نقوس المهدي
كاتب
تحمل كوزا عتيقا باردٌ شرابه
تضعه أمامنا .
ثم تضع جسدها
البض في قاروة مقابلة
وتأمرنا بغض البصر
..... تلك القارورة ..!!!
معلمنا "فقيه القرية "
حينها كان الوحيد الذي
ينظر إليها دون أن
ينهره أحد .
تمدحنا بصفات
حافية قادمة من قاموسها
اللين كأن تقول عن أحدنا
أنه" أحمر عين"
وأنه ....
وأنه ..... وأنه .........!
أحيانا نتدفق في شغبها
وأحيانا تكنسنا من" الكتَّاب"
بنظرة عجولة .
صاحبي الذي دائما ما أحشر
نفسي في عزلته..
كان يسري في أوردة البنت
مثلما تسري شهقة
في أوردة النميمة .
يحمل فانوسه إلى سطح
بيتهم ليصلي العشاء
ولتراه ايضاً
يجبرني على الصلاة
وراءه لتراه إماما
أنا الذي كنت أسبقة
بما يقارب الثلاثة أجزاء
من المصحف .
لا اقصد اني كنت الأحق
بها أو بالإمامة ...
أوبِّخ استسلامي
لنزواته تلك فقط.
فقيه القرية كان يذكرها
بالخير أمام الناس
وأنها خليفته ...
لقد كان الأمر أمرها
والنهي أمرها...
لم تبق له من الخلافة
غير المروحة ...
مثل صنيع الأتراك
مع أواخر خلفاء بني
العباس ..
ورثت الحكم صبية
كما كان يردِّد صاحبي .
حين كنا نتداولها
في الأسطح نسمع
هزيم عصا خرافيه
نجلدنا
فنهئ لأنفسنا
كرسياً مقدساً للإنكار .
كانت توصي فتيات
"الكتَّاب" بضم أرجلهن
عند الجلوس مثلما
تفعل هي دائما
وأبدا / تلك الوصية
بالضم لم نكن ندري
على أي مذهب لكنها
كانت وصية ذائعة
الصيت في القرية
ورثتها عن أمها التي
عرفناها فيما بعد
و.......
سمعناها على مرأى
تتحدث عن
فراشة طارت من
فتاة لم تكن تضم رجليها
في القرية المجاورة
رأيناها تقسم
أنه لو كان الأمر بيدها
لشطبت الألف من بين
الحروف ..،
واستغنت عن كل المرطبات
في الأبجدية كالياء
وهمزة الوصل
والواو .
حين ماتت أمها
كان الفقيه قد اوشك
على العروج في الجبل .
وحين عرج الفقيه
في الجبل /
أصبحت طالبة
في مدرستنا المتواضعة /
ـــــــــــــــــــــــــ
تلك الفخارية
صارت سماوية
تكلم الناس
وتمشي في الأسواق /
وعلى أحلامها تتسلق
الذاكرة ...
آه ٍ من تلك ..........
* عبد المحسن يوسف - التي تخبئ فراشة بين فخذيها
.
تضعه أمامنا .
ثم تضع جسدها
البض في قاروة مقابلة
وتأمرنا بغض البصر
..... تلك القارورة ..!!!
معلمنا "فقيه القرية "
حينها كان الوحيد الذي
ينظر إليها دون أن
ينهره أحد .
تمدحنا بصفات
حافية قادمة من قاموسها
اللين كأن تقول عن أحدنا
أنه" أحمر عين"
وأنه ....
وأنه ..... وأنه .........!
أحيانا نتدفق في شغبها
وأحيانا تكنسنا من" الكتَّاب"
بنظرة عجولة .
صاحبي الذي دائما ما أحشر
نفسي في عزلته..
كان يسري في أوردة البنت
مثلما تسري شهقة
في أوردة النميمة .
يحمل فانوسه إلى سطح
بيتهم ليصلي العشاء
ولتراه ايضاً
يجبرني على الصلاة
وراءه لتراه إماما
أنا الذي كنت أسبقة
بما يقارب الثلاثة أجزاء
من المصحف .
لا اقصد اني كنت الأحق
بها أو بالإمامة ...
أوبِّخ استسلامي
لنزواته تلك فقط.
فقيه القرية كان يذكرها
بالخير أمام الناس
وأنها خليفته ...
لقد كان الأمر أمرها
والنهي أمرها...
لم تبق له من الخلافة
غير المروحة ...
مثل صنيع الأتراك
مع أواخر خلفاء بني
العباس ..
ورثت الحكم صبية
كما كان يردِّد صاحبي .
حين كنا نتداولها
في الأسطح نسمع
هزيم عصا خرافيه
نجلدنا
فنهئ لأنفسنا
كرسياً مقدساً للإنكار .
كانت توصي فتيات
"الكتَّاب" بضم أرجلهن
عند الجلوس مثلما
تفعل هي دائما
وأبدا / تلك الوصية
بالضم لم نكن ندري
على أي مذهب لكنها
كانت وصية ذائعة
الصيت في القرية
ورثتها عن أمها التي
عرفناها فيما بعد
و.......
سمعناها على مرأى
تتحدث عن
فراشة طارت من
فتاة لم تكن تضم رجليها
في القرية المجاورة
رأيناها تقسم
أنه لو كان الأمر بيدها
لشطبت الألف من بين
الحروف ..،
واستغنت عن كل المرطبات
في الأبجدية كالياء
وهمزة الوصل
والواو .
حين ماتت أمها
كان الفقيه قد اوشك
على العروج في الجبل .
وحين عرج الفقيه
في الجبل /
أصبحت طالبة
في مدرستنا المتواضعة /
ـــــــــــــــــــــــــ
تلك الفخارية
صارت سماوية
تكلم الناس
وتمشي في الأسواق /
وعلى أحلامها تتسلق
الذاكرة ...
آه ٍ من تلك ..........
* عبد المحسن يوسف - التي تخبئ فراشة بين فخذيها
.