نقوس المهدي
كاتب
عينانِ أمْ كأسانِ مسكرتانِ للرؤيا
أم امرأةٌ يلوّحُ صدرها الرمّانُ
قبلَ هبوبهِ الأعمى على الشهواتِ
أم تفّاحةٌ عند الشروقِِِِِِ ِ
تكوّرتْ في شكلِِ نهدْ ؟
...
أم أنّهُ ماءُ الأنوثةِ سالَ
في نهرٍ رضيعِ العشب ِ
تحمله ُفتاة ٌيستحمُّ جمالُها في الشمسِ
كي تسقيهِ كأسَ حنينها الصافي ،
وتهديهِ تطايرَ شعرها المعجونِ بالحنّاءِ
من شبّاكِ وردْ ؟
...
عينانِ أم صبحانِ يغتسلانِ بالصّابونِ
بينَ ( جداولٍ ) زرقاءَ
أم قمرُ الليالي الأنثويّةِ
رائقُ المرآى كقرصِ الشهدِ
يسبحُ في أديم ِجماله ِالأخّاذِ
خلفَ سحابةٍ في البُعدْ ؟
...
كيمامةٍ بيضاءَ عرّتْ جسمها الملسوعَ بالأزهارِ
وانتحرتْ بأوجِ كمالها
في النهرِ تاركةً دوائرَ لا تُعدّْ !
...
لم يستفقْ صوتٌ من الأسماعِ
كي يرثي امتدادَ الصوتِ بالناياتِ
أو هبّتْ على الصفصافِ عاصفةُ الحمائمِ
كي ترعرع َحزنها فوق الهديلِ
ولا استفاقتْ من حداءِ كمنجة ٍ
شمسُ الأماسي كي تضمَّ النورَ
مثل ثُرَيَّةٍ في البردْ !
لم تستحمَّ ( جداولٌ ) من قبلُ في هذا الرحيقِ
ولا رأتْ عينانِ أجملَ من مطالعِ
شمعدان ِ الفجرِ في ضوءِ المياهِ
كأنَّ ماءَ الصبحِ مسكوب
على سطرينِ من حزنِ القصيدةِ
وهي تفردُ جانحينِ من المجازِ
لكي تحلّقَ في فضاء ٍلا يحدْ !
...
يا وارداتِ النهرَ عبّئنَ الجرارَ
بمائها الدامي ،
بملح دموعها المنحلِّ في الأمواج
واسقينَ الأسى للناسِ ،
للعشاقِ إن مرّوا حزانى
في أصائلِ حزنها الممتدْ !
...
وانشرنَ ثوبَ زفافها فوق الغصونِ
لكي يرفرفَ كالحمامةِ في النسيمِ
ويستردَّ صفاءَ صورتها
الذي لا يُستردْ !
...
ما كنتُ أبصرُ في تراكضها على الأعشابِ
غيرَ غزالةٍ شتويةِ الأحزانِ
أو طيرٍ ينقّلُ قبراتِ القمح ِمن حقلٍ إلى حقلٍ
و( ريحانِ ) يهزُّ طفولةَ الأحلامِ
من مهدٍ لمهد ْ .
...
كانت على شجرِ الصباحاتِ الرضيعِ
تشفُّ كالأطيافِ في ماء ِالعيونِ
وقلبها المعبودُ يشهقُ في الأصائلِ
مثل غرسةِ كستناءْ !
...
ينشقُّ عن تفّاحِ رؤياها شروقُ الشمس ِ
أحمرَ زاهراً
كشقائقِ النعمانِ
والرمّانُ يعصرُ لونَهُ الورديَّ
فوق شفاهها
ويذوبُ ماءُ الحبِّ في لونِ الإناءْ .
...
لم تمسسِ الألوانُ عينيها سوى بالدمعِ
والناياتُ غصّتها سوى بهديلها الحاني
ليسعدَ عندليبُ الحزنِ في الشجرِ البعيدِ
ولم يرفرفْ طائرُ الطّيونِ حول شفاهها
إلا ليرشفَ قطرةَ الأعنابِ
من فمها المكوّرِ مثل ضُمَّةِ هندباء ْ .
...
وقفتْ كنحتِ الليل ترفعُ للهلالِ جمالها المغدورَ ،
مصغيةً إلى ذوبانه ِالشهويِّ في روحِ المياهِ
فلم ترَ العشّاقَ يستلّونَ سيف َالدمعِ
في وجهِ العراءِ
ولا البنات الناظرات إلى هديلِ حمائم ِالشطآن
لم تلحظْ سوى حورٍ شديدِ الحزن
يركضُ باتجاهِ الأرضِ ،
والشمسِ الجريحةِ مثل ياءٍ ميتةٍ
في نهرِ ماءْ .
...
