صادق محمد عبد الكريم الدبش - الأدب الأيروسي... أو الغزل الصريح / الجزء الرابع.

بعد أن تناولنا في الأجزاء الثلاثة هذا الأدب وبعض من مراحله ورموزه من الأدباء من العصر الجاهلي والى يومنا هذا وبشكل مختصر وسريع سنتناول في جزئه الأخير بعض الشعراء ومختارات من قصائدهم التي لم تتسع الأجزاء الثلاثة التي أسلفنا ذكرها عليكم ...وبشئ من الأيجاز .
وسنتناول هذه الباقة المبدعة والرياحين ...وعبر فترات زمنية مختلفة وهؤلاء ليس من شعراء الأدب الماجن أو الأدب الخليع أو الأدب الحقيقي ، ولكن لا يخلوا بعض مما أجادت بها قريحتهم من بعض القصائد المكشوفة وقد تكون فاضحة من وجهة نظر البعض ، وهذا لا يفسد من الأمر من شئ .
أمرؤالقيس :
الشاعر الجاهلي المشهور ( بالملك الضليل ) هو امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي (520 م - 565 م) كان شاعرا عربيا جاهليا عالي الطبقة من قبيلة كندة،
يُعد رأس شعراء العرب وأعظم شعراء العصر الجاهلي .كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها.
وفاته :
قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أباه على يد بني أسد:....ضيعني صغيرا, وحملني دمه كبيرا.
لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون (واد في شرق اليمن) قال فيه.
تطاول الليل علينا دمون *** دمون إنا معشر يمانون وإنا لأهلنا محبون .
تعب جسده وأنهك وتفشى فيه المرض ..وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة .
المصدر : امرؤ القيس - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة .
وأجمل ما قاله في الشعر في معلقته :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
اذا قامتا تصوغ المسك منهما نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بل دمعي المحملي
أ فاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعت صرمي فأجملي
وما ذرفت عيناك الا لتضربي بسهميك في اعشار قلب مقتل .
وله أيضا :
كأنَّ على أسنانـها بعدَ هـَجـعةٍ … سفرجلَ أو تفاحَ في القندِ والعسلْ
ردّاح صَموتُ الحِجلِ تمشي تبخـــتراً … وصرّاخةُالحِجلينِ يصرخنَ في زَجلْ
غموضٌ عضوضُ الحجلِ لوأنَّها … مَشت بهِ عندَبابِ السبسبينَ لانفصلْ
حجازيةُ العينـينِ مكّـِيةُ الحــشا … عراقـيَّةُ الأطرافِ روميّــةُ الكَــفلْ
تُـهاميّــَةُ الأبـدانِ عبسـيَّةُ اللَّمَى … خِـزاعـــيـَّةُ الأســــنانِ دُريَّةُ القُــبلْ
وقلتُ لـها أيُّ القبائـلِ تُنسـبي … لَعلّي بينَ النّاسِ في الشِّعرِ كَي أَسَلْ
فـــقالت أنـــا كـنـديّـــةٌ عربـيّةٌ … فقلتُ لــها حاشـا وكـلا وهَـل وبَـلْ؟
فـــقالت أنـــا رومـيّةٌ عجمـيةٌ … فقلتُ لـها وَرخـيز بياخوش مِن قُـزَلْ؟
فلــمَّا تلاقيـنا وجـدتُ بَنانَـها … مخـصَّــبةٌ تَحـكي الشَّــواعِلَ بالشّــُعَلْ .
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ= ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا= مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ= أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً= ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى= فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت= ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً= لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ .
وشاعر اخر هو ( بشار بن برد ) .
بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا . قال أيمة الأدب: " إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده." وقال الجاحظ: "وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه." اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.
وأصله من فارس من أقليم خراسان كما يفتخر بذلك في قوله ، قيل أن من أجداده من كانوا ملوك الفرس. وفي نسبه الوارد في ديوانه بعض ملوك الفرس .
وإني لمن قوم خراسان دارهم كرام وفرعي فيهم ناضر بسق
من خراسان وبيتي في الذرى ولدى المسعاة فرعي قد بسق.
