نقوس المهدي
كاتب
تقديم:
أرجوزة في اللواط، ربما تعمد قائلها إخفاء اسمه، حتى لا يتابعه الذين أشار إليهم: (قاضينا – الباشا – جنرال – الزعيم – الشيخ عبد الحي) وهي إشارات عامة – تكاد تكون “مبهمة” -، لا يدركها إلا الراجز وخلصاؤه والمعنيّون، ولا يمكن تجلية حقيقتها إلا بدراسة تكشف الراجز، وملابسات النظم، وتاريخه… فعسى أن يتصدى لذلك من تسعفه المعلومات الدقيقة والمراجع.
لذلك قد أخطيء – انطلاقا من الحدس – في إسقاط “الإشارات” على “من أشار إليهم”. غير أني أميل إلى تخمين تاريخ الأرجوزة في النصف الأول من القرن العشرين. فلفظة (جنرال) مرتبطة بالجيوش الأجنبية. ولم يعرف المغرب الحماية إلا من سنة 1912 إلى 1956 -،
الأماكن الواردة بالقصيدة: الرباط. طنجة. آسفي. مكناس . أكادير. البيضاء = الدار البيضاء. الحمراء = مراكش. فاس (وضواحيه: وادي الجواهر، سيدي حرازم). ابزو (قبيلة). سلوان. ذكرت كمراتع للواط، ولانتشاره بـ “سمات” محلية،
ملحمة اللوطيين
يـقـول عـبــــد ربــــه الــغِــوَانْ = لــمــا غـــوى وفــســد الـزمانْ
وكثـــر الـجـــمـــال فـي الأولادِ = وعـمّ داء اللـواط فــي الــبـــلادِ
تــسـاوى فــيـهــا حـابـلٌ ونابِــلْ = لا فـرْق بـيـن عـارف وجـاهـلْ
وكــــســـد ســـوق الــزنا وبـارا = لأنـه يـســبّــــب الأضــــــــرارا
لا ســيـما نــســلَ بــنــي الــزناءِ = وما فـي طـيّـــه مـــن الــبــــلاءِ
مــســـلِّــمـا عـلى ذوي الطــريقةْ = همْ عمدتي في الـشـك والحقـيقةْ
لا صِـلـة لهـم مـــع النـســـــــــاءِ = أكْـرمْ بـهـم فـي السـر والضـراءِ
لا فـــرق بيـن الـشــيـخ والمُـريدِ = كلاهمـا يـرتـــع فــي صـــعــيـــدِ
قد زهِدوا في العـيش وفي المناصـبْ = وصـيّـروا (الكرّ) لهم مراكبْ
وعرفوا الناس من الــــــــوراءِ = ومــا ذاكُـمُ إلا مـــن الــــــحــــيـاءِ
ألِـفُــهـــم قــد رفـع المنــصــوبا = حتـى غــدا بيـن الـورى محـبـوبا
كـــم وزروا ورأسـوا وقـيّـدوا = وجُـلّهـم على الـحـصـيـر يــرقــــدُ
زبـوبُـهـم قـد فرقت وأخّـــرتْ = يا سـعـد من في (طــيـزه) تـبحّرتْ
ما خاب (طـيـز) ركبوا على رُباهُ = فربما علا وســــاد في صـبـاهُ
والـــشــيــخ لا زال رئـيــــسُــه فــــتًى = أنــــــالــه ، فَـــــــرَاجٍ لاَنَ أو عَــــــتَـا
وهــــهــــنا تــنــعــكــس الــقـــواعــــدُ = هـــو الــرئــيـــس وأنــا الــمــسـاعـــدُ
وبـعـد فـاســـتــمـع لـمـا يــتلى عـلـيـكَ = مـن الـفصـول ، وعِــهَـا ، ولا عـلـيكَ
كــــنّا ، وكـــان الـطـيـــش والــشـبـابُ = واللــهــو ، والــرفــاق ، والــصــحابُ
والـســعــد قـائـم ، فـــمُــرْهُ واقــتــرحْ = والصـفـو شـامل ، والصـدر مـنـشـرحْ
وللـــمـــلــيـــــح صـــــولــــة وجـــــاهُ = وعـــفــة ، بــهــا يــــحــمـي بَــهـــــاهُ
والـشـيـخ فـي ” بـاب الجـديـد ” يـرتـعُ = بـيـن الـغـصـون ، والـطـيـور تـشـجـعُ
والأيـــــر قـــائـــم يـــصـول ويــجــولُ = والـخـير مـبـسوطٌ ، فـضَـأْنٌ وعُــجُـولُ
قـلــهــا كـمـا تـشـا واضــحـك عـلـيـها = ومـا تــرى مـن الــفــصــول مـــــنـهـا
والـفـكــر يـرعى مـن دواويـــن الأدبِ = طوراً بـ ” بـغـداد ” وطورا بـ ” حلـبِ “
لـــذا ســــألــــت قــــاضـي اللــــــــواطِ = وكـــــان فــي انـــشــراح وانــبــســاطِ
مــا الـفـرق بيــن الـمـرد والـنـسـاءِ ؟ = قــال : مــا بـيـن الأرض والـــســـماءِ
وضِّـــــحْ لـــــنـا يـا أيــها الـفـــقـــيــهُ = مــا أنــــــت إلا رجــــــــل نـــــــبــيــهُ
قال : نـعـم . ثــــم أتـــى بــــدفـــــتــرِ = وصـــار يــمــلــي عــلــمـه بالـخــــبـرِ
روى ” أبو نـواس ” عن ” ســقــراطِ ” = أحـــاديــــث تــخــــتـــص باللــــــــواطِ
فــــــلا تـــكـــن بـمـثـلــهــا جـــهـــولا = ولــو بــلــغــت مــبــلـغ الـكــهـــــــوله
دع الــنــســاء فــي الــشوارع تـــدورْ = وكـن ـ رعاك الله ـ من أهـل الـدبــورْ
للـه درُّ ” اللَّـــوّاطــةِ ” الأكــــــــــيـاسِ = تــجــنــبــوا الـحــيــض مع الـنــفــاسِ
مـا نـــكــــحــوا بِـــكـرا ولا عـجـــوزا = فـكـن عـلى إثـرهـم ، كـي تـــــفــــوزا
قــد تــركـــوا الـنـــســاء لـــلأشــــرارِ = وســـلـــــكوا مــــنــاهـــج الأبــــــــرارِ
واتــــخـــذوا الــشــيـــخ لـهـــم إمــامـا = فــهَـــــذَّب الــطــــريــق والأقــــــوامـا
ونــحــن قـــوم مــا لــنا عـــــلاَمــــــهْ = وشـيـخــنا لـيـــســــت لـه عِـــــمـامــهْ
مــذهــبــنـا لـيس لـنا عـنـه مَـحـيـــــدْ = لا سـيـما قـد وافـق الـعـصـر الـجديـــدْ
فصل
وقـــل لـــمــــن رام اتــــــــباع أورادي = اتـــركْ مـن بــــالــك ( مـــالٍ وأولادِ )
أول شـــرطٍ عــنــدنـا خــلـع الـعــــــذارْ = ومـن تــهــــتَّــكَ يُــــباس ويـــــــــزارْ
مـــــذهــــبـــــنـا يــــجــــــدد الأفــــكارا = وانـــظــر مــقـامــه عــند الــنـــصارى
مـن أجـلـه قـــد شــــيـدوا الــقــصـــورْ = فــــيا لـــه مــن عـــــمــل مـــــبـــرورْ
أبــــوابـــها مـــفــــتــوحــة للــــزائــــرِ = لا حـــــــرم اللـه مـن ذاك نــــاظــــري
وحــــزبــنـا مــن الــتــــصـــوف أتـــى = فـاتــبــع ســبــيــله إذا كــــنــت فــــتى
نــرعـى الـعهود ، ونــجـود بالــنفـوسْ = ســيـان عـنـدنا الـسـعود والـنـــحـوسْ
لـــكــن خــمـرنـا خـــــلاف خــمــرهــمْ = وســـرّ قــومــنا أقـــوى مـن ســرهــمْ
فـإن رقـصـنـا فـلِـــنَــــيْـــلِ الـوصْـــــلِ = ومـــا رقْـــصــنا طــمـعا فـي الأكـــــلِ
لا سـيـمـا جُـــــلّ شــــيــوخ الـعـــصــرِ = مـــولَّــــعــون كـلـهـم بــالــظَّــهــــــــرِ
نـحـن الــذيــن قــــتــلــوا الــنــــفوسـا = ومــا عــرفــنا الــديــــر والـنـاقــوســا
ومـا ســجـدنـا للـصـلــيب والـقــديــسِ = لكن شـربـنا مـن كؤوس الـخـندريـسِ
بـهـا رَوِيــــــنا ، وبــها اشــتـــهــرنــا = وبـ ” يحـيى بن أكـثــم ” اقــــتـــديــنـا
لا تـــعــجــبَــنْ إنْ شــــيــوخ الـــــوِردِ = مـــولّـــعــون ـ كــلــهــم ـ بالــــــمُــرْدِ
فصل
واعْــلـــم بـأن الـنـيـك في الـــــدبــــورْ = فــي كــل مــخـلوق ، على الـمـشـهورْ
إنـــس ، وجــــنّ ، حـيــوانٌ وطـــيـورْ = مـن سـكـنوا الـبــر ، ولاذوا بالبـحـورْ
وشــــاع قِـــدْمــاً فـي بــنـي الإنــسـانِ = مـبـــدؤه قــالـــوا : مـن الـشــيـــطـانِ
هـــــو الــــذي أبــــدعـــه وأَوْجَـــــــدهْ = لـــكــنــه بــعـد الــشــيــوع جَــحَــــدهْ
قــد أنـــكـــرتــه جـمــيــع الـشــرائـــعْ = وفـــعـــــلـــه يـــوافــــق الــطــبائــــعْ
ســهـلٌ وحــلــوٌ ، وفـــيــه اقــتــصــادُ = وعـــدم الــنــــســـل هـــــــو الــمــرادُ
وُجــــــــوده قــــد طـــــوّع النـــــســاءَ = وجـــلّ كـــــيــدهـــن بـــه قــد بــــــاءَ
إن اللــــــــواط نــهـــــجُـــه قــــويـــــمُ = صــاحـــبــه مـــن الأذى ســـلــــيـــــمُ
فـاســــلكْ طـــريـقــه مع الـكــــــياســةْ = إيــــاك أن تـحـــيــد عن الـسـيـاســـةْ
أربـــع أمــــم لــهـا فــيـه الــســــبــاقُ = ” روما ، وفارس ، أثـينا ، والعراقُ “
هـذي يـنـابـيـع اللــواطِ فـي الـــــقـديـمِ = والفـكرِ والعـرفـانِ والـجـسـمِ الـسـلـيمِ
وشاع في ” بغــداد ” أيام ” الـرشــيــدْ ” = وكـان ركـــن الـديـن لا زال عــتـــيــدْ
وهـــام بـه ” الأمـــيــن الـعــبــاســي = “والـفـضـل للـشــيـخ ” أبــي نـــواس “
فـاتــــبـع ســـبـيـلـه ولا تـقــل حـاشــا = فهذا مذهب ” قاضينا ” و ” الـبـاشــا “
فـــــــصــــــل [الاست]
وهـــاك تــوضــيــــح الـذي تــقـــدمــا = لـــتـــعـــلـم مــن أولـــــــج وقَــــوَّمــا
حـــكـمـاء الــيـونــان ، والــرومـــانِ = ،ثــبــت عــنــهــم إتـــيان الــغــلــمــانِ
وقـــادة الأفـــــكـــار ، والــفــــحـــولُ ، = وأمـــــراء الـــوقـــت ، والــــعــــــدولُ
وقــضــاة الــقــانـون ، والأعـــيـــانُ ، = وأحــــــبار الـيــهـود ، والــــرهــــبـانُ
تــضــاربــوا عــلـيـهـا بالــســــيـــوفِ = وتــركــوا الـفـــرج إلى الـــمــلــهــوفِ
” أرسطاليس ” ، ” سقراط ” الحكـيـما، = مـــن أجــــلـــها تــفـلــســــفا قـــديــما
كــم رئـيـــسٍ و( جِــنِــرالٍ ) وهُــمــامْ = ســلّــم فـي شِـــــعـاره وفـي الـوســـامْ
مــتَّـبِــــعـا ســـبـيـلـهـا ، ومـــــا رعى = ولـــيـــس مـن رأى كــمـنْ ســــــمـعـا
وكــم وزيــــرٍ خــطــيـــرٍ مــعــــظَّـــمـا = مــن أجــلـهـا ، فـي عِــزِّه قــد ســلَّـما
وكــم طــبــيــب مـــاهــر فـي طـــبـّــهِ = بـحــــبـها ، أضــحــى فــقــيــد لُــبِّـــهِ
وكــم فــقــــيــه ســلــبَـــتْــه رُشـــــدَهُ = مـهـمـا رأى الـغـلـمـان عـــض يـــــدَهُ
كــم شــاعرٍ ، وكــم أديـــب قــد وقــعَ = مــن أجـلـهـا فـي هـلاك ، ومـا زمـــعَ
وكــم غــنيٍّ ـ رغـــم وَفْــــر مــالِـــه ـ = قــد صــيّـــرتْــه بائــــسـا فــي حـالـــهِ
مـا مـن صـوفـي ، ونـاسـك ، وعـابـدْ = إلاّ لــــه فـي مـذهـب الشـــيـخ شـاهِــدْ
وكــم صــــبـي ذاقـــــها فـي صـــغــرهْ = قــد شـغــلــتــه عـن جــمـيـع وطـــــرهْ
شـبَّ ، وشَـابَ ، واكتـهـل ، ومـا سـلا = وإن قـيـل لـه : ســــــلـوتَ ؟ قـال : لا
حــتى ” الـزعـيـم “، والـذيـــن حــولــهُ = مــنــخـرط فـي حــزبــها ، طــوبى لــهُ
و” الـشيخ عـبد الحي ” ـ مع جـلالــهِ ـ = مـسـتـغـــنِـــيـا بالـــــمـردِ عن حــلالــهِ
فـــــــصــــــل [مواطن اللواط]
وكُــنْ كأهل ” فــاسٍ ” و” الــربــــاطِ = “مــــن بـــلـــغـــوا نــهــايــة اللــــــواطِ
مَــطْـــلَـــعَــا الـبـــــدورِ والأهِـــــلَّـــــهْ = ومَـــسْـــكَــــنا الأعـــــلام والأجِــلَّــــــهْ
مــن زيَّـــنوا االـــنــوادي والــمـحـافـلْ = بــــكــــل لــــوطـــي ذكــــي ونـــابــــلْ
يــقـتـدي بالــتـجــديـــد والــحــضــارةْ = ويــكــتــفـي بـــاللــحـــظ والإشـــــــارةْ
رأيـــه فـي الــنــســاء رأيٌ يُــعـتـــبَـرْ = مــا خُــلــقـــوا إلا لإنــــتــاج البَــشـــرْ
أمـا اللــذاذة والســرور يـا ” حــســنْ ” = فــهــي للــمـــرد عــلــى مــرّ الــزمــنْ
وإن كــــان هــــذا هــــو الــصـــــوابُ = فــبـيــنــهـــم ســويــعــة لا تُــــــعــــابُ
ومــا ســـواهـــا نـــكَـــد لــــه أثـــــــرْ = في الـقــلــب والـفـكر وجـسـمٍ وشَــعَــرْ
أصْــغِ إلــى مــذاهـــبٍ لــهـا اتـــبـــاعُ = والـقـصـد واحــد ، وللــفـــن طـــــبـاعُ
لــكــل قُـــطــــر مـــذهــــبٌ وعـــمـــلُ = فـيـهـا مُــجــمَّــلٌ ، ومـا لا يَــجــــمُـــلُ
فـأهــل ” فــاس ” مـا لَـهــمْ من مــثــلِ = مــذهـــبُــهــم مـــن الـــطــــــراز الأوّلِ
في الـجـد قد تـفـنّــنـوا ، وفي الهـزلْ، = والـحـسـن والـبـهـا عـلـيـهـم قد نـــزلْ
فـيـها مـن الـولـدان ما يـسـبـي الفؤادْ = وفـي ضـواحـيـها الـحـــيـاة والـمـــرادْ