رأتِ المنيّةَ طفلةً زهراءَ
تحملها نعوشُ الفجرِ فوق أكفّها البيضاءِ ،
والقداسَ فضيّاً يشعشعُ بالشموعِ ...
رأتْ سماواتٍ مسجّاةً على الغيماتِ
يسقيها دماءَ الوردِ إبريقُ الدموعِ ،
وطائرَ الموت ِالمبكّرَ شارداً
فوق السهوبِ
فجمّعت كلَّ النساءِ بروحها
وتساقطت في النهرِ مفرطة َالجمالْ !
...
صبحاً فصبحا كان ينضجُ قلبها
كالشمسِ في الغدرانِ
والمطرُ الحليبيُّ المعطّرُ
كان يرشحُ مثل حبّاتِ التشهّي
من غصون التين
لم تكن الأغاني غيرَ أجراسٍ
مدلاّةٍ على النسيان
أو تنويمة في أرخبيلِ الدمع للأطفال
تنشدها على سمعِ الرموز ملامسُ الأجراسِ
والنورُ المؤنّثُ في العيونِ السود
يرشح ُمن سماء اللونِ أطيافاً ملوّنة الخيال ْ .
...
لكن ريحاً عذبةً راحت تهزُّ اللوزَ في الجسدِ الصغير
فأينعَ العنابُ فوق غصونه السكرى
وطابَ قطافه قبلَ الأوانِ
فراحت الغصّات تقطرُ من غيوم ِالظهر
والشهواتُ تركضُ مثل آلاف من الرعشات
في مرج الغزالْ .
...
ما كانَ غيرُ الملمسِ المحروحِ للأجّاص
يلمعُ في كسوفِ النهد تحت الضوءِ
كانت عاشقاتٌ عارياتٌ يقتطفنَ البيلسانةَ من سماءِ اللوز
والأفواهُ تشهق في الفضاءِ الطفلِ
كنتُ أشم ُّفوحَ روائحِ الريحانِ
في جسدٍ يلوحُ جماله
قمرًا صغيرًا في مساءٍ متعبِ الأهدابِ
أو أصغي لصوتِ تلامسِ الأزهارِ
في أعلى السياجْ .
فسمعتُ همساً رائعَ الأصداءِ
من جهةِ الحفيفِ
كأنه نقراتُ موسيقا على كأسِ الزجاجْ .
...
ونظرت لم تكنِ الأنوثةُ غيرَ طيفٍ
طائفٍ في الحبر
والصبحُ المصبَّرُ غيرَ زهرةِ نرجس ٍمنحلّةٍ في الماءِ
والشمسُ الصبوحةُ ذاتها
غيرَ انثيالِ النورِ من روح ِالسراجْ .
...
متطلّعاً في شمسها التعبى
أرى ندمَ الغروبِ على جمالٍ ضاعَ
أبصرُ بالرؤى السكرى
فراغاً نادمَ الأيدي
يجمّع ُبين كفّيهِ الشروقَ على الأفولِ
ويختفي تحت الغيوم الباكيه .
...
لكن ضوءاً سوفَ يولدُ أخضرَ الأهدابِ
يرفعها على أيدي الطبيعةِ
كي ينقّحها البياض ُ الطلقُ بالأزهارِ
والنعناعُ يزرقُ زيته العطريَّ
في شريانها
كي يستديرَ بصدرها الرمانُ ثانيةً
وتلهو فوق عينيها
( عصافيرٌ ) تزقزق في سماءٍ صافيه .
...
هي ذي غدائرُ شعرها السوداءُ
قد هبّتْ هبوبَ ( نسائم ٍ )حبلى برائحةِ الحنين
وفاحَ عطرُ شميمها البريِّ في الأشجارِ ..
نهداها وقد لاحا على الأغصانِ ..
مطلعُ وجهها الغافي
كما يغفو هلالٌ سابح ٌفي ساقيهْ .
...
هي ذي موسيقى صوتها السكرى
وقد سالت كماءٍ دامع ٍمن شهوةِ الأعشابِ
ضُمَّةُ قلبها مقطوفة ٌكالجرحِ من صدر القصيدة
وهي تلقمُ ثديها للقافيه .
...
هي ذي تخوّضُ كالغزالةِ
مشتهاةَ الحزنِ في برك ِالربيعِ
ويستهلُّ السهلُ شهوتها
التي اشتعلت كحبرِ اللوزِ في غيبوبةِ الأشجارِ
والمطرُ الذي يهمي ثلوجَ الدمعِ
من نطفِ الزهورِ اليانعه .
...
والآنَ بعد تعاقبِ الأعوامِ
أبصرها تسابقُ في مروج المتعةِ الخضراء ِذئبَ الموتِ ،
تلعبُ لعبةَ الموتِ الجميلة ِمرةً أخرى
وتقذفُ نفسها في الساقيه .
