نقوس المهدي
كاتب
كانت ترتدي فستانا ورديا، وكان يتماوج على أطرافها النواعم، كبحر صيف يخبئ في لجه العجائب، تبدو لك أحيانا كوردة انفرد بها المكان، وأحيانا أخرى تتحرك في الغدو والرواح، تشبه أنثى فلامينكو تاهت عن سربها، من فرحته تجاوز بعضه بحركات غير مرتبة، كأنه يجتهد ليصدر من قلبه رقصة جميلة، لكنه لم يفلح..! غير أنه سعيد بإصابة الهدف، لقد ضحكت وككل ذكر في الكائنات اكتفى بأي حركة عشوائية، كأن يحك رأسه مثلا، أو يضرب الأرض برجله فيثير المكان، ويعبر أنه على خط تلك الضحكة، ولأنه لم يجن بعد، استبدل هذه الحركات بدندنة لم تكن ملمحة أكثر من الّلازم غير أنها كانت جريئة كما ينبغي، عندما توقفت سيارة الأجرة
حنح.. اقترب.. وفي وله عزم رحلته نحوها، وقد أزاحني إلى المكان الأمامي. أخذت تزاحم أمها، وبدا ميلها للجلوس في الوسط ليكون هو على يمينها،
حرمة المركبة فرضت على الراكبين مسحة من الوقار، وأكد ذلك السائق عندما أوقف الشريط الذي كان يدور بأغنية من أغاني الراي.. المغنية لم تكن تغني، بل كأنها في مخاض من فرط الكبت، كأنها تخرج بعنف من شرنق الحرمان:
- (وأنا و ها.. وما تسالونيش!!)
كان بإمكانها أن تزيح جسدها الفائر من الرغبة إلى الجهة الأخرى، حيث أمها التي طعنت في الرذيلة، وكانت تهمس لها تدفعها أن تبدي جرأة أكثر، كانت تهيؤها لتكون ألذ وأمتع خلف من بعدها، فراحت أرجلهما تشنان معركة حامية تحت مقعد السائق، حتى تنصلت فردة حذائها من قدمها ولبدت تحت قدمه، كأنه لأول مرة يدرك أن حذاءه ذكرا، حتى غارت شماله من يمينه، فعدل ووضعها بينهما، وكان حذاؤها لذيذا على ما يبدو، صاحبة الحذاء شعرت كأنها هي..!! حتى هو لم يخف من نزوته شيئا، بل زادت هي من إثارة المكان عندما ضحكت ضحكة رقيقة مائعة، ومرق الموقف، لم يجد السائق حرجا في إعادة إدارة الشريط:
- (..وأنا و ها.. وما تسالونيش..!!)
كان يود لو يبتلع فردة الحذاء الوردية، التي اختارتها على لون شفتيها.. رفع رأسه نحوها وراح يلمح برغبته في تطوير المعركة.!! ليس يدري ماذا كان يركب، أو ماذا يركبه الآن..!! ما يعرفه أن الموجة تفاقمت حتى غمرته، ثم طلبت التوقف عند المحطة القادمة.. سلمها فردة الحذاء، ثم اختفى بها في مدخل العمارة التي شرّعت كل نوافذها، صاحب سيارة الأجرة تآكل في داخله، وغير الشريط فصاح بأغنية أخرى:
- (وأنا وها وما عندي زهر..)
وانطلق كأنه في سباق.. أما أنا فقد غمرني الغبار الذي خلفته العجلات.. ورحت أمعن طويلا كي أتبين الطريق.!
* عبدالباقي قربوعه / الجزائر
- عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
.
الرسام وليم وونتنر
حنح.. اقترب.. وفي وله عزم رحلته نحوها، وقد أزاحني إلى المكان الأمامي. أخذت تزاحم أمها، وبدا ميلها للجلوس في الوسط ليكون هو على يمينها،
حرمة المركبة فرضت على الراكبين مسحة من الوقار، وأكد ذلك السائق عندما أوقف الشريط الذي كان يدور بأغنية من أغاني الراي.. المغنية لم تكن تغني، بل كأنها في مخاض من فرط الكبت، كأنها تخرج بعنف من شرنق الحرمان:
- (وأنا و ها.. وما تسالونيش!!)
كان بإمكانها أن تزيح جسدها الفائر من الرغبة إلى الجهة الأخرى، حيث أمها التي طعنت في الرذيلة، وكانت تهمس لها تدفعها أن تبدي جرأة أكثر، كانت تهيؤها لتكون ألذ وأمتع خلف من بعدها، فراحت أرجلهما تشنان معركة حامية تحت مقعد السائق، حتى تنصلت فردة حذائها من قدمها ولبدت تحت قدمه، كأنه لأول مرة يدرك أن حذاءه ذكرا، حتى غارت شماله من يمينه، فعدل ووضعها بينهما، وكان حذاؤها لذيذا على ما يبدو، صاحبة الحذاء شعرت كأنها هي..!! حتى هو لم يخف من نزوته شيئا، بل زادت هي من إثارة المكان عندما ضحكت ضحكة رقيقة مائعة، ومرق الموقف، لم يجد السائق حرجا في إعادة إدارة الشريط:
- (..وأنا و ها.. وما تسالونيش..!!)
كان يود لو يبتلع فردة الحذاء الوردية، التي اختارتها على لون شفتيها.. رفع رأسه نحوها وراح يلمح برغبته في تطوير المعركة.!! ليس يدري ماذا كان يركب، أو ماذا يركبه الآن..!! ما يعرفه أن الموجة تفاقمت حتى غمرته، ثم طلبت التوقف عند المحطة القادمة.. سلمها فردة الحذاء، ثم اختفى بها في مدخل العمارة التي شرّعت كل نوافذها، صاحب سيارة الأجرة تآكل في داخله، وغير الشريط فصاح بأغنية أخرى:
- (وأنا وها وما عندي زهر..)
وانطلق كأنه في سباق.. أما أنا فقد غمرني الغبار الذي خلفته العجلات.. ورحت أمعن طويلا كي أتبين الطريق.!
* عبدالباقي قربوعه / الجزائر
- عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
.
الرسام وليم وونتنر