على ” وادي الجواهر ” اسْكـبِ العـقارَ = وفي ” أبــي حـرازمٍ ” اخْــلــعِ الـعِـــذارَ
وهاتِها بـنت الرومي ( المكــشْـكَـشا ) = وارقصْ، وغَنِّ، واقطعْ من ثغر الرّشا
مـا بـعـد ” فــاس ” للــجـــمال مـسـرحُ = وفـي مـغـانـيـهـا الـصــدورُ تُــــشْــرحُ
وفي ” الــربــاط ” مــذهـــبٌ مــهــــذَّبُ = يـحْــسـنـه الـجَــــدّ ، والابـــن ، والأبُ
أقـــــدم خــلــق اللــــه فــي اللــــــواطِ = وجُـــلُّـــهـم لــــفـــــنِّــــه مُـــــعـــاطـي
لا فــضـــل للــغــريــب فــي بـــلادهــمْ = مـن : مـالِـهـم ، ومُــردِهـم ، وزادِهِـمْ
صـــغــــارهــم ذوو آداب وفـــــنــــونِ = فــاقــوا ســواهـم بالـعــلــو والـعـيـونِ
لـكــنّــهــم بالــكِـــــبْــر قـد تـخـلَّـــقــوا = و( يــنــزحـوا ) عــنــه إذا تــحـقَّـقـوا
رأيَ بـني ” الحـمـراء ” لا تُــخــالِــــفْ = مــا ألـــطـــف الأردافَ بالــســـوالـــفْ
لا (يصحـبوا) المُــرْدَ إلا إذا (الْـتَـحَـوْا) = قــد سَــلَّــمُــوا فـي صـاحـــــبِ آهٍ وأُوْ
ومــذهــبــي يــقــول بــالــمــزغَّــــــبِ = سهْــل الركـوبِ للـفــتى ( الـمـزبَّــبِ )
وأهــلـــــهـا ذوو دُعــــــابٍ وكَـــــــرَمْ = والــنّـائي ـ بـيـنـهم ـ عـزيـزٌ مـحـتـرمْ
لــكــــنـــهــا قــــلــيـــلـــة اللـــــــــواطِ = إن قُـورِنـتْ بـ ” فـاسٍ ” و” الـربــاطِ “
وخالِــفْ أهلَ ” آســفـي ” فـي رأيـهــمْ = فـالـشـيـخُ قــد يُــنــاكُ فـي مـذهـبــهـمْ
وجـانِـبْ رأيَ ” ســلـوان ” الـعـريــضـا = فــإنـهـم قــد أبـــاحــوا الـتـــعـــويـضـا
لــــكـــن فــي ديــــارهـــا مــــن الأدبِ = مـا شـئـت من خـلـق جـمـيـل وحـسـبِ
لا بــأس بــرأي بــني ” الـبــيــضــاءِ ” = عــنــدهـــم الـــكــلُّ عــلـى الــسَّــــواءِ
مـــعــــذَّرٌ ، وأمــــــردٌ ، ويـــافــــــــعْ = وكــم لـهــذا الــمــذهــب مــن تـــابِــعْ
واللواط فـي ” البـيضاء ” أمـر محـدَثُ = ولــم يـــكــن فـي حــيّــهــا مــخـــنَّــثُ
لـــولا الــذيــن حَــلُّــوا مـن الآفــــــاقِ = واســتــوطــنـوا ديــارهـا بـلا نِـــســاقِ
مـا عـرفـتْ أبـنـاؤهــا نــيْــك البُــزَاقْ = ولا صَـــبَــوْا إلـى فُــســـوقٍ ونـــفــاقْ
بـرأي أهــلِ ” مـكـنـاسٍ ” لا تَــقْــــتَـــدِ = جــمــاعـــةٌ تــشـــتَــرِك فـي الأمْـــــردِ
وهــذا عــيــبٌ عـنـدنــا فـي الـمـذهـبِ = أنـفُ الـذي قـــال بـــــه فـي الــتـــرابِ
عَـــدِّ عـلى الـقـومِ ولا تَـــلُــــمْ أحـــــدْ = إن الـحـشـيـش أصــل عــيـبٍ وفــسـادْ
وإن أردت أعــــــــــــدل الــمــذاهــــبْ = فــسِـــرْ لـ” طـنجةَ ” تَـــرَ الـعـــجــائـبْ
فـيـهـا مـا تـشـتـهـي مــن الـــولـــدانِ = تــنـــوّعـــوا فـي الـجـنـس واللــســانِ
وكــم عــلـى نــسـائـهـا مـن عــجــــبِ = وكـــم فــي عــجــــبـــهــا مــــــن أربِ
ولـيـس فـي الأريـــاف رأيٌ يُـتّـــبَــــعْ = لأنـــهــا مــبـاحـــة فـي الـمـجــتــمـــعْ
ولا تـخاطـبْ ( بـربـري ) دون سـلاحِ = فـهـذا أمـر ـ عــنـدهـم ـ غـيـر مـــبـاحِ
وأهــل ” ابْـــزُو ” فـي اللـواط عـــلَـــمُ = لـكـــل فـــرد مـــذهـــبٌ لا يُــــعـــلَـــــمُ
لا تـــتّــبــعْ ســبــيـل أهـل ” أكـاديـــرْ = “فـربـمـا نـاكــوا الــشـيـوخ والـحـمـيـرْ
أما الـيـهـود والـنـصـارى والمـجـوسْ = قـد ( يمنحوا ) الفاعل خـمرا وفـلوسْ
لـكـنــهــم أنــجــس مـن بـيـت الـخــلا = فـاجْـتـنـبِ الـقـومَ ، وكـن مـنـهـم على
وإنْ درســــت هـــذه الـــمـــذاهـــــــبْ = فــاخْــتــرْ لـنـفــســك الـذي يُــنـاسِـــبْ
* عن موقع الجنس والتراث - ابراهيم رمزي
.
