عرض /محمد عباس محمد عرابي
العلاقات الاجتماعية الناجحة بين الناس فن له أصوله وأسسه التي يقوم عليها؛ حتى تنجح هذه العلاقات، وحتى تزول البغضاء والشحناء من النفوس، ويحل التواصل محل التدابر والتقاطع، ومن أبرز متطلبات العلاقات الاجتماعية الناجحة بين الناس في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ما يلي:
التواضع، حسن المعاملة، لين الجانب، التسامح، العفو الصفح،والتغافل وفيما يلي شواهد ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
التواضع:
فقد حثنا القرآن الكريم على التواضع قال تعالى:"﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ (المائدة/آية 54)
وقوله تعالى﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].
وقوله تعالى﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص/آية 83)
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"؛لذا أوصى لقمان الحكيم ابنه: يا بني، تواضع للحق تكن أعقل الناس
حسن المعاملة:
حيث أمرنا الإسلام قال تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: 83)؛
وقوله تعالى (دْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: 125). وفي الحديث صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (رواه البخاري)
لين الجانب:
فقد أمرنا الإسلام بلين الجانب قال تعالى "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى *قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى"طه /آية 42-45
التسامح:
ديننا دين التسامحقال تعالى" الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"آل عمران /آية (134)
العفو:
أمرنا ديننا العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الشورى /آية 40
الصفح:
أمرنا ديننا الحنيف بالصفح قال تعالى﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾(الأعراف:199)
وقوله تعالى:﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (النور:22).
وقوله تعالى أيضاً:﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾(الحجر:85).
*التغافل: وقال أكثم بن صيفي: «الكرم حسن الفطنة وحسن التغافل، واللؤم سوء الفطنة وسوء التغافل». فالعافية في الغافل قيل إن الإمام ابن حنبل سُئل: «أين نجد العافية؟» فقال: «تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات»، ثم قال: «بل هي العافية كلها"وقيل «من تراخى تألّف، ومن تشدَّد نفَّر،" والشرف التغافل»
فلنحرص على أن تكون علاقتنا بالآخرين طيبة قائمة على التواضع، حسن المعاملة، لين الجانب، التسامح، العفو الصفح كما أمرتنا نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
المراجع :
للمزيد حول التغافل يرجع :
التغافل من أخلاق النبلاءعمر بن عبدالله المشاري
الثلاثاء 27 صفر 1445هـ 12 سبتمبر 2023م
وفي التغافل علاج:عبدالله العمادي
islamonline.net
العلاقات الاجتماعية الناجحة بين الناس فن له أصوله وأسسه التي يقوم عليها؛ حتى تنجح هذه العلاقات، وحتى تزول البغضاء والشحناء من النفوس، ويحل التواصل محل التدابر والتقاطع، ومن أبرز متطلبات العلاقات الاجتماعية الناجحة بين الناس في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ما يلي:
التواضع، حسن المعاملة، لين الجانب، التسامح، العفو الصفح،والتغافل وفيما يلي شواهد ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
التواضع:
فقد حثنا القرآن الكريم على التواضع قال تعالى:"﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ (المائدة/آية 54)
وقوله تعالى﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].
وقوله تعالى﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص/آية 83)
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"؛لذا أوصى لقمان الحكيم ابنه: يا بني، تواضع للحق تكن أعقل الناس
حسن المعاملة:
حيث أمرنا الإسلام قال تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: 83)؛
وقوله تعالى (دْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: 125). وفي الحديث صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (رواه البخاري)
لين الجانب:
فقد أمرنا الإسلام بلين الجانب قال تعالى "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى *قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى"طه /آية 42-45
التسامح:
ديننا دين التسامحقال تعالى" الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"آل عمران /آية (134)
العفو:
أمرنا ديننا العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الشورى /آية 40
الصفح:
أمرنا ديننا الحنيف بالصفح قال تعالى﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾(الأعراف:199)
وقوله تعالى:﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (النور:22).
وقوله تعالى أيضاً:﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾(الحجر:85).
*التغافل: وقال أكثم بن صيفي: «الكرم حسن الفطنة وحسن التغافل، واللؤم سوء الفطنة وسوء التغافل». فالعافية في الغافل قيل إن الإمام ابن حنبل سُئل: «أين نجد العافية؟» فقال: «تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات»، ثم قال: «بل هي العافية كلها"وقيل «من تراخى تألّف، ومن تشدَّد نفَّر،" والشرف التغافل»
فلنحرص على أن تكون علاقتنا بالآخرين طيبة قائمة على التواضع، حسن المعاملة، لين الجانب، التسامح، العفو الصفح كما أمرتنا نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
المراجع :
للمزيد حول التغافل يرجع :
التغافل من أخلاق النبلاءعمر بن عبدالله المشاري
الثلاثاء 27 صفر 1445هـ 12 سبتمبر 2023م
وفي التغافل علاج:عبدالله العمادي
من اقرأ إلى واسجد واقترب - إسلام أون لاين
أول موقع عربي على الإنترنت يهتم بنشر الثقافة الإسلامية والتعريف بمبادىء الدين الحنيف عبر معالجة عالم الأفكار والاهتمام بالعلوم وإصدارات الكتب.