نقوس المهدي
كاتب
أَهلاً بِها حَسناءَ رُودَ الشَباب = وافت لَنا سافِرَةً لِلنقاب
مُفتَرَّةً عَن جَوهر رائِع = لَكِنَّ مأواهُ الثَنايا العِذاب
جادَت بوصل ناعم أَنعشَت = بِهِ فؤاد الصبِّ بَعدَ اِلتِهاب
فأسكرَتنا بأَحاديثها = وَلَم نَذُق مِنَّةَ كأسِ الشَراب
فَما كؤوسُ الشرب ملأى طِلاً = أَرفعُ منها للنهى بِاِنتهاب
وَما الرياضُ الزاهِرات الربا = جادَ لَها الغيث بفرط اِنسِكاب
غنّاءَ غنّى الورقُ أَوراقَها = فنقَّطَت عُجباً بدُرِّ السحاب
فراقتِ الأَبصارَ أَغصانها = وَأَطربَ الأَسماعَ وَقعُ الرباب
يَوماً بأَبهى من حَديث لَها = أَحيا مَوات الأدب المستطاب
أَهدى لنا كانونُ أَزهارها = فقلت يا بُشرايَ نيسانُ آب
قَبَّلتُها ثمّ ترشَّفتُها = وَما تَجاوزتُ الرضى بِالرُضاب
كَأَنَّها نابَت قَصيداً زَهَت = من نظمِ إِبراهيمَ أَدنى مَناب
ذو النظمِ كالغيثِ اِنسجاماً إِذا = دَعاهُ لا يُخطئ صَوبَ الصَواب
والسجع يُزري بحمام الحمى = بالحكمة الغرا وَفصل الخطاب
فالنَثرُ كالنثرة والشِعرُ كالشع = رةِ ضياءً فاقَ ضوءَ الشهاب
هَذا إِلى علم وحلم إِلى = فصل وَفضل جائِدٍ لِلطِلاب
مَولاي هذي خدمةٌ قصَّرَت = بالعجز عَن نظم إِذا طال طاب
بِتُّ بِها في لَيلَتي ظامِئاً = أَرومُ تَعويضَ الشَرابِ السَراب
أَضربُ أَخماسي بأَسداسها = وَلا يَدورُ النظمُ لي في حساب
أثَبتُ عَن مُرجانكم بالحصى = فاللَه يوليكَ جَزيلَ الثَواب
عَطفاً عَلى مُبتَدئ تابِعٍ = مِلَّةَ إِبراهيم فيما أَجاب
اللَهَ في صَبّ جفاه الكرى = وَالأَهلُ وَالدارُ وطيب الشَباب
فَاِفتَح له بالصفح بابَ الرِضى = وَسُدَّ عَن أخلاله كُلَّ باب
وَهاتِ فسِّر ما اِسمُ ذاتٍ إِذا = ما صحّفوه كان مأوى الرُضاب
وَإِن تُبَدِّل مع ذا أَولاً = منه تَرى لُغزاً يَرومُ الجَواب
وَاِبقَ قَريرَ العين تَحظى بِها = مِن ملكٍ عالي الذرى وَالجناب
ما لاح نجمٌ في رياض وَما = أَشرق في أفق سَماء وغاب
[SIZE=6]BERÉNY, Róbert (1887-1953)[/SIZE]
مُفتَرَّةً عَن جَوهر رائِع = لَكِنَّ مأواهُ الثَنايا العِذاب
جادَت بوصل ناعم أَنعشَت = بِهِ فؤاد الصبِّ بَعدَ اِلتِهاب
فأسكرَتنا بأَحاديثها = وَلَم نَذُق مِنَّةَ كأسِ الشَراب
فَما كؤوسُ الشرب ملأى طِلاً = أَرفعُ منها للنهى بِاِنتهاب
وَما الرياضُ الزاهِرات الربا = جادَ لَها الغيث بفرط اِنسِكاب
غنّاءَ غنّى الورقُ أَوراقَها = فنقَّطَت عُجباً بدُرِّ السحاب
فراقتِ الأَبصارَ أَغصانها = وَأَطربَ الأَسماعَ وَقعُ الرباب
يَوماً بأَبهى من حَديث لَها = أَحيا مَوات الأدب المستطاب
أَهدى لنا كانونُ أَزهارها = فقلت يا بُشرايَ نيسانُ آب
قَبَّلتُها ثمّ ترشَّفتُها = وَما تَجاوزتُ الرضى بِالرُضاب
كَأَنَّها نابَت قَصيداً زَهَت = من نظمِ إِبراهيمَ أَدنى مَناب
ذو النظمِ كالغيثِ اِنسجاماً إِذا = دَعاهُ لا يُخطئ صَوبَ الصَواب
والسجع يُزري بحمام الحمى = بالحكمة الغرا وَفصل الخطاب
فالنَثرُ كالنثرة والشِعرُ كالشع = رةِ ضياءً فاقَ ضوءَ الشهاب
هَذا إِلى علم وحلم إِلى = فصل وَفضل جائِدٍ لِلطِلاب
مَولاي هذي خدمةٌ قصَّرَت = بالعجز عَن نظم إِذا طال طاب
بِتُّ بِها في لَيلَتي ظامِئاً = أَرومُ تَعويضَ الشَرابِ السَراب
أَضربُ أَخماسي بأَسداسها = وَلا يَدورُ النظمُ لي في حساب
أثَبتُ عَن مُرجانكم بالحصى = فاللَه يوليكَ جَزيلَ الثَواب
عَطفاً عَلى مُبتَدئ تابِعٍ = مِلَّةَ إِبراهيم فيما أَجاب
اللَهَ في صَبّ جفاه الكرى = وَالأَهلُ وَالدارُ وطيب الشَباب
فَاِفتَح له بالصفح بابَ الرِضى = وَسُدَّ عَن أخلاله كُلَّ باب
وَهاتِ فسِّر ما اِسمُ ذاتٍ إِذا = ما صحّفوه كان مأوى الرُضاب
وَإِن تُبَدِّل مع ذا أَولاً = منه تَرى لُغزاً يَرومُ الجَواب
وَاِبقَ قَريرَ العين تَحظى بِها = مِن ملكٍ عالي الذرى وَالجناب
ما لاح نجمٌ في رياض وَما = أَشرق في أفق سَماء وغاب
صورة مفقودة
[SIZE=6]BERÉNY, Róbert (1887-1953)[/SIZE]