أرجوزة في اللواط، ربما تعمد قائلها إخفاء اسمه، حتى لا يتابعه الذين أشار إليهم: (قاضينا – الباشا – جنرال – الزعيم – الشيخ عبد الحي) وهي إشارات عامة – تكاد تكون “مبهمة” -، لا يدركها إلا الراجز وخلصاؤه والمعنيّون، ولا يمكن تجلية حقيقتها إلا بدراسة تكشف الراجز، وملابسات النظم، وتاريخه… فعسى أن يتصدى لذلك من تسعفه المعلومات الدقيقة والمراجع.
لذلك قد أخطيء – انطلاقا من الحدس – في إسقاط “الإشارات” على “من أشار إليهم”. غير أني أميل إلى تخمين تاريخ الأرجوزة في النصف الأول من القرن العشرين. فلفظة (جنرال) مرتبطة بالجيوش الأجنبية. ولم يعرف المغرب الحماية إلا من سنة 1912 إلى 1956 -،
الأماكن الواردة بالقصيدة: الرباط. طنجة. آسفي. مكناس . أكادير. البيضاء = الدار البيضاء. الحمراء = مراكش. فاس (وضواحيه: وادي الجواهر، سيدي حرازم). ابزو (قبيلة). سلوان. ذكرت كمراتع للواط، ولانتشاره بـ “سمات” محلية،
ملحمة اللوطيين
يـقـول عـبــــد ربــــه الــغِــوَانْ = لــمــا غـــوى وفــســد الـزمانْ
وكثـــر الـجـــمـــال فـي الأولادِ = وعـمّ داء اللـواط فــي الــبـــلادِ
تــسـاوى فــيـهــا حـابـلٌ ونابِــلْ = لا فـرْق بـيـن عـارف وجـاهـلْ
وكــــســـد ســـوق الــزنا وبـارا = لأنـه يـســبّــــب الأضــــــــرارا
لا ســيـما نــســلَ بــنــي الــزناءِ = وما فـي طـيّـــه مـــن الــبــــلاءِ
مــســـلِّــمـا عـلى ذوي الطــريقةْ = همْ عمدتي في الـشـك والحقـيقةْ
لا صِـلـة لهـم مـــع النـســـــــــاءِ = أكْـرمْ بـهـم فـي السـر والضـراءِ
لا فـــرق بيـن الـشــيـخ والمُـريدِ = كلاهمـا يـرتـــع فــي صـــعــيـــدِ
قد زهِدوا في العـيش وفي المناصـبْ = وصـيّـروا (الكرّ) لهم مراكبْ
وعرفوا الناس من الــــــــوراءِ = ومــا ذاكُـمُ إلا مـــن الــــــحــــيـاءِ
ألِـفُــهـــم قــد رفـع المنــصــوبا = حتـى غــدا بيـن الـورى محـبـوبا
كـــم وزروا ورأسـوا وقـيّـدوا = وجُـلّهـم على الـحـصـيـر يــرقــــدُ
زبـوبُـهـم قـد فرقت وأخّـــرتْ = يا سـعـد من في (طــيـزه) تـبحّرتْ
ما خاب (طـيـز) ركبوا على رُباهُ = فربما علا وســــاد في صـبـاهُ
والـــشــيــخ لا زال رئـيــــسُــه فــــتًى = أنــــــالــه ، فَـــــــرَاجٍ لاَنَ أو عَــــــتَـا
وهــــهــــنا تــنــعــكــس الــقـــواعــــدُ = هـــو الــرئــيـــس وأنــا الــمــسـاعـــدُ
وبـعـد فـاســـتــمـع لـمـا يــتلى عـلـيـكَ = مـن الـفصـول ، وعِــهَـا ، ولا عـلـيكَ
كــــنّا ، وكـــان الـطـيـــش والــشـبـابُ = واللــهــو ، والــرفــاق ، والــصــحابُ
والـســعــد قـائـم ، فـــمُــرْهُ واقــتــرحْ = والصـفـو شـامل ، والصـدر مـنـشـرحْ
وللـــمـــلــيـــــح صـــــولــــة وجـــــاهُ = وعـــفــة ، بــهــا يــــحــمـي بَــهـــــاهُ
والـشـيـخ فـي ” بـاب الجـديـد ” يـرتـعُ = بـيـن الـغـصـون ، والـطـيـور تـشـجـعُ
والأيـــــر قـــائـــم يـــصـول ويــجــولُ = والـخـير مـبـسوطٌ ، فـضَـأْنٌ وعُــجُـولُ
قـلــهــا كـمـا تـشـا واضــحـك عـلـيـها = ومـا تــرى مـن الــفــصــول مـــــنـهـا
والـفـكــر يـرعى مـن دواويـــن الأدبِ = طوراً بـ ” بـغـداد ” وطورا بـ ” حلـبِ “
لـــذا ســــألــــت قــــاضـي اللــــــــواطِ = وكـــــان فــي انـــشــراح وانــبــســاطِ
مــا الـفـرق بيــن الـمـرد والـنـسـاءِ ؟ = قــال : مــا بـيـن الأرض والـــســـماءِ
وضِّـــــحْ لـــــنـا يـا أيــها الـفـــقـــيــهُ = مــا أنــــــت إلا رجــــــــل نـــــــبــيــهُ
قال : نـعـم . ثــــم أتـــى بــــدفـــــتــرِ = وصـــار يــمــلــي عــلــمـه بالـخــــبـرِ
