حسن العاصي
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدنمارك
دَبّتْ عَقارِبُ صُدغِهِ في خَدّهِ، = وسعى على الأردافِ أرقمُ جعدهِ
وبَدا مُحَيّاه، ففَوّقَ لَحظُهُ = نبلاً يذودُ بشوكه عن وردهِ
صنمٌ أضلَّ العاشقينَ، فلم يروا، = مُذْ لاحَ، بُدّاً مِن عِبادة ِ بُدّهِ
ما بينَ إقبالِ الحياة ِ ووصلهِ = فرقٌ، ولا بينَ الحمامِ وصدهِ
ظبيٌ من الأتراكِ ليسَ بتارِكٍ = حُسناً لمَخلوقٍ أتَى من بَعدِهِ
غَضُّ الحَيا، قَحلُ الوَدادِ، كأنّما = نهلتْ بشاشة ُ وجههِ من ودهِ
حملَ السلاحَ على قوامٍ مترفٍ، = كادَ الحريرُ يؤدهُ من إدهِ
فترى حَمائلَ سَيفِهِ في نَحرِهِ، = أبهَى وأزهَى من جَواهرِ عِقدِهِ
من آلِ خاقانَ الذينَ صغيرهم = في سَرجِهِ، وكأنّهُ في مَهدِهِ
جعلوا ركوبَ الخيلِ حَدّ بُلوغهم، = هو للفتَى منهم بلوغُ أشدّه
فإذا صغيرهمُ أتَى متخضباً = بدَمِ الفوارِسِ قيلَ: بالِغُ رُشدِهِ
سيّانِ منهم في الوَقائِعِ حاسِرٌ = في سَرجِهِ، أو دارعٌ في سَردِهِ
من كلّ مسنونِ الحسامِ كلحظه، = أو كلّ معتدلِ القناة ِ كقدّهِ
ومُخَلَّقٍ بدَمِ الكُماة ِ كأنّما = صبغتْ فواضلُ درعه من خدّهِ
ومقابلٍ ليلَ العجاجِ بوجههِ، = فكأنّما غشّى الظّلامَ بضِدهِ
ومواجهٍ صدرَ الحسامِ ووجههُ = يُبدي صِقالاً مثلَ ماءِ فِرِنِدِهِ
يَلقَى الرّماحَ بنَهدِهِ وبصَدرِهِ، = والمرهفاتِ بصدرهِ وبنهدهِ
وإذا المنية ُ شمرتْ عن ساقها = غَشِيَ الهِياجَ مُشَمِّراً عن زَندِهِ
قرنٌ يخافُ قرينهُ من قربهِ، = أضعافَ خَوفِ مُحبّهِ من بُعدِهِ
يبدو، فيزجرهُ العدوُّ بنحسهِ = خَوفاً، ويَزجُرُه المحبُّ بسَعدِهِ
يردي الكماة َ بنبلهِ وحسامهِ: = ذا في كنانتهِ، وذا في غمدهِ
حتى إذا لَقيَ الكَميَّ مُبارِزاً = شغلتهُ بهجة ُ حسنهِ عن ردهِ
ما زلتُ أجهدُ في رياضة ِ خلقهِ، = وأحولُ في هذا العتابِ وجدهِ
حتى تَيَسّرَ بعدَ عُسرٍ صعبُهُ، = وافتَرّ مَبسِمُ لَفظِهِ عن وَعدِهِ
وأتى يسترُ سالفيهِ بفرعهِ، = حذراٍ، فيحجبُ سبطها في جعدهِ
وغدا يزفُّ من المدامة ِ مثلَ ما = في فيهِ من خمرِ الرضابِ وشهدهِ
لاعَبتُهُ بالنّردِ، ثَمّ، وبَينَنا = رَهنٌ قد ارتضَتِ النّفوسُ بعَقدِهِ
حتى رأيتُ نقوش سعدي قد بدتْ، = ويَديّ قد حلّتْ تَشْشدَرَ بَندِهِ
فأجلُّ شطرنجي هنالكَ بعتهُ = بأقلّ ما أبدَتهُ كَعبَة ُ نَردِهِ
