نقوس المهدي
كاتب
عوجَا على طلل الخزاعا خلّان = عربي العبيلة شرقي رأس علانِ
وحيث مغنى اللوى والأبرقين لنا = معاهد لثمين الأثل والبانِ
ومن طويلع رقم السَّفح قد دثرت = طمساً معاهده من بعدِ قحطانِ
رسم تغيِّره الأرياحُ مذ همرت = به أصائل من غدقٍ وتهنانِ
تحسبه من خلال المزن صائبه = تطمي معالم أطلالٍ وغيطانِ
فاض المجلجل قد حاق الرسوم وقد = هاض الملثُّ على ربعٍ بمرنانِ
أقول ولم يبق لي من بعدِ ساكنِه = إلّا مراتعُ من وحش وصيرانِ
ربعٌ لجاريةٍ حوراءَ غانيةٍ = حوريّة جُعلت في خَلقِ إنسانِ
غيداءُ ساميةٌ ريداء ضاميةٌ = هيفاءُ ناميةٌ تسمو بأخدانِ
بيضاءُ عاليةٌ تزهو بغاليةٍ = بضَّاء طاليةٌ من عطرِها القانِ
غنجاً معطّفة روحا ملطَّفة = ظميا مهفهفة في عطفِ وهنانِ
حسناً عواجبُها حمرا رواجبُها = ترمي حواجبُها من سهم إنسانِ
وضَّاحُ مغرقُها من فوق مفرقِها = كالشمس مشرقُها ضوءٌ بلمعانِ
لعسا ملاثمها سلساً ملاهمها = مُلساً ملازمُها تاهت بإحسانِ
رخصاً حقائبها أعلى حزايقها = فاحت حدائقها من عترِ قُنوانِ
في فرعها غسقٌ في خدِّها فلقٌ = في ثغرها دلق تزهو بألحانِ
زانت سوالفها منها رفارفها = فعما روادفُها أحقاف كُثبانِ
وسناء مقلتها حسناء وجنتها = حببا برشفتها من كأس نشوانِ
ظنّت براقعها منها مقانعها = تخفو مصانعها جلباب صنعانِ
لفَّت مآزرها منها موازرها = هانت خواصرها من كشح ظمآنِ
دُهماً ذوائبها غنماً ترائبها = تهوى حبائبها عهدي برضوانِ
في خَطوِها رسل في مشيها كسلٌ = ألفاظها عسلٌ ريّا بألبانِ
في خدِّها لهبٌ في صدرها ذهبٌ = بخالها عجبٌ ينمو برفعانِ
في كشرِها ضمرٌ في قدِّها سمرٌ = أزهارها ثمرٌ يزهو برمَّانِ
في عينها وجلٌ في خدِّها خجلٌ = في جيدِها زجلٌ يسمو بأريانِ
في حليها سطر في جعدِها عطرٌ = أرضابُها مطرٌ بالغصنِ والبانِ
كافورُها عرقٌ منظومها ورقٌ = سربالها سرق في برد كتَّانِ
جلَّت مراتبها لمَّا أعاتبُها = قولي ترايبها جودي بلقيانِ
عهدي بها سمحت وصلي وقد منحت = ما خلتُها جنحت صدّاً بهجرانِ
أيَّام تسعدني منها وتوعدُني = فالآن تبعدني عنها وتنساني
قالت تنبّه لي إن كنت ذا مهلٍ = لا تغترر جهلي تغرو بنقصانِ
فاِعلَم ترى حَسبي يكفيك عن نسبي = هل تعرفنَّ أبي من زيدِ كهلانِ
فقلت اِسمعي ممّا أقول وعي = هل تعلمي فرعي من آل عدنانِ
وَمن كنانة لي أصلاً ومن مضر = وقُرب آل رسول اللَه قربانِ
محمَّد فصلاة اللَه تختمه = تُهدى رسالته للإنس والجانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري
وحيث مغنى اللوى والأبرقين لنا = معاهد لثمين الأثل والبانِ
ومن طويلع رقم السَّفح قد دثرت = طمساً معاهده من بعدِ قحطانِ
رسم تغيِّره الأرياحُ مذ همرت = به أصائل من غدقٍ وتهنانِ
تحسبه من خلال المزن صائبه = تطمي معالم أطلالٍ وغيطانِ
فاض المجلجل قد حاق الرسوم وقد = هاض الملثُّ على ربعٍ بمرنانِ
أقول ولم يبق لي من بعدِ ساكنِه = إلّا مراتعُ من وحش وصيرانِ
ربعٌ لجاريةٍ حوراءَ غانيةٍ = حوريّة جُعلت في خَلقِ إنسانِ
غيداءُ ساميةٌ ريداء ضاميةٌ = هيفاءُ ناميةٌ تسمو بأخدانِ
بيضاءُ عاليةٌ تزهو بغاليةٍ = بضَّاء طاليةٌ من عطرِها القانِ
غنجاً معطّفة روحا ملطَّفة = ظميا مهفهفة في عطفِ وهنانِ
حسناً عواجبُها حمرا رواجبُها = ترمي حواجبُها من سهم إنسانِ
وضَّاحُ مغرقُها من فوق مفرقِها = كالشمس مشرقُها ضوءٌ بلمعانِ
لعسا ملاثمها سلساً ملاهمها = مُلساً ملازمُها تاهت بإحسانِ
رخصاً حقائبها أعلى حزايقها = فاحت حدائقها من عترِ قُنوانِ
في فرعها غسقٌ في خدِّها فلقٌ = في ثغرها دلق تزهو بألحانِ
زانت سوالفها منها رفارفها = فعما روادفُها أحقاف كُثبانِ
وسناء مقلتها حسناء وجنتها = حببا برشفتها من كأس نشوانِ
ظنّت براقعها منها مقانعها = تخفو مصانعها جلباب صنعانِ
لفَّت مآزرها منها موازرها = هانت خواصرها من كشح ظمآنِ
دُهماً ذوائبها غنماً ترائبها = تهوى حبائبها عهدي برضوانِ
في خَطوِها رسل في مشيها كسلٌ = ألفاظها عسلٌ ريّا بألبانِ
في خدِّها لهبٌ في صدرها ذهبٌ = بخالها عجبٌ ينمو برفعانِ
في كشرِها ضمرٌ في قدِّها سمرٌ = أزهارها ثمرٌ يزهو برمَّانِ
في عينها وجلٌ في خدِّها خجلٌ = في جيدِها زجلٌ يسمو بأريانِ
في حليها سطر في جعدِها عطرٌ = أرضابُها مطرٌ بالغصنِ والبانِ
كافورُها عرقٌ منظومها ورقٌ = سربالها سرق في برد كتَّانِ
جلَّت مراتبها لمَّا أعاتبُها = قولي ترايبها جودي بلقيانِ
عهدي بها سمحت وصلي وقد منحت = ما خلتُها جنحت صدّاً بهجرانِ
أيَّام تسعدني منها وتوعدُني = فالآن تبعدني عنها وتنساني
قالت تنبّه لي إن كنت ذا مهلٍ = لا تغترر جهلي تغرو بنقصانِ
فاِعلَم ترى حَسبي يكفيك عن نسبي = هل تعرفنَّ أبي من زيدِ كهلانِ
فقلت اِسمعي ممّا أقول وعي = هل تعلمي فرعي من آل عدنانِ
وَمن كنانة لي أصلاً ومن مضر = وقُرب آل رسول اللَه قربانِ
محمَّد فصلاة اللَه تختمه = تُهدى رسالته للإنس والجانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري