نقوس المهدي
كاتب
كانت جالسة، عارية ، أمام المرآة، تمشط شعرها. وقع القبقاب يرنّ في الباحة، والمشعل يطلق الدخان، ومنه تأتي رائحة قطران قوية. كان عشيقها قد عاد البارحة ،وبأصابعه القويّة قرص فخذيها، تاركا خطوطا زرقاء حول قامتها، وغرس قبضته الحادة في بطنها. لم تكن هناك بقعة واحدة سليمة. كم من مرة سوف يأتي مستقبلا ، تساءلت، قبل أن يحملني كاملة. خفّضت بصرها، ونظرت الى ذراعيها، والى فخذيها، على وجنتيها أصبح الجلد مرْجا، ووالمرج سماء تتلامع فيها النجوم، ثم امطرت السماء، وامطرت، وأمطرت. في اليوم التالي بحثوا عنها من دون جدوى، عن الفتاة العذراء،جوهرة والديها. كانت قد آنسحبت الى آفاق أخرى للحقيقة ، ومنذئذ آمرأة وعجوزا أذلها المصير واهانها. هي تواسي نفسها بالتنجيم. المادة لا تقفد أبدا. نحن نولد، وونختفي ظاهريّا. الغم وضعية توازن.