التحليل الذي وضعته المدرسة الفرنسية الأمريكية، أي تحليل الجملة إلى تركيب اسمي و تركيب فعلي، لأن المكان و الزمان معاني مضمرة، ما استخلصته هذه الباحثة من كتابها أن هناك نقطة أساسية تحتاج إلى مراجعة و ترتيب، في مقدمتها المنظومة التربوية و المنظومة الجامعية في الجزائر، فهي كما أضافت لا تقوم على دعائم سليمة و هي بحاجة إلى إعادة ترتيب، لأن النخبة في الجزائر اندثرت، و النظام الكلاسيكي كان منتجا ، و هو من أنتج العلماء ، في انتقادها نظام الألمدي في الجزائر الذي كان نظاما فاشلا.
علجية عيش