نقوس المهدي
كاتب
اليوم وُلدت لنا مجلة. ومثلما يحتفل الناس بأعيادهم، بات في مقدورنا أن نحتفل بولادة هذه المجلة، وأن نقول بلا تردّد: في مثل هذا اليوم، “أنجبت” زميلتنا الشاعرة جمانة حداد برؤيتها الفردية الخلاّقة، وبجهدها الشخصي، وبطموحاتها النوعية اللامحدودة، مولودة سمّتها “جسد”.
إسم على مسمّى. ليس لأنها ولادة بالجسد فحسب، ويليق بها أن تتحمّل مسؤوليات هذه التسمية وموجباتها ودلالاتها الأدبية والفنية والمجتمعية والفكرية، وإنما لأنها ولادة بالحبر الرؤيوي الأنيق، الخلاّق، الذاهب بعيداً في المغامرة الثقافية، شأن تجارب الكتب الكبيرة، مضموناً وشكلاً، وتعطينا البرهان على أننا نستطيع أن نمنح وجودنا الثقافي اللبناني والعربي معنى جوهرياً. فصلية بمئتي صفحة، أقلّ بقليل، تقدّم إلينا “جسد”، بالألوان، وبالحجم الكبير، “عيدية” ثمينة تضفي على “الأعياد” نكهة ثقافية، متعددة الثقافة، نوعية، جديدة، حقيقية، مختلفة، دسمة، غنية، طليعية، وجريئة. وهي “عيدية” ليس لأنها تجعل الجسد، جسد الورق، مكاناً للإبداع والخلق والحرية فحسب، ولا لأنها تلقي الضوء على المكبوت الشخصي والجمعي، وتضعه تحت المجهر، وتعتبره جزءاً لازماً من مكوّنات حياتنا الثقافية والحسية، ولكن خصوصاً لأنها تساهم في إزالة سوء التفاهم التاريخي بيننا وبين جسدنا، وتقترح على القارئ العربي، بمخياله وواقعه، جملةً من الهدايا التي “تصالحنا” مع هذا الجسد.
في الموقع المضاد للابتذال الذي يطبع الكثير من الجهود المرتبطة بالجسد، والذي يرسّخ لدى العربي ولدى “الآخر”، في آن واحد، فكرة مهينة ورخيصة عن هذا الجسد العربي، تضعنا هذه المجلة الجديدة، برؤيتها، وبموادها، في الموقع البديهي للجسد، الأصلي والأصيل، الكريم والنبيل، فتجعله مكاناً للخلق، وللاكتشاف، وللتعرّف، وللتعلّم، وللتثقف، وللإقامة، وللتأمل، وللتفكير، وللسؤال، وللنقد، ولإعادة النظر في معناه، وفي المسلّمات والموروثات والمعايير السائدة، بهدف ترميم العلاقة بين الأنا وجسدها، وردم الهوة بينها وبين هويتها.
إنهاء الغربة عن الجسد، يكون بالاعتراف بهذه الغربة أولاً، ثم يكون بمعرفة أسباب هذه الغربة، وبتحديدها، وباقتراح تذليلها، لوقف حياة الاغتراب التاريخية والراهنة عن الجسد، في كل مستوياتها ووجوهها، ثم لـ“الهجرة” الى هذه الجسد، بهدف الإقامة فيه.
دعوة “جسد” هي هذه الدعوة. لكنْ من دون ادعاء. ومن دون صلف. ومن دون وعظ وتبكيت.
من جملة المشقّات التي نواجهها ونحياها في العالم العربي، شقاقنا مع الجسد. وينبري هذا الشقاق، الذي نستخفّ به، ونزعم أنه غير موجود، بل ونتباهى بأننا تخطيناه، وصار وراءنا، ليكون في صلب ثقافتنا، ومكوّنات طقوسنا، ولغة خطابنا الأدبي والثقافي والإنساني. فلنعترف إذاً أن لغة الجسد هي لغة مشوَّهة ومعطوبة. أو، في الأقل، لغة هي مزوَّرة، وموضع سوء فهم جماعي خطير. لغة دونية، مهانة، محتقرة، منظورٌ إليها باعتبارها لغة أكاد أقول سوقية، عاهرة، ورخيصة، ولا تليق بالكرامة البشرية. وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية. هذه هي النظرة “الشمولية” العامة التي تُلقى على الجسد، في عالمنا العربي، والتي “تتلاءم” مع المفاهيم الشمولية والديكتاتورية والأحادية التي تسرق حياتنا وبلداننا ومجتمعاتنا، وتجعلها مغيّبة، من مفاهيم العقل الى مفاهيم السياسة والفكر والثقافة والدين. وهلمّ. كل شيء شمولي في عالمنا العربي. الجسد أيضاً وخصوصاً. وإذا كان التعبير الذي أستخدمه تعميمياً، فإنه لا يقصد الإهانة ولا إلغاء الفروق الجوهرية التي يُحدثها الكثيرون من مثقفينا وخلاّقينا وأفرادنا العاديين، في حيواتهم وتجاربهم، كما انه لا ينفي وجود “نظرات” فردية، جزئية، هنا وهناك، تخالف السائد والموروث والمعمّم، وتفتح آفاقاً مضيئة.
