نقوس المهدي
كاتب
ملاحظة خارج النص //
للذين لا تصلهم رسـالتي أقول:
- لا تستعجلوا !! فالزاجل على السطوح .
وللذين لا يفهمون رسالتي أقول:
- لا تستعجلوا !! فالمترجم على الأبواب .
عشتار !!!
أيتها الإلهة المومس ..أعرفك ..
يكاد ظهرك الناعم أن يتقرح تحت رقصات الراغبين بالنشوة .. ويكاد نهدك أن يضمر بين اعتصارات أصابع الغرباء ...ويوشك وجهك أن يتشظى تحت نظرات الفرسان اللاهثين فوق جسدك الأحمق .. بينما أنت ... وفي حمحمة هذا اللهاث ... وقبيل احتراقات الـ (أورجازم) على لذتك الأفعى ، أراك تنقرين بأصابعك الأنثى على أكتاف ضجيعك الغريب...تمضغين علكتك التي فقدت حلاوتها منذ الصباح ..تحدقين بسقف الغرفة التي تضج بخطاياك المقدسة ... تفكرين بعشيقك الذي أنهكك رضاه ......غير مبالية بضجيعك الذي يكاد أن يسقط متعباً من فوق صهوة جسدك الأنثوي ..مستهترة بأنفاسه اللاهثة كأنفاس كلب داجن ..لترفعي صلوات قذارتك الى (إنليل) ... غير منتبهة الى (هيمان) الذي يقف هناك .. منتظراً لحظة الإحتفاء حين يهدأ جسد (فينوس) على فراش الرغبة .. بعد محنة الإرتعاش .
وكأي مومس ..وكأي بغي من بغايا المعبد .. أراك تجمعين ثمن عفتك التي تقاسمتها أجساد العابرين ، وتلملمين دراهم بضاعتك التي تنهشها أسنان الخائنين ... تحلمين بصور (جورج واشنطن) المرتسمة على أوراق النخاسة ، تعزلينها عن أوراق الإبتذال المقدسة المضمخة بذكريات صور سيد المقابر ، تعفرينها بزيت الصلوات المستورد من (أوفيليا) عبر (سدوم) ، تجمعينها ..لتشتري بها قنينة أخرى من خمر المعبد ..وتقدمينها لعشيقك المقامر .. الأفّـاق .. تسترضيه كي يمنحك لحظة من خليط الحب والشبق الذي لا تشعرين بطعمه بين احضان العاشقين المساكين .
عشتار !!!!
رائحة العطر التي يضعها عشاقك على ثيابهم ..رائحة بخور معبد (إيكال - ماخ) ، رائحة الشموع التي تشعلها ( ننسونا) في بيت (لوكال - بندا) .. رائحة الـ ( كريستيان ديور ) التي تعب في أردان شوق اللقاء ... تزعجك كأنها رائحة الموتى ...وتثير استيائك كأنها رائحة الجرذان المتفسخة ..لكنك ... تسكرين - بنشوة الخدر - على رائحة الخمر التي تنبعث كالفوضى من بين شفاه عشيقك السكير المخادع .
عشتار !!! أعرفك
أبناء أوروك ....أبناء عمومتك ..أبناء أخوالك ...الذين يحلمون أن يهاجروا الى عينيك الجميلتين ...الذين يحلمون أن يهاجروا الى آخر خصلة من خصلات شعرك المتناثرة ...الذين يدورون في الحقول كالمجانين ...الذين تركوا كل معابد الآلهة من أجل الخدمة تحت قدميك ....لا تبالين بهم ...تكرهينهم ...تضعين ألف حجاب من قماش الصوف بينك وبينهم ..تقطبين بوجوههم ..وتتعففين حين يغازلون أنوثتك المباحة للغرباء والعابرين .
عشتاروت !!!!
شيوخ (أوروك) يعرفون إن عشقك يفضي الى المتاهة ..رأوا الفرسان يتساقطون كحبات (البَرَد) على نهديك المفعمين بالنشوة الوقحة ...لم تغادر ذاكرتهم صور ضحاياك الأبرياء ...وصراخ الضحايا في معبد ( إي - أنّا ) ما زالك يصك سمع الملكوت ...ولذا ..آثروا أن يختبئوا كالحلس في الدار ..ويضعوا القطن في آذانهم خشية سماع دعواتك المثيرة للشهوة ..وكلكامش ..لوحده كلكامش من بين شباب أوروك ..عرف بأن لذة ليلتك الصاخبة توصل للشقاء ..فهجرك ..وهدد أن يشكوك للإله (شَمَش) مراراً ، وبصق بوجه (قوّادك) الجديد .
