ولد محمد محمد بدوي الشيخ في قرية دراجيل (مركز تلا - محافظة المنوفية)، وتوفي في عزبة الشوكة (قرية نديبة - محافظة البحيرة).
حفظ القرآن الكريم في قريته، التحق بعدها بالمعهد الأحمدي بمدينة طنطا، وحصل على الشهادة الثانوية (1934)، ثم التحق بكلية اللغة العربية (جامعة الأزهر)، ولكنه توفي وهو في السنة الثالثة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في جريدة سفينة الأخبار (طنطا)، منها: «المفارق والربيع» - العدد (507) - 25 من مايو 1933، و«ليلى» - 2 من يونيو 1933، وله ديوان مخطوط - مفقود.
الأعمال الأخرى:
- له خواطر ومقالات نشرت بجريدة سفينة الأخبار، منها: «المعاون» - العدد (267)، السنة العاشرة/ 22 من ديسمبر 1930.
شاعر وجداني، نظم في الوصف والتعلق بجمال الطبيعة والتعبير عن العاطفة الإنسانية، المتاح من شعره قصيدتان: أولاهما تعتني بالطبيعة ووصف مظاهر
الربيع فيها، ورسم صورة ترتبط بعاطفة الإنسان، يميل فيها إلى الاعتماد على السرد واستخدام نظام المقطوعات موحدة القافية، وثانيتهما ذات طابع غزلي تعتمد أسلوب
التكرار التقريري عن ليلى بوصفها المحبوبة والفاتحة أبواب الحياة، القصيدة في 15 بيتًا.
مصادر الدراسة:
1- مقابلات أجراها الباحث عزت سعدالدين مع بعض أفراد أسرة المترجم له - مدينة تلا 2006.
ليلى
هـي الـتـي عـلَّمتـنـي الـحـبَّ مــــن صغَري
وفـي هـواهـا فؤادي الـيـوم قـد عَلِقــــا
هـي الـتـي أوقعتـنـي فـي حـبـائلهـــــا
وأورثتـنـي لهـيب الشَّوق والقـلقــــــــا
هـي الـتـي أسعـدتـنـي فـي محـبّتهــــــا
وإن تكـن فـي عـيـونـي أذكتِ الأرقــــــا
هـي الـتـي أنحـلـت جسمـي برقّتهــــــــا
وخلّفتـنـي سقـيـمًا مغرمًا ومِقـــــــــــا
هـي الـتـي عـلَّمتـنـي الشعـر، أنظـــــمهُ
بردًا عـلى القـلـب لا أمـلا بـه الـورقـا
هـي الـتـي أوهـبتـنـي مـــــــنطقًا حسنًا
وصـيَّرتـنـي أديبًا نـاطقًا لـبِقــــــــــا
هـي الـتـي أجـرت الأقـلام طـوع يـــــدي
ومـا عهدت يراعـي قبـلُ مـنطلقــــــــــا
هـي الـتـي جعـلـتـنـي مذ ولِعْتُ بـهـــــا
مـن خـير مـا صـوّر الـبـاري ومـا خلقـــا
هـي الـتـي ألـبستـنـي ثــــــــوب مكرمةٍ
وصـيّرتـنـي فتًى لا أعـرف الـمـلقـــــــا
هـي الـتـي صـيّرت فـي قـلـب عـاشقهـــــا
نـور الـوفـاء ونـور العفَّة انـبثقــــــا
هـي الـتـي سلـبتـنـي الرّوح نظرتهــــــا
وأضنـت الجسم لـم تتـرك بـه رمقــــــــا
هـي الـتـي إن تشـاهدْ حُسْن طلعتهــــــــا
رأيـت شمس الضّحى قـد زانـت الأفقـــــــا
هـي الـتـي إن تـراهـا وهـي مشـــــــرقةٌ
كأنّهـا الـبـدر فـي لـيلٍ إذا غسقـــــــا
هـي الـتـي مـن جنـان الخلـد آتـــــــيةٌ
لـتفتـن الصَبَّ بـل تجلـو له الطُّرقـــــــا
فسـائلاهـا بحقّ الـحـبّ تـرحـمـنــــــــي
فـيـا خلـيلـيَّ قـلـبـي فـي الهـوى صدقــا
***
المفارق والربيع
ذهـبْتُ إلى الرِّيـاض غداة يـــــــــــــومٍ
أشـاهد بعض آثـار الرَّبــــــــــــــــيعِ
لأطرح عـــــــــــــــــــن فؤادي كلَّ هَمٍّ
برؤية ذلك الشَّكل الـبــــــــــــــــديع
