توطئة:
سأدلي بنظرية أعتقد فيها بالشذوذ الجنسي لدى واحد من فحول الشعراء ولكوني لست متخصصا في علم النفس أو الدراسات الطبية والفسلجية ولا أعرف الكثير عن علم الجينات والهرمونات لا سيما تلك التي لها تأثيرها في الشذوذ الجنسي سواء كان موروثا أو بتأثيرات أخرى لاسيما خلال المراحل الطفولية، فإني اعتمدت الروايات والتاريخ وما هو مدرج تحت خانة التراث ومن خلال حوادث متكررة الذكر متواترة تدل على ذلك أو في الأقل تثير الإهتمام وتستحق الإنتباه، ومثل هذه الدراسات ليست غريبة فقد قام بمثلها أستاذي في كلية التربية الذي تشرفت بالتتلمذ على يديه لمدة قصيرة وهو المرحوم العلامة نوري جعفر.
رأيت في كتابه الذي أصدره في تونس في عام تخرجي في جامعة بغداد(1971) يبحث فيه الصلة العضوية بين اللغة والفكر سندٌ لي، وبهذا الكتاب يؤيد أفكار ونظريات أستاذه جون ديوي ومنه أقتطف العبارات الآتية:
(وقد ثبت بشكل لايقبل الشك أو الجدل أنه من غير الممكن أن يكشف الباحث عن جوهر اللغة والفكر دون أن يستوعب الصلة العضوية بينهما والأثر المتبادل الذي يتركه كل منهما في صاحبه من الناحية التطورية في النوع الإنساني بأسرة وفي مجرى حياة الفرد).
و(فاللغة والفكر جانبان مشتركان متلاحمان وإن كانا متميزين في عملية واحدة أو كيان متماسك موحد).
و(يعبر الفكر عن ظواهر البيئة المحيطة على صور ذهنية أو انطباعات فكرية تحمل المعرفة في شتى فروعها).
دعواي ان النظرية هذه تخص الشاعر الفحل الذي طغى اسمه وما زال يتردد في الآفاق، وسمي بالملك الضليل، بمعنى كثير الضلال، ويقال سئل علي عليه السلام عن أشعر الناس فقال:
الملك الضليل، وعني بالضليل: امرؤ القيس بن حجر الكندي.
ويقال ذكر امرؤ القيس عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
(ذلك سيد الشعراء وحامل لوائهم يوم القيامة بيده يقودهم حتى يدهدى في النار).
ويذكر ان لبيد بن ربيعة مر بمجلس وهو يتوكأ على عصا فجاوزهم فأمروا فتى منهم أن يلحقه ويسأله: من أشعر الناس؟ فقال لبيد: الملك الضليل.
عيب على امرىء القيس قوله الفحش وتعهره.
الذي أتصوره انه لايعمد إلى قول الفحش عمدا إنما ذلك في طبعه، فهو ميـّال للنساء عاشق للأنثى وفي الوقت نفسه لايلبي حاجة الأنثى الجنسية فهناك خلل في سلوكه يدعو للقول بالشذوذ، وربما كان الخلل جينيا الأمر الذي أضفى عليه مواصفات تدفعه لذاك دفعا غريزيا ولي حججي في ذلك و سأتناولها في النص.
رأيي انه ليس من الصعب على امرىء القيس أن ينأى عن الفحش لغة ويعمد للكناية، وقد قال ذلك:
ألا زعمت بسباسة الحي أنني
كبرت وأن لا يحسن السر أمثالي.
فمعنى السر هو الجماع
وبهذه الكناية جاء الذكر الحكيم:
(ولكن لا تواعدوهن سراً) البقرة 235 فالسر هو الجماع فعبر القرآن الكريم باللفظ الحسن كناية عن اللفظ القبيح.
لم يكن الملك الضليل كاذبا بل هو يقول الصدق والصدق من طبعه الذي يحتمل الشذوذ، لذلك تحدثت الرواية عن الأعراب الذين أتو النبي الكريم (حفاة عراة فقالوا: يارسول الله لقد أنجانا الله ببيتين من شعر امرىء القيس بن حجر، قال: وكيف ذلك؟
يا رسول الله أقبلنا نريدك حتى إذا كنـّا ببعض الطريق أضللناه ثلاثا لا نقدر عليه، فبينا نحن كذلك عمد كل رجل منا لظل شجرة أو سمرة ليموت تحتها، فإذا راكب على بعير له يوضع، فلم رآه بعضنا قال والراكب يسمع:
لما رأت ان الشريعة همها
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها طامي).
لقد نجوا بالبيتين ويروى ان الرسول الكريم قال:
(ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة).
لقد أدرك حجر الكندي قبل غيره حال ابنه الذي يؤمل ان يكون الملك القادم وشعر بما لإبنه من خلل ذكوري لذلك دفعة للرعي ولما لمْ يـُجد ذلك نفعا طرده، ويعلل الرواة طرده لأن (الملوك لا ترضى لأبنائها قول الشعر) وهذا التعليل غير دقيق ولي عودة له في ثنايا النص.
عندما طرده حجر كان امرؤ القيس(يسير في أحياء العرب ومعة أخلاط من شذاذ العرب).
قرر حجر قتل ابنه فدعى مولى له يقال له ربيعة، وقال له: أقتل امرأ القيس وجئني بعينه.
قرار قتل الأبن لم يكن قرارا سهلا، ويقال أنه ندم فلما عرف أن ربيعة جاءه بعين جؤذر هدأ روعه.
ان القتل لا يبرره ان ولده يقول الشعر ويتغزل ويشبب بالنساء ولكن قصة قلع العين ليس لها مايبرهها غير وصف الشذوذ.
إن العبارة المشهورة التي قالها امرؤ القيس (ضيعني صغيرا) توحي بالكثير.
ولا تفصح عن الألم الذي يقاسية من جراء طرده كونه يقول الشعر ويشبب ويركض وراء النساء والخمر لا سيما إذا علمنا ان حجرا كان من الطغاة والملوك القساة، فكان يفرض الأتاوات ويقسو على قومه ويضرب بالعصا من يغضب عليه وقصة عبيد العصا ليست بخافية، وكان استجار ببني حنظلة عندما خاف من بني أسد ولكنهم سريعا ما تخلوا عنه لمعرفتهم قسوته وطغيانه والعرب عندما تستجار تجير.
من هنا كما يبدو من سوء سيرة حجر والخوف من عصاه لم يذكر الرواة أو الناس شذوذ ابنه وكذلك منزلة امرىء الشعرية، وجانب الإكرام له أثر في ذلك، لكنهم ذكروا بعض ما يدل عليه فيما بعد، فقيل:
(انه كان يتعهر في شعره).
واعتقد ليس التعهر هو التغزل ولا التشبيب بدليل ذكر الألفاظ القبيحة حتى في الأماكن المحرمة وعند أكثر من شاعر وكتب التراث فيها ذكر للفحش وأسماء الأعضاء الجنسية والألفاظ القبيحة وانه وإن اعترض عليها لكنهم لم يصفوها بالتعهر ولم يصفوا قائليها بالمتعهرين.
فيقال عن ابن عباس رضي الله عنه أنه ارتجز في الموضع المحرم قائلا:
(وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننـ... لميسا
فقيل له: أمثلك يرفث في هذا الموضع؟ فقال: إنما الرفث ما يقال عند النساء).
ورد ذلك في كتب كثيرة الحيوان (الجاحظ) والرسائل (الجاحظ) و العقد الفريد (ابن عبد ربه الأندلسي) و محاضرات الأدباء (الراغب الأصفهاني) و العمدة في محاسن الشعر وآدابه (ابن رشيق القيرواني) وفي تفاسير القرآن الكريم وغيرها.
غير ان صفة التعهر الشاذ جلية عند امرىء القيس وإلآ كيف نعلل تشبيبه حتى بأقربائه وبنات عشيرته لا بل بأزواجه.
فهو لا يرعوي أن يذكرهن ويذكر تفاصيل ممارساته و فعله الجنسي معهن فقد ذكر فاطمة بنت العبيد وذكر ام الحرث الكلبية وذكر عنيزة وذكر زوجه ام جندب.
كما انه كان يعلن عن علاقاته مع عشيقاته وهذا ما حصل عندما أفشى سر علاقته مع ابنة القيصر لا بل جعل رفاقه يطلعون على قارورة العطر الملكية التي أهدتها له، وهو في كل هذا يريد اثبات رجولته التي يشوبها الخلل.
وكانت تصرفاته الشاذة عجيبة غريبة فمثلا:
قصته في أن يرى عنيزة عارية بعد أن سرق ملابسها تدل على سلوك غير سوي وان قيل انه سلوك ذكوري فقد تبرر فعلته لكن بقراءة القصة مليـّا تجعلني أفكر بشذوذ الرجل، لنقرأ القصة فنرى أنه لم يعطها ملابسها إلآ بعد أن استعرضت جسدها، واطلع عليها (مقبلة مدبرة) فإذا بررنا مقبلة فكيف نبرر مدبرة؟!!!!!!!.
وإذا بررنا ذلك فكيف نبرر علاقته بقيصر الروم؟
لقد أعحب القيصر بامرىء القيس الذي كان (جميلا وسيما) و (خف على قلب القيصر... حتى نادمه).
وفي ذلك يقول:
فنادمت قيصر في ملكه
فأوجهني وركبت البريدا.
ولكن الغريب أن يدخل الحمام مع القيصر ويرى عورته ويكتشف أنه لم يختن ورأى غلفته فقال:
لقد حلفت يمينا غير كاذبة
إنك أغلف إلآ ما جنى القمر.
أليس من العجيب أن يتعرى مع القيصر في الحمام؟ أليس من الأعجب أن يطلع على تفاصيل عورته فيعرف أنه مختون أم لا؟
لجمالة ووسامته أعجبت به ابنة القيصر فعشقته وفيها يقول:
سموت اليها بعدما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت: سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى الناس والسمار أحوالي
فقلت لها: بالله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي.
لقد أغاظ ذلك القيصر، لاسيما أن تعشق من رأى غلفته ونادمه، ومن أسكنه في قصره وفي موقع ليس بالبعيد عن مخدع ابنة القيصر بحيث استطاع امرؤ القيس الوصول لها.
وكانت تصرفاته وسلوكياته في تبدو كمن يريد التعويض عن أشياء يفتقدها، وعلى الرغم من وسامته وجمالة لم يكن يرضي النساء إذا خلى بهن، فهذه إحدى زوجاته تصف لنا خلله الجنسي وصفا دقيقا فتقول:
(خفيف العجز ثقيل الصدر سريع الإراقة بطيء الإفاقة).
وهذا القول الصارخ لا تبرير بعده.
وتروى بشكل آخر بالمعنى نفسه:
(كان امرؤ القيس بن حجر الكندي رجلا مفركا لا تحبه النساء ولا تكاد امرأة تصبر معه، فتزوج امرأة من طيء فابتنى بها، فأبغضته من تحت ليلته فكرهت مكانه، فجعلت تقول: يا خير الفتيان أصبحت أصبحت، فيرفع رأسه فيرى الليل كما هو فيقول: أصبح ليل، فلما أصبح قال لها: قد رأيت ما صنعت الليلة، وقد عرفت أن ما صنعت ذلك من كراهية مكاني في نفسك، فما الذي كرهت مني؟... قالت: خفيف العجزة ثقيل الصدرة سريع الاراقة بطيء الافاقة،... قال: انك لحديدة الركبة، سلسة النقبة، سريعة الوثبة، وطلقها).
ويقال أنه تزوج من امرأة من طيء كانت عند قيس بن مسعود قبله فسألها:
(أين أنا من زوجك الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان). وفضلته على امرىء القيس.
وعندما كذب بسباسة من انه لا يحسن السر أو اللهو وهما بمعنى الجماع، فقال (إني أشوق النساء إلي مع وجود أزواجهن لأنني أصبي).
ومن تصرفاته غير السوية تطليقه لزوجه أم جندب عندما حكمت بتفوق علقمة الفحل عليه شعرا فخلفه عليها علقمة ومما يروى أن لفظة الفحل جاءت من هذا والذي يعني انه لم يكن فحلا جنسيا وإن كان فحلا من فحول الشعراء بل ربما أكثرهم فحولة.
كما انه من المعروف (ان امرأ القيس كان مئناثا) فلم يلد الذكور وكان يتبع بناته حيث تغيبهن أزواجه فيقتلهن.
الفن تعبير عن كوامن نفسية لممارسات فعلية واقعية أو عملية خلق وابداع لواقعات متشتتة يستطيع الفنان جمعها فيؤلف منها واقعا متصورا ولكنه في الأحوال كافة لا بد من ممارسات أو مشاهدات يستطيع الفنان تأليفها وتشكيلها لتبدو كحدث واحد قد حصل فعلا.
في الشعر هناك ممارسات للشاعر وهو فنان وهذه الممارسات تخزن في ذاكرته وتطفح حين يثور شيطان الشعر ويعمد الشاعر إلى الإضافة والتأليف لتخرج الفكرة وكأنها واقع فيحس السامع بذلك وتبقى مقدرة الشاعر الفنية باستعمالته البلاغية أو استثمار المفردات المناسبة أو الصنوف الأخرى من البديع مثل الإستعارة والتشبيه.