.
أم امرأةٌ يلوّحُ صدرها الرمّانُ
قبلَ هبوبهِ الأعمى على الشهواتِ
أم تفّاحةٌ عند الشروقِِِِِِ ِ
تكوّرتْ في شكلِِ نهدْ ؟
...
أم أنّهُ ماءُ الأنوثةِ سالَ
في نهرٍ رضيعِ العشب ِ
تحمله ُفتاة ٌيستحمُّ جمالُها في الشمسِ
كي تسقيهِ كأسَ حنينها الصافي ،
وتهديهِ تطايرَ شعرها المعجونِ بالحنّاءِ
من شبّاكِ وردْ ؟
...
عينانِ أم صبحانِ يغتسلانِ بالصّابونِ
بينَ ( جداولٍ ) زرقاءَ
أم قمرُ الليالي الأنثويّةِ
رائقُ المرآى كقرصِ الشهدِ
يسبحُ في أديم ِجماله ِالأخّاذِ
خلفَ سحابةٍ في البُعدْ ؟
...
كيمامةٍ بيضاءَ عرّتْ جسمها الملسوعَ بالأزهارِ
وانتحرتْ بأوجِ كمالها
في النهرِ تاركةً دوائرَ لا تُعدّْ !
...
لم يستفقْ صوتٌ من الأسماعِ
كي يرثي امتدادَ الصوتِ بالناياتِ
أو هبّتْ على الصفصافِ عاصفةُ الحمائمِ
كي ترعرع َحزنها فوق الهديلِ
ولا استفاقتْ من حداءِ كمنجة ٍ
شمسُ الأماسي كي تضمَّ النورَ
مثل ثُرَيَّةٍ في البردْ !
لم تستحمَّ ( جداولٌ ) من قبلُ في هذا الرحيقِ
ولا رأتْ عينانِ أجملَ من مطالعِ
شمعدان ِ الفجرِ في ضوءِ المياهِ
كأنَّ ماءَ الصبحِ مسكوب
على سطرينِ من حزنِ القصيدةِ
وهي تفردُ جانحينِ من المجازِ
لكي تحلّقَ في فضاء ٍلا يحدْ !
...
يا وارداتِ النهرَ عبّئنَ الجرارَ
بمائها الدامي ،
بملح دموعها المنحلِّ في الأمواج
واسقينَ الأسى للناسِ ،
للعشاقِ إن مرّوا حزانى
في أصائلِ حزنها الممتدْ !
...
وانشرنَ ثوبَ زفافها فوق الغصونِ
لكي يرفرفَ كالحمامةِ في النسيمِ
ويستردَّ صفاءَ صورتها
الذي لا يُستردْ !
...
ما كنتُ أبصرُ في تراكضها على الأعشابِ
غيرَ غزالةٍ شتويةِ الأحزانِ
أو طيرٍ ينقّلُ قبراتِ القمح ِمن حقلٍ إلى حقلٍ
و( ريحانِ ) يهزُّ طفولةَ الأحلامِ
من مهدٍ لمهد ْ .
...
كانت على شجرِ الصباحاتِ الرضيعِ
تشفُّ كالأطيافِ في ماء ِالعيونِ
وقلبها المعبودُ يشهقُ في الأصائلِ
مثل غرسةِ كستناءْ !
...
ينشقُّ عن تفّاحِ رؤياها شروقُ الشمس ِ
أحمرَ زاهراً
كشقائقِ النعمانِ
والرمّانُ يعصرُ لونَهُ الورديَّ
فوق شفاهها
ويذوبُ ماءُ الحبِّ في لونِ الإناءْ .
...
لم تمسسِ الألوانُ عينيها سوى بالدمعِ
والناياتُ غصّتها سوى بهديلها الحاني
ليسعدَ عندليبُ الحزنِ في الشجرِ البعيدِ
ولم يرفرفْ طائرُ الطّيونِ حول شفاهها
إلا ليرشفَ قطرةَ الأعنابِ
من فمها المكوّرِ مثل ضُمَّةِ هندباء ْ .
...
وقفتْ كنحتِ الليل ترفعُ للهلالِ جمالها المغدورَ ،
مصغيةً إلى ذوبانه ِالشهويِّ في روحِ المياهِ
فلم ترَ العشّاقَ يستلّونَ سيف َالدمعِ
في وجهِ العراءِ
ولا البنات الناظرات إلى هديلِ حمائم ِالشطآن
لم تلحظْ سوى حورٍ شديدِ الحزن
يركضُ باتجاهِ الأرضِ ،
والشمسِ الجريحةِ مثل ياءٍ ميتةٍ
في نهرِ ماءْ .
...
