نقوس المهدي
كاتب
كلُّهم تمنُّوها
وأعيتهم الحِيَلُ
مَن لم يمسّها بيديهِ
تخيَّلها
ومَن أعْرضتْ بوجهها عنه
انتقم من جسمها الذي يطوِّفُ في دماغه كعقربٍ
بين ساقي سواها.
أصابعُها
الخيوطُ العشر الملفوفة وهْيَ تهتزُّ في مشيتِها
أربابُ الرِّضا إن تبسَّمتْ
وآلهةُ الإشارةِ لو رضيتْ
الشَّفافة حين تمسُّها الشَّمسُ
البضَّةُ كرغيفِ خبزٍ
أصابعُها
كانتْ تدَّخر خامَ الأنوثةِ
من منجمِ الزَّمنِ
وتهشُّ على أغنامها
من دون عصا.
طويلةٌ
حين تمشي
تشعرُ بالعيون وهْيَ تتمسَّحُ بإليتيها المرفوعتين
خطوها الثقيلُ على الأرضِ
له مريدونَ
يديرونَ رؤوسَهم خلفها برهبةٍ
ولرجَّةِ نهدها الملفوفِ
نصلٌ يحزُّ القلوبَ
كأنَّ الذي يرتجُّ في جلبابها البلديِّ
ربٌّ
يقيمُ - حيثُ يشاءُ - عَدْلَهُ
وحين يغضبُ
يُذلُّ.
سيِّدةُ البيتِ
كلَّما فتحتْ شفتيها تعلِّم البنات
احمرَّتْ وجنتاها كمراهقةٍ
وملأ وجهها البريء
عرقٌ فاضحٌ
كأنَّها لم تتقلَّب عمرها كلَّه
في أحضانِ الرجالِ
كأنَّ السنينَ مرَّتْ عليها
وعفَّتها مختومةٌ بين وركيها
كطابع حُسْن.
ما تجرعتْه منهم عُنوةً
وما شربتْه بنشوةٍ كشهدِ الملكاتِ
ما انفضحَ
وما انحجبَ
تهبه لهنَّ عن طيبِ خاطرٍ
تقولُ:
لي في المحبَّة ألف فدَّانٍ
وأرضكنَّ - لم تزلْ – بورُ.
كنتُ صبيَّةً، تقولُ
كلَّما دُستُ الأرضَ
رنَّ في أذنيَّ صوتٌ
كأنَّ لكعبيَّ حدوةً كالفرسْ
ولعينيَّ مثل بومةٍ كُحْلهما الربانيّ
نسوةُ الحيِّ يستعذنَ بالله
ويخبِّئْنني عن العيونِ
كان ظلِّي يسبقُ قدميَّ
ونظرتي للناس
أوْهَى - عند اللهِ -
من خيط العنكبوتْ.
كنَّ يرقبْنها بفضولٍ
فيرتعشن كيماماتٍ تعرَّين من ريشهنَّ فجأةً
لكنَّهنَّ يحترمنَ صمتَها المتلجلجَ
ويرقبنَ حروفَ الكلامِ
وهْيَ تنبتُ فوق شفتيها ببطءٍ
وينصتنَ بشغفٍ طفوليٍّ
لصوت تنفُّسِها الذي يئزُّ في الهواءِ
وحين تنتبه لرأسها المنحنية على صمتها
تومئُ لهنَّ بعين مكسورةٍ:
أنتنَّ رحمة الله في الأرض
فلا تتكبرن!
كان ابن جارنا، تقولُ
شدَّني من شعري الذي فضحتْهُ طرحتي
ورماني تحتهُ
خبَّأتنا عيدانُ القمحِ في غيطِ أبي
كنتُ نشوانةً
فتحتُ ساقيَّ دون أن أدري
لكنَّهُ – الغَشيم –
قنع الغبيُّ بما طالتْه يداهُ
وخلَّفَني وراءه كخرقةٍ
لكنَّني أقولُها لَكُنَّ بصراحةٍ
عشتُ عمري كلَّهُ
أعدو خلفَ المتعةِ التي منحها لي
بلا فائدة!
