جريس سماوي - امرأة الرصيف العائم

فوق رصيف على الماء ،
والليل مستغرق في هلامية الوقت ،
تجلس حورية البحر
فاتنة وبهيه ..
تضيء السماء العجوز قناديلها
وتنوس قرى الله عبر المجرات ،
ترعى " الثريا " نعاس الفضاء
وتجثو على عتبات الهواء العليه .
يعلق ميزانه " المشتري "
وتؤجل ميقاتها النجمة الساحليه
وحورية البحر
مفتونة بأثيرية الليل ،
تجلس فوق رصيف المياه
مبللة بالرذاذ الخجول
تنادم احلام قلبي العصيه
آلهة " أيلة "
ذات الحرير الطويل من الشعر
والفاتن المرتخي من حبال السنى
سلمي للسماء القصيه
بعينين ماكرتين
ووجه شهي الشذا
وفم غامض كالأماني الخفيه
تعابث روحي
وترمي شباك الشقاوه
حول حصاني
وتصطادني دونما شبكه ،
دون خيل ودون مطيه ،
بقرطين من نار اسلافها السحره،
وباغفاءة هي كل الكلام ،
بما علمته لها من دلال الانوثة
جداتها الغائبات ،
سليلات انثى الخرافة ،
توقظ ذئب الحواس
وتفتح برية وكهوفا بدائية
وبالنار تستدرج الوحش
الذي يتقمص روحي الشقيه .
تذوب احلامها في الهواء
وتفتح ، مزهوة ، قمم الغيب
فيحني الدخان النبيل
مسراته الراجعات
أمامي
ويفرك كفين مبتلتين بماء الاماني
ويجلس بين يديه .
البهية بين بنات الشواطي والماء
بنت الرهافة والبحر ،
كاهنة الريح ،
ترسي مراكبها في الخفاء
وترسل اتباعها الجن نحو القرار
السحيق
لكي يجمعوا صدف المستحيل
ومرجانه
في سلال الفراع النديه
هل رأى الماء شعر الاميرة
وهو منسدل فوق اكتافها !!
هل رأى موضع اقدامها
وهي تسير على الرمل ناعمة
وطريه !!
هل رأها ابوها العميق
الذي يرتدي الزرقة الحالكة !
هل رأت امها السمكه !
هل رأت اختها حسنها
وهي طالعة من حنين المحارات
كي تأخذ نزهتها الموسمية !!
آلهة " آيلة "
حورية البحر
من اين جاءت ؟
وهل يخرج البحر دوما عذاراه
للأنس
ومن دونما موعد ،
هل تتوه الأميرة عن قصرها ؟
هل يضيع النبيه ؟
فوق رصيف على الماء
تجلس امرأة النار
هل تنطفي ،
أم الماء ينشف ؟
ماذا يخبيء هذا الحرير الطويل !!
بماذا تعد
هذه الشفه القرمزية ؟؟

.
31.jpg
 
أعلى