لكل شاعر نهجه وخطه المميزه من غيره، والتميز بالنهج الشخصي الإجتماعي هو غير التميز بإسلوب شعري نابع من لغة الشاعر وهناك تميز نابع من شكل الشعر وتوجهه وليس من كيفية استعمال المفردة وطواعية اللغة فهذا توجهه لوصف الخمور اكثر من توجهه لوصف جسد المراة والعكس، وهذا ما هو عند الشعراء و الفنانين عامة و من جهة أخرى فإن التوجه العام لحقبة زمنية معينة مغاير للتوجه العام لحقبة أخرى فبعد ظهور الإسلام وفي عهده الأول تغير التوجه في شكل الخطاب فأصبح أكثر عفـّة، لكن هذا انقلب سريعا، أقول اصبح أكثر عفة بسبب لغة الخطاب القرآني التي ذكرت الجنس وممارساته ولكن بلغة مختلفة جديدة وباستعارات لم يسمع بها العرب فغيرت من شكل الخطاب واستدعى من الشعراء البحث عن استعارات وتشبيهات جديدة.
العصرالجاهلي لم يحدد نوع الخطاب وعليه سار الشعراء فيما بعد، ولكن هناك تحديد في استعمال المفردات الغزلية وهذا يبدو واضحا في شعر الغزل عند الجاهليين فعنترة يتغزل و الأعشى يتغزل وغيرهما، بينما الملك الضليل يتعهر ويرفث:
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميـّال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي اذلال
وأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيىء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرءليس بقتـّال
وفي معلقته:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا
على أثرينا ذيل مرط مرحل
وفي أخرى:
ويا رب يوم قد لهوت وليلة
بآنسة كأنها خط تمثال
يضيء الفراش وجهها لضجيعها
كمصباح زيت في قناديل ذبـّال
ومثلك بيضاء العوارض طـَفلة
لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها
تميل عليه هونة غير مجبال
والسربال هو القميص والنسيان خلاف الذكر فيقال أنسانيه ونسـّانيه بالمعنى نفسه، ابتزها بمعنى نزع بزها أي ثيابها.
وفي موضع آخر:
تقول: وقد جردتها من ثيابها
ثمة فرق بين لغة الغزل والتشبيب والجنس البواح والجنس المبتذل.
هناك اشارات واضحة تدل على شذوذ امرىء الجنسي فهو مثلا يركز على الدبر والإدبارويذكره في أغلب شعره لوصف أشياء مختلفة، انسان أو حيوان أو جماد.
لنلاحظ العبارات مثل:
(مقبل مدبر معا).
وفي موضع آخر (وأنت إذا استدبرته سد فرجه).
وفي معلقته قوله (ترى بعر الآرام) فمن المعلوم ان البعر يكون من دبر.
وعبارته (وأردف أعجازا).
وعبارة (فأدبرن كالجزع المفصل).
و (كأن مكان الردف).
و (له كفل كالدعص).
و (فلما دخلناه أضفنا ظهورنا).
و (فأدبر يكسوها الرغام).
و (ولا أست عير).
و (معلقة بأحقيها اللي ّ).
و (لها عجز كصفاة المسيل).
و (تسد به فرجها من دبر).
و (فأدبرن كالجزع المفصل).
و (فجحش على أدبارهن).
و (إذا انفتلت مرتجة).
و (كدعص النقا) تشبيه للعجز لكبره وليونته.
و (كالجمان لدى الحال) والحال وسط الظهر.
فضلا عما أسلفت في انه أصر على رؤية عنيزة (مقبلة مدبرة).
في حين ان الأعشى مثلا يقول:
تصابيت أم بانت بعقلك زينب
وقد جعل الود الذي كان يذهب
أو
هركولة مثل دعص الرمل أسفلها
مكسوة من جمال الحسن جلبابا
رعبوبة فنق خمصانة ردح
قد أشربت مثل ماء الدر إشرابا.
وربما أفحش ما قاله الأعشى:
إن الفتاة صغيرة غـِر فلا يسدى بها
فدخلت إذ نام الرقيب فبت دون ثيابها
وهذا لا يقارن بالقول:
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع
أو بالقول:
سموت اليها بعد ما نام أهلها.
أو:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت: لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معا عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل.
إن الأقوال من مثيل:
(لما ترعرع علق النساء وأكثر في الذكر لهن والميل اليهن).
أو انه: يتعهر في شعره، أقل من حقيقة حال امرىء القيس الفحل في شاعريته غير الفحل في سلوكه وتصرفه.
...............
المصادر:
جريدة المدى (نوري جعفر بقلم باسم عبد الحميد حمودي).
العمدة في محاسن الشعر وآدابه (ابن رشيق القيرواني).
خزانة الأدب (عبد القادر البغدادي).
الجليس الصالح والأنيس الناصح (المعافى بن زكريا).
زهر الأكم في الأمثال والحكم (اليوسي).
الشعر والشعراء (ابن قتيبة الدينوري).
الأغاني (أبو الفرج الأصفهاني).
العقد الفريد (ابن عبد ربه الأندلسي).
الرسائل (الجاحظ).
أمثال العرب (المفضل الضبي، تحقيق احسان عباس).