ولقد أروحُ إلى السّرورِ وأغتدي، = وأقيلُ في ظِلّ النّعيمِ وبَردِهِ
وأعاجِلُ العِزّ المُقيمَ، ولم أبِعْ = نقدَ المسرة ِ والهناءِ بفقدهِ
حتى إذا ما العزُّ قلصَ ظلهُ، = ما إن يُغَيِّبُ رأيَهُ عن رُشدِهِ
أخمدتُ بالإدلاجِ أنفاسَ الفلا، = وكحَلتُ طَرفي في الظّلامِ بِسُهدِهِ
بأغرّ أدهمَ ذي خجولٍ أربعِ، = مُبيَضُّها يَزهو على مُسوَدِّهِ
خلعَ الصباحُ عليهِ سائلَ غرة ٍ = منهُ، وقمّصَه الظّلامُ بجِلدِهِ
فكأنّهُ لمّا تَسَرْبلَ بالدّجَى، = وطىء َ الضّحى فابيضّ فاضلُ بردهِ
قَلِقُ المِراحِ، فإن تَلاطَمَ خَطوُه = ظنّ المطاردُ أنهُ في مهدهِ
أرمي الحصَى من حافِرَيه بمِثلِهِ، = وأروعُ ضوءَ الصبحِ منه بصدهِ
وأظلٌّ في جوبِ البلادِ كأنني = سيفُ ابنِ أُرتُقَ لا يَقَرُّ بغِمدِهِ
الصالحُ الملكُ الذي صلحتْ به = رتبُ العلاءِ ولاحَ طالعُ سعدهِ
ملكٌ حوَى رتبَ الفخارِ بسعيهِ، = والملكَ إرثاً عن أبيهِ وجدهِ
مُتَسهِّلٌ في دَستِ رُتبَة ِ مُلكِهِ، = مُتَصَعِّبٌ من فوقِ صَهوَة ِ جُردِهِ
فإذا بَدا مَلأَ العُيونَ مَهابَة ً؛ = وإذا سخا ملأَ الأكفّ برفدهِ
كالغيثِ يولي الناسَ جوداً بعدما = بَهَرَ العُقولَ ببَرقِهِ وبرَعدِهِ
فالدّهرُ يُقسِمُ أنّهُ مِنْ رِقّة ِ، = والموتُ يَحلِفُ أنّهُ من جُندِهِ
والوَحشُ تُعلِنُ أنّها من رَهطِهِ، = والطّيرُ تدعو أنّها من وَفدِهِ
يا ابنَ الذي كفَلَ الأنامَ كأنّما = أوصاهُ آدَمُ في كِلاية ِ وُلدِهِ
المالكُ المنصورُ، والملكُ الذي = حازَ الفَخارَ بحَدّه وبجِدّه
أصلٌ بهِ طابتْ مآثرُ مجدكمْ، = والغُصنُ يَظهَرُ طيبُهُ من وَردِهِ
بذَلَ الجَزيلَ على القَليلِ من الثّنا، = وأتيتُ تنفقُ في الورى من نقدهِ
وهو الذي شغلَ العدوّ بنفسهِ = عنّي، كما شغَلَ الصّديقَ بحَمدِهِ
وأجارني إذ حاولتْ دميَ العدى، = ورأتْ شفاءَ صدورها في وردهِ
مِن كلّ مَذاقٍ تَبَسّمَ ثَغرُهُ، = وتوَقّدتْ في الصّدرِ جُذوة ُ حِقدِهِ
ولذاكَ لم يَرَني بمنظَرِ شاعِرٍ = تَبغي قَصائدُهُ جَوائزَ قَصدِهِ
بل بامرىء ٍ أسدَى إليهِ سَماحة ً = نعماً، فكانَ المدحُ غاية َ جهدهِ
ودَرى بأنّ نِظامَ شِعري جَوهرٌ، = وسواهُ نحرٌ لا يليقُ بعقدهِ
ولقد عهدتُ إلى عرائسِ فكرتي = أنْ لا تزفّ لمنعمٍ من بعدهِ
لكنّكَ الفَرعُ الذي هوَ أصلُهُ، = شرَفاً، ومجدُكَ بضعة ٌ من مَجدِهِ
