نقوس المهدي
كاتب
في الواقع، أنا لا يمكنني تعريف نفسي،
لا أفهم بالضبط من تكون «سونيا» التي يدعي الناس معرفتها بينما هي ماضية في طريقها ولا تهتم بالرد على أحد.
ألا ترى أن الجميع يطلق الأحكام على الجميع ثم تبدأ مرحلة تقديم الإيضاحات والإيضاحات ولا ينتهي الأمر أبدا… !؟
إنّه سوء الفهم… القاعدة التي تُبنى عليها حياة الناس…
ثروات تهدر كل يوم بسبب ذلك… طاقات تتبدد… سيول من العرق… أطنان من الحريرات… مخازن غذاء… خراء… أسلحة… بصاق.. مني… كلام… كلام…
الكلام في كل مكان، في الساحات في المقاهي، في المساجد والبارات والحمامات، في التلفزيونات والإذاعات. كل هذا في معركة تحرك شروطَها قاعدةُ سوء الفهم.
رغم ذلك هناك أناس يحالفهم الحظ في هذه الحياة فيحصلون من خصومهم على تلك العبارة الذهبية التي مفادها: “لقد صححنا نظرتنا إزاءكم… كنا ضحايا سوء فهم”.
أنا لا أهتمُّ بالردّ على الآخرين ولا أطالب أحدا بتصحيح نظرته، لهذا أنا في نظر الجميع “قحبة”.
القحبة يا أستاذ كائن ليس لديه الوقت للنّضال ضد طاعون سوء الفهم…
القحبة كائن خارج المعركة .
تَذَكَّرْ أنّك في النّهاية صورة رسمية للعالم في المنطقة المضيئة،
أنا أعيش في هامش الحياة، لكن لدي ما أقول لتتعلّم أنت.
أنت تكتب حكايتي لتجبرَ نفسك ونقادك وأعداءك على تصحيح نظرتهم إليك، أظن أن الحظ سيحالفك في النهاية فاهْنأ بنفسك… وعندما تنتصر، تصرفْ كمنتصر… كمنتصر. هههه… تفهمني حسنا… دعني أشرح لك هذه الفكرة،… … ركزْ معي، إليك ما يلي:
إن المحترفين لا يخسرون مواقعهم… بل يحافظون عليها بشراسة ويراقبون عن كثب كل جديد في سوق اللعب النظيف، ليطوروا أساليب حماية منجزاتهم وأدوات الهجوم على خصومهم بتلفيق حالات التباس يحيطونهم بها ثم يزجون بهم في دائرة سوء الفهم ويتركونهم يناضلون ويناضلون ويناضلون…. إلى الأبد. وهذا أخطر ما في الموضوع يا أستاذ…
جارتنا «بهية» وهي صديقة لأمي كانت شابة في الثلاثين وكانت متزوجة من رجل على مشارف الستين، كانت تقول إنها تجعل زوجها يرى في عينيها نظرة ماكرة تنمّ عن سوء الفهم، فيبدأ بالرد على ذلك…. وينيكها… وينيكها… طيلة الليل كل ليلة، بينما «بهية» لم تكن تشبع ولم تكن تتوقف عن مكرها، عاش معها زوجها عشر سنوات يناضل ليحصل على تلك العبارة الذهبية سالفة الذّكْر.”حسنا يا سبعي… لقد صححت نظرتي إزاءك، كنت ضحية سوء فهم”.
عاش معها ومات يحلم بالانتصار على نظرتها الماكرة تلك،.
لقد مات الرجل وهو في حالة نضال على السرير بعد أن تعاطى خلطة أقراص للتقوية الجنسية.
بعد موته تحدثت عنه «بهية» بكل خير، وقالت، كان كالسبع وأنا كنت أسيئ فهمه لأن امرأة أخرى أخبرتني بأن الرجال في سن الستين لا يُشبعون المرأة، كانت «بهية» هي الأخرى ضحية سوء فهم من نوع خاص في وقت لم يعد الفهم الصحيح يجدي نفعا…
لقد قتلت زوجها إذن… وصارت تشتغل قحبة…
°°°°°°
* من مذكرات «سونيا نعوم»، نقلها إلى العربية الفصحى «علي مغازي»
سيّــدة جزيــرة شـالــوت
للفنان البريطاني جون ويليام ووترهاوس، 1888
.
