ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد أبوالفتح البشبيشي - مصـــر - 1915 - 1934

محمد أبوالفتح محمود البشبيشي.
ولد في محافظة البحيرة (مصر)، وتوفي في الإسكندرية.
عاش حياته في مصر.
تلقى مراحل تعليمه الأولي بمحافظته، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة دار العلوم، غير أنه توفي وهو ما يزال في بداية حياته.
كان عضوًا في ندوة الثقافة بالقاهرة.
شارك في العديد من المنتديات الشعرية والثقافية في أيامه، وكان لوالده الشاعر «محمود البشبيشي» أثره البالغ في توجيهه وتثقيفه.
يدل شعره على نزوع مبكر نحو التجديد.

الإنتاج الشعري:
- نشرت له مجلة أبولو عددًا من القصائد هي: «في ليلة» - مارس 1933، و«مرثية لشكسبير» - مايو 1933، و«حينما» - يونيه 1933، و«ذكرى شوقي» - أكتوبر 1933، و«يلومونني» - فبراير 1934، و«منطق الروض» - أبريل 1934.
بشعره نزعة جبرية، تعكس تأزمًا وجوديًا لديه، يلاحقه سؤال الغاية، ويساوره شعور مدمر بدنو الأجل، واقتراب خطى الموت. تحف شعره رؤى سوداوية متشائمة،
تعبر عن نفس معذبة، وروح متعبة. تجيء لغته مصبوغة بالدلالات السوداوية التي يفرزها ما اعتمده من مفردات. يمتلك خيالاً نشطًا قاده إلى التعبير بعمق عن عذابات نفسه وسقام روحه، مع ميل باد إلى التجديد.

مصادر الدراسة (الدوريات):
1 - حسين البشبيشي: الشاعر البشبيشي - مجلة أبولو - عدد نوفمبر 1934.
2 - محمد عبدالغفور: البشبيشي الشاعر - مجلة أبولو - عدد أكتوبر 1934.

...

يلومونني

يلـومـوننـي، بعضٌ مـن الخَلْق، أننـي = أصعِّد عـن قـلـبـي لهـيبًا يُحــــــرّقُ
ومـا عـلـمـوا أنـي إذا مــــــــا حَبَسْتُه = بـه يـتلظَّى ثـم هـيـهـاتَ يـخــــــفِق
يلـومـوننـي، واللـومُ بعضٌ من الأسَى = عـلى أننـي أبكـي ولا أتـــــــــــــرفَّق
ومـا عـلـمـوا - عـافـاهـمُ الله - أنني = أُروِّحُ عـن نفسـي شجـــونًا وأُشْفق
يلـومـوننـي أنـي، عـلى أننــــــــي فتًى = أحـوِّمُ فـي وادي الرّدى وأحـــلِّق
ومـا عـلـمـوا أنـي - وقـد ضلَّ قـــائدي = أحـاول كشْفًا للّذي فـيــــــــــه أغرق!
أحـاول أجلـو عـنه رُعْبًا ورهـــــــــــبَةً = فألقـاه، مُبْدَى السّنِّ، إذ جـاء يـطرق!
أحـاول إهـراق الـدّمــــــــــوع فلا =دمـوعًا بعـيـنـي إذ يجـيء يُحــــــــمْلق!
ألـيسَ بـمُبْكٍ أننـا فـي حـيـاتـنــــــــا = سحـائبُ لـيلٍ أرعـدت ثــــــــــــم تُبرق؟
وسَرعـانَ مـا تغدو الـبروق أوابــــــــدًا = وسـرعـان مـا تـنصـبُّ مـاءً وتُهـــــــــرق
فلا بُرُقٌ بـاللـيل تسـري ولا بــــــــــه = رعـودٌ تدوّي أو سحـابٌ يحــــــــــــــلّق؟
ألـيس بـمؤسٍ أننـا، فـي حـيـاتـنـــــــا = وأنفـاسُنـا مـن صدرنـــــــــــا تتلاحق؟
كأنغام عـودٍ تسحـرُ الـمــــــــــرءَ برهةً = وسـرعـان مـا تَفْنَى فلا سحـرَ يـــنطق
ألـيس بـمؤسٍ أننـا نَنْثنــــــــــــي إلى = كؤوس الرّدَى نمتصُّهـا ثـــــــــــم نلعق؟!
فـيـا لُوَّمـي هل كـان فـيـهــــــــا مخلَّدٌ = عـلى ظهـرهـا أم كلّنـــــــا النَّوْءُ يُفرق؟


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...