وزَعَ يزَع ، زَعْ ، وَزْعًا ، فهو وَازِع ، والمفعول مَوْزوع، وأصل المضارع (يوزع) حذفت الواو منه فهو مثل : (يَسَعُ)، و(يَضَعُ)، و(يَطَأُ)، و(يَهَبُ)، و(يَقَعُ)، ومعناه : كفّ، ومنع، ومنه قول الشاعر :
وَمَنْ لَمْ يَزَعْهُ لُبُّهُ وحَيَاؤُهُ ... فَلَيْسَ لَهْ مِنْ شَيْبِ فَوْدَيْهِ وَازعُ
وقيل : ( يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن )، قال الجاحظ : يراد به أن من يكف من الناس عن ارتكاب العظائم خوفا من السلطان أكثر ممن يكف عن ارتكابها خوفا من نهي القرآن وأمره وإنذاره . أي : ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمنع كثيرا من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الأكيد والتهديد الشديد ؛ لأن المجرم لو قرأت عليه القرآن كذا مرة يبقى مجرما ما لم يردعه السلطان بالقانون، وأن أولياء الله ما أمروا أن يسفكوا الدماء وقتل النفوس إلا بعد أن أبى الناس إلا نفورا وطغيانا فعند ذلك كان أمر ربك حتما مقضيا في اجتياحهم لئلا يختل بهم انتظام الاجتماع البشري .
وفي قوله تعالى ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) أي : يحبس أولهم على آخرهم، ومنه : وزع الجيش : أي : حبس أولهم على آخرهم، ويقال : رأيته يزع الجيش أي : يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب، ومنه الحديث : ( قِيلَ : وَمَا رَأَى [الشيطان] يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ ) أي : يرتبهم ويصفهم، وقيل في ذلك : يَكُفُّ هذا أن يتقدم ويمنع هذا أن يتأخر ، ويأمر هذا أن يتقدم. ويقال : وزع ثرثارا، ووزع كلبا إذا زجره ونهاه والوازِع : الزاجر والمانع قد يكون داخليّ يَرْدَع عن شيءٍ ما ويمنع من ارتكاب سلوك معيَّن مثل : وازع أخلاقيّ، ووازع دينيّ .
وفي كتب الحيوان يطلق على الكلب بأنه وازع ؛ لأنه يزع الذئب عن الغنم ، أي يطرده .أما أوزعَ يُوزع ، إيزاعًا ، فهو مُوزِع ، والمفعول مُوزَع (للمتعدِّي)، يقال : أوزع بين الصديقين : فرّق بينهما، كذلك أوزع الشيءَ، مثل : أوزع الثَّريُّ مالَه قبل وفاته،أي : قسّمه وفرّقه .
وأوزعَه اللهُ الشُّكرَ : ألهمه إيّاه، قال تعالى ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) بمعنى ألهمني من هذا ؛ لأنَّ تحقيقه : اجعلني من حيث أزع نفسي عن الكفر، أي : أمنعها .
وأما توزَّعَ ، تَوزُّعًا ، فهو مُتوزِّع ، والمفعول مُتوزَّع (للمتعدِّي)، بمعنى : تفرَّق وانتشر، ومثاله : توزَّع دَمُه بين القبائل .
وأما وَزَّعَ يوزِّع ، تَوْزيعًا ، فهو مُوزِّع ، والمفعول مُوزَّع، بمعنى : قسّمه وفرّقه، ومثاله : وزَّع الموسيقارُ اللَّحْنَ : أي : فرَّقَهُ على الآلات الموسيقيّة المختلفة، ووزَّع المخرجُ الأدوارَ : فرّقها على الممثلين في العمل الفنيّ، وتوزيع الأرباح على المساهمين، والمُوزِّع مَنْ يُفَرِّق الرَّسائل البريديَّة أو الصُّحُف اليوميَّة أو المجلاّت أو الكتب أو الأفلام أو غير ذلك، والمؤنث : موزّعة . وأما الأوازع فهو جمع لا مفرد له، ومعناه : جماعات من الناس، وفي قول الشاعر : أَحْلَلْتَ بَيْتَكَ بالجَميعِ وبعضُهم ... مُتفرِّقٌ لِيَحُلَّ بالأَوزاعِ، أي : بالبيوت البعيدة عن مجتمع الناس .
