حمدون بن الحاج السلمي - هل يا سعاد أراك لي مساعدة

هَل يَا سُعَادُ أرَاكِ لِي مُسَاعِدَةُ = مُطَوَّلُ السَّعدِ فِيكِ غَيرُ مُختَصَرِ
وَهَل تُرَدُّ لَيَالِينَا الَّتِي سَلَفَت = هَيهَاتَ لاَبُدَّ مِن صَفوٍ وَمِن كَدَرِ
كُنَّا مَعاً وَبِسَاطُ الأنسِ ثَالَِثُنَا = وَالدَّهرُ كَانَ عَلَينَا فَاقِدَ البَصَرِ
تُغنِي بِلُؤلُؤِ جِيدِهضا وَمَبسَمِهَا = وَنُطقِهَا إِن تَبَدَّت كُلَّ ذِي وَطَرِ
ذَاتُ الضِّيَاءِ أعَارَتِ الغَزَالَةَ مِن = ضِيائِهَا وَأعَارَتهَا مِنَ الحَوَر
يَغتَرُّ عَاشِقُهَا إِذَا انتَهَت هَيَفاً = وَخَمرُ مَبسَمِهَا بِفِعلِ ذَاكَ حَرِ
جَاءَ الخِلاَفُ وَقَد أرَادَ خِدمَتَهَا = فَخَافَ مِن نَسخِهَا فَمَالَ مِن خَفَرِ
وَلَيسَ كُلُّ خِلافٍ جَاءَ مُعتَبَراً = إِلاَّ خِلاَفٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ
عَرِّج عَلَى رَبعِهَا أفدِيكَ فِي سَحَرٍ = بِاللّهِ يَا طَيِّبَ الأنفَاسِ وَالخَبَرِ
إِذَا لَثَمتَ خُدُودَ الوَردِ مُرتَشِفاً = ثَغرَ الأقَاحِ وكُلَّ مَبسَمٍ عَطِرِ
وَقد ضَمَمتَ الغُصُونَ مِن مَعَاطِفِهَا = حَتَّى امتَلأتَ بِنَشرِ طَيِّبِ الزَّهَرِ
وَانقُل عَبِيرَهَا تُحيِ أنفُساً فَنِيَت = شَوقاً وَقَد عَبِثَت بِهَا يَدُ السَّهَرِ
لِلَّهِ كَم فَتَكَت فِينَا لَوَاحِظُهَا = وَمَزَّقَتنَا بِرَميِ السَّهمِ وَالوَتَرِ
وَطَالَمَا نَفَثَت سِحرض الكَلاَمِ مَعِي = كَنَفثِ شَيخِي نَفَائِساً مِنَ الدُّرَرِ
كَشَّافِ أستَارِ أسرَارِ البَلاَغَةِ مَن = يَعجِزُ عَن وَصفِهِ البَادِي وَذُو الحَضَرِ
عَرُوسِ مَن كَانَ فِي البَيَانِ ذَا قَدَمٍ = إِيضَاحِ مُحتَجِبٍ تِبيَانِ مُستَتِرِ
المُتقِنِ المُتَفَنِّنِ الَّذِي سَبَقَت = لَهُ العِنَايَةُ فِي الأنظَارِ وَالفِكَرِ
مُحيِي رُسُومِ العُلُومِ بَعدَ مضا فَنِيَت = وَلَيسَ يَظهَرُ لِلرُّسُومِ مِن أثَرِ
يَنتَظِمُ الأنسُ مِن مَنثُورِ لُؤلُؤهِ = حَتَّى تَهِيمَ بِمَنظُومٍ وَمُنتَثَرِ
فَمَا عِتابُ الغَوَانِي عَن مُقَاطَعَةٍ = وَلاَ حَدِيثُ بَشِيرِ الصَّبِّ بِالظَّفَرِ
وَلاَ وِصَالُ نَفُورٍ مَن خَيَالُهُ مِن = غَيرِ احتِسَابٍ عَلَى الأحزَانش وَالغِيَرِ
وَلاَ كُؤُوسُ مُدَامَةٍ يَدُورُ بِهَا = عَلَى النَّدَامَى ظِبَاءُ الأنسِ فِي سَحَرِ
وَلاَ تَعَانُقُ أعطَافٍ مُنَعَّمَةٍ = أو لَثمُ خَدِّ حَبِيبٍ جَاءَ مِن سَفَرِ
وَلاَ مُبَاعَدَةُ الرَّقِيبِ لاَ نَظَرَت = عَينَاهُ أو نَغَمَاتُ العُودِ وَالوَترِ
وَلاَ مُجِرُّ العَوَالِي فِي الحُرُوبِ وَلاَ = عَطفُ الجِيَادِ عَلَى الأعدَاءِ بِالوَتَرِ
فَلَيسَ ذَلِكَ مِمَّا فِي نَدِيِّهِ مِن = رَقَائِقٍ وَلَطَائِفٍ بِمُعتَبَرِ
يَرِقُّ قَلبُ القَسِيِّ فِي مَجَالِسِهِ = وَإِن يَكُن قَلبُهُ أقسَى مِنَ الحَجَرِ
شَيخِي ابنُ كِيرَانَ لاَ زَالَت مَحَاسِنُهُ = يَعلَمُهَا كُلُّ ذِي سَمعٍ وَذِي بَصَرِ
يَا سَعدَ كُلِّ نَجِيبٍ حَائِزٍ شَرَفاً = أدَامَكَ اللهُ فِي صَفوٍ بِلاَ كَدَرِ
 
أعلى