حسن سامي العبد الله - قُبلةٌ على شَفة ال......

قَدٌّ، قوامٌ، واتساقٌ آسِرُ = ثَغرٌ لدى حَواءَ مَوتٌ آخرُ
وَيحَ الغَواني وَيحَ قَلبيَ والهوى = ويحَ التصابي للحِسانِ يُقامِرُ
نامتْ بُعيدَ الليلِ تَقوى عابِدٍ = لوساوسِ الشيطانِ كُليَ ساهِرُ
ضَعْ بَوحَكَ القَمريَ قبلةَ عاشِقٍ = فوقَ الشِّفاه لَعَلَنا نَتـ..حاوَرُ
ما بالهُ تدعوهُ آلهةُ النِّسا = بِتغنجٍ هل أنَّ ثَغرَكَ كافِرُ؟
قالتْ وعذبُ القَولِ لَحنٌ هامِسٌ = أقبِلْ فَديتُكَ فالمُحِبُ يُغامِرُ
قَبَّلتُها سِرَّاً فقالتْ يا فَتى = في ثَغرِكَ السحريِ طِفلٌ ماكِرُ
ثمَّ انغمَسنا في حِوار دافيءٍ = نُسقى الغَرامَ سُلافةً تَتَقاطَرُ
فَلَثَمتُها شَوقاً وأزهَرَ خَدُّها = بالياسمينِ نَفائِحاً تَتنَاثَرُ
وَضممتُها والرُّعبُ يَملأُ خَافقي = ألّا يَرى لُقيا الأحبةِ نَاظِرُ
حَتّى انزَوَينا في عِناقٍ ماجِنٍ = ابليسُ في النفسِ الضعيفةِ حاضِرُ
قالتْ ولَونُ الوَردِ يَرشفُ حُمرَةً = مِنْ ثَغرِها يا أنتَ صَبٌّ فاجِرُ!
إذهب فَخيطُ الفَجرِ يَفضحُ سِرَّنا = والضوءُ في سرِّ الهيام يُجاهِرُ
قَبلتُها أخرى فَجَرَّتْ مِعطَفي = كِدنا كِلانا وَحدنا نَتـ..سامَرُ
سِرنا الى شَبَقِ النِّهايةِ سُكَّراً = حتّى سَمِعتُ الصوتَ "نومُكَ جائرُ!"
فَفَتَحتُ عَيني والوِسادةُ في يَدي = ووجدتُ أُمّي والجميعُ تَكاثَروا
وَنَهَضْتُ كالمَخبولِ دونَ دِرايةٍ = هلْ أنَّ ذاكَ العِشقَ حُلمٌ عابِرُ؟!
ضَحِكَ الحضورُ وقَهقَهوا حتّى بَكوا! = فالكُلُّ حَولي للثمالةِ ساخِرُ!!!؟

.
Stefan Todorovic

محمد حجيري
 
أعلى