عشتاروووووووووووووووووت !!!!
عشاقك الفقراء والتائهون كعدد الحصى ...ونوافذهم مفتوحة الى غرفة نومك ...يتلصصون على جسدك الذي تمضغه أفواه الغرباء بحسرة كأنها حسرة اليتامى حين يشمون رائحة الشواء ، نوافذك ضيقة لا تسمح لهم سوى بالتلصص ..بينما أبوابك مشرعة كأنها أبواب (غابة الأرز) ..تسمحين للعفاريت أن تروح وتجئ في غرفتك الفريسة ، وأفخاذك المقدسة منفرجة - بذل - لليلة ( خمبابا ) .
أنت يا عشتار لعنة (إنليل) ....أنت سوط (مردوخ) المسلط على مدينة أوروك
((أنت فيل يمزق رحلة ...انت قير يلوث من يحمله...اي من عشاقك احببته على الدوام ؟ ماذا فعلت بتموز حبيب صباكِ ؟ ماذا صنع حبك بالاسد الكامل القوة..؟أو لم تحفري له سبع وجرات وسبع...؟ او لم تسلطي على حبيبك الحصان لعنة السوط والمهماز والسير...؟ ماذا فعلت بـ (ايشولنو)..؟ وراعي القطيع..؟ ماذا فعلت بطائر الشقراق المسكين ؟))
أكرهك عشتاروت !!!ولكني أحبك
لأني لا أجد (أورورو) كي أضاجعها في زمن انتباه النشوة
أمقتك ...ولكني أريدك
لأني بحثت - كثيراً - عن (نصابا) وما التقيتها ..
أبغضك ..ولكني أعبدك
لأن (آنو) لم يدلني على الطريق الى راقصة من راقصات المعبد ...
ولذا فأنا أحمل شهوتي منذ (الطوفان) ، وأبحث في المدائن عن (أوروك) أخرى ...ولا أجد
أبحث عن رحم (إلهي) كي أضع فيه نطفتي (الكهنوتية) ولا أجد
أبحث عن (الصياد) الذي يبيع الـ ...... ، ولا أجد
أبحث عن كيس (رامبو) في الموانئ ولا اجد ، أبحث عن ضجيعة غريبة لا تحمل ملامح أمي ....ولا أجد .
عشتار ...!!
منذ كم وكم وأنا أبحث عن باب غرفتك ...أدافع العاشقين والجياع ...كي ألتهم لحظة عريك أمام (خمبابا) عبر النوافذ ، وكم انتظرت على أبواب الفجر بانتظار أن تداعب الشمس عينيك ... فتنظرين انكساري عبر النافذة ...وكم توسلت بالإله (شَمَش) أن يرقق أجفان قسوتك كي تمنحيني لحظة انتشاء العاشق باللقاء...
كم حلمتُ سيدتي ...
ولكن ...لم أنحن يوماً - كما ينحي عبيد الشهوة الرخيصة - قدام قوّادك الأكبر (تريرو) ، ولم أطرقْ يوماً - كما يطرق الضعفاء - باب خادمك الوضيع (إيرا) ، ولم أحمل يوماً - كما يحمل هواة اقتناء الجواري - قدماي الى نخاسك المتسافل (زو) .
تكاد اللوعة أن تمتص عذوقي من شدة العشق ..وتكاد احتراقاتي أن تذيبني من هول الشبق ، ويكاد الليل أن يبتلع وجودي من شدة السهر ..ويكاد الصبح أن يشهقني من شدة الإنتظار ..خوفاً عليك ..ورغبة إليك ...وأنا أرى جسدك نهشاً للعابرين ...ومفاتنك نشوة للخائنين ...
عشتار ...يا عشتار !!!!!!!