لا أفهم بالضبط من تكون «سونيا» التي يدعي الناس معرفتها بينما هي ماضية في طريقها ولا تهتم بالرد على أحد.
ألا ترى أن الجميع يطلق الأحكام على الجميع ثم تبدأ مرحلة تقديم الإيضاحات والإيضاحات ولا ينتهي الأمر أبدا… !؟
إنّه سوء الفهم… القاعدة التي تُبنى عليها حياة الناس…
ثروات تهدر كل يوم بسبب ذلك… طاقات تتبدد… سيول من العرق… أطنان من الحريرات… مخازن غذاء… خراء… أسلحة… بصاق.. مني… كلام… كلام…
الكلام في كل مكان، في الساحات في المقاهي، في المساجد والبارات والحمامات، في التلفزيونات والإذاعات. كل هذا في معركة تحرك شروطَها قاعدةُ سوء الفهم.
رغم ذلك هناك أناس يحالفهم الحظ في هذه الحياة فيحصلون من خصومهم على تلك العبارة الذهبية التي مفادها: “لقد صححنا نظرتنا إزاءكم… كنا ضحايا سوء فهم”.
أنا لا أهتمُّ بالردّ على الآخرين ولا أطالب أحدا بتصحيح نظرته، لهذا أنا في نظر الجميع “قحبة”.
القحبة يا أستاذ كائن ليس لديه الوقت للنّضال ضد طاعون سوء الفهم…
القحبة كائن خارج المعركة .
تَذَكَّرْ أنّك في النّهاية صورة رسمية للعالم في المنطقة المضيئة،
أنا أعيش في هامش الحياة، لكن لدي ما أقول لتتعلّم أنت.
أنت تكتب حكايتي لتجبرَ نفسك ونقادك وأعداءك على تصحيح نظرتهم إليك، أظن أن الحظ سيحالفك في النهاية فاهْنأ بنفسك… وعندما تنتصر، تصرفْ كمنتصر… كمنتصر. هههه… تفهمني حسنا… دعني أشرح لك هذه الفكرة،… … ركزْ معي، إليك ما يلي:
إن المحترفين لا يخسرون مواقعهم… بل يحافظون عليها بشراسة ويراقبون عن كثب كل جديد في سوق اللعب النظيف، ليطوروا أساليب حماية منجزاتهم وأدوات الهجوم على خصومهم بتلفيق حالات التباس يحيطونهم بها ثم يزجون بهم في دائرة سوء الفهم ويتركونهم يناضلون ويناضلون ويناضلون…. إلى الأبد. وهذا أخطر ما في الموضوع يا أستاذ…
جارتنا «بهية» وهي صديقة لأمي كانت شابة في الثلاثين وكانت متزوجة من رجل على مشارف الستين، كانت تقول إنها تجعل زوجها يرى في عينيها نظرة ماكرة تنمّ عن سوء الفهم، فيبدأ بالرد على ذلك…. وينيكها… وينيكها… طيلة الليل كل ليلة، بينما «بهية» لم تكن تشبع ولم تكن تتوقف عن مكرها، عاش معها زوجها عشر سنوات يناضل ليحصل على تلك العبارة الذهبية سالفة الذّكْر.”حسنا يا سبعي… لقد صححت نظرتي إزاءك، كنت ضحية سوء فهم”.
عاش معها ومات يحلم بالانتصار على نظرتها الماكرة تلك،.
لقد مات الرجل وهو في حالة نضال على السرير بعد أن تعاطى خلطة أقراص للتقوية الجنسية.
بعد موته تحدثت عنه «بهية» بكل خير، وقالت، كان كالسبع وأنا كنت أسيئ فهمه لأن امرأة أخرى أخبرتني بأن الرجال في سن الستين لا يُشبعون المرأة، كانت «بهية» هي الأخرى ضحية سوء فهم من نوع خاص في وقت لم يعد الفهم الصحيح يجدي نفعا…
لقد قتلت زوجها إذن… وصارت تشتغل قحبة…
°°°°°°
* من مذكرات «سونيا نعوم»، نقلها إلى العربية الفصحى «علي مغازي»
سيّــدة جزيــرة شـالــوت
للفنان البريطاني جون ويليام ووترهاوس، 1888
.