نقوس المهدي
كاتب
لِرنا أكتب هذا المساء
لضحكتها الأسيرة
لصوتها الربيعي في عزّ الشتاء
لشعرها الذي يحرّض الليل على العتمة
لثغرها الذي يقترض الصبحُ منه ابتسامة
للعصافير التي تطير من وجهها ثم تعود إليه
لخصرها الذي إذا مال
اختلّ ميزان الأشياء النبيلة .
لرنا التي غفت وكتابي فوق صدرها
ثم أبصرتني في نومها فتىً يُرمى في بئر الخديعة
فاستفاقت مذعورة ً تتلو أسماء الله الحسنى
وتصلي نذرا ً عليها إن جمعنا ثانية ً
تتعرَّى تحت المطر وتوزع خبزاً على الفقراء.
لرنا التي علقت صورتي على حائط غرفتها
وغرست على اسمي وردة في الخفاء
وحدثتني عن صباح لا أعرف شمسه
عن وطن لا أدرك كنهه
عن بلاد تتضاءل في الخريطة
وتتسع في صوت المغنـّي ووصايا الشهداء.
غداً تأتي إلينا ، قالت لي
ورمتني بضحكة شطرتني نصفين
أعادتني صبياً شقياً يطارد فراشتين
ينصب شراكاً للعاصفة
ويغني تحت المطر :
كيف آتيك والجند عند باب دارك ؟
كيف آتيك ولم يبدأ بعدُ نهارك ؟
والغيمة التي مرّت فوق رأسي منذ قليل
هل وصلتك عند المساء وأمطرت فوق
شرفتك المضاءة ؟
هل بلل المطر ابتسامتك ؟
وكيف لابتسامة بللها المطر
أن تعيد صياغة المعنى ؟!
وكيف لشاعر مبهم أن يبتكر صيغة واضحة للسؤال ؟
وكيف تمسي القصيدة وطناً أوسع من الخيال ؟
هنا أعّمر لك بيتاً
لا تقوى الدبّابة على هدمه ولا يدخله الغزاة
هنا أكتب لك بيتاً
لا تقوى الجرّافة على محوه ولا يفهمه الغزاة
هنا قلبي
يحتويك مثل رحم مظلمة لكنها آمنة
كأني ألدك من فرط اشتياقي إليك
كأنك طفلتي التي أشتهي أن تلديها لي
إذاً دعيني أخالك كما أشاء
نجمة مشعة في وساوسي
وقامة صفصافة يداعبها غيم الرغبات
تعشّش فيها الموسيقى
وينام في فيئها المتعبون .
إذا دعيني أغني لكِ قليلاً :
كيف آتيك والجند عند باب دارك ؟
كيف آتيك ولم يبدأ بعد نهارك ؟
وكيف تصلك أغنيتي الآن ؟
أتحملها الريح وتلقي بها قرب أريكتك العتيقة؟
أتكون وردة في كتابك المدرسي
أو شريطة ملّونة في جديلتك المضّادة للأسى
أتمسي ناراً يتحلق حولها الأهل والأصدقاء؟
ومن يروي لك الآن
حكاية فتىً مرتجف الشفتين على أهبة قبلة
ماشيا على رؤوس أشواقه
كي لا يعكر صفو انتظارك .
كلما ذكرتك
عادني ارتباك البدايات الخجولة
وأصابني ما يشبه رعشة المصلـّي
لهفتي شجرة مثمرة
وصوتي خاتم سليمان
فكيف تصلك أغنيتي الآن ؟
مجروحة بالناي
مشوبة بالدخان واللهفة .
وهل أنا إلا فتىً يخاصر الريح
ويعدو خلف صهيلك الجامح
مفتوناً بطاقتك على العصيان
وهل أصلك إلا أغنية
هل أراك إلا طيفاً خلف الحدود ؟
فلماذا تدمع عيناك كلما ذكرتني
أأنبأك العرّاف بما سوف يأتي
أم أبصرتني في نومك محمولا ً على أكف الزغاريد؟
لا بأس عليك الآن
لا بأس عليََّ الآن
وإن أنكرني اخوتي وبكاني الصفصاف
لي أخوة آخرون
لي صلاة أمي
لي نبع طفولة معفـّرة بالدعاء
لي قمر أراقصه حين أشاء .
لا بأس عليك الآن
لا بأس عليَّ الآن
إني أرقص وأغني
وحيدا ً أرقص وأغني
يتراءى لي طيفك مزيجاً من شوق ولهب
أحتضن النارَ المضطرمَة في جوفِ الحنين.
في غيابك أرتدي عطرك
ألوّن الوقت وأغني :
غيابُك فراغ أبدي
فجوة في الدهر
لا يردمها شعر ولا غناء.