ولد بشار أعمى كما أسلفنا وفي ذلك يقول :
عميت جنينا والذكاءُ من العَمَى فجئتُ عجيبَ الظنَ للعلم موئلا .
ولكم جميل ما قال :
فقلت أحسنت أنت الشمس طالعة أضرمتِ في القلب والأحشاء نيرانا
فأسمعينيَ صوتا مطربا هزجا يزيد صبا محبا فيك أشجانا
يا ليتني كنت تفاحا مفلجة أو كنت من قضب الريحان ريحانا
حتى إذا وجدت ريحي فأعجبها ونحن في خلوة مثلت إنسانا
فحركت عودها ثم انثنت طربا تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
أصبحت أطوعَ خلق الله كلهم لأكثر الخلق لي في الحب عصيانا
قلت اطربينا ألا يا زين مجلسنا فهات إنك بالاحسان أولانا
لو كنت أعلم أن الحب يقتلني أعددت لي قبل أن القاك أكفانا
فغنت الشرب صوتا مؤنقا رملا يذكي السرور ويبكي العين ألوانا
لا يقتل الله من دامت مودته والله يقتل أهل الغدر أحيانا .
وفاته :
توفي بشار سنة 168 هـ إثر اتهامه بالزندقة والكفر. وقد ذكر ابن المعتز في كتاب "طبقات الشعراء" سبب وفاته فقال: "كان بشار يعد من الخطباء البلغاء الفصحاء وله قصائد وأشعار كثيرة، فوشى به بعض من يبغضه إلى المهدي بأنه يدين بدين الخوارج فقتله المهدي، وقيل: بل قيل للمهدي: إنه يهجوك، فقتله، والذي صح من الأخبار في قتل بشار أنه كان يمدح المهدي، والمهدي ينعم عليه، فرمي بالزندقة فقتله، وقيل: ضربه سبعين سوطاً فمات، وقيل: ضرب عنقه"، ودفن بالبصرة. وكانت نهايته في عصر الخليفة المهدي.
المصدر : من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة / بشار بن برد .
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي الدمشقي :
(ولد في 23 رمضان 26 للهجرة ومات يوم الثلاثاء في 14 ربيع الأول 64 للهجرة[1] / 20 يوليو 647 ومات في 12 نوفمبر 683)، (حكم من 15 رجب 60 للهجرة إلى 14 ربيع الأول 64 للهجرة / 21 أبريل 680 إلى 12 نوفمبر 683).
مما اخترنا لكم من شعره :
وَمُدامَةٍ صَفراءَ في قارورَةٍ = زَرقاءَ تَحمِلُهُ يَدٌ بَيضاءُ
فَالخَمرُ شَمسٌ وَالحَبابُ كَواكِب = وَالكَفُّ قُطبٌ وَالزُجاجُ سَماءُ .
ويقول :
وَسِربِ نِساءٍ مِن عَقيلٍ وَجَدنَني = وَراءَ بُيوتِ الحَيِّ مُرتَجِزاً أَشدو
وَفيهِنَّ هِندٌ وَهيَ خودٌ غَريرَةٌ = وَمُنيَةُ قَلبي دونَ أَترابِها هِندُ .
وفي قصيدته أراك طروبا أخترنا مقاطع من القصيدة :
اغار عليها من ابيها وامها .. ومن خطوة المسواك اذا دار في الفم
اغار على اعطافها من ثيابها .. اذا لبسـتها فـوق جسـم منعم
واحسد اقداح تقبل ثغرها .. اذا وضعتها موضع اللثم في الفم
خذوا بدمي منها فاني قتيلها .. ولا مقصدي الا تجـود وتنعمي
ولاتقتلوها ان ظفرتم بقتلها .. ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولا لها يامنيه النفس انني .. قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا اني قتلت بصارم .. ولكن رمتني من رباها باسهمي .
ومنها كذلك :
وممشوطه بالمسك قد فاح نشرها .. بثغـر كأن الدر فيه منظم
اشارت بطرف العين خيفه اهلها .. اشارة محزون ولم تتكلم
فايقنت ان الطرف قد قال مرحبا .. واهلا وسهلا بالحبيب المتيم
فوالله لولا الله والخوف والرجا .. لعانقتها بين الحطيم وزمزم
وقبلتها تسـعا وتسـعين قبلة .. براقة بالكـف والخـد والفم
ووسدتها زندي وقبلت ثغرها .. وكانت حلالا لي ولو كنت محرم
وان حرم الله الزنا في كتابه .. فما حرم التقبيل بالخد والفم
وان حرمت يوما على دين احمد .. لاخذها على دين المسيح بن مريم
الا فاسقني كاسات خمر وغني لي .. بذكرى سليمى والرباب وعندم
واخر قولي مثلما قلت اولا .. اراك طروبا والها كالمتيم .
ونتناول هنا سيرة اخرى لشاعر اخر هو :
أبو الفرج الوأواء الدمشقي :
ولد الوأواء : واسمه الصحيح : محمد بن أحمد الغساني الدمشقي، كان في شبيبته دلالا في سوق الفواكه بدمشق ، توفي سنة 995 م، ذك الشاعر مدح سيف الدولة عندما نزل الأخير بدمشق.
ّ
ذكرت المصادر كالثعالبي أن الشاعر مدح سيف الدولة عندما نزل الأخير دمشق لمطاردة الأخشيديين بين عامي [ 333هجري - 335 هجري 947 م ] مما دفع الباحثين بتقدير سنة مولده بين ( 310- 315 هجري ) وأن يكون الشاعر في مطلع شبابه .
ولكن ورد في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة / الوأواء الدمشقي حدد سنة وفاته ( 613 هجري ) ، أما موسوعة المعرفة توفي سنة 390 هجري .
حيث يقول في أحدى قصائده مادحا سيف الدولة سنة356 هـ .
يقول:
ها قد تبدلت أوطانا بأوطاني ... عمدا وفارقت خلانا بخلاني .
ومن جميل اشعاره نختار لكم :
إِنِّي لتفعلُ بي لوا = حِظُ مقلةِ الرَّشَأ الرَّبيبِ
فعلَ الخناجرِ بالحنا = جِرِ عندَ مُعتركِ الحروبِ .
وله ايضا :
هِيَ الحياةُ فلو تأْتي إِلى حَجَرٍ = لَوَلَّدَتْ فيه مِنْها نَشْوَةَ الطَّرَبِ
كأَنَّها ولسانُ الماءِ يَقرَعُها = دمعٌ ترقرق في أَجفانِ منتحبِ .
وله كذلك :
وغادةٍ ترفلُ في الشبابِ = عاريةِ الحسنِ من المعَابِ
كاسيةٍ من ملح التصابي = أَجفانُها َنشْوى بلا شرابِ .
وله :
أَتاني في قميصِ اللاذِ يَسعى
عدوٌّ لي يلقَّبُ بالحبيبِ
فقلتُ من التعجب كيف هذا
بِلا واشٍ أَتيتَ وَلا رَقيبِ
فقالَ الشمسُ أَهدتْ لي قَميصاً
غريبَ اللَّوْنِ من شَفَقِ الغُرُوبِ
فَثَوْبي والمُدامُ وَلونُ خَدِّي
قريبٌ مِنْ قريبٍ مِنْ قَرِيبِ
وله :
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً = تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ = وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ = وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ = فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَلٍ = مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَتْ = مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَا مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى = من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ = إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرِوَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا = مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَة = تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى = بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ = وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قالت: صدقت الوفى في الحب شيمته = يابرد ذاك الذي قالت على كبدي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا = مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ = وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً = مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ = حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ = فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا = فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي = حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ .
محمد مهدي الجواهري :
محمد مهدي الجواهري هو محمد بن عبد الحسين مهدي الجواهري شاعر عراقي يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث.
ولد في (26 يوليو 1899) وتوفي في دمشق (27/7/1997 م ) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر ولد في مدينة النجف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.