صحيحٌ إن (كلكامش) يأن -الآن - من وجع الموت الرابض على صدره ...وصحيحٌ إن خبر مرضه ما زال حصراً على الملائكة ( الكروبيين) ، وصحيح إن شاطئ الفرات يبث - الآن - ألف تساؤل عن سبب مرض (كلكامش) ، وصحيح إن القرود في (سيرك) السيد الغربي تعد الآن رقصات السعادين على نبأ موته ، وصحيح إن الليل يفززني عشرات المرات بأحلام الخوف من رحيل (كلكامش) ، وصحيح إن إوروك ستنعم باللعنة وشيكاً ، وصحيح إن بعض آلهة الأنوناكي يعدون العدة للإنقضاض على المعبد ، وصحيح إن آلهة الـ ( إيكيكي) تحضر البخور والسدر والكافور لتغسل جسد كلكامش ، وصحيح إن العفاريت - الآن - تسترق السمع ، وتبث الأخبار ، وتزوِّر ختمه الإسطواني المقدس ، وصحيح إن الحدّادين متعبون الآن بشحذ سكاكين الكهنة الذين يريدون اقتطاع حصتهم من جسد كلكامش ، وصحيح إن البغايا يتجمعن الآن على أبواب أوروك كي يثرن شهوة العزّاب ، وصحيح إن الذئاب ستنهش لحمي بعد حين ..وصحيح إنني ستتقاسمني سكاكين العفاريت كأنني جسد أوروك ...وصحيح أن أول سهم سيأتيني من القريبين البعيدين ..
ولكن ....
ولكن .....
سأطرد بعد موت كلكامش ذبابة الـ (تسي تسي) ...وسأحمل جسده على ظهري ...وأجعل منه مقصلتي ...وأدور به على أبواب الفقراء ...وسأطرق برجله المتدلية على خصري أبواب النائمين ...وسأوقظ نومة السكارى ,,,وألعن الأفعى وعشبة الخلود والقصب ..
وحين أفرغ من دفن كلكامش.... سوف أريك - يا عشتار - إني لست عاجزاً عن النوم على فراشك... وسأريك بأنني لن أتنازل عن نشوة الموت على فراشك... برغم مجلس العفاريت ( الأعمى) وبرغم عفاريت (اللـّغوة) الذين يحلمون ولا يستيقظون .
عشتار !!!!
سيتطهر سريرك يوماً.. وسوف لن ينام عليه سوى جسد كلكامش... ولو كان ميتاً .
.
للذين لا تصلهم رسـالتي أقول:
- لا تستعجلوا !! فالزاجل على السطوح .
وللذين لا يفهمون رسالتي أقول:
- لا تستعجلوا !! فالمترجم على الأبواب .
عشتار !!!
أيتها الإلهة المومس ..أعرفك ..
يكاد ظهرك الناعم أن يتقرح تحت رقصات الراغبين بالنشوة .. ويكاد نهدك أن يضمر بين اعتصارات أصابع الغرباء ...ويوشك وجهك أن يتشظى تحت نظرات الفرسان اللاهثين فوق جسدك الأحمق .. بينما أنت ... وفي حمحمة هذا اللهاث ... وقبيل احتراقات الـ (أورجازم) على لذتك الأفعى ، أراك تنقرين بأصابعك الأنثى على أكتاف ضجيعك الغريب...تمضغين علكتك التي فقدت حلاوتها منذ الصباح ..تحدقين بسقف الغرفة التي تضج بخطاياك المقدسة ... تفكرين بعشيقك الذي أنهكك رضاه ......غير مبالية بضجيعك الذي يكاد أن يسقط متعباً من فوق صهوة جسدك الأنثوي ..مستهترة بأنفاسه اللاهثة كأنفاس كلب داجن ..لترفعي صلوات قذارتك الى (إنليل) ... غير منتبهة الى (هيمان) الذي يقف هناك .. منتظراً لحظة الإحتفاء حين يهدأ جسد (فينوس) على فراش الرغبة .. بعد محنة الإرتعاش .
وكأي مومس ..وكأي بغي من بغايا المعبد .. أراك تجمعين ثمن عفتك التي تقاسمتها أجساد العابرين ، وتلملمين دراهم بضاعتك التي تنهشها أسنان الخائنين ... تحلمين بصور (جورج واشنطن) المرتسمة على أوراق النخاسة ، تعزلينها عن أوراق الإبتذال المقدسة المضمخة بذكريات صور سيد المقابر ، تعفرينها بزيت الصلوات المستورد من (أوفيليا) عبر (سدوم) ، تجمعينها ..لتشتري بها قنينة أخرى من خمر المعبد ..وتقدمينها لعشيقك المقامر .. الأفّـاق .. تسترضيه كي يمنحك لحظة من خليط الحب والشبق الذي لا تشعرين بطعمه بين احضان العاشقين المساكين .