ونجيهُ في سرهِ، ووصيهُ = في أمرهِ، وصفيهُ من بعدهِ
وإلَيكَ كان المُلكُ يَطمَحُ بعدَه، = يَبغي جَواباً لو سمَحتَ برَدّهِ
فتركتهُ طوعاً، وكنتَ ممكناً = من فَكّ مِعصَمِ كَفّهِ عن زَندِهِ
وشَددتَ أزرَ أخيكَ يا هارونَهُ، = لمّا توَقّعَ منكَ شَدّة َ عَضْدِهِ
حتى أحاطَ بنو الممالكِ كلها، = علماً بأنّكَ قد وَفَيتَ بعَهدِهِ
سمحتْ بك الأيامُ، وهيَ بواخلٌ، = ولربما جادَ البخيلُ بعمدهِ
وعدَ الزّمانُ بأن نَرى فيكَ المُنى، = والآنَ أوفَى الزمانُ بوعدهِ
للَّهِ كمْ قَلّدتَني مِن مِنّة ٍ، = والقَطرُ أعظمُ أن يُحاطَ بعدّهِ
وعلمتَ ما في خاطري لك من ولا، = حتى كأنكَ حاضرٌ في ودهِ
إن كان بعدي عن علاكَ خطية ً، = قد يغفرُ المولى خطية َ عبدهِ
بعدُ الوفيّ كقربهِ، إذْ ودُّه = باقٍ كما قربُ الملولِ كبعدهِ
مدحي لمجدك عن ودادٍ خالصٍ، = وسِوايَ يُضمِرُ صابَهُ في شَهدِهِ
إذْ لا أرومُ بهِ الجزاءَ لأنهُ = بحرٌ أنزهُ غلتي عن وردهِ
لا كالذي جعلَ القريضَ بضاعة ً، = متَوقّعاً كَسبَ الغِنى من كَدّهِ
فاستَجلِ دُرّاً أنتَ لُجّة ُ بَحرِهِ، = والبَسْ ثَناءً أنتَ ناسجُ بُردِهِ
يَزدادُ حُسناً كُلّما كرّرتَهُ، = كالتبرِ يظهرُ حسنهث في نقدهِ
.
.
وبَدا مُحَيّاه، ففَوّقَ لَحظُهُ = نبلاً يذودُ بشوكه عن وردهِ
صنمٌ أضلَّ العاشقينَ، فلم يروا، = مُذْ لاحَ، بُدّاً مِن عِبادة ِ بُدّهِ
ما بينَ إقبالِ الحياة ِ ووصلهِ = فرقٌ، ولا بينَ الحمامِ وصدهِ
ظبيٌ من الأتراكِ ليسَ بتارِكٍ = حُسناً لمَخلوقٍ أتَى من بَعدِهِ
غَضُّ الحَيا، قَحلُ الوَدادِ، كأنّما = نهلتْ بشاشة ُ وجههِ من ودهِ
حملَ السلاحَ على قوامٍ مترفٍ، = كادَ الحريرُ يؤدهُ من إدهِ
فترى حَمائلَ سَيفِهِ في نَحرِهِ، = أبهَى وأزهَى من جَواهرِ عِقدِهِ
من آلِ خاقانَ الذينَ صغيرهم = في سَرجِهِ، وكأنّهُ في مَهدِهِ
جعلوا ركوبَ الخيلِ حَدّ بُلوغهم، = هو للفتَى منهم بلوغُ أشدّه
فإذا صغيرهمُ أتَى متخضباً = بدَمِ الفوارِسِ قيلَ: بالِغُ رُشدِهِ
سيّانِ منهم في الوَقائِعِ حاسِرٌ = في سَرجِهِ، أو دارعٌ في سَردِهِ
من كلّ مسنونِ الحسامِ كلحظه، = أو كلّ معتدلِ القناة ِ كقدّهِ
ومُخَلَّقٍ بدَمِ الكُماة ِ كأنّما = صبغتْ فواضلُ درعه من خدّهِ
ومقابلٍ ليلَ العجاجِ بوجههِ، = فكأنّما غشّى الظّلامَ بضِدهِ
ومواجهٍ صدرَ الحسامِ ووجههُ = يُبدي صِقالاً مثلَ ماءِ فِرِنِدِهِ
يَلقَى الرّماحَ بنَهدِهِ وبصَدرِهِ، = والمرهفاتِ بصدرهِ وبنهدهِ
وإذا المنية ُ شمرتْ عن ساقها = غَشِيَ الهِياجَ مُشَمِّراً عن زَندِهِ
قرنٌ يخافُ قرينهُ من قربهِ، = أضعافَ خَوفِ مُحبّهِ من بُعدِهِ
يبدو، فيزجرهُ العدوُّ بنحسهِ = خَوفاً، ويَزجُرُه المحبُّ بسَعدِهِ
يردي الكماة َ بنبلهِ وحسامهِ: = ذا في كنانتهِ، وذا في غمدهِ
حتى إذا لَقيَ الكَميَّ مُبارِزاً = شغلتهُ بهجة ُ حسنهِ عن ردهِ
ما زلتُ أجهدُ في رياضة ِ خلقهِ، = وأحولُ في هذا العتابِ وجدهِ
حتى تَيَسّرَ بعدَ عُسرٍ صعبُهُ، = وافتَرّ مَبسِمُ لَفظِهِ عن وَعدِهِ
وأتى يسترُ سالفيهِ بفرعهِ، = حذراٍ، فيحجبُ سبطها في جعدهِ
وغدا يزفُّ من المدامة ِ مثلَ ما = في فيهِ من خمرِ الرضابِ وشهدهِ
لاعَبتُهُ بالنّردِ، ثَمّ، وبَينَنا = رَهنٌ قد ارتضَتِ النّفوسُ بعَقدِهِ
حتى رأيتُ نقوش سعدي قد بدتْ، = ويَديّ قد حلّتْ تَشْشدَرَ بَندِهِ
فأجلُّ شطرنجي هنالكَ بعتهُ = بأقلّ ما أبدَتهُ كَعبَة ُ نَردِهِ
ولقد أروحُ إلى السّرورِ وأغتدي، = وأقيلُ في ظِلّ النّعيمِ وبَردِهِ
وأعاجِلُ العِزّ المُقيمَ، ولم أبِعْ = نقدَ المسرة ِ والهناءِ بفقدهِ
حتى إذا ما العزُّ قلصَ ظلهُ، = ما إن يُغَيِّبُ رأيَهُ عن رُشدِهِ
أخمدتُ بالإدلاجِ أنفاسَ الفلا، = وكحَلتُ طَرفي في الظّلامِ بِسُهدِهِ
بأغرّ أدهمَ ذي خجولٍ أربعِ، = مُبيَضُّها يَزهو على مُسوَدِّهِ
خلعَ الصباحُ عليهِ سائلَ غرة ٍ = منهُ، وقمّصَه الظّلامُ بجِلدِهِ
فكأنّهُ لمّا تَسَرْبلَ بالدّجَى، = وطىء َ الضّحى فابيضّ فاضلُ بردهِ
قَلِقُ المِراحِ، فإن تَلاطَمَ خَطوُه = ظنّ المطاردُ أنهُ في مهدهِ
أرمي الحصَى من حافِرَيه بمِثلِهِ، = وأروعُ ضوءَ الصبحِ منه بصدهِ
وأظلٌّ في جوبِ البلادِ كأنني = سيفُ ابنِ أُرتُقَ لا يَقَرُّ بغِمدِهِ
الصالحُ الملكُ الذي صلحتْ به = رتبُ العلاءِ ولاحَ طالعُ سعدهِ
ملكٌ حوَى رتبَ الفخارِ بسعيهِ، = والملكَ إرثاً عن أبيهِ وجدهِ
مُتَسهِّلٌ في دَستِ رُتبَة ِ مُلكِهِ، = مُتَصَعِّبٌ من فوقِ صَهوَة ِ جُردِهِ
فإذا بَدا مَلأَ العُيونَ مَهابَة ً؛ = وإذا سخا ملأَ الأكفّ برفدهِ
كالغيثِ يولي الناسَ جوداً بعدما = بَهَرَ العُقولَ ببَرقِهِ وبرَعدِهِ