جسدنا ليس حرّاً. ولا مكرَّماً. هذا الواقع هو من بديهيات العيش العربي. ولا تستطيع حريةٌ جوهرية، أن تحيا وتنتشر وتعمّ في عالمنا العربي هذا، إذا لم يكن جسدنا حرّاً ومكرَّماً.
“جسد” تطمح الى أن تدلّ الى شقاقنا مع الجسد، والى تعيين لغة هذا الشقاق، وتقترح ما يحول دون هذا الشقاق، بتقديم لغة جسدية عارفة، شُجاعة، وذات كرامة. تريد هذه المجلة أن تكسر لغة الاحتقار التي تلفّ الجسد وتمنعه من العيش تحت الشمس. وهي تفعل ذلك لا بالتحدي، ولا بالاحتقار المضاد، ولكن بالثقافة العارفة التي تأخذ على عاتقها تقديم مقترحات لكتابة “ألف باء” حقيقية للجسد. الجسد العربي، الفردي والجمعي، خصوصاً.
مثل الأدب، هي هذه المجلة. مثل الأدب الذي يهجس بالخلق والحرية والتغيير والإضافة. وكما أنه ينبغي لنا ان نخلق اللغة التي نكتبها، فإنه ينبغي لهذه اللغة أن يكون لها جسد، خاص، حرّ، بل مخترَع، ومغمّس بعطره ورحيقه وقداسته ودنسه، ومضمّخ بغوايات فردوسه، ومحترق بنار جحيمه.
دون ذلك، ليس من جسد، وليس من لغة لهذا الجسد.
فلنعد الى العدد الأول من المجلة. هاكم ما فيه من عناوين: “حديث الجيم” لجمانة حداد. “ركن المتلصص” بريشة جاد، “رادار الجسد” إعداد ريما سعد، “ألف ليلى وليلى” بريشة شهريار، “المرة الأولى” بقلم أمين الباشا وريشته، “بلا مواربة” حوار مع الكاتبة والناقدة الفنية الفرنسية كاترين مييه. باب للفنون ويتضمن بحوثاً، منها “أسطورة الجسد من هلامية العين الى حدس الرؤيا” ليوسف ليمود، “فرنشيسكا وودمان تتبع إلهام جسدها” لفاروق يوسف، “لا يمكن المرء أن يرى لذّته” لعيسى مخلوف. باب “مَعارض”، وفيه “رغبة الفوتوغرافيا وفوتوغرافيا الرغبة” ليوسف ليمود، “المرأة في عدسة يوناس” لأنطوان جوكي، “سوبرماركت الأجساد المحنّطة” لزينة صوايا، “جسد البرونز الشهي” لمحمد عفيف الحسيني. في الآداب، دراسات ومقالات، منها “الجسد بين الاستقلال الذاتي وسطوة الإعلان” لفيصل دراج، “عن حبة السمسم والتقوى واللعاب إذ يسيل” لمحمد الحجيري، “فرجينيا التي كرهت جسدها حتى قتلته” لفاطمة ناعوت. وفي الكتب، “رنا سلام تستكشف حياة الملابس الداخلية السورية” لحنين الأحمر، “الهولندية دوشكا ماسينغ تكتب علاقتها بعشيقتها كساندرا” لعماد فؤاد، “حامد عبد الصمد يكسر تابو الاغتصاب” لابراهيم فرغلي. ومن الضفة الأخرى، اسكندر حبش يترجم لوي كالافيرت. وفي باب “أجسادهم أجسادهن” وفق الترتيب الأبجدي: “الرجل المبتلع” للطاهر بن جلون، “لنسمّها إكرام مثلاً” لعباس بيضون، “إيروتيكيات” لقوبادي جلي زاده، “يداكِ المومستان” لموسى