عشتار !!!!
رائحة العطر التي يضعها عشاقك على ثيابهم ..رائحة بخور معبد (إيكال - ماخ) ، رائحة الشموع التي تشعلها ( ننسونا) في بيت (لوكال - بندا) .. رائحة الـ ( كريستيان ديور ) التي تعب في أردان شوق اللقاء ... تزعجك كأنها رائحة الموتى ...وتثير استيائك كأنها رائحة الجرذان المتفسخة ..لكنك ... تسكرين - بنشوة الخدر - على رائحة الخمر التي تنبعث كالفوضى من بين شفاه عشيقك السكير المخادع .
عشتار !!! أعرفك
أبناء أوروك ....أبناء عمومتك ..أبناء أخوالك ...الذين يحلمون أن يهاجروا الى عينيك الجميلتين ...الذين يحلمون أن يهاجروا الى آخر خصلة من خصلات شعرك المتناثرة ...الذين يدورون في الحقول كالمجانين ...الذين تركوا كل معابد الآلهة من أجل الخدمة تحت قدميك ....لا تبالين بهم ...تكرهينهم ...تضعين ألف حجاب من قماش الصوف بينك وبينهم ..تقطبين بوجوههم ..وتتعففين حين يغازلون أنوثتك المباحة للغرباء والعابرين .
عشتاروت !!!!
شيوخ (أوروك) يعرفون إن عشقك يفضي الى المتاهة ..رأوا الفرسان يتساقطون كحبات (البَرَد) على نهديك المفعمين بالنشوة الوقحة ...لم تغادر ذاكرتهم صور ضحاياك الأبرياء ...وصراخ الضحايا في معبد ( إي - أنّا ) ما زالك يصك سمع الملكوت ...ولذا ..آثروا أن يختبئوا كالحلس في الدار ..ويضعوا القطن في آذانهم خشية سماع دعواتك المثيرة للشهوة ..وكلكامش ..لوحده كلكامش من بين شباب أوروك ..عرف بأن لذة ليلتك الصاخبة توصل للشقاء ..فهجرك ..وهدد أن يشكوك للإله (شَمَش) مراراً ، وبصق بوجه (قوّادك) الجديد .
عشتاروووووووووووووووووت !!!!
عشاقك الفقراء والتائهون كعدد الحصى ...ونوافذهم مفتوحة الى غرفة نومك ...يتلصصون على جسدك الذي تمضغه أفواه الغرباء بحسرة كأنها حسرة اليتامى حين يشمون رائحة الشواء ، نوافذك ضيقة لا تسمح لهم سوى بالتلصص ..بينما أبوابك مشرعة كأنها أبواب (غابة الأرز) ..تسمحين للعفاريت أن تروح وتجئ في غرفتك الفريسة ، وأفخاذك المقدسة منفرجة - بذل - لليلة ( خمبابا ) .
أنت يا عشتار لعنة (إنليل) ....أنت سوط (مردوخ) المسلط على مدينة أوروك
((أنت فيل يمزق رحلة ...انت قير يلوث من يحمله...اي من عشاقك احببته على الدوام ؟ ماذا فعلت بتموز حبيب صباكِ ؟ ماذا صنع حبك بالاسد الكامل القوة..؟أو لم تحفري له سبع وجرات وسبع...؟ او لم تسلطي على حبيبك الحصان لعنة السوط والمهماز والسير...؟ ماذا فعلت بـ (ايشولنو)..؟ وراعي القطيع..؟ ماذا فعلت بطائر الشقراق المسكين ؟))
أكرهك عشتاروت !!!ولكني أحبك
لأني لا أجد (أورورو) كي أضاجعها في زمن انتباه النشوة
أمقتك ...ولكني أريدك
لأني بحثت - كثيراً - عن (نصابا) وما التقيتها ..
أبغضك ..ولكني أعبدك
لأن (آنو) لم يدلني على الطريق الى راقصة من راقصات المعبد ...