فتذهـب كربتـي ويـخـفُّ مـا بــــــــــــي
مـن الأشـواق والـتَّوق الضّلــــــــــــيع
فألفـيـت الرَّيـاض عـلى جـمــــــــــــالٍ
بـهـيجٍ صنعة الله السمــــــــــــــــيع
رأيـت الـورد مـن يـــــــــــــدرك شذاهُ
يـهـيـم كأنّه بـيـن الرُّبــــــــــــــوع
رأيـت النَّرجس الـحسن الـمحــــــــــــيّا
مـثـير الشّوق مـن بـيـن الضُّلــــــــــوع
رأيـت الطَّير فـــــــــــــوق الغصن يشدو
بألـحـان السّرور مــــــــــــــن السَّريع
يـنـاجـي بعضُهـا بعضًا جهـــــــــــــارًا
عـلى الأغصـان مـن فـــــــــــوق الفروع
لأنفردَنَّ وحدي فـي مكــــــــــــــــــانٍ
وأختفـيـنَّ عـن عـيـن الرقـــــــــــــيع
فأشجـانـي هـنـالك صــــــــــــــوتُ فردٍ
مـن الأطـيـار فـــــــــــي أدنى الجذوع
رأيـتُ هـنـاك عصـفـورًا ذلــــــــــــيلاً
ذوى فـي جـانـب الرّوض الــــــــــــمَريع
يئنُّ ويشـتكــــــــــــــــــي أنّاتِ ثكلى
يصعِّدُهـا مـن القـلـب الـوجــــــــــــيع
جلست بجـانـب العصـفـور أبكــــــــــــي
ولـم أقـدر عـلى حسم الـدُّمــــــــــــوع
ونـاجـيـت الـحـزيـن ومـلء قـلـبـــــــي
خضـوعٌ دونه كلّ الخشـــــــــــــــــــوع
أمَن فـارقتَ ذو حسبٍ أصـــــــــــــــــيلٌ
عـريـقُ الـمـجـد مـرضــــــــــيُّ الفروع؟
أمَن فـارقتَ مـصـبـاحُ اللـيـالــــــــــي
مـثـيلُ الـبـدر فـي وقت الطُّلـــــــــوع؟
تـنهَّد ثـم طـار فقـلـــــــــــــت: مهلاً
إلى أيّ الـمـواطن بــــــــــــــالنُّزوع؟
إلى نحـو الفضـاء فإنَّ فـيــــــــــــــهِ
أواري مقـلـتـيَّ عـن الجـمـــــــــــــيع
فخذنـي لا تدعـنـي فـي ريـــــــــــــاضٍ
أراهـا الـيـوم كـالسّجن الـمـنــــــــيع
ومـا لـي نزهةٌ يـا طـير فـيـهــــــــــا
ومـا لـي حـيلةٌ غـير الرُّجـــــــــــــوع
ومـا لـي والرّيـاض وسـاكـنـيـهـــــــــا
ولـيس يسـرّنـي زهـر الرّبــــــــــــيع؟!
حفظ القرآن الكريم في قريته، التحق بعدها بالمعهد الأحمدي بمدينة طنطا، وحصل على الشهادة الثانوية (1934)، ثم التحق بكلية اللغة العربية (جامعة الأزهر)، ولكنه توفي وهو في السنة الثالثة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في جريدة سفينة الأخبار (طنطا)، منها: «المفارق والربيع» - العدد (507) - 25 من مايو 1933، و«ليلى» - 2 من يونيو 1933، وله ديوان مخطوط - مفقود.
الأعمال الأخرى:
- له خواطر ومقالات نشرت بجريدة سفينة الأخبار، منها: «المعاون» - العدد (267)، السنة العاشرة/ 22 من ديسمبر 1930.
شاعر وجداني، نظم في الوصف والتعلق بجمال الطبيعة والتعبير عن العاطفة الإنسانية، المتاح من شعره قصيدتان: أولاهما تعتني بالطبيعة ووصف مظاهر
الربيع فيها، ورسم صورة ترتبط بعاطفة الإنسان، يميل فيها إلى الاعتماد على السرد واستخدام نظام المقطوعات موحدة القافية، وثانيتهما ذات طابع غزلي تعتمد أسلوب
التكرار التقريري عن ليلى بوصفها المحبوبة والفاتحة أبواب الحياة، القصيدة في 15 بيتًا.
مصادر الدراسة:
1- مقابلات أجراها الباحث عزت سعدالدين مع بعض أفراد أسرة المترجم له - مدينة تلا 2006.