روى ” أبو نـواس ” عن ” ســقــراطِ ” = أحـــاديــــث تــخــــتـــص باللــــــــواطِ
فــــــلا تـــكـــن بـمـثـلــهــا جـــهـــولا = ولــو بــلــغــت مــبــلـغ الـكــهـــــــوله
دع الــنــســاء فــي الــشوارع تـــدورْ = وكـن ـ رعاك الله ـ من أهـل الـدبــورْ
للـه درُّ ” اللَّـــوّاطــةِ ” الأكــــــــــيـاسِ = تــجــنــبــوا الـحــيــض مع الـنــفــاسِ
مـا نـــكــــحــوا بِـــكـرا ولا عـجـــوزا = فـكـن عـلى إثـرهـم ، كـي تـــــفــــوزا
قــد تــركـــوا الـنـــســاء لـــلأشــــرارِ = وســـلـــــكوا مــــنــاهـــج الأبــــــــرارِ
واتــــخـــذوا الــشــيـــخ لـهـــم إمــامـا = فــهَـــــذَّب الــطــــريــق والأقــــــوامـا
ونــحــن قـــوم مــا لــنا عـــــلاَمــــــهْ = وشـيـخــنا لـيـــســــت لـه عِـــــمـامــهْ
مــذهــبــنـا لـيس لـنا عـنـه مَـحـيـــــدْ = لا سـيـما قـد وافـق الـعـصـر الـجديـــدْ
فصل
وقـــل لـــمــــن رام اتــــــــباع أورادي = اتـــركْ مـن بــــالــك ( مـــالٍ وأولادِ )
أول شـــرطٍ عــنــدنـا خــلـع الـعــــــذارْ = ومـن تــهــــتَّــكَ يُــــباس ويـــــــــزارْ
مـــــذهــــبـــــنـا يــــجــــــدد الأفــــكارا = وانـــظــر مــقـامــه عــند الــنـــصارى
مـن أجـلـه قـــد شــــيـدوا الــقــصـــورْ = فــــيا لـــه مــن عـــــمــل مـــــبـــرورْ
أبــــوابـــها مـــفــــتــوحــة للــــزائــــرِ = لا حـــــــرم اللـه مـن ذاك نــــاظــــري
وحــــزبــنـا مــن الــتــــصـــوف أتـــى = فـاتــبــع ســبــيــله إذا كــــنــت فــــتى
نــرعـى الـعهود ، ونــجـود بالــنفـوسْ = ســيـان عـنـدنا الـسـعود والـنـــحـوسْ
لـــكــن خــمـرنـا خـــــلاف خــمــرهــمْ = وســـرّ قــومــنا أقـــوى مـن ســرهــمْ
فـإن رقـصـنـا فـلِـــنَــــيْـــلِ الـوصْـــــلِ = ومـــا رقْـــصــنا طــمـعا فـي الأكـــــلِ
لا سـيـمـا جُـــــلّ شــــيــوخ الـعـــصــرِ = مـــولَّــــعــون كـلـهـم بــالــظَّــهــــــــرِ
نـحـن الــذيــن قــــتــلــوا الــنــــفوسـا = ومــا عــرفــنا الــديــــر والـنـاقــوســا
ومـا ســجـدنـا للـصـلــيب والـقــديــسِ = لكن شـربـنا مـن كؤوس الـخـندريـسِ
بـهـا رَوِيــــــنا ، وبــها اشــتـــهــرنــا = وبـ ” يحـيى بن أكـثــم ” اقــــتـــديــنـا
لا تـــعــجــبَــنْ إنْ شــــيــوخ الـــــوِردِ = مـــولّـــعــون ـ كــلــهــم ـ بالــــــمُــرْدِ
فصل
واعْــلـــم بـأن الـنـيـك في الـــــدبــــورْ = فــي كــل مــخـلوق ، على الـمـشـهورْ
إنـــس ، وجــــنّ ، حـيــوانٌ وطـــيـورْ = مـن سـكـنوا الـبــر ، ولاذوا بالبـحـورْ
وشــــاع قِـــدْمــاً فـي بــنـي الإنــسـانِ = مـبـــدؤه قــالـــوا : مـن الـشــيـــطـانِ
هـــــو الــــذي أبــــدعـــه وأَوْجَـــــــدهْ = لـــكــنــه بــعـد الــشــيــوع جَــحَــــدهْ
قــد أنـــكـــرتــه جـمــيــع الـشــرائـــعْ = وفـــعـــــلـــه يـــوافــــق الــطــبائــــعْ
ســهـلٌ وحــلــوٌ ، وفـــيــه اقــتــصــادُ = وعـــدم الــنــــســـل هـــــــو الــمــرادُ
وُجــــــــوده قــــد طـــــوّع النـــــســاءَ = وجـــلّ كـــــيــدهـــن بـــه قــد بــــــاءَ
إن اللــــــــواط نــهـــــجُـــه قــــويـــــمُ = صــاحـــبــه مـــن الأذى ســـلــــيـــــمُ
فـاســــلكْ طـــريـقــه مع الـكــــــياســةْ = إيــــاك أن تـحـــيــد عن الـسـيـاســـةْ
أربـــع أمــــم لــهـا فــيـه الــســــبــاقُ = ” روما ، وفارس ، أثـينا ، والعراقُ “
هـذي يـنـابـيـع اللــواطِ فـي الـــــقـديـمِ = والفـكرِ والعـرفـانِ والـجـسـمِ الـسـلـيمِ
وشاع في ” بغــداد ” أيام ” الـرشــيــدْ ” = وكـان ركـــن الـديـن لا زال عــتـــيــدْ
