الجنس في الثقافة العربية الجنس في الثقافة العربية : عفاف مطيراوي - طابو البكارة، اليوم وفي ديارنا نحن.. ليلة “الدخلة”.. تُكرم المرأة أو تهان!

كثيرة هي تلك الحكايات والقصص الّتي تكون فيها المرأة نفسها هي الراوية تحكي عن نساء تعرّضن إلى أنواع عدّة ومختلفة من العنف ” ليلة الدخلة”.

من نزفت كثيرا بعد أن أصاب زوجها رحمها في صولاته لافتضاض بكارتها، محتفلا بفحولته، منتشيا بدم ضحيّته الّتي حافظت له على مهره من خطر المارقين والفاسدين والفاسقين…!!!

كثير من الدم كثير من العفّة…

وأخرى طردها زوجها ليلة الزفاف شرّ طردة بعد أن باءت محاولاته لإراقة دم بكارتها بالفشل. وأخرى قُتلت، وأخرى ضربت وعُنّفت…

وكثيرة هي الأيدي الّتي شاركت في تعنيف تلك الأجساد الأنثويّة الّتي لم تسل من بين أفخاذها الدماء… وكثيرة هي الأفواه الّتي لاكتها وشتمتها وأهانتها… وكثيرة هي الأسماع الّتي شنّفت الآذان مُصغية إلى حكاياتها مستمتعة شامتة غامزة…

وتدور طاحونة العنف لا تكلّ ولا تملّ، فيها تُسحق المرأة وتُذلّ وتُهان وتُداس…

ولا تزال العائلات في أعراسنا في بعض ربوعنا تقف أمام غرفة نوم الزوجين منتظرة للقميص الملوّن بدم العروس، لتأخذه الأمّ مزغردة راقصة رقصات هوسيّة بمشاركة الأخوات والخالات والعمّات فرحا وإغاظة لكلّ من شكّك في أخلاق ابنتها…
والطريف أنّ الأمّ في بعض جهاتنا تحتفظ بفستان ابنتها إلى مماتها ليدفن معها عند موتها، ربّما لتقدّمه إلى الخالق دليلا على براءة ابنتها من الرذيلة أو لتدخل الأمّ بموجبه الجنّة…!

ويأبى المدعوّون ،لاسيّما النساء، مغادرة حفل الزفاف قبل رؤية قميص العروس وعليه قطرات دمها، وبقدر ما يكون الدم كثيرا تكون الفتاة عفيفة شريفة لم يباعد بين فخذيها غير زوجها…

ويوم ” الصباح” تقدم الزائرات مهنّئات مبصبصات في لهفة لرؤية دم العروس واشتمامه
ولمسه إن أمكن ذلك…

أعين كثيرة تودّ نهش جسد العروس…

فالدم يكمّم الأفواه ويثلج الصدور…

أيّ مهانة يمكن أن تستشعرها المرأة ودمها مهدور وشرفها منظور، الكلّ في انتظار رؤية دمها وفي لمس قميصها ليقدّموا لها شهادة في الشرف والأخلاق وفي خلوّ ذمّتها من الرذيلة والخطيئة…؟؟!!

فقميص العروس الملطّخ بدمائها يُعيد الأمل إلى قلوب كلّ أفراد العشيرة الواجفة الوجلة خوفا
وإشفاقا من أن لا يسيل دم فتاتهم…

والطريف في الأمر أنّ المرأة هي الّتي تُعَنَّف وهي الّتي تُعَنِّف عادة.

ليلة الزفاف، ” فرحة العمر”، “العرس الدامي”…!!!

أيّ فرح يمكن أن تشعر به المرأة، وهي تعلم أنّ الجميع ينتظر لحظة دخول الزوج عليها

ليفتضّها ويقدّم دليل شرفها وشهادة براءتها من الرذيلة إلى كلّ من قدم للاحتفال بفحولة الرّجل وعذريّة المرأة…!



* عن الاوان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...