اسم رنا ... فتاة فلسطينية
لضحكتها الأسيرة
لصوتها الربيعي في عزّ الشتاء
لشعرها الذي يحرّض الليل على العتمة
لثغرها الذي يقترض الصبحُ منه ابتسامة
للعصافير التي تطير من وجهها ثم تعود إليه
لخصرها الذي إذا مال
اختلّ ميزان الأشياء النبيلة .
لرنا التي غفت وكتابي فوق صدرها
ثم أبصرتني في نومها فتىً يُرمى في بئر الخديعة
فاستفاقت مذعورة ً تتلو أسماء الله الحسنى
وتصلي نذرا ً عليها إن جمعنا ثانية ً
تتعرَّى تحت المطر وتوزع خبزاً على الفقراء.
لرنا التي علقت صورتي على حائط غرفتها
وغرست على اسمي وردة في الخفاء
وحدثتني عن صباح لا أعرف شمسه
عن وطن لا أدرك كنهه
عن بلاد تتضاءل في الخريطة
وتتسع في صوت المغنـّي ووصايا الشهداء.
غداً تأتي إلينا ، قالت لي
ورمتني بضحكة شطرتني نصفين
أعادتني صبياً شقياً يطارد فراشتين
ينصب شراكاً للعاصفة
ويغني تحت المطر :
كيف آتيك والجند عند باب دارك ؟
كيف آتيك ولم يبدأ بعدُ نهارك ؟
والغيمة التي مرّت فوق رأسي منذ قليل
هل وصلتك عند المساء وأمطرت فوق
شرفتك المضاءة ؟
هل بلل المطر ابتسامتك ؟
وكيف لابتسامة بللها المطر
أن تعيد صياغة المعنى ؟!
وكيف لشاعر مبهم أن يبتكر صيغة واضحة للسؤال ؟
وكيف تمسي القصيدة وطناً أوسع من الخيال ؟
هنا أعّمر لك بيتاً
لا تقوى الدبّابة على هدمه ولا يدخله الغزاة
هنا أكتب لك بيتاً
لا تقوى الجرّافة على محوه ولا يفهمه الغزاة
هنا قلبي
يحتويك مثل رحم مظلمة لكنها آمنة
كأني ألدك من فرط اشتياقي إليك
كأنك طفلتي التي أشتهي أن تلديها لي
إذاً دعيني أخالك كما أشاء
نجمة مشعة في وساوسي
وقامة صفصافة يداعبها غيم الرغبات
تعشّش فيها الموسيقى
وينام في فيئها المتعبون .
إذا دعيني أغني لكِ قليلاً :
كيف آتيك والجند عند باب دارك ؟
كيف آتيك ولم يبدأ بعد نهارك ؟
وكيف تصلك أغنيتي الآن ؟
أتحملها الريح وتلقي بها قرب أريكتك العتيقة؟
أتكون وردة في كتابك المدرسي
أو شريطة ملّونة في جديلتك المضّادة للأسى
أتمسي ناراً يتحلق حولها الأهل والأصدقاء؟
ومن يروي لك الآن
حكاية فتىً مرتجف الشفتين على أهبة قبلة
ماشيا على رؤوس أشواقه
كي لا يعكر صفو انتظارك .
كلما ذكرتك
عادني ارتباك البدايات الخجولة
وأصابني ما يشبه رعشة المصلـّي
لهفتي شجرة مثمرة
وصوتي خاتم سليمان
فكيف تصلك أغنيتي الآن ؟
مجروحة بالناي
مشوبة بالدخان واللهفة .
وهل أنا إلا فتىً يخاصر الريح
ويعدو خلف صهيلك الجامح
مفتوناً بطاقتك على العصيان
وهل أصلك إلا أغنية
هل أراك إلا طيفاً خلف الحدود ؟
فلماذا تدمع عيناك كلما ذكرتني
أأنبأك العرّاف بما سوف يأتي
أم أبصرتني في نومك محمولا ً على أكف الزغاريد؟
لا بأس عليك الآن
لا بأس عليََّ الآن
وإن أنكرني اخوتي وبكاني الصفصاف
لي أخوة آخرون
لي صلاة أمي
لي نبع طفولة معفـّرة بالدعاء
لي قمر أراقصه حين أشاء .
لا بأس عليك الآن
لا بأس عليَّ الآن
إني أرقص وأغني
وحيدا ً أرقص وأغني
يتراءى لي طيفك مزيجاً من شوق ولهب
أحتضن النارَ المضطرمَة في جوفِ الحنين.
في غيابك أرتدي عطرك
ألوّن الوقت وأغني :
غيابُك فراغ أبدي
فجوة في الدهر
لا يردمها شعر ولا غناء.
اسم رنا ... فتاة فلسطينية