يؤكد السيد فالح الحجية الكيلاني الشاعر العراقي.في كتابه الموجز في الشعر العربي -شعراء معاصرون(ان الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقو ة قصيده ومتانة شعره)وقيل (لم يأتِ بعد المتنبي شاعر كالجواهري) .
غادر العراق عام 1980 ولم يعود اليه حتى وفاته .
وله من جميل الشعر :
حـييتُ سـفحكِ عن بعدٍ فحَييني *** يـادجلة الـخير، يـا أمَّ البساتين
حـييتُ سـفحَك ظـمآناً ألوذ به *** لـوذ الـحمائِم بـين الـماءِ والطين .
وله أيضا في الغزل :
آيةُ الفنِّ ، والبداعةِ يَلقى عاشقُ الفنِّ عندَها
ما يشاءُ ..:
لكِ رأسٌ كدَوْرَةِ البدرِ .. غطتَّه منَ الشَّعْرِ
غَيْمةٌ سوداءُ..
يبتدي منه مُرْسَلاً " سَعَفُ النَّخْلِ " !
له عندَ أخْمَصَيْكِ انتهاءُ ..
أو كنهرٍ يجري بوادٍ
غروبُ الشمسِ أهداه ظِلَّه ..والمَساءُ
لكِ – كالبركتَيْنِ تحتَ ظِلالِ السرَّوِ ؟ رَقَّا وأوغْلا
عينانِ ..!
لك – كالزَّهْرتينِ صُبَّتْ دماءٌ مِن غزالٍ عليهما –
شَفتانِ !
لكِ كالخنجرِ المُغطَّى بذاكَ الدمِ مُخضوضِباً !
شقِيقُ لسانِ
لكِ نحرٌ كما تبلَّجَ للصُبْحِ عَمودٌ
ضَوَّى به المَشْرِقانِ
لكِ صدرٌ كسَلَّةِ الزَّهْرِ-
بالنَّهدَينِ نَطَّت فُوَيْقَهُ زَهْرتانِ !
واستقامتْ كَمِثْلِ أعمِدةِ العاجِ
الذِّراعانِ منكِ والفَخِذانِ !
لكِ تلك المُدوَّراتُ ..! حُلِيٌّ مُبْهِرٌ
صُنْعُ مُعْجِزٍ فَنَّانِ
لكِ بَطنٌ كأنَّها مُخْمَلُ الدِّيباجِ !
أو " ثوبُ " أرْقَطٍ ثُعبانِ
رُزِقَتْ " سُرَّةً " كلؤلؤةِ الغَوّاصِ
قد رُكّزَتْ على " فنجانِ " !!
لكِ – مثلَ الهِلالِ مِن خَلّل الغابةِ يبدو –
" رَفغٌ " رفيعُ مكانِ !!
وهُنا .. كَفَّتِ الوصيفةُ لا تسطيعُ قولاً
عَما يلي الرَّفْغَ منها
وانبَرتْ " أفروديتُ " تُوحي إلى " جالا "
بحُسْنِ الذي تخبَّأ عنها !
هو في الشكلِ : مِثلُ قوقَعةِ الماءِ
وفي الحُسْنِ زَهْرةُ الجُلنَّارِ!!
مُلِئتْ زُبْدَةً ، وشَهْداً ، وعطرا هو كالكَهْفِ دافئاً ، !!
كالمغارِ !
رَطِباً ! ، مَلجأُ الرّجالِ السِّفارِ .
وله أيضا :
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا ..وقرّبي الجمرتين ِ
وباعدي الخَصْلتين ِ..إمّا نظرتُ بعيني
فالموتُ أقربُ ممّا ، بين الجديل ِ وبيني
يا حلوةَ المشربين ِ، من أينَ كانَ .. وأين ِ
أتثأرين بدَيْن ِ ؟أم أنت حتفي .. وحَيْني
* * *
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا وقرّبي الزّهرتين ، جمراً يُقطّّر ، سَمّا
يا ثالثَ الكوثرين .. ما أطيبَ السَّمَّ طعما
شرِبْتُهُ مَرّتين... فزادني "أُفّتين"
دماً .. ولحماً .. وعظما
لُمّي لَهاتَيْكِ لَمّا ،وقرّبي "المعبديْن"
ربّينِ مُسْتَعبِدَين ..يُجدّفان عليك ..فيما تجنيتِ إثما
ممّا .. وممّا .. وممّا .
