نقوس المهدي
كاتب
ثمة الحرس أيتها العالية
ثَمَّتَ الحَرَسُ أيَّتَهَا العَالِيَة
وابْتِهاجك الاحتفالي
بعده ساعاتك الحريرية المتماوجة في البهو
وقهقهاتك المتناثرة عن زعفرانات وقرنفلات
ثمت جسدكِ المفعم بالزغب
الحاط لبرهة على الكرسي والدائر دائماً على الحاضرين
عيناك المشبعتان بالتلألؤات والرغائب اللتان تقولان ابتعدوا ثم عودوا
يداك الجانحتان بين المنضدة وريش الطيران
فخذاك المكتـنـزان بالرجَّات القادمان من بحيرتين قطبيتين
ثمت فمك القائل بالكبائر
شفتاك المأخوذتان بالرطوبة والندى
جبهتك الغامضة المكتوبة بالخط الكوفي
نهداك الذاهبان قدُماً بالعزَّة
خصرك المنكسر في حرب الجسد
حوضك الخَجِل من ارتجاجاته
رقبتك المنحوتة بجلال إلهي
خداك المستريحان بين زمانين
رسغك النابض للكون
أهدابك الطويلة الطويلة ، التي تمتدُ بعيداً حتى الملامسة الخفيفة للجسد الآخر
كتفاك المترنحتان كقاربين
أنفك العادي وأنفاسه الحكيمة
أذناك الناعمتان وأقراطهما
سأمدحك أيتها العزيزة
ثمت بطنكِ وسهولها
ظهرك وسهوله
رائحتك وخصوبتها
شعْرك أيتها الساحرة وأناشيده
أصابعك وامتدادها في الضياء
أنوثتك وقلبها الصافي
ركبتاك واستدارة الهلال
ثمت حلمتاك وفجرهما الأمومي
حلمتاك والرجل المحدق إليهما بذهول
ثمت حاجباك وإشاراتهما الحزينة
حاجباك والمد البحري وجزره
وسأمتدحك أيتها الغريمة من جديد
هناك الأصوات البعيدة وكنت تركضين إليها
عيناك المحروستان بالبياض المُصَفّى بالبياض
قدماك الناعستان المنذورتان لرخاء المياه
نهداك الأليفان وهما يقدمان عِظة الإلتذاذ
شعرك وجماهيره الفرحة
يداك وقد تَرَبَّتَا مع الطيور والإتقان
يداك المخدرتان وأظافرهما النائمات كأميرات
قامتك وانسيابها في المكان
واضطراب الهواء بها
وانحراف المثال والتَشبُّه عنها
ساقاك والفضاء المحيط بهما
ساقاك المستنبطتان من الذرة والفطر
وسأمدحك أيتها الشريكة
حيث سرير نومنا هو قاربنا
ونحن نجدف بأيدينا في الهواء من لجُـةٍ إلى لـُجة
حيث نجماتنا بعيدة واحتمال لذتنا كبير
حيث انضمام العواصف الكبيرة إلى العواصف الكبيرة
سريرنا المُوشك على الغرق
المُحاط بالأشنات والزَبَد
ونحن المغموران بفقاقيع القبلات
سريرنا الطافي الموشك ونحن بحارته اثنان على سرير طافٍ
يا إلهي أيتها الشريكة !
سأمتدح إبرتك وخيطها
وحدتكِ واكتمَالها
صبركِ وفيافيه
عريكِ والنسر
يا خبَّيزةً مفتوحة
ياجمرةً على هيئة الآدمي
يا صقيعاً كاذباً
يايقطينةً
يا ثنائية
ثمت الكثير من اليواقيت حولكِ
رخاؤك المتمطي على الشرفة
البلبل الذي تسقينه من فرحكِ
الصباح المنظم تحت يديك
السجادة وهي تقلد دقتكِ
أحلامكِ الموغلة في البدء
حيث الشروق المتكرر للقلب
وحيث الرجل إلهكِ ومحميتك
وأنت الرطبة المنتظرة
ثمت الحرس تحت شباكك المُفعم بك
المكتـنـز بقامتكِ
شباكك المُشرع للتنهدات الكونية
المتقوس فوقكِ كالأسطورة
وأنا أطل عليكِ من نافذتي البعيدة أيتها البعيدة
لأرى خفق فستانكِ وهو يمسح الرياح
ومرآتك النوَّاسة من سماواتي النوَّاسة
وأرى التماع أجزائكِ البعيدة
سأسميكِ القلقة وأجلس طيِّعاً بين راحتيك الخفيفتين
أدعوك الأفعى وأقدِّم القرابين
أيتها الملاسةْ
أيتها الملاسةْ
أني أنزلق في ظلامكِ
سأسميك الكوثر وأشرب من ينابيع الريف
أسميكِ الغزالة وأحرض عليكِ أسدي
اسميكِ الوردة وأمضغ تويجاتك المرًة
أيتها الثرثارة سأدور مع لبَّانك
أسميك البَطِرَة وأمدد سيقاني في شمس "البطرانين"
أسميك الربَّة وأرى إلى زهرة الحيض
اسميك السر ماذا تخفي حقيبتك ؟
أيها الفرو، أيها الرخام، أيتها الحمائم، أيها الغرين على الحُلمات، أيتها المياه المشعَّة فوق الشفائف،
مَن يغوي من ؟
سأمني نفسي يا أنثاي بأنثى
سأسميك السميرة وأضجر منك
الطاهية وآكل شفتيك
الرتيبة وأعود إليك
أناديك
بيروت 1982
* الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9
.