وهـــام بـه ” الأمـــيــن الـعــبــاســي = “والـفـضـل للـشــيـخ ” أبــي نـــواس “
فـاتــــبـع ســـبـيـلـه ولا تـقــل حـاشــا = فهذا مذهب ” قاضينا ” و ” الـبـاشــا “
فـــــــصــــــل [الاست]
وهـــاك تــوضــيــــح الـذي تــقـــدمــا = لـــتـــعـــلـم مــن أولـــــــج وقَــــوَّمــا
حـــكـمـاء الــيـونــان ، والــرومـــانِ = ،ثــبــت عــنــهــم إتـــيان الــغــلــمــانِ
وقـــادة الأفـــــكـــار ، والــفــــحـــولُ ، = وأمـــــراء الـــوقـــت ، والــــعــــــدولُ
وقــضــاة الــقــانـون ، والأعـــيـــانُ ، = وأحــــــبار الـيــهـود ، والــــرهــــبـانُ
تــضــاربــوا عــلـيـهـا بالــســــيـــوفِ = وتــركــوا الـفـــرج إلى الـــمــلــهــوفِ
” أرسطاليس ” ، ” سقراط ” الحكـيـما، = مـــن أجــــلـــها تــفـلــســــفا قـــديــما
كــم رئـيـــسٍ و( جِــنِــرالٍ ) وهُــمــامْ = ســلّــم فـي شِـــــعـاره وفـي الـوســـامْ
مــتَّـبِــــعـا ســـبـيـلـهـا ، ومـــــا رعى = ولـــيـــس مـن رأى كــمـنْ ســــــمـعـا
وكــم وزيــــرٍ خــطــيـــرٍ مــعــــظَّـــمـا = مــن أجــلـهـا ، فـي عِــزِّه قــد ســلَّـما
وكــم طــبــيــب مـــاهــر فـي طـــبـّــهِ = بـحــــبـها ، أضــحــى فــقــيــد لُــبِّـــهِ
وكــم فــقــــيــه ســلــبَـــتْــه رُشـــــدَهُ = مـهـمـا رأى الـغـلـمـان عـــض يـــــدَهُ
كــم شــاعرٍ ، وكــم أديـــب قــد وقــعَ = مــن أجـلـهـا فـي هـلاك ، ومـا زمـــعَ
وكــم غــنيٍّ ـ رغـــم وَفْــــر مــالِـــه ـ = قــد صــيّـــرتْــه بائــــسـا فــي حـالـــهِ
مـا مـن صـوفـي ، ونـاسـك ، وعـابـدْ = إلاّ لــــه فـي مـذهـب الشـــيـخ شـاهِــدْ
وكــم صــــبـي ذاقـــــها فـي صـــغــرهْ = قــد شـغــلــتــه عـن جــمـيـع وطـــــرهْ
شـبَّ ، وشَـابَ ، واكتـهـل ، ومـا سـلا = وإن قـيـل لـه : ســــــلـوتَ ؟ قـال : لا
حــتى ” الـزعـيـم “، والـذيـــن حــولــهُ = مــنــخـرط فـي حــزبــها ، طــوبى لــهُ
و” الـشيخ عـبد الحي ” ـ مع جـلالــهِ ـ = مـسـتـغـــنِـــيـا بالـــــمـردِ عن حــلالــهِ
فـــــــصــــــل [مواطن اللواط]
وكُــنْ كأهل ” فــاسٍ ” و” الــربــــاطِ = “مــــن بـــلـــغـــوا نــهــايــة اللــــــواطِ
مَــطْـــلَـــعَــا الـبـــــدورِ والأهِـــــلَّـــــهْ = ومَـــسْـــكَــــنا الأعـــــلام والأجِــلَّــــــهْ
مــن زيَّـــنوا االـــنــوادي والــمـحـافـلْ = بــــكــــل لــــوطـــي ذكــــي ونـــابــــلْ
يــقـتـدي بالــتـجــديـــد والــحــضــارةْ = ويــكــتــفـي بـــاللــحـــظ والإشـــــــارةْ
رأيـــه فـي الــنــســاء رأيٌ يُــعـتـــبَـرْ = مــا خُــلــقـــوا إلا لإنــــتــاج البَــشـــرْ
أمـا اللــذاذة والســرور يـا ” حــســنْ ” = فــهــي للــمـــرد عــلــى مــرّ الــزمــنْ
وإن كــــان هــــذا هــــو الــصـــــوابُ = فــبـيــنــهـــم ســويــعــة لا تُــــــعــــابُ
ومــا ســـواهـــا نـــكَـــد لــــه أثـــــــرْ = في الـقــلــب والـفـكر وجـسـمٍ وشَــعَــرْ
أصْــغِ إلــى مــذاهـــبٍ لــهـا اتـــبـــاعُ = والـقـصـد واحــد ، وللــفـــن طـــــبـاعُ
لــكــل قُـــطــــر مـــذهــــبٌ وعـــمـــلُ = فـيـهـا مُــجــمَّــلٌ ، ومـا لا يَــجــــمُـــلُ
فـأهــل ” فــاس ” مـا لَـهــمْ من مــثــلِ = مــذهـــبُــهــم مـــن الـــطــــــراز الأوّلِ
في الـجـد قد تـفـنّــنـوا ، وفي الهـزلْ، = والـحـسـن والـبـهـا عـلـيـهـم قد نـــزلْ
فـيـها مـن الـولـدان ما يـسـبـي الفؤادْ = وفـي ضـواحـيـها الـحـــيـاة والـمـــرادْ