.
وأعيتهم الحِيَلُ
مَن لم يمسّها بيديهِ
تخيَّلها
ومَن أعْرضتْ بوجهها عنه
انتقم من جسمها الذي يطوِّفُ في دماغه كعقربٍ
بين ساقي سواها.
أصابعُها
الخيوطُ العشر الملفوفة وهْيَ تهتزُّ في مشيتِها
أربابُ الرِّضا إن تبسَّمتْ
وآلهةُ الإشارةِ لو رضيتْ
الشَّفافة حين تمسُّها الشَّمسُ
البضَّةُ كرغيفِ خبزٍ
أصابعُها
كانتْ تدَّخر خامَ الأنوثةِ
من منجمِ الزَّمنِ
وتهشُّ على أغنامها
من دون عصا.
طويلةٌ
حين تمشي
تشعرُ بالعيون وهْيَ تتمسَّحُ بإليتيها المرفوعتين
خطوها الثقيلُ على الأرضِ
له مريدونَ
يديرونَ رؤوسَهم خلفها برهبةٍ
ولرجَّةِ نهدها الملفوفِ
نصلٌ يحزُّ القلوبَ
كأنَّ الذي يرتجُّ في جلبابها البلديِّ
ربٌّ
يقيمُ - حيثُ يشاءُ - عَدْلَهُ
وحين يغضبُ
يُذلُّ.
سيِّدةُ البيتِ
كلَّما فتحتْ شفتيها تعلِّم البنات
احمرَّتْ وجنتاها كمراهقةٍ
وملأ وجهها البريء
عرقٌ فاضحٌ
كأنَّها لم تتقلَّب عمرها كلَّه
في أحضانِ الرجالِ
كأنَّ السنينَ مرَّتْ عليها
وعفَّتها مختومةٌ بين وركيها
كطابع حُسْن.
ما تجرعتْه منهم عُنوةً
وما شربتْه بنشوةٍ كشهدِ الملكاتِ
ما انفضحَ
وما انحجبَ
تهبه لهنَّ عن طيبِ خاطرٍ
تقولُ:
لي في المحبَّة ألف فدَّانٍ
وأرضكنَّ - لم تزلْ – بورُ.
كنتُ صبيَّةً، تقولُ
كلَّما دُستُ الأرضَ
رنَّ في أذنيَّ صوتٌ
كأنَّ لكعبيَّ حدوةً كالفرسْ
ولعينيَّ مثل بومةٍ كُحْلهما الربانيّ
نسوةُ الحيِّ يستعذنَ بالله
ويخبِّئْنني عن العيونِ
كان ظلِّي يسبقُ قدميَّ
ونظرتي للناس
أوْهَى - عند اللهِ -
من خيط العنكبوتْ.
كنَّ يرقبْنها بفضولٍ
فيرتعشن كيماماتٍ تعرَّين من ريشهنَّ فجأةً
لكنَّهنَّ يحترمنَ صمتَها المتلجلجَ
ويرقبنَ حروفَ الكلامِ
وهْيَ تنبتُ فوق شفتيها ببطءٍ
وينصتنَ بشغفٍ طفوليٍّ
لصوت تنفُّسِها الذي يئزُّ في الهواءِ
وحين تنتبه لرأسها المنحنية على صمتها
تومئُ لهنَّ بعين مكسورةٍ:
أنتنَّ رحمة الله في الأرض
فلا تتكبرن!
كان ابن جارنا، تقولُ
شدَّني من شعري الذي فضحتْهُ طرحتي
ورماني تحتهُ
خبَّأتنا عيدانُ القمحِ في غيطِ أبي
كنتُ نشوانةً
فتحتُ ساقيَّ دون أن أدري
لكنَّهُ – الغَشيم –
قنع الغبيُّ بما طالتْه يداهُ
وخلَّفَني وراءه كخرقةٍ
لكنَّني أقولُها لَكُنَّ بصراحةٍ
عشتُ عمري كلَّهُ
أعدو خلفَ المتعةِ التي منحها لي
بلا فائدة!
.