سأدلي بنظرية أعتقد فيها بالشذوذ الجنسي لدى واحد من فحول الشعراء ولكوني لست متخصصا في علم النفس أو الدراسات الطبية والفسلجية ولا أعرف الكثير عن علم الجينات والهرمونات لا سيما تلك التي لها تأثيرها في الشذوذ الجنسي سواء كان موروثا أو بتأثيرات أخرى لاسيما خلال المراحل الطفولية، فإني اعتمدت الروايات والتاريخ وما هو مدرج تحت خانة التراث ومن خلال حوادث متكررة الذكر متواترة تدل على ذلك أو في الأقل تثير الإهتمام وتستحق الإنتباه، ومثل هذه الدراسات ليست غريبة فقد قام بمثلها أستاذي في كلية التربية الذي تشرفت بالتتلمذ على يديه لمدة قصيرة وهو المرحوم العلامة نوري جعفر.
رأيت في كتابه الذي أصدره في تونس في عام تخرجي في جامعة بغداد(1971) يبحث فيه الصلة العضوية بين اللغة والفكر سندٌ لي، وبهذا الكتاب يؤيد أفكار ونظريات أستاذه جون ديوي ومنه أقتطف العبارات الآتية:
(وقد ثبت بشكل لايقبل الشك أو الجدل أنه من غير الممكن أن يكشف الباحث عن جوهر اللغة والفكر دون أن يستوعب الصلة العضوية بينهما والأثر المتبادل الذي يتركه كل منهما في صاحبه من الناحية التطورية في النوع الإنساني بأسرة وفي مجرى حياة الفرد).
و(فاللغة والفكر جانبان مشتركان متلاحمان وإن كانا متميزين في عملية واحدة أو كيان متماسك موحد).
و(يعبر الفكر عن ظواهر البيئة المحيطة على صور ذهنية أو انطباعات فكرية تحمل المعرفة في شتى فروعها).
دعواي ان النظرية هذه تخص الشاعر الفحل الذي طغى اسمه وما زال يتردد في الآفاق، وسمي بالملك الضليل، بمعنى كثير الضلال، ويقال سئل علي عليه السلام عن أشعر الناس فقال:
الملك الضليل، وعني بالضليل: امرؤ القيس بن حجر الكندي.
ويقال ذكر امرؤ القيس عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
(ذلك سيد الشعراء وحامل لوائهم يوم القيامة بيده يقودهم حتى يدهدى في النار).
ويذكر ان لبيد بن ربيعة مر بمجلس وهو يتوكأ على عصا فجاوزهم فأمروا فتى منهم أن يلحقه ويسأله: من أشعر الناس؟ فقال لبيد: الملك الضليل.
عيب على امرىء القيس قوله الفحش وتعهره.
الذي أتصوره انه لايعمد إلى قول الفحش عمدا إنما ذلك في طبعه، فهو ميـّال للنساء عاشق للأنثى وفي الوقت نفسه لايلبي حاجة الأنثى الجنسية فهناك خلل في سلوكه يدعو للقول بالشذوذ، وربما كان الخلل جينيا الأمر الذي أضفى عليه مواصفات تدفعه لذاك دفعا غريزيا ولي حججي في ذلك و سأتناولها في النص.
رأيي انه ليس من الصعب على امرىء القيس أن ينأى عن الفحش لغة ويعمد للكناية، وقد قال ذلك:
ألا زعمت بسباسة الحي أنني
كبرت وأن لا يحسن السر أمثالي.
فمعنى السر هو الجماع
وبهذه الكناية جاء الذكر الحكيم:
(ولكن لا تواعدوهن سراً) البقرة 235 فالسر هو الجماع فعبر القرآن الكريم باللفظ الحسن كناية عن اللفظ القبيح.
لم يكن الملك الضليل كاذبا بل هو يقول الصدق والصدق من طبعه الذي يحتمل الشذوذ، لذلك تحدثت الرواية عن الأعراب الذين أتو النبي الكريم (حفاة عراة فقالوا: يارسول الله لقد أنجانا الله ببيتين من شعر امرىء القيس بن حجر، قال: وكيف ذلك؟
يا رسول الله أقبلنا نريدك حتى إذا كنـّا ببعض الطريق أضللناه ثلاثا لا نقدر عليه، فبينا نحن كذلك عمد كل رجل منا لظل شجرة أو سمرة ليموت تحتها، فإذا راكب على بعير له يوضع، فلم رآه بعضنا قال والراكب يسمع:
لما رأت ان الشريعة همها
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها طامي).
لقد نجوا بالبيتين ويروى ان الرسول الكريم قال:
(ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة).
لقد أدرك حجر الكندي قبل غيره حال ابنه الذي يؤمل ان يكون الملك القادم وشعر بما لإبنه من خلل ذكوري لذلك دفعة للرعي ولما لمْ يـُجد ذلك نفعا طرده، ويعلل الرواة طرده لأن (الملوك لا ترضى لأبنائها قول الشعر) وهذا التعليل غير دقيق ولي عودة له في ثنايا النص.
عندما طرده حجر كان امرؤ القيس(يسير في أحياء العرب ومعة أخلاط من شذاذ العرب).
قرر حجر قتل ابنه فدعى مولى له يقال له ربيعة، وقال له: أقتل امرأ القيس وجئني بعينه.
قرار قتل الأبن لم يكن قرارا سهلا، ويقال أنه ندم فلما عرف أن ربيعة جاءه بعين جؤذر هدأ روعه.
ان القتل لا يبرره ان ولده يقول الشعر ويتغزل ويشبب بالنساء ولكن قصة قلع العين ليس لها مايبرهها غير وصف الشذوذ.
إن العبارة المشهورة التي قالها امرؤ القيس (ضيعني صغيرا) توحي بالكثير.
ولا تفصح عن الألم الذي يقاسية من جراء طرده كونه يقول الشعر ويشبب ويركض وراء النساء والخمر لا سيما إذا علمنا ان حجرا كان من الطغاة والملوك القساة، فكان يفرض الأتاوات ويقسو على قومه ويضرب بالعصا من يغضب عليه وقصة عبيد العصا ليست بخافية، وكان استجار ببني حنظلة عندما خاف من بني أسد ولكنهم سريعا ما تخلوا عنه لمعرفتهم قسوته وطغيانه والعرب عندما تستجار تجير.
من هنا كما يبدو من سوء سيرة حجر والخوف من عصاه لم يذكر الرواة أو الناس شذوذ ابنه وكذلك منزلة امرىء الشعرية، وجانب الإكرام له أثر في ذلك، لكنهم ذكروا بعض ما يدل عليه فيما بعد، فقيل:
(انه كان يتعهر في شعره).
واعتقد ليس التعهر هو التغزل ولا التشبيب بدليل ذكر الألفاظ القبيحة حتى في الأماكن المحرمة وعند أكثر من شاعر وكتب التراث فيها ذكر للفحش وأسماء الأعضاء الجنسية والألفاظ القبيحة وانه وإن اعترض عليها لكنهم لم يصفوها بالتعهر ولم يصفوا قائليها بالمتعهرين.
فيقال عن ابن عباس رضي الله عنه أنه ارتجز في الموضع المحرم قائلا:
(وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننـ... لميسا
فقيل له: أمثلك يرفث في هذا الموضع؟ فقال: إنما الرفث ما يقال عند النساء).
ورد ذلك في كتب كثيرة الحيوان (الجاحظ) والرسائل (الجاحظ) و العقد الفريد (ابن عبد ربه الأندلسي) و محاضرات الأدباء (الراغب الأصفهاني) و العمدة في محاسن الشعر وآدابه (ابن رشيق القيرواني) وفي تفاسير القرآن الكريم وغيرها.
غير ان صفة التعهر الشاذ جلية عند امرىء القيس وإلآ كيف نعلل تشبيبه حتى بأقربائه وبنات عشيرته لا بل بأزواجه.
فهو لا يرعوي أن يذكرهن ويذكر تفاصيل ممارساته و فعله الجنسي معهن فقد ذكر فاطمة بنت العبيد وذكر ام الحرث الكلبية وذكر عنيزة وذكر زوجه ام جندب.
كما انه كان يعلن عن علاقاته مع عشيقاته وهذا ما حصل عندما أفشى سر علاقته مع ابنة القيصر لا بل جعل رفاقه يطلعون على قارورة العطر الملكية التي أهدتها له، وهو في كل هذا يريد اثبات رجولته التي يشوبها الخلل.
وكانت تصرفاته الشاذة عجيبة غريبة فمثلا:
قصته في أن يرى عنيزة عارية بعد أن سرق ملابسها تدل على سلوك غير سوي وان قيل انه سلوك ذكوري فقد تبرر فعلته لكن بقراءة القصة مليـّا تجعلني أفكر بشذوذ الرجل، لنقرأ القصة فنرى أنه لم يعطها ملابسها إلآ بعد أن استعرضت جسدها، واطلع عليها (مقبلة مدبرة) فإذا بررنا مقبلة فكيف نبرر مدبرة؟!!!!!!!.
وإذا بررنا ذلك فكيف نبرر علاقته بقيصر الروم؟
لقد أعحب القيصر بامرىء القيس الذي كان (جميلا وسيما) و (خف على قلب القيصر... حتى نادمه).
