للقصيدة تاريخان: ظاهر وخفي. أما الظاهر فهو ما تجده "قصيدة" ناجزة أمامك، وكل التعليقات والشروح والتأويلات التي صاحبتها منذ نشوئها حتى اللحظة الراهنة. وأما التاريخ الخفي فهو خاص بالمبدع منذ أن أتاه "هاجس" أوعز إليه أن ثمة "قصيدة" سوف تتخلق، وما صاحب ذلك من "مخاض الكتابة" بتعبير الرمزيين، وهو...
تشير مراجعة "التراث" إلى أن الثقافة العربية منذ نشأتها افترضت أن نقطة الكمال والجلال حدثت في الماضي مرة واحدة، وانتهت، وأن كل ما سيأتي من بعد ذلك ما هو إلا إعادة إنتاج لما سبق، وفي أحسن أحواله تأويل خاضع لشروط ما سبق، دون أن يقع القدامى على لفظ (تراث) في كتاباتهم، فمن العصر الجاهلي نطق عنترة...