محمد سعيد الحبوبي :
( 1266 - 1334 هـ)( 1849 - 1915 م)
محمد سعيد بن محمود بن قاسم العطيفي.
ولد في مدينة النجف، وتوفي في مدينة الناصرية، ودفن في النجف.
عاش في العراق، ونجد.
قضى صباه في النجف، ثم هاجر إلى مدينة حائل (النجدية) عام 1864، ليعمل في التجارة مع والده وليكتسب فصاحة اللسان العربي وخشونة البداوة متلقيًا أول
دروسه، ثم تلقى تعليمه عن عدد من علماء عصره، ودرس الأدب والشعر على خاله عباس الأعسم، وقرأ العلوم الأخلاقية على حسين مكي الهمداني، كما زامل المصلح الشهير جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة.
تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الغروي بمسقط رأسه.
كانت له مجالس أدبية ومحاضرات مفيدة.
يذكر أنه انقطع عن نظم الشعر حين بلغ الأربعين من العمر. مما يعني أنه لم ينظم شعرًا في القرن العشرين.
وهذا مقطع من موشحة قصيدته ( هزّت الزوراء اعطاف الصفا ....وهي منظومة على بحر"الرمل ) .
ياغزال الكرخ واوجدي عليك كاد سري فيك أن يُنتَهكا
هذه الصهبآء والكأسُ لديك وغرامي في هواك إحتَنكا
فآسقني كأساً وخُذْ كأساً اليك فلذيذ ُ العيش أن نشتركا
إترع الأقداح راحاً قرقفاً وآسقني وآشرب او آشرب واسقني
فلمُاك العذبُ أحلى مرشفا من دم الكرم ومآء المُزن .
ومنها كذلك ...
وُحميا الكاس لما صفقَتْ أخذتْ تجلى عروساً بيدَيه
خلتها في ثغره قَد عُتقتْ زمناً واعتُصرتْ من وجنتيه
مِن بروق بالثنايا ائتلَقَتْ في عقيق الجزع أعنى شفتيه
كشف سترَ الدجى فانكشفا وانجلى الأفق بصبح بينّ
اكسبتنا إذ سقتنا نطفا خفة الطبع وثقل الألسن .
الشاعر السوري نزار قباني:
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) .
نزار توفيق قباني، وُلِدَ في 21/آذار/1923، في حي مئذنة الشحم (أحد أحياء دمشق القديمة)... يُعتبَر نزار أمير الشعر الغنائي على مدى أربعين عاماً، وكان المطربون الكبار يتسابقون للحصول على قصائد نزار بدءاً من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة، مروراً بفايزة أحمد وفيروز وماجدة الرومي، وانتهاء بكاظم الساهر وأصالة نصري.
من قصائده :
هرب الرداء وراء ركبتها فنعمت في ماء.. وفي ظل
وركضت فوق الياسمين..فمن حقل ربيعي ... إلى حقل
فإذا المياه هناك باكية تصبو إلى دفء.. إلى وصل
*
يا ثوبها، ماذا لديك لنا؟ ما الثلج.. ما أنباؤه؟ قل لي
أنا تحت نافذة البريق.. على خيط غزير الضوء.. مخضلّ
لا تمنعي عني الثلوج.. ولا تخفي تثاؤب مئزر كحلي
إني ابن أخصب برهة وُجِدَت لا تزعجي ساقيك.. بل ظلي
1948 "طفولة نهد" .