ولذا فأنا أحمل شهوتي منذ (الطوفان) ، وأبحث في المدائن عن (أوروك) أخرى ...ولا أجد
أبحث عن رحم (إلهي) كي أضع فيه نطفتي (الكهنوتية) ولا أجد
أبحث عن (الصياد) الذي يبيع الـ ...... ، ولا أجد
أبحث عن كيس (رامبو) في الموانئ ولا اجد ، أبحث عن ضجيعة غريبة لا تحمل ملامح أمي ....ولا أجد .
عشتار ...!!
منذ كم وكم وأنا أبحث عن باب غرفتك ...أدافع العاشقين والجياع ...كي ألتهم لحظة عريك أمام (خمبابا) عبر النوافذ ، وكم انتظرت على أبواب الفجر بانتظار أن تداعب الشمس عينيك ... فتنظرين انكساري عبر النافذة ...وكم توسلت بالإله (شَمَش) أن يرقق أجفان قسوتك كي تمنحيني لحظة انتشاء العاشق باللقاء...
كم حلمتُ سيدتي ...
ولكن ...لم أنحن يوماً - كما ينحي عبيد الشهوة الرخيصة - قدام قوّادك الأكبر (تريرو) ، ولم أطرقْ يوماً - كما يطرق الضعفاء - باب خادمك الوضيع (إيرا) ، ولم أحمل يوماً - كما يحمل هواة اقتناء الجواري - قدماي الى نخاسك المتسافل (زو) .
تكاد اللوعة أن تمتص عذوقي من شدة العشق ..وتكاد احتراقاتي أن تذيبني من هول الشبق ، ويكاد الليل أن يبتلع وجودي من شدة السهر ..ويكاد الصبح أن يشهقني من شدة الإنتظار ..خوفاً عليك ..ورغبة إليك ...وأنا أرى جسدك نهشاً للعابرين ...ومفاتنك نشوة للخائنين ...
عشتار ...يا عشتار !!!!!!!
صحيحٌ إن (كلكامش) يأن -الآن - من وجع الموت الرابض على صدره ...وصحيحٌ إن خبر مرضه ما زال حصراً على الملائكة ( الكروبيين) ، وصحيح إن شاطئ الفرات يبث - الآن - ألف تساؤل عن سبب مرض (كلكامش) ، وصحيح إن القرود في (سيرك) السيد الغربي تعد الآن رقصات السعادين على نبأ موته ، وصحيح إن الليل يفززني عشرات المرات بأحلام الخوف من رحيل (كلكامش) ، وصحيح إن إوروك ستنعم باللعنة وشيكاً ، وصحيح إن بعض آلهة الأنوناكي يعدون العدة للإنقضاض على المعبد ، وصحيح إن آلهة الـ ( إيكيكي) تحضر البخور والسدر والكافور لتغسل جسد كلكامش ، وصحيح إن العفاريت - الآن - تسترق السمع ، وتبث الأخبار ، وتزوِّر ختمه الإسطواني المقدس ، وصحيح إن الحدّادين متعبون الآن بشحذ سكاكين الكهنة الذين يريدون اقتطاع حصتهم من جسد كلكامش ، وصحيح إن البغايا يتجمعن الآن على أبواب أوروك كي يثرن شهوة العزّاب ، وصحيح إن الذئاب ستنهش لحمي بعد حين ..وصحيح إنني ستتقاسمني سكاكين العفاريت كأنني جسد أوروك ...وصحيح أن أول سهم سيأتيني من القريبين البعيدين ..
ولكن ....
ولكن .....
سأطرد بعد موت كلكامش ذبابة الـ (تسي تسي) ...وسأحمل جسده على ظهري ...وأجعل منه مقصلتي ...وأدور به على أبواب الفقراء ...وسأطرق برجله المتدلية على خصري أبواب النائمين ...وسأوقظ نومة السكارى ,,,وألعن الأفعى وعشبة الخلود والقصب ..
وحين أفرغ من دفن كلكامش.... سوف أريك - يا عشتار - إني لست عاجزاً عن النوم على فراشك... وسأريك بأنني لن أتنازل عن نشوة الموت على فراشك... برغم مجلس العفاريت ( الأعمى) وبرغم عفاريت (اللـّغوة) الذين يحلمون ولا يستيقظون .
عشتار !!!!
سيتطهر سريرك يوماً.. وسوف لن ينام عليه سوى جسد كلكامش... ولو كان ميتاً .
.