نقوس المهدي
كاتب
حين غطاني الياسمين، توقفت، تأملت. وكنت قاب قوسين مني ، ومن الوريد. صرت في وعليّ. زوبعة، عاصفة من غبار البحر، و مطر الصحراء، ومن زبد الغابات.
كنت الياسمين. كنت روحا ممتلئة بالظل وعكسه. بك تنتظم الأشياء دون أي اختلال. ويتجدد الضوء بين الفجر والصبح، فأتشبث بك. يلتف حولي إخطبوط العمر، بكل نفايات الأحاسيس الفاسدة فأتشبث أكثر، تغمرني النذالة والكراهية، كراهية الآخرين، ورائحة العفن، فأمد يدي إليك، استنجد بك، أهتف باسمك، فتصرخين تمهل. روحي غمامة أطلقها على السنين العجاف، تمهل نم على صدري اتكئ أنخ وجهك المتعب وأشح بالدمع اغسلني تناثر عبيرا كنته.
أرتاح على اتساع صدرك تداعبين شعري وجبهتي السمراء متغضنة بقسوة خطوط العمر، تحكين لي الحكايات، عن ساندريلا والأمير وعن الأميرة النائمة فأتحول طفلا ببراءة الندى وعفوية لحن مرتجل. وأقول؛ آه أيتها الحبيبة أين كنت قبل بدء التكوين، أين كنت قبل بدء تكويني، ولماذا لم تكوني فيّ لحظة ولدت. ما الذي أخرك.
تعودين فتداعبين شعري، تستدعين نوما جافاني من زمان. وتعرفين أنه لن يكون إلا في حضنك. ويصبح للصمت معاني مختلفة، ويصبح الهمس متعة ورطوبة الندى، نداك، وكفاك ينزان رائحة زهر البرتقال، والنارنج والليمون، يداعبان خدي، وأنفاسك رائحة خمرة عتقت لعشتار، تنعش شاربها ومتلقيها وكل ما يحيط بها.
تصيرين خبزي، تصيرين رملا وماء وأفقا، وتصيرين كونا، وتصيرين مجرة من الكافور والحناء والزنجبيل، أية خيالات تراودني وأنا أتوسد حضنك، وأصابعك تخلخل شعري، تداعب خدي وتغني لي كي أنام فارتاح من عناء عمر طويل، طويل بما يكفي ليعيش به آلاف من الرجال الفحول، ولكن هل أصبح هذا العمر رهن بك، هل امتلكت ناصية العمر فصار رهنا بك، تأمرين وتنهين وأنا العبد الصالح، مستكين في حضنك لا حول لي ولا قوة . في حين في حضنك المقدس يتعتق العنب فيصير خمرا، ويصيرا سكرا، ويصير عشقا، يصير قلقا ينبض في الزفير وفي الشهيق، ويصير رغبة تفاجئ رحابة المكان، والمكان حضنك الشبق للحب والحنان ، ويصير شهقة تفاجئ الزمان، زمان العاشقين مذ بدأت الخليقة.
والصدر يعلو ويهبط، ويتكون الزبد الشهي من موج جارف لبحر يتكون في الحضن. ويعلم موج البحر كيف يكون الهياج، وكيف تكون العاصفة، والرغبات الكامنة فيك تصبح زبدا يعلو أعالي الموج فيخرجني من حيرتي المباغتة، أية امرأة تلك، وأية شهية تلك، وأية شكوك يمكن أن تباركها الريح فتصبح سيدة للرغبات، سيدة لوريد الروح، سيدة لكل الرجال، قبلتهم، و رغباتهم، وأنا الذي في حضنها المقدس، أعلم كم من أمواج حطت وكم من أمواج غادرت ولم يستقر سواي.
في حضنك أتنشق عبير زهر البرتقال، وأتلون بألوان الفواكه الطازجة. كيف لصحراء أحرق رملها قيظ صيف حار أن تقترب من نبع باركه الرب، وباركته عيون الرجال الشبقة، كيف لرمل تعمد بالملح، لزوبعة من الكثبان أن تتجرأ وتقترب من غابة زعفران بري تمور بالوعول الجامحة. من دون أن تشعر كم هي غبية، وكم من أزمان مرت قبل أن تكون ماء ويكون الماء صحراء.
و يدك تمر فوق شعري وأغفو، فأصير طفلا مدللا، طفلا معشوقا وعاشقا لأمه، وأصير فكرة تدور في خلدك، فكرة تلمع عيناك لها فتبتسمين مرتاحة وتغفين بجانبي.
* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
كنت الياسمين. كنت روحا ممتلئة بالظل وعكسه. بك تنتظم الأشياء دون أي اختلال. ويتجدد الضوء بين الفجر والصبح، فأتشبث بك. يلتف حولي إخطبوط العمر، بكل نفايات الأحاسيس الفاسدة فأتشبث أكثر، تغمرني النذالة والكراهية، كراهية الآخرين، ورائحة العفن، فأمد يدي إليك، استنجد بك، أهتف باسمك، فتصرخين تمهل. روحي غمامة أطلقها على السنين العجاف، تمهل نم على صدري اتكئ أنخ وجهك المتعب وأشح بالدمع اغسلني تناثر عبيرا كنته.
أرتاح على اتساع صدرك تداعبين شعري وجبهتي السمراء متغضنة بقسوة خطوط العمر، تحكين لي الحكايات، عن ساندريلا والأمير وعن الأميرة النائمة فأتحول طفلا ببراءة الندى وعفوية لحن مرتجل. وأقول؛ آه أيتها الحبيبة أين كنت قبل بدء التكوين، أين كنت قبل بدء تكويني، ولماذا لم تكوني فيّ لحظة ولدت. ما الذي أخرك.
تعودين فتداعبين شعري، تستدعين نوما جافاني من زمان. وتعرفين أنه لن يكون إلا في حضنك. ويصبح للصمت معاني مختلفة، ويصبح الهمس متعة ورطوبة الندى، نداك، وكفاك ينزان رائحة زهر البرتقال، والنارنج والليمون، يداعبان خدي، وأنفاسك رائحة خمرة عتقت لعشتار، تنعش شاربها ومتلقيها وكل ما يحيط بها.
تصيرين خبزي، تصيرين رملا وماء وأفقا، وتصيرين كونا، وتصيرين مجرة من الكافور والحناء والزنجبيل، أية خيالات تراودني وأنا أتوسد حضنك، وأصابعك تخلخل شعري، تداعب خدي وتغني لي كي أنام فارتاح من عناء عمر طويل، طويل بما يكفي ليعيش به آلاف من الرجال الفحول، ولكن هل أصبح هذا العمر رهن بك، هل امتلكت ناصية العمر فصار رهنا بك، تأمرين وتنهين وأنا العبد الصالح، مستكين في حضنك لا حول لي ولا قوة . في حين في حضنك المقدس يتعتق العنب فيصير خمرا، ويصيرا سكرا، ويصير عشقا، يصير قلقا ينبض في الزفير وفي الشهيق، ويصير رغبة تفاجئ رحابة المكان، والمكان حضنك الشبق للحب والحنان ، ويصير شهقة تفاجئ الزمان، زمان العاشقين مذ بدأت الخليقة.
والصدر يعلو ويهبط، ويتكون الزبد الشهي من موج جارف لبحر يتكون في الحضن. ويعلم موج البحر كيف يكون الهياج، وكيف تكون العاصفة، والرغبات الكامنة فيك تصبح زبدا يعلو أعالي الموج فيخرجني من حيرتي المباغتة، أية امرأة تلك، وأية شهية تلك، وأية شكوك يمكن أن تباركها الريح فتصبح سيدة للرغبات، سيدة لوريد الروح، سيدة لكل الرجال، قبلتهم، و رغباتهم، وأنا الذي في حضنها المقدس، أعلم كم من أمواج حطت وكم من أمواج غادرت ولم يستقر سواي.
في حضنك أتنشق عبير زهر البرتقال، وأتلون بألوان الفواكه الطازجة. كيف لصحراء أحرق رملها قيظ صيف حار أن تقترب من نبع باركه الرب، وباركته عيون الرجال الشبقة، كيف لرمل تعمد بالملح، لزوبعة من الكثبان أن تتجرأ وتقترب من غابة زعفران بري تمور بالوعول الجامحة. من دون أن تشعر كم هي غبية، وكم من أزمان مرت قبل أن تكون ماء ويكون الماء صحراء.
و يدك تمر فوق شعري وأغفو، فأصير طفلا مدللا، طفلا معشوقا وعاشقا لأمه، وأصير فكرة تدور في خلدك، فكرة تلمع عيناك لها فتبتسمين مرتاحة وتغفين بجانبي.
* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
صورة مفقودة