وفي ذلك يقول:
فنادمت قيصر في ملكه
فأوجهني وركبت البريدا.
ولكن الغريب أن يدخل الحمام مع القيصر ويرى عورته ويكتشف أنه لم يختن ورأى غلفته فقال:
لقد حلفت يمينا غير كاذبة
إنك أغلف إلآ ما جنى القمر.
أليس من العجيب أن يتعرى مع القيصر في الحمام؟ أليس من الأعجب أن يطلع على تفاصيل عورته فيعرف أنه مختون أم لا؟
لجمالة ووسامته أعجبت به ابنة القيصر فعشقته وفيها يقول:
سموت اليها بعدما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت: سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى الناس والسمار أحوالي
فقلت لها: بالله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي.
لقد أغاظ ذلك القيصر، لاسيما أن تعشق من رأى غلفته ونادمه، ومن أسكنه في قصره وفي موقع ليس بالبعيد عن مخدع ابنة القيصر بحيث استطاع امرؤ القيس الوصول لها.
وكانت تصرفاته وسلوكياته في تبدو كمن يريد التعويض عن أشياء يفتقدها، وعلى الرغم من وسامته وجمالة لم يكن يرضي النساء إذا خلى بهن، فهذه إحدى زوجاته تصف لنا خلله الجنسي وصفا دقيقا فتقول:
(خفيف العجز ثقيل الصدر سريع الإراقة بطيء الإفاقة).
وهذا القول الصارخ لا تبرير بعده.
وتروى بشكل آخر بالمعنى نفسه:
(كان امرؤ القيس بن حجر الكندي رجلا مفركا لا تحبه النساء ولا تكاد امرأة تصبر معه، فتزوج امرأة من طيء فابتنى بها، فأبغضته من تحت ليلته فكرهت مكانه، فجعلت تقول: يا خير الفتيان أصبحت أصبحت، فيرفع رأسه فيرى الليل كما هو فيقول: أصبح ليل، فلما أصبح قال لها: قد رأيت ما صنعت الليلة، وقد عرفت أن ما صنعت ذلك من كراهية مكاني في نفسك، فما الذي كرهت مني؟... قالت: خفيف العجزة ثقيل الصدرة سريع الاراقة بطيء الافاقة،... قال: انك لحديدة الركبة، سلسة النقبة، سريعة الوثبة، وطلقها).
ويقال أنه تزوج من امرأة من طيء كانت عند قيس بن مسعود قبله فسألها:
(أين أنا من زوجك الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان). وفضلته على امرىء القيس.
وعندما كذب بسباسة من انه لا يحسن السر أو اللهو وهما بمعنى الجماع، فقال (إني أشوق النساء إلي مع وجود أزواجهن لأنني أصبي).
ومن تصرفاته غير السوية تطليقه لزوجه أم جندب عندما حكمت بتفوق علقمة الفحل عليه شعرا فخلفه عليها علقمة ومما يروى أن لفظة الفحل جاءت من هذا والذي يعني انه لم يكن فحلا جنسيا وإن كان فحلا من فحول الشعراء بل ربما أكثرهم فحولة.
كما انه من المعروف (ان امرأ القيس كان مئناثا) فلم يلد الذكور وكان يتبع بناته حيث تغيبهن أزواجه فيقتلهن.
الفن تعبير عن كوامن نفسية لممارسات فعلية واقعية أو عملية خلق وابداع لواقعات متشتتة يستطيع الفنان جمعها فيؤلف منها واقعا متصورا ولكنه في الأحوال كافة لا بد من ممارسات أو مشاهدات يستطيع الفنان تأليفها وتشكيلها لتبدو كحدث واحد قد حصل فعلا.
في الشعر هناك ممارسات للشاعر وهو فنان وهذه الممارسات تخزن في ذاكرته وتطفح حين يثور شيطان الشعر ويعمد الشاعر إلى الإضافة والتأليف لتخرج الفكرة وكأنها واقع فيحس السامع بذلك وتبقى مقدرة الشاعر الفنية باستعمالته البلاغية أو استثمار المفردات المناسبة أو الصنوف الأخرى من البديع مثل الإستعارة والتشبيه.