د. محمد نوري جواد
* عن الصباح
وَمَنْ لَمْ يَزَعْهُ لُبُّهُ وحَيَاؤُهُ ... فَلَيْسَ لَهْ مِنْ شَيْبِ فَوْدَيْهِ وَازعُ
وقيل : ( يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن )، قال الجاحظ : يراد به أن من يكف من الناس عن ارتكاب العظائم خوفا من السلطان أكثر ممن يكف عن ارتكابها خوفا من نهي القرآن وأمره وإنذاره . أي : ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمنع كثيرا من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الأكيد والتهديد الشديد ؛ لأن المجرم لو قرأت عليه القرآن كذا مرة يبقى مجرما ما لم يردعه السلطان بالقانون، وأن أولياء الله ما أمروا أن يسفكوا الدماء وقتل النفوس إلا بعد أن أبى الناس إلا نفورا وطغيانا فعند ذلك كان أمر ربك حتما مقضيا في اجتياحهم لئلا يختل بهم انتظام الاجتماع البشري .
وفي قوله تعالى ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) أي : يحبس أولهم على آخرهم، ومنه : وزع الجيش : أي : حبس أولهم على آخرهم، ويقال : رأيته يزع الجيش أي : يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب، ومنه الحديث : ( قِيلَ : وَمَا رَأَى [الشيطان] يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ ) أي : يرتبهم ويصفهم، وقيل في ذلك : يَكُفُّ هذا أن يتقدم ويمنع هذا أن يتأخر ، ويأمر هذا أن يتقدم. ويقال : وزع ثرثارا، ووزع كلبا إذا زجره ونهاه والوازِع : الزاجر والمانع قد يكون داخليّ يَرْدَع عن شيءٍ ما ويمنع من ارتكاب سلوك معيَّن مثل : وازع أخلاقيّ، ووازع دينيّ .
وفي كتب الحيوان يطلق على الكلب بأنه وازع ؛ لأنه يزع الذئب عن الغنم ، أي يطرده .أما أوزعَ يُوزع ، إيزاعًا ، فهو مُوزِع ، والمفعول مُوزَع (للمتعدِّي)، يقال : أوزع بين الصديقين : فرّق بينهما، كذلك أوزع الشيءَ، مثل : أوزع الثَّريُّ مالَه قبل وفاته،أي : قسّمه وفرّقه .
وأوزعَه اللهُ الشُّكرَ : ألهمه إيّاه، قال تعالى ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) بمعنى ألهمني من هذا ؛ لأنَّ تحقيقه : اجعلني من حيث أزع نفسي عن الكفر، أي : أمنعها .
وأما توزَّعَ ، تَوزُّعًا ، فهو مُتوزِّع ، والمفعول مُتوزَّع (للمتعدِّي)، بمعنى : تفرَّق وانتشر، ومثاله : توزَّع دَمُه بين القبائل .
وأما وَزَّعَ يوزِّع ، تَوْزيعًا ، فهو مُوزِّع ، والمفعول مُوزَّع، بمعنى : قسّمه وفرّقه، ومثاله : وزَّع الموسيقارُ اللَّحْنَ : أي : فرَّقَهُ على الآلات الموسيقيّة المختلفة، ووزَّع المخرجُ الأدوارَ : فرّقها على الممثلين في العمل الفنيّ، وتوزيع الأرباح على المساهمين، والمُوزِّع مَنْ يُفَرِّق الرَّسائل البريديَّة أو الصُّحُف اليوميَّة أو المجلاّت أو الكتب أو الأفلام أو غير ذلك، والمؤنث : موزّعة . وأما الأوازع فهو جمع لا مفرد له، ومعناه : جماعات من الناس، وفي قول الشاعر : أَحْلَلْتَ بَيْتَكَ بالجَميعِ وبعضُهم ... مُتفرِّقٌ لِيَحُلَّ بالأَوزاعِ، أي : بالبيوت البعيدة عن مجتمع الناس .
د. محمد نوري جواد
* عن الصباح