فالدّهرُ يُقسِمُ أنّهُ مِنْ رِقّة ِ، = والموتُ يَحلِفُ أنّهُ من جُندِهِ
والوَحشُ تُعلِنُ أنّها من رَهطِهِ، = والطّيرُ تدعو أنّها من وَفدِهِ
يا ابنَ الذي كفَلَ الأنامَ كأنّما = أوصاهُ آدَمُ في كِلاية ِ وُلدِهِ
المالكُ المنصورُ، والملكُ الذي = حازَ الفَخارَ بحَدّه وبجِدّه
أصلٌ بهِ طابتْ مآثرُ مجدكمْ، = والغُصنُ يَظهَرُ طيبُهُ من وَردِهِ
بذَلَ الجَزيلَ على القَليلِ من الثّنا، = وأتيتُ تنفقُ في الورى من نقدهِ
وهو الذي شغلَ العدوّ بنفسهِ = عنّي، كما شغَلَ الصّديقَ بحَمدِهِ
وأجارني إذ حاولتْ دميَ العدى، = ورأتْ شفاءَ صدورها في وردهِ
مِن كلّ مَذاقٍ تَبَسّمَ ثَغرُهُ، = وتوَقّدتْ في الصّدرِ جُذوة ُ حِقدِهِ
ولذاكَ لم يَرَني بمنظَرِ شاعِرٍ = تَبغي قَصائدُهُ جَوائزَ قَصدِهِ
بل بامرىء ٍ أسدَى إليهِ سَماحة ً = نعماً، فكانَ المدحُ غاية َ جهدهِ
ودَرى بأنّ نِظامَ شِعري جَوهرٌ، = وسواهُ نحرٌ لا يليقُ بعقدهِ
ولقد عهدتُ إلى عرائسِ فكرتي = أنْ لا تزفّ لمنعمٍ من بعدهِ
لكنّكَ الفَرعُ الذي هوَ أصلُهُ، = شرَفاً، ومجدُكَ بضعة ٌ من مَجدِهِ
ونجيهُ في سرهِ، ووصيهُ = في أمرهِ، وصفيهُ من بعدهِ
وإلَيكَ كان المُلكُ يَطمَحُ بعدَه، = يَبغي جَواباً لو سمَحتَ برَدّهِ
فتركتهُ طوعاً، وكنتَ ممكناً = من فَكّ مِعصَمِ كَفّهِ عن زَندِهِ
وشَددتَ أزرَ أخيكَ يا هارونَهُ، = لمّا توَقّعَ منكَ شَدّة َ عَضْدِهِ
حتى أحاطَ بنو الممالكِ كلها، = علماً بأنّكَ قد وَفَيتَ بعَهدِهِ
سمحتْ بك الأيامُ، وهيَ بواخلٌ، = ولربما جادَ البخيلُ بعمدهِ
وعدَ الزّمانُ بأن نَرى فيكَ المُنى، = والآنَ أوفَى الزمانُ بوعدهِ
للَّهِ كمْ قَلّدتَني مِن مِنّة ٍ، = والقَطرُ أعظمُ أن يُحاطَ بعدّهِ
وعلمتَ ما في خاطري لك من ولا، = حتى كأنكَ حاضرٌ في ودهِ
إن كان بعدي عن علاكَ خطية ً، = قد يغفرُ المولى خطية َ عبدهِ
بعدُ الوفيّ كقربهِ، إذْ ودُّه = باقٍ كما قربُ الملولِ كبعدهِ
مدحي لمجدك عن ودادٍ خالصٍ، = وسِوايَ يُضمِرُ صابَهُ في شَهدِهِ
إذْ لا أرومُ بهِ الجزاءَ لأنهُ = بحرٌ أنزهُ غلتي عن وردهِ
لا كالذي جعلَ القريضَ بضاعة ً، = متَوقّعاً كَسبَ الغِنى من كَدّهِ
فاستَجلِ دُرّاً أنتَ لُجّة ُ بَحرِهِ، = والبَسْ ثَناءً أنتَ ناسجُ بُردِهِ
يَزدادُ حُسناً كُلّما كرّرتَهُ، = كالتبرِ يظهرُ حسنهث في نقدهِ
.
.