حوامدة، “في سهول العري” لصباح زوين“،”ذلك الجسد“لبول شاوول،”جارتي وأنا“لهاجر صالح”، “رعشات الكترونية” لمحمد صلاح العزب، “شهوة أسنان” لعقل العويط، “شفتاي الوارمتان” لدنى غالي، “نهدايَ” لفدوى قاسم، “نظرتُ الى جسدي وخجلتُ” لعبده وازن، “منّنام ع تختك” لحبيب يونس. وفي السينما، “ملذات قديم الزمان” لمحمد سويد، “قصتي مع رائدات الجنس على الشاشة” لهوفيك حبشيان، و“ستون عاماً على ولادة أميرة البورنو” لصخر الحاج جسين. وفي “جغرافيا الشهوة”، “الماء والعري” يرسمان امستردام، وثمة “جسد دوت كوم”، مراجعة رلى راشد، و“إيروس في المطبخ”، و“للراشدين فقط” لدارينا الجندي. محاور العدد: “أنا مثليّ إذاً أنا غير موجود”، وفيه “هل آن أوان تطبيع الشذوذ” لمها حسن، “آلام فتى مثليّ الجنس وعذاباته” لفيديل سبيتي، “خارج حقل المثلية المغناطيسي” لرامي الأمين. “الفيتيشية مفتاحاً للشهوة”، وفيه “في البدء كانت القدم” لعلي زراقط، “قدم فوميكو” لجونيشيرو تانيزاكي، ترجمة أنطوان جوكي، “الجمال حين يكتمل في حافية القدمين” لابراهيم فرغلي. “الكانيبالية دين جديد” وفيه “سأربّي آدمياً في البيت” لهشام فهمي، “َمَن البرابرة: هم أم نحن؟” لميشال دو مونتين، ترجمة أنطوان جوكي، و“كرونولوجيا ووقائع” إعداد نور الأسعد. وضوء على فنانة العدد نينار اسبر.
ولا بدّ من قراءة نقدية معمّقة. لكن ها “جسد” على سرير مجلّته، عدداً أوّل. وهو أوّل بامتياز.
* عن ملحق النهار الثقافي
.
إسم على مسمّى. ليس لأنها ولادة بالجسد فحسب، ويليق بها أن تتحمّل مسؤوليات هذه التسمية وموجباتها ودلالاتها الأدبية والفنية والمجتمعية والفكرية، وإنما لأنها ولادة بالحبر الرؤيوي الأنيق، الخلاّق، الذاهب بعيداً في المغامرة الثقافية، شأن تجارب الكتب الكبيرة، مضموناً وشكلاً، وتعطينا البرهان على أننا نستطيع أن نمنح وجودنا الثقافي اللبناني والعربي معنى جوهرياً. فصلية بمئتي صفحة، أقلّ بقليل، تقدّم إلينا “جسد”، بالألوان، وبالحجم الكبير، “عيدية” ثمينة تضفي على “الأعياد” نكهة ثقافية، متعددة الثقافة، نوعية، جديدة، حقيقية، مختلفة، دسمة، غنية، طليعية، وجريئة. وهي “عيدية” ليس لأنها تجعل الجسد، جسد الورق، مكاناً للإبداع والخلق والحرية فحسب، ولا لأنها تلقي الضوء على المكبوت الشخصي والجمعي، وتضعه تحت المجهر، وتعتبره جزءاً لازماً من مكوّنات حياتنا الثقافية والحسية، ولكن خصوصاً لأنها تساهم في إزالة سوء التفاهم التاريخي بيننا وبين جسدنا، وتقترح على القارئ العربي، بمخياله وواقعه، جملةً من الهدايا التي “تصالحنا” مع هذا الجسد.