على ” وادي الجواهر ” اسْكـبِ العـقارَ = وفي ” أبــي حـرازمٍ ” اخْــلــعِ الـعِـــذارَ
وهاتِها بـنت الرومي ( المكــشْـكَـشا ) = وارقصْ، وغَنِّ، واقطعْ من ثغر الرّشا
مـا بـعـد ” فــاس ” للــجـــمال مـسـرحُ = وفـي مـغـانـيـهـا الـصــدورُ تُــــشْــرحُ
وفي ” الــربــاط ” مــذهـــبٌ مــهــــذَّبُ = يـحْــسـنـه الـجَــــدّ ، والابـــن ، والأبُ
أقـــــدم خــلــق اللــــه فــي اللــــــواطِ = وجُـــلُّـــهـم لــــفـــــنِّــــه مُـــــعـــاطـي
لا فــضـــل للــغــريــب فــي بـــلادهــمْ = مـن : مـالِـهـم ، ومُــردِهـم ، وزادِهِـمْ
صـــغــــارهــم ذوو آداب وفـــــنــــونِ = فــاقــوا ســواهـم بالـعــلــو والـعـيـونِ
لـكــنّــهــم بالــكِـــــبْــر قـد تـخـلَّـــقــوا = و( يــنــزحـوا ) عــنــه إذا تــحـقَّـقـوا
رأيَ بـني ” الحـمـراء ” لا تُــخــالِــــفْ = مــا ألـــطـــف الأردافَ بالــســـوالـــفْ
لا (يصحـبوا) المُــرْدَ إلا إذا (الْـتَـحَـوْا) = قــد سَــلَّــمُــوا فـي صـاحـــــبِ آهٍ وأُوْ
ومــذهــبــي يــقــول بــالــمــزغَّــــــبِ = سهْــل الركـوبِ للـفــتى ( الـمـزبَّــبِ )
وأهــلـــــهـا ذوو دُعــــــابٍ وكَـــــــرَمْ = والــنّـائي ـ بـيـنـهم ـ عـزيـزٌ مـحـتـرمْ
لــكــــنـــهــا قــــلــيـــلـــة اللـــــــــواطِ = إن قُـورِنـتْ بـ ” فـاسٍ ” و” الـربــاطِ “
وخالِــفْ أهلَ ” آســفـي ” فـي رأيـهــمْ = فـالـشـيـخُ قــد يُــنــاكُ فـي مـذهـبــهـمْ
وجـانِـبْ رأيَ ” ســلـوان ” الـعـريــضـا = فــإنـهـم قــد أبـــاحــوا الـتـــعـــويـضـا
لــــكـــن فــي ديــــارهـــا مــــن الأدبِ = مـا شـئـت من خـلـق جـمـيـل وحـسـبِ
لا بــأس بــرأي بــني ” الـبــيــضــاءِ ” = عــنــدهـــم الـــكــلُّ عــلـى الــسَّــــواءِ
مـــعــــذَّرٌ ، وأمــــــردٌ ، ويـــافــــــــعْ = وكــم لـهــذا الــمــذهــب مــن تـــابِــعْ
واللواط فـي ” البـيضاء ” أمـر محـدَثُ = ولــم يـــكــن فـي حــيّــهــا مــخـــنَّــثُ
لـــولا الــذيــن حَــلُّــوا مـن الآفــــــاقِ = واســتــوطــنـوا ديــارهـا بـلا نِـــســاقِ
مـا عـرفـتْ أبـنـاؤهــا نــيْــك البُــزَاقْ = ولا صَـــبَــوْا إلـى فُــســـوقٍ ونـــفــاقْ
بـرأي أهــلِ ” مـكـنـاسٍ ” لا تَــقْــــتَـــدِ = جــمــاعـــةٌ تــشـــتَــرِك فـي الأمْـــــردِ
وهــذا عــيــبٌ عـنـدنــا فـي الـمـذهـبِ = أنـفُ الـذي قـــال بـــــه فـي الــتـــرابِ
عَـــدِّ عـلى الـقـومِ ولا تَـــلُــــمْ أحـــــدْ = إن الـحـشـيـش أصــل عــيـبٍ وفــسـادْ
وإن أردت أعــــــــــــدل الــمــذاهــــبْ = فــسِـــرْ لـ” طـنجةَ ” تَـــرَ الـعـــجــائـبْ
فـيـهـا مـا تـشـتـهـي مــن الـــولـــدانِ = تــنـــوّعـــوا فـي الـجـنـس واللــســانِ
وكــم عــلـى نــسـائـهـا مـن عــجــــبِ = وكـــم فــي عــجــــبـــهــا مــــــن أربِ
ولـيـس فـي الأريـــاف رأيٌ يُـتّـــبَــــعْ = لأنـــهــا مــبـاحـــة فـي الـمـجــتــمـــعْ
ولا تـخاطـبْ ( بـربـري ) دون سـلاحِ = فـهـذا أمـر ـ عــنـدهـم ـ غـيـر مـــبـاحِ
وأهــل ” ابْـــزُو ” فـي اللـواط عـــلَـــمُ = لـكـــل فـــرد مـــذهـــبٌ لا يُــــعـــلَـــــمُ
لا تـــتّــبــعْ ســبــيـل أهـل ” أكـاديـــرْ = “فـربـمـا نـاكــوا الــشـيـوخ والـحـمـيـرْ
أما الـيـهـود والـنـصـارى والمـجـوسْ = قـد ( يمنحوا ) الفاعل خـمرا وفـلوسْ
لـكـنــهــم أنــجــس مـن بـيـت الـخــلا = فـاجْـتـنـبِ الـقـومَ ، وكـن مـنـهـم على
وإنْ درســــت هـــذه الـــمـــذاهـــــــبْ = فــاخْــتــرْ لـنـفــســك الـذي يُــنـاسِـــبْ
* عن موقع الجنس والتراث - ابراهيم رمزي
.