.
ثَمَّتَ الحَرَسُ أيَّتَهَا العَالِيَة
وابْتِهاجك الاحتفالي
بعده ساعاتك الحريرية المتماوجة في البهو
وقهقهاتك المتناثرة عن زعفرانات وقرنفلات
ثمت جسدكِ المفعم بالزغب
الحاط لبرهة على الكرسي والدائر دائماً على الحاضرين
عيناك المشبعتان بالتلألؤات والرغائب اللتان تقولان ابتعدوا ثم عودوا
يداك الجانحتان بين المنضدة وريش الطيران
فخذاك المكتـنـزان بالرجَّات القادمان من بحيرتين قطبيتين
ثمت فمك القائل بالكبائر
شفتاك المأخوذتان بالرطوبة والندى
جبهتك الغامضة المكتوبة بالخط الكوفي
نهداك الذاهبان قدُماً بالعزَّة
خصرك المنكسر في حرب الجسد
حوضك الخَجِل من ارتجاجاته
رقبتك المنحوتة بجلال إلهي
خداك المستريحان بين زمانين
رسغك النابض للكون
أهدابك الطويلة الطويلة ، التي تمتدُ بعيداً حتى الملامسة الخفيفة للجسد الآخر
كتفاك المترنحتان كقاربين
أنفك العادي وأنفاسه الحكيمة
أذناك الناعمتان وأقراطهما
سأمدحك أيتها العزيزة
ثمت بطنكِ وسهولها
ظهرك وسهوله
رائحتك وخصوبتها
شعْرك أيتها الساحرة وأناشيده
أصابعك وامتدادها في الضياء
أنوثتك وقلبها الصافي
ركبتاك واستدارة الهلال
ثمت حلمتاك وفجرهما الأمومي
حلمتاك والرجل المحدق إليهما بذهول
ثمت حاجباك وإشاراتهما الحزينة
حاجباك والمد البحري وجزره
وسأمتدحك أيتها الغريمة من جديد
هناك الأصوات البعيدة وكنت تركضين إليها
عيناك المحروستان بالبياض المُصَفّى بالبياض
قدماك الناعستان المنذورتان لرخاء المياه
نهداك الأليفان وهما يقدمان عِظة الإلتذاذ
شعرك وجماهيره الفرحة
يداك وقد تَرَبَّتَا مع الطيور والإتقان
يداك المخدرتان وأظافرهما النائمات كأميرات
قامتك وانسيابها في المكان
واضطراب الهواء بها
وانحراف المثال والتَشبُّه عنها
ساقاك والفضاء المحيط بهما
ساقاك المستنبطتان من الذرة والفطر
وسأمدحك أيتها الشريكة
حيث سرير نومنا هو قاربنا
ونحن نجدف بأيدينا في الهواء من لجُـةٍ إلى لـُجة
حيث نجماتنا بعيدة واحتمال لذتنا كبير
حيث انضمام العواصف الكبيرة إلى العواصف الكبيرة
سريرنا المُوشك على الغرق
المُحاط بالأشنات والزَبَد
ونحن المغموران بفقاقيع القبلات
سريرنا الطافي الموشك ونحن بحارته اثنان على سرير طافٍ
يا إلهي أيتها الشريكة !
سأمتدح إبرتك وخيطها
وحدتكِ واكتمَالها
صبركِ وفيافيه
عريكِ والنسر
يا خبَّيزةً مفتوحة
ياجمرةً على هيئة الآدمي
يا صقيعاً كاذباً
يايقطينةً
يا ثنائية
ثمت الكثير من اليواقيت حولكِ
رخاؤك المتمطي على الشرفة
البلبل الذي تسقينه من فرحكِ
الصباح المنظم تحت يديك
السجادة وهي تقلد دقتكِ
أحلامكِ الموغلة في البدء
حيث الشروق المتكرر للقلب
وحيث الرجل إلهكِ ومحميتك
وأنت الرطبة المنتظرة
ثمت الحرس تحت شباكك المُفعم بك
المكتـنـز بقامتكِ
شباكك المُشرع للتنهدات الكونية
المتقوس فوقكِ كالأسطورة
وأنا أطل عليكِ من نافذتي البعيدة أيتها البعيدة
لأرى خفق فستانكِ وهو يمسح الرياح
ومرآتك النوَّاسة من سماواتي النوَّاسة
وأرى التماع أجزائكِ البعيدة
سأسميكِ القلقة وأجلس طيِّعاً بين راحتيك الخفيفتين
أدعوك الأفعى وأقدِّم القرابين
أيتها الملاسةْ
أيتها الملاسةْ
أني أنزلق في ظلامكِ
سأسميك الكوثر وأشرب من ينابيع الريف
أسميكِ الغزالة وأحرض عليكِ أسدي
اسميكِ الوردة وأمضغ تويجاتك المرًة
أيتها الثرثارة سأدور مع لبَّانك
أسميك البَطِرَة وأمدد سيقاني في شمس "البطرانين"
أسميك الربَّة وأرى إلى زهرة الحيض
اسميك السر ماذا تخفي حقيبتك ؟
أيها الفرو، أيها الرخام، أيتها الحمائم، أيها الغرين على الحُلمات، أيتها المياه المشعَّة فوق الشفائف،
مَن يغوي من ؟
سأمني نفسي يا أنثاي بأنثى
سأسميك السميرة وأضجر منك
الطاهية وآكل شفتيك
الرتيبة وأعود إليك
أناديك
بيروت 1982
* الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9
.
.