لكل شاعر نهجه وخطه المميزه من غيره، والتميز بالنهج الشخصي الإجتماعي هو غير التميز بإسلوب شعري نابع من لغة الشاعر وهناك تميز نابع من شكل الشعر وتوجهه وليس من كيفية استعمال المفردة وطواعية اللغة فهذا توجهه لوصف الخمور اكثر من توجهه لوصف جسد المراة والعكس، وهذا ما هو عند الشعراء و الفنانين عامة و من جهة أخرى فإن التوجه العام لحقبة زمنية معينة مغاير للتوجه العام لحقبة أخرى فبعد ظهور الإسلام وفي عهده الأول تغير التوجه في شكل الخطاب فأصبح أكثر عفـّة، لكن هذا انقلب سريعا، أقول اصبح أكثر عفة بسبب لغة الخطاب القرآني التي ذكرت الجنس وممارساته ولكن بلغة مختلفة جديدة وباستعارات لم يسمع بها العرب فغيرت من شكل الخطاب واستدعى من الشعراء البحث عن استعارات وتشبيهات جديدة.
العصرالجاهلي لم يحدد نوع الخطاب وعليه سار الشعراء فيما بعد، ولكن هناك تحديد في استعمال المفردات الغزلية وهذا يبدو واضحا في شعر الغزل عند الجاهليين فعنترة يتغزل و الأعشى يتغزل وغيرهما، بينما الملك الضليل يتعهر ويرفث:
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميـّال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي اذلال
وأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيىء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرءليس بقتـّال
وفي معلقته:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا
على أثرينا ذيل مرط مرحل
وفي أخرى:
ويا رب يوم قد لهوت وليلة
بآنسة كأنها خط تمثال
يضيء الفراش وجهها لضجيعها
كمصباح زيت في قناديل ذبـّال
ومثلك بيضاء العوارض طـَفلة
لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها
تميل عليه هونة غير مجبال
والسربال هو القميص والنسيان خلاف الذكر فيقال أنسانيه ونسـّانيه بالمعنى نفسه، ابتزها بمعنى نزع بزها أي ثيابها.
وفي موضع آخر:
تقول: وقد جردتها من ثيابها
ثمة فرق بين لغة الغزل والتشبيب والجنس البواح والجنس المبتذل.
هناك اشارات واضحة تدل على شذوذ امرىء الجنسي فهو مثلا يركز على الدبر والإدبارويذكره في أغلب شعره لوصف أشياء مختلفة، انسان أو حيوان أو جماد.
لنلاحظ العبارات مثل:
(مقبل مدبر معا).
وفي موضع آخر (وأنت إذا استدبرته سد فرجه).
وفي معلقته قوله (ترى بعر الآرام) فمن المعلوم ان البعر يكون من دبر.
وعبارته (وأردف أعجازا).
وعبارة (فأدبرن كالجزع المفصل).
و (كأن مكان الردف).
و (له كفل كالدعص).
و (فلما دخلناه أضفنا ظهورنا).
و (فأدبر يكسوها الرغام).
و (ولا أست عير).
و (معلقة بأحقيها اللي ّ).
و (لها عجز كصفاة المسيل).
و (تسد به فرجها من دبر).
و (فأدبرن كالجزع المفصل).
و (فجحش على أدبارهن).
و (إذا انفتلت مرتجة).
و (كدعص النقا) تشبيه للعجز لكبره وليونته.
و (كالجمان لدى الحال) والحال وسط الظهر.
فضلا عما أسلفت في انه أصر على رؤية عنيزة (مقبلة مدبرة).
في حين ان الأعشى مثلا يقول:
تصابيت أم بانت بعقلك زينب
وقد جعل الود الذي كان يذهب
أو
هركولة مثل دعص الرمل أسفلها
مكسوة من جمال الحسن جلبابا
رعبوبة فنق خمصانة ردح
قد أشربت مثل ماء الدر إشرابا.
وربما أفحش ما قاله الأعشى:
إن الفتاة صغيرة غـِر فلا يسدى بها
فدخلت إذ نام الرقيب فبت دون ثيابها
وهذا لا يقارن بالقول:
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع
أو بالقول:
سموت اليها بعد ما نام أهلها.
أو:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت: لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معا عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل.
إن الأقوال من مثيل:
(لما ترعرع علق النساء وأكثر في الذكر لهن والميل اليهن).
أو انه: يتعهر في شعره، أقل من حقيقة حال امرىء القيس الفحل في شاعريته غير الفحل في سلوكه وتصرفه.
...............
المصادر:
جريدة المدى (نوري جعفر بقلم باسم عبد الحميد حمودي).
العمدة في محاسن الشعر وآدابه (ابن رشيق القيرواني).
خزانة الأدب (عبد القادر البغدادي).
الجليس الصالح والأنيس الناصح (المعافى بن زكريا).
زهر الأكم في الأمثال والحكم (اليوسي).
الشعر والشعراء (ابن قتيبة الدينوري).
الأغاني (أبو الفرج الأصفهاني).
العقد الفريد (ابن عبد ربه الأندلسي).
الرسائل (الجاحظ).
أمثال العرب (المفضل الضبي، تحقيق احسان عباس).