في الموقع المضاد للابتذال الذي يطبع الكثير من الجهود المرتبطة بالجسد، والذي يرسّخ لدى العربي ولدى “الآخر”، في آن واحد، فكرة مهينة ورخيصة عن هذا الجسد العربي، تضعنا هذه المجلة الجديدة، برؤيتها، وبموادها، في الموقع البديهي للجسد، الأصلي والأصيل، الكريم والنبيل، فتجعله مكاناً للخلق، وللاكتشاف، وللتعرّف، وللتعلّم، وللتثقف، وللإقامة، وللتأمل، وللتفكير، وللسؤال، وللنقد، ولإعادة النظر في معناه، وفي المسلّمات والموروثات والمعايير السائدة، بهدف ترميم العلاقة بين الأنا وجسدها، وردم الهوة بينها وبين هويتها.
إنهاء الغربة عن الجسد، يكون بالاعتراف بهذه الغربة أولاً، ثم يكون بمعرفة أسباب هذه الغربة، وبتحديدها، وباقتراح تذليلها، لوقف حياة الاغتراب التاريخية والراهنة عن الجسد، في كل مستوياتها ووجوهها، ثم لـ“الهجرة” الى هذه الجسد، بهدف الإقامة فيه.
دعوة “جسد” هي هذه الدعوة. لكنْ من دون ادعاء. ومن دون صلف. ومن دون وعظ وتبكيت.
من جملة المشقّات التي نواجهها ونحياها في العالم العربي، شقاقنا مع الجسد. وينبري هذا الشقاق، الذي نستخفّ به، ونزعم أنه غير موجود، بل ونتباهى بأننا تخطيناه، وصار وراءنا، ليكون في صلب ثقافتنا، ومكوّنات طقوسنا، ولغة خطابنا الأدبي والثقافي والإنساني. فلنعترف إذاً أن لغة الجسد هي لغة مشوَّهة ومعطوبة. أو، في الأقل، لغة هي مزوَّرة، وموضع سوء فهم جماعي خطير. لغة دونية، مهانة، محتقرة، منظورٌ إليها باعتبارها لغة أكاد أقول سوقية، عاهرة، ورخيصة، ولا تليق بالكرامة البشرية. وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية. هذه هي النظرة “الشمولية” العامة التي تُلقى على الجسد، في عالمنا العربي، والتي “تتلاءم” مع المفاهيم الشمولية والديكتاتورية والأحادية التي تسرق حياتنا وبلداننا ومجتمعاتنا، وتجعلها مغيّبة، من مفاهيم العقل الى مفاهيم السياسة والفكر والثقافة والدين. وهلمّ. كل شيء شمولي في عالمنا العربي. الجسد أيضاً وخصوصاً. وإذا كان التعبير الذي أستخدمه تعميمياً، فإنه لا يقصد الإهانة ولا إلغاء الفروق الجوهرية التي يُحدثها الكثيرون من مثقفينا وخلاّقينا وأفرادنا العاديين، في حيواتهم وتجاربهم، كما انه لا ينفي وجود “نظرات” فردية، جزئية، هنا وهناك، تخالف السائد والموروث والمعمّم، وتفتح آفاقاً مضيئة.
جسدنا ليس حرّاً. ولا مكرَّماً. هذا الواقع هو من بديهيات العيش العربي. ولا تستطيع حريةٌ جوهرية، أن تحيا وتنتشر وتعمّ في عالمنا العربي هذا، إذا لم يكن جسدنا حرّاً ومكرَّماً.
“جسد” تطمح الى أن تدلّ الى شقاقنا مع الجسد، والى تعيين لغة هذا الشقاق، وتقترح ما يحول دون هذا الشقاق، بتقديم لغة جسدية عارفة، شُجاعة، وذات كرامة. تريد هذه المجلة أن تكسر لغة الاحتقار التي تلفّ الجسد وتمنعه من العيش تحت الشمس. وهي تفعل ذلك لا بالتحدي، ولا بالاحتقار المضاد، ولكن بالثقافة العارفة التي تأخذ على عاتقها تقديم مقترحات لكتابة “ألف باء” حقيقية للجسد. الجسد العربي، الفردي والجمعي، خصوصاً.
مثل الأدب، هي هذه المجلة. مثل الأدب الذي يهجس بالخلق والحرية والتغيير والإضافة. وكما أنه ينبغي لنا ان نخلق اللغة التي نكتبها، فإنه ينبغي لهذه اللغة أن يكون لها جسد، خاص، حرّ، بل مخترَع، ومغمّس بعطره ورحيقه وقداسته ودنسه، ومضمّخ بغوايات فردوسه، ومحترق بنار جحيمه.
دون ذلك، ليس من جسد، وليس من لغة لهذا الجسد.