رأتِ المنيّةَ طفلةً زهراءَ
تحملها نعوشُ الفجرِ فوق أكفّها البيضاءِ ،
والقداسَ فضيّاً يشعشعُ بالشموعِ ...
رأتْ سماواتٍ مسجّاةً على الغيماتِ
يسقيها دماءَ الوردِ إبريقُ الدموعِ ،
وطائرَ الموت ِالمبكّرَ شارداً
فوق السهوبِ
فجمّعت كلَّ النساءِ بروحها
وتساقطت في النهرِ مفرطة َالجمالْ !
...
صبحاً فصبحا كان ينضجُ قلبها
كالشمسِ في الغدرانِ
والمطرُ الحليبيُّ المعطّرُ
كان يرشحُ مثل حبّاتِ التشهّي
من غصون التين
لم تكن الأغاني غيرَ أجراسٍ
مدلاّةٍ على النسيان
أو تنويمة في أرخبيلِ الدمع للأطفال
تنشدها على سمعِ الرموز ملامسُ الأجراسِ
والنورُ المؤنّثُ في العيونِ السود
يرشح ُمن سماء اللونِ أطيافاً ملوّنة الخيال ْ .
...
لكن ريحاً عذبةً راحت تهزُّ اللوزَ في الجسدِ الصغير
فأينعَ العنابُ فوق غصونه السكرى
وطابَ قطافه قبلَ الأوانِ
فراحت الغصّات تقطرُ من غيوم ِالظهر
والشهواتُ تركضُ مثل آلاف من الرعشات
في مرج الغزالْ .
...
ما كانَ غيرُ الملمسِ المحروحِ للأجّاص
يلمعُ في كسوفِ النهد تحت الضوءِ
كانت عاشقاتٌ عارياتٌ يقتطفنَ البيلسانةَ من سماءِ اللوز
والأفواهُ تشهق في الفضاءِ الطفلِ
كنتُ أشم ُّفوحَ روائحِ الريحانِ
في جسدٍ يلوحُ جماله
قمرًا صغيرًا في مساءٍ متعبِ الأهدابِ
أو أصغي لصوتِ تلامسِ الأزهارِ
في أعلى السياجْ .
فسمعتُ همساً رائعَ الأصداءِ
من جهةِ الحفيفِ
كأنه نقراتُ موسيقا على كأسِ الزجاجْ .
...
ونظرت لم تكنِ الأنوثةُ غيرَ طيفٍ
طائفٍ في الحبر
والصبحُ المصبَّرُ غيرَ زهرةِ نرجس ٍمنحلّةٍ في الماءِ
والشمسُ الصبوحةُ ذاتها
غيرَ انثيالِ النورِ من روح ِالسراجْ .
...
متطلّعاً في شمسها التعبى
أرى ندمَ الغروبِ على جمالٍ ضاعَ
أبصرُ بالرؤى السكرى
فراغاً نادمَ الأيدي
يجمّع ُبين كفّيهِ الشروقَ على الأفولِ
ويختفي تحت الغيوم الباكيه .
...
لكن ضوءاً سوفَ يولدُ أخضرَ الأهدابِ
يرفعها على أيدي الطبيعةِ
كي ينقّحها البياض ُ الطلقُ بالأزهارِ
والنعناعُ يزرقُ زيته العطريَّ
في شريانها
كي يستديرَ بصدرها الرمانُ ثانيةً
وتلهو فوق عينيها
( عصافيرٌ ) تزقزق في سماءٍ صافيه .
...
هي ذي غدائرُ شعرها السوداءُ
قد هبّتْ هبوبَ ( نسائم ٍ )حبلى برائحةِ الحنين
وفاحَ عطرُ شميمها البريِّ في الأشجارِ ..
نهداها وقد لاحا على الأغصانِ ..
مطلعُ وجهها الغافي
كما يغفو هلالٌ سابح ٌفي ساقيهْ .
...
هي ذي موسيقى صوتها السكرى
وقد سالت كماءٍ دامع ٍمن شهوةِ الأعشابِ
ضُمَّةُ قلبها مقطوفة ٌكالجرحِ من صدر القصيدة
وهي تلقمُ ثديها للقافيه .
...
هي ذي تخوّضُ كالغزالةِ
مشتهاةَ الحزنِ في برك ِالربيعِ
ويستهلُّ السهلُ شهوتها
التي اشتعلت كحبرِ اللوزِ في غيبوبةِ الأشجارِ
والمطرُ الذي يهمي ثلوجَ الدمعِ
من نطفِ الزهورِ اليانعه .
...
والآنَ بعد تعاقبِ الأعوامِ
أبصرها تسابقُ في مروج المتعةِ الخضراء ِذئبَ الموتِ ،
تلعبُ لعبةَ الموتِ الجميلة ِمرةً أخرى
وتقذفُ نفسها في الساقيه .
.