وكذلك في أخرى :
قصص الهوى قد افسدتك000فكلها
غيبوبة 00وخرافة 0000وخيال
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الابطال
لكنه الابحار دون سفينة
وشعورنا ان الوصول محال
هوان تظل على الاصابع رعشة
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الاحزان في اعماقنا
تنمو كروم حوله وغلال
هو هذه الازمات تسحقنا معا
فنموت نحن وتزهر الآمال
هوان نثور لأي شئ تافه
هو ياسنا هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
////////
لا تجرحي التمثال في احساسه
فلكم بكى في صمته تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعما
وتسيل منه جداول وظلال
اني احبك 000من خلال كآبتي
وجها كوجه الله ليس يطال
حسبي وحسبك ان تظلي دائما
سرا يمزقني وليس يقال .
وفي القصيدة المتوحشة أخترنا لكم مقطعا منها :
أحبيني.. بكل توحّش التتر
بكل حرارة الأدغال.. كل شراسة المطر
ولا تبقي.. ولا تذري
ولا تتحضري أبداً..
فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر..
أحبيني.. كزلزال.. كموت غير منتظر..
وخلّي نهدكِ المعجون بالكبريت والشرر..
يهاجمني.. كذئب جائع خطرِ..
وينهشني.. ويضربني كما الأمطار.. تضرب ساحل الجزر
أنا رجل بلا قدر.. فكوني أنتِ لي قدري
وأبقيني.. على نهديكِ.. مثل النقش في الحجر..
أحبيني.. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلاً.. ولا تتساقطي خوفا
أحبيني بلا شكوى.. أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء.. كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار: كوني اللين والعنفا
أحبيني بألفٍ وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا .
وكذلك ...
وشعرك خارج الماء..
فنهدك بطة بيضاء.. لا تحيى بلا ماء..
أحبيني.. بطهري.. أو بأخطائي..
بصحوي.. أو بأنوائي..
وغطيني..
أيا سقفاً من الأزهار.. يا غابات حناء
تعرّي..
واسقطي مطراً
على عطشي وصحرائي..
وذوبي في فمي.. كالشمع
وانعجني بأجزائي..
تعرّي
واشطري شفتي إلى نصفين
يا موسى بسيناء.
1970 "قصائد متوحشة" .
ومسك الختام لبغداد الحبيبة ولأهلها وأنهارها وسمائها ، وللحجر والضرع والشجر نهدي مقاطع من قصيدة بغداد لنزار قباني :
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي .. فأنت حبيبتي
وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد .. جئتك كالسفينة متعبا
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
ورميت رأسي فوق صدر أميرتي
وتلاقت الشفتان بعد غياب
أنا ذلك البحار أنفق عمره
في البحث عن حب .. وعن أحباب
بغداد .. طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشه
والفجرعرس مآذن وقباب
حتى رأيتك قطعة من جوهر
ترتاح بين النخل والأعناب
حيث التفت ، أرى ملامح موطني
وأشم في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً.. فكل سحابة
زرقاء .. فيها كبرياء سحابي
إن النجوم الساكنات هضابكم ..
ذات النجوم الساكنات هضابي..
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى
فهواك لا يكفيه ألف كتاب .





المصدر :
1- أيروس ويكيبيديا، الموسوعة الحرة .
2-مقالات متنوعة عن الشاعر حسين مردان
مقالة الاستاذ كاظم حسوني .
3-في السنة الأخيرة من حياة الشاعر حسين مردان ....بقلم شيماء الصراف .
4-خلدون جاويد بعنوان (قصائد عارية ) المقالة منشورة على صفحة ( صوت العراق )في 23/7/2011م .
5-الشعر الإباحي المغمور... من حسين مردان إلى جوزف نجيم، موقع( المدن )جريدة ألكترونية مستقلة .
6- موقع رصيف 22 / الخيال الجنسي عند العرب منذ ما قبل الأسلام حتى العصر الحديث.
7-موقع : الثقافة العامة ......الغزل فى العصر الجاهلي: خصائصه وأهم شعرائه .
8 -موقع الثقافة العامة /الغزل الإباحي: ماهيته، تسميته، نشأته.
9- منتدى شكو ماكو .




نهاية الجزء الرابع والأخير
أنتهى
صادق محمد عبد الكريم الدبش
3/8/2015 م



.
j_salem5.jpg



.
 
أعلى