ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد أبوالمجد الصايم - مصر - 1957 - 1994

ولد محمد أبوالمجد الصايم في قرية القبيبة (مركز فرشوط -محافظة قنا - بصعيد مصر) - وفيها توفي.
عاش حياته في مصر.
تلقى مراحل تعليمه الأولي ببلدته، وبمركز فرشوط. وفي عام 1983 انتقل إلى مدينة أسيوط ليلتحق بجامعتها، فتخرج فيها حاصلاً على درجة البكالوريوس من كلية الزراعة.
عمل مدرسًا لمدة عامين، ثم مهندسًا بالإرشاد الزراعي في مدينة فرشوط.
كان عضوًا بنقابة الزراعيين المصرية، إلى جانب عضويته في النادي الأدبي بثقافة فرشوط.
يعد أحد الأصوات الشعرية في جيل الثمانينيات.
شارك في إثراء الواقع الثقافي بصعيد مصر، إلى جانب مشاركاته في مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم، ممثلاً محافظته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «الدوران حول نفس النقطة»، صدر بعد رحيله عن نادي أدب ثقافة فرشوط (د.ت)، ونشرت له مجلات: المجلة العربية، المنهل، إبداع، الشعر - وغيرها عددًا من القصائد.
ما أتيح من شعره يميل إلى طرح همومه الذاتية العاجلة، التي تتمثل في سعيه الحثيث إلى التحقق كذات تحلم بحريتها، إلى جانب طرحه لهموم أخرى عامة تتمثل في الدعوة إلى مجابهة كل أشكال الظلم التي يمكن أن تقع على الإنسان، تلك الدعوة التي تجيء مشفوعة بدعوة أخرى إلى المساواة،ومناصرة العدل على هذه الأرض. كتب الشعر على الطريقة الجديدة، أو ما عرف بشعر التفعيلة إطارًا لكتابته. تميل لغته إلى البساطة التي تعفيها من ثقل التراكيب، وكثافة الأنساق، تصحبها مساحة معقولة من التخيل.

مصادر الدراسة:
-3- لقاء أجراه الباحث: أحمد الطعمي مع محمود مغربي محمد عضو الأمانة العامة لأدباء مصر في الأقاليم - قنا 2003.

وأما بعد

وأمّا بعــــــــــــــــدُ لا بعْدٌ ولا قبْلُ = ولا سـيفٌ بسـاحتِنـا ولا خـــيلُ
عـنـاقـيـدُ الكروم الخضرُ يــــابسةٌ = وقـد أضحت يُخـيِّمُ فـوقها الطَّلّ
بكتْ للـتّيـن والزّيـتـون كَرْمَتُنـــــا = لأنّ عـلى روابـيـهـا غَفـا الـوحْل
فـمـا يـخضرُّ فـي أرضٍ لنـــا فَنَنٌ = لأنّ عـلى براعـمـنـا نمـا الـــذّلّ

***

الدوران.. حول نفس النقطة

نَعُودُ من جديدْ
نفتّش القلوبَ عن مَتاهةٍ حزينه
ونَغسل الضّلوعَ من شقائها المكرَّرْ
نعود من جديدْ
نلملم الرّؤوسَ والأكفَّ والسّيوفَ
والرّماحْ
ونزرع الجراحْ
ونعقر النّياق في مآتم البَسوسْ
ونُنبت الصّبّار في بيدائنا العليله
ونمسح الدّموع عن جليله
نعود من جديدْ
نبلّل الخدودَ بالبكاءْ
وننزع الغطاءْ
ونرشق السّهام في النهودْ
في الملابس العفيفه
ونرسم الدّماء في الملابس النظيفه
فيضحك السّيَّاف والجلاّدْ
تَسّاقطُ الكرومُ والنخيلْ
ويبسِم القَتَّال للقتيلْ
ويعطش الشهيدْ
وقبل أن تذوق أيّ ماءْ
ستُهرق الدّماءْ
نعود من جديد
وما يزال شَهريارُ يرتوي
من نكهةِ العرقْ
من إبِطَيْ فتاةْ
تعانق الحياةْ
وما يزال في العراء يرتمي ذريحْ
والقلبُ عند قيسه مقطَّعٌ جريحْ
لا مات فاستراحْ
أو عاش يستريحْ
وما يزال الصّولجانُ والحصانُ،
يرتعان، يسحقانِ
فجرَنا الوليدْ
وأنتَ يا زمانْ
تعود من جديدْ
لا عدتَ من جديدْ

***

نداءٌ إليه

تضيِّعني أنت في كل يومٍ
وفي كل ليله
وما زال زهرك بين النخاعْ
تضيّعني أنت ويلي فويلي
وتبحر بي كلَّ يومٍ جديدْ
لبحرٍ جديدْ
تزوِّق لي بالحديث المنمنمْ
طريقَ السّعاده
وحسنَ الرّفاده
وحين أعود مع العائدينْ
أعود وحيدًا وليس معي
غيرُ عام الرّماده
جفافٌ جفافْ
وسَبعٌ عِجافْ
وفوق الحقول البقول الجرادْ
فماذا تبقَّى ليوم الحصادْ؟
وأين البصيصْ؟
ومن ذاك يأتي ليعقوبَ يومًا؟
بريح القميصْ
أنا أنتَ أنتْ
حياةٌ وموتْ
بكاءٌ وصمتْ
لأجلك أبحرت بين البلادْ
وضيّعت حُلميَ فوق الطريقْ
أجيء كما السّندبادُ
أداوي الجروح وقلبي جريحْ
لأجلكَ أنت زرعت الشّتاءَ
بزهرِ الربيعِ
فضاع الربيعْ
وخيّم فوق الدّيار البوارْ
وفوق القلاعْ
وما زال عِطركَ
بين النّخاعْ

***

الارتحال في مواسم الصقيع

قد جئتكمْ
من قريةٍ صمّاءَ تبدو لاهيه
ويطلّ عند سمائها برجا حمامْ
ومنارتانْ
وهناك فوق الجسر تبكي ساقيه
قد جئتكم
نصفي من الرّيشِ
ونصفي الثاني أثقله الحديدْ
لا من مزيدْ
يا رحلةً طارت مع الفجر البعيدْ
أنا لست أقدرُ أن أسيرْ
ولست أقدر أن أعودْ




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...