ليلى
هـي الـتـي عـلَّمتـنـي الـحـبَّ مــــن صغَري
وفـي هـواهـا فؤادي الـيـوم قـد عَلِقــــا
هـي الـتـي أوقعتـنـي فـي حـبـائلهـــــا
وأورثتـنـي لهـيب الشَّوق والقـلقــــــــا
هـي الـتـي أسعـدتـنـي فـي محـبّتهــــــا
وإن تكـن فـي عـيـونـي أذكتِ الأرقــــــا
هـي الـتـي أنحـلـت جسمـي برقّتهــــــــا
وخلّفتـنـي سقـيـمًا مغرمًا ومِقـــــــــــا
هـي الـتـي عـلَّمتـنـي الشعـر، أنظـــــمهُ
بردًا عـلى القـلـب لا أمـلا بـه الـورقـا
هـي الـتـي أوهـبتـنـي مـــــــنطقًا حسنًا
وصـيَّرتـنـي أديبًا نـاطقًا لـبِقــــــــــا
هـي الـتـي أجـرت الأقـلام طـوع يـــــدي
ومـا عهدت يراعـي قبـلُ مـنطلقــــــــــا
هـي الـتـي جعـلـتـنـي مذ ولِعْتُ بـهـــــا
مـن خـير مـا صـوّر الـبـاري ومـا خلقـــا
هـي الـتـي ألـبستـنـي ثــــــــوب مكرمةٍ
وصـيّرتـنـي فتًى لا أعـرف الـمـلقـــــــا
هـي الـتـي صـيّرت فـي قـلـب عـاشقهـــــا
نـور الـوفـاء ونـور العفَّة انـبثقــــــا
هـي الـتـي سلـبتـنـي الرّوح نظرتهــــــا
وأضنـت الجسم لـم تتـرك بـه رمقــــــــا
هـي الـتـي إن تشـاهدْ حُسْن طلعتهــــــــا
رأيـت شمس الضّحى قـد زانـت الأفقـــــــا
هـي الـتـي إن تـراهـا وهـي مشـــــــرقةٌ
كأنّهـا الـبـدر فـي لـيلٍ إذا غسقـــــــا
هـي الـتـي مـن جنـان الخلـد آتـــــــيةٌ
لـتفتـن الصَبَّ بـل تجلـو له الطُّرقـــــــا
فسـائلاهـا بحقّ الـحـبّ تـرحـمـنــــــــي
فـيـا خلـيلـيَّ قـلـبـي فـي الهـوى صدقــا
***
المفارق والربيع
ذهـبْتُ إلى الرِّيـاض غداة يـــــــــــــومٍ
أشـاهد بعض آثـار الرَّبــــــــــــــــيعِ
لأطرح عـــــــــــــــــــن فؤادي كلَّ هَمٍّ
برؤية ذلك الشَّكل الـبــــــــــــــــديع
فتذهـب كربتـي ويـخـفُّ مـا بــــــــــــي
مـن الأشـواق والـتَّوق الضّلــــــــــــيع
فألفـيـت الرَّيـاض عـلى جـمــــــــــــالٍ
بـهـيجٍ صنعة الله السمــــــــــــــــيع
رأيـت الـورد مـن يـــــــــــــدرك شذاهُ
يـهـيـم كأنّه بـيـن الرُّبــــــــــــــوع
رأيـت النَّرجس الـحسن الـمحــــــــــــيّا
مـثـير الشّوق مـن بـيـن الضُّلــــــــــوع
رأيـت الطَّير فـــــــــــــوق الغصن يشدو
بألـحـان السّرور مــــــــــــــن السَّريع
يـنـاجـي بعضُهـا بعضًا جهـــــــــــــارًا
عـلى الأغصـان مـن فـــــــــــوق الفروع
لأنفردَنَّ وحدي فـي مكــــــــــــــــــانٍ
وأختفـيـنَّ عـن عـيـن الرقـــــــــــــيع
فأشجـانـي هـنـالك صــــــــــــــوتُ فردٍ
مـن الأطـيـار فـــــــــــي أدنى الجذوع
رأيـتُ هـنـاك عصـفـورًا ذلــــــــــــيلاً
ذوى فـي جـانـب الرّوض الــــــــــــمَريع
يئنُّ ويشـتكــــــــــــــــــي أنّاتِ ثكلى
يصعِّدُهـا مـن القـلـب الـوجــــــــــــيع
جلست بجـانـب العصـفـور أبكــــــــــــي
ولـم أقـدر عـلى حسم الـدُّمــــــــــــوع
ونـاجـيـت الـحـزيـن ومـلء قـلـبـــــــي
خضـوعٌ دونه كلّ الخشـــــــــــــــــــوع
أمَن فـارقتَ ذو حسبٍ أصـــــــــــــــــيلٌ
عـريـقُ الـمـجـد مـرضــــــــــيُّ الفروع؟
أمَن فـارقتَ مـصـبـاحُ اللـيـالــــــــــي
مـثـيلُ الـبـدر فـي وقت الطُّلـــــــــوع؟
تـنهَّد ثـم طـار فقـلـــــــــــــت: مهلاً
إلى أيّ الـمـواطن بــــــــــــــالنُّزوع؟
إلى نحـو الفضـاء فإنَّ فـيــــــــــــــهِ
أواري مقـلـتـيَّ عـن الجـمـــــــــــــيع
فخذنـي لا تدعـنـي فـي ريـــــــــــــاضٍ
أراهـا الـيـوم كـالسّجن الـمـنــــــــيع
ومـا لـي نزهةٌ يـا طـير فـيـهــــــــــا
ومـا لـي حـيلةٌ غـير الرُّجـــــــــــــوع
ومـا لـي والرّيـاض وسـاكـنـيـهـــــــــا
ولـيس يسـرّنـي زهـر الرّبــــــــــــيع؟!