فلنعد الى العدد الأول من المجلة. هاكم ما فيه من عناوين: “حديث الجيم” لجمانة حداد. “ركن المتلصص” بريشة جاد، “رادار الجسد” إعداد ريما سعد، “ألف ليلى وليلى” بريشة شهريار، “المرة الأولى” بقلم أمين الباشا وريشته، “بلا مواربة” حوار مع الكاتبة والناقدة الفنية الفرنسية كاترين مييه. باب للفنون ويتضمن بحوثاً، منها “أسطورة الجسد من هلامية العين الى حدس الرؤيا” ليوسف ليمود، “فرنشيسكا وودمان تتبع إلهام جسدها” لفاروق يوسف، “لا يمكن المرء أن يرى لذّته” لعيسى مخلوف. باب “مَعارض”، وفيه “رغبة الفوتوغرافيا وفوتوغرافيا الرغبة” ليوسف ليمود، “المرأة في عدسة يوناس” لأنطوان جوكي، “سوبرماركت الأجساد المحنّطة” لزينة صوايا، “جسد البرونز الشهي” لمحمد عفيف الحسيني. في الآداب، دراسات ومقالات، منها “الجسد بين الاستقلال الذاتي وسطوة الإعلان” لفيصل دراج، “عن حبة السمسم والتقوى واللعاب إذ يسيل” لمحمد الحجيري، “فرجينيا التي كرهت جسدها حتى قتلته” لفاطمة ناعوت. وفي الكتب، “رنا سلام تستكشف حياة الملابس الداخلية السورية” لحنين الأحمر، “الهولندية دوشكا ماسينغ تكتب علاقتها بعشيقتها كساندرا” لعماد فؤاد، “حامد عبد الصمد يكسر تابو الاغتصاب” لابراهيم فرغلي. ومن الضفة الأخرى، اسكندر حبش يترجم لوي كالافيرت. وفي باب “أجسادهم أجسادهن” وفق الترتيب الأبجدي: “الرجل المبتلع” للطاهر بن جلون، “لنسمّها إكرام مثلاً” لعباس بيضون، “إيروتيكيات” لقوبادي جلي زاده، “يداكِ المومستان” لموسى حوامدة، “في سهول العري” لصباح زوين“،”ذلك الجسد“لبول شاوول،”جارتي وأنا“لهاجر صالح”، “رعشات الكترونية” لمحمد صلاح العزب، “شهوة أسنان” لعقل العويط، “شفتاي الوارمتان” لدنى غالي، “نهدايَ” لفدوى قاسم، “نظرتُ الى جسدي وخجلتُ” لعبده وازن، “منّنام ع تختك” لحبيب يونس. وفي السينما، “ملذات قديم الزمان” لمحمد سويد، “قصتي مع رائدات الجنس على الشاشة” لهوفيك حبشيان، و“ستون عاماً على ولادة أميرة البورنو” لصخر الحاج جسين. وفي “جغرافيا الشهوة”، “الماء والعري” يرسمان امستردام، وثمة “جسد دوت كوم”، مراجعة رلى راشد، و“إيروس في المطبخ”، و“للراشدين فقط” لدارينا الجندي. محاور العدد: “أنا مثليّ إذاً أنا غير موجود”، وفيه “هل آن أوان تطبيع الشذوذ” لمها حسن، “آلام فتى مثليّ الجنس وعذاباته” لفيديل سبيتي، “خارج حقل المثلية المغناطيسي” لرامي الأمين. “الفيتيشية مفتاحاً للشهوة”، وفيه “في البدء كانت القدم” لعلي زراقط، “قدم فوميكو” لجونيشيرو تانيزاكي، ترجمة أنطوان جوكي، “الجمال حين يكتمل في حافية القدمين” لابراهيم فرغلي. “الكانيبالية دين جديد” وفيه “سأربّي آدمياً في البيت” لهشام فهمي، “َمَن البرابرة: هم أم نحن؟” لميشال دو مونتين، ترجمة أنطوان جوكي، و“كرونولوجيا ووقائع” إعداد نور الأسعد. وضوء على فنانة العدد نينار اسبر.
ولا بدّ من قراءة نقدية معمّقة. لكن ها “جسد” على سرير مجلّته، عدداً أوّل. وهو أوّل بامتياز.
* عن ملحق النهار الثقافي
.