نقوس المهدي
كاتب
يخطئ من يظن ان الادب الايروتيكي العربي جاء مع نشر الرواية السيرة ( الخبز الحافي) ( لمحمد شكري)، هذا الادب قديم قدم التراث العربي الزاخر بانواع مختلفة منه منذ عهد الشعر الجاهلي وعصور الادب الاسلامي حيث بدأ الفقهاء والعلماء والشعراء وكتاب السير يكتبون هذا النوع من الادب مثل كتاب ( تحفة العروس ومتعة النفوس) للتيجاني و( نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتاب) للتيفاشي و( المحاضرات) للراغب الاصبهاني وديوان ابو نؤاس والكتاب الخطير ( الف ليلة وليلة) وحماسة ابي تمام وكتاب (الأغاني) للاصفهاني وكذلك الأمر مع العقد الفريد والحماسة المغربية وكتاب (زهر الربيع) للعلامة نعمة الله الجزائري
وغيرها.
والايروتيكيا أو الايروسية هي نوع من الفانتازيا الفنية التي تحاول الابتعاد قدر المستطاع عن الجنس كوظيفة فيزيولوجية يتساوى فيها الإنسان مع بقية المخلوقات، والخيال هو الذي يحول ميكانيك الجنس إلى إيروتيكيا، فاذا انعزلت الايروتيكية عن الخيال وباقي عناصر الحياة والعالم وحصرت في عدة حركات آلية ستصبح فعلاً روتينياً مفرغاً من معناه. الامبراطور ( تيبيريوس) الروماني هو أول من اكتشف هذه الفكرة حينما جمع لوحات الفنان البورنوغرافي اليوناني ( بارازيوس) في قصره وفي غرفة نومه بالتحديد التي كانت متحفاً للصور والتماثيل والفنون والكتب ومسرحاً للممارسات المفتوحة على اللامألوف و( بارازيوس) هو الذي اخترع مصطلح ( البورونوغرافيا) حوالي العام 410 ق.م في اثينا ومعناه ( رسم المومسات) فقد أحب احدى بنات الليل ورسمها عارية وقد وصف سقراط ( بارازيوس) بانه شبق وقد تحول مصطلح ( البورنوغرافيا) مع مرور الزمن إلى أدب أو فن الفجور والاباحية او كل مايتعلق بالأشياء الداعرة، أما الايروتيك أو الايروسية فتعني بالتعريف الموسوعي الشهوانية الجنسية وهي آتية من الإِله ( ايروس) وهو احد الآلهة الاغريقية المبكرة التي حكمت الكون والذي جعل النظام والترابط في اجزاء السديم الكوني الاول وهو القوة الجامعة والجاذبة التي تحمل الموجودات على التآلف لإنتاج الحياة، كما انه إِله الحب الاغريقي والذي اضحى باسم( كيوبيد) عند الرومان، كما عند افلاطون في مأدبته الشهيرة فقد كان هبة الآلهة للانسان والتشويق الى الخير والخلود.
يقول ( ماريو فارغاس يوسا) في مقابلة معه حول روايته (امتداح الخالة): الايروتيكية تعني نزع صفة الحيوانية عن الفعل الجنسي وتحويله إلى عمل فني يجتمع فيه الخيال والحساسية والفانتازي والثقافة، حيث تغدو الايروتيكا بنظره منتجاً حضارياً وبطله يعد الزواج عالماً شديد الغنى يمكن أن يستوعب كل الفانتازيات، ويتجنب الروتين شرط ان يكون الخيال موجوداً، وهي محاولة من هذا الروائي الكبير لخلق فن غني ومولد من مؤسسة الزواج الروتينية عبر الخيال، ومن هنا صارت الايروتيكيا متحولة من كونها فعلاً جسدياً إلى عمل فني ومن ثم إلى جسد لغوي أو جسد سردي يحتوي على تراكيب ومصطلحات
* لوحة عزلة
للفنان فريدريك لايتون
وغيرها.
والايروتيكيا أو الايروسية هي نوع من الفانتازيا الفنية التي تحاول الابتعاد قدر المستطاع عن الجنس كوظيفة فيزيولوجية يتساوى فيها الإنسان مع بقية المخلوقات، والخيال هو الذي يحول ميكانيك الجنس إلى إيروتيكيا، فاذا انعزلت الايروتيكية عن الخيال وباقي عناصر الحياة والعالم وحصرت في عدة حركات آلية ستصبح فعلاً روتينياً مفرغاً من معناه. الامبراطور ( تيبيريوس) الروماني هو أول من اكتشف هذه الفكرة حينما جمع لوحات الفنان البورنوغرافي اليوناني ( بارازيوس) في قصره وفي غرفة نومه بالتحديد التي كانت متحفاً للصور والتماثيل والفنون والكتب ومسرحاً للممارسات المفتوحة على اللامألوف و( بارازيوس) هو الذي اخترع مصطلح ( البورونوغرافيا) حوالي العام 410 ق.م في اثينا ومعناه ( رسم المومسات) فقد أحب احدى بنات الليل ورسمها عارية وقد وصف سقراط ( بارازيوس) بانه شبق وقد تحول مصطلح ( البورنوغرافيا) مع مرور الزمن إلى أدب أو فن الفجور والاباحية او كل مايتعلق بالأشياء الداعرة، أما الايروتيك أو الايروسية فتعني بالتعريف الموسوعي الشهوانية الجنسية وهي آتية من الإِله ( ايروس) وهو احد الآلهة الاغريقية المبكرة التي حكمت الكون والذي جعل النظام والترابط في اجزاء السديم الكوني الاول وهو القوة الجامعة والجاذبة التي تحمل الموجودات على التآلف لإنتاج الحياة، كما انه إِله الحب الاغريقي والذي اضحى باسم( كيوبيد) عند الرومان، كما عند افلاطون في مأدبته الشهيرة فقد كان هبة الآلهة للانسان والتشويق الى الخير والخلود.
يقول ( ماريو فارغاس يوسا) في مقابلة معه حول روايته (امتداح الخالة): الايروتيكية تعني نزع صفة الحيوانية عن الفعل الجنسي وتحويله إلى عمل فني يجتمع فيه الخيال والحساسية والفانتازي والثقافة، حيث تغدو الايروتيكا بنظره منتجاً حضارياً وبطله يعد الزواج عالماً شديد الغنى يمكن أن يستوعب كل الفانتازيات، ويتجنب الروتين شرط ان يكون الخيال موجوداً، وهي محاولة من هذا الروائي الكبير لخلق فن غني ومولد من مؤسسة الزواج الروتينية عبر الخيال، ومن هنا صارت الايروتيكيا متحولة من كونها فعلاً جسدياً إلى عمل فني ومن ثم إلى جسد لغوي أو جسد سردي يحتوي على تراكيب ومصطلحات
* لوحة عزلة
للفنان فريدريك لايتون
صورة مفقودة