نقوس المهدي
كاتب
كثرت المحاولات الكتابية مؤخراً في الشرق الأوسط، منطقة الخليج تحديداً، التي تقدم الجنس غاية أولى للعمل الكتابي بإعتباره أحد أضلاع التابو العربي أو المسكوت عنه في الثقافة المدونة والذي يخرج ضمن همسات مكتومة من مواطنين يعيشون حيوات أقرب لمواصفات المصابين بمرض إنفصام الشخصية: شخصية للإستهلاك اليومي الخارجي(العمومي) وشخصية تمارس أفعالها بلا رتوش خلف الأبواب المغلقة. منذ ((بنات الرياض)) وحتى ((برهان العسل))، النصوص المفتوحة جداً أو الكتابة الفضائحية التي تتحدى المحرّم/التابو(Taboo) بتزويد القارئ بتفاصيل دقيقة للإيروتيكا والتي يمكن الحصول عليها بسهولة في المجلات البورنغرافية في الغرب ولايمكن إدراجها ضمن التصنيف المحايد للنتاج الأدبي حتى لو مارست مقاربة ذكية (intelligent approach) من ضفاف الأدب.
الأيروتيكا(Eroticism) حقل ألغام يمكن أن يرفع من شأن المنتج الكتابي إلى عالم الفن ورسالته الجمالية أو يقوده بخطى سريعة نحو هاوية التابلويد الفضائحي أو البورنغرافي(Pornography) الرخيص الذي يبحث عن أرقام البيع بلا إكتراث للنوعية المقدمة وخطابها الثقافي(intellectual discourse) أولاً وأخيراً. لست من دعاة محاكم تفتيش للأدب والفن، على العكس، أنا مع إلغاء الرقابة كلياً بكل أنواعها في العالم العربي و((أبوية)) الرقيب المطلقة في أمر الثقافة تحديداً والذي ترك الفضائيات العربية، مثلاً، تقدم للمشاهد، بحرية، أطباقاً متعددة تبدأ من برامج تقود إلى التطرف الديني وتنتهي بغناء أقرب إلى حفلات تعري(Strip shows) علنية لم نعهدها حتى في تلفزة الغرب المتهمة دائماً ب((الأباحية)) من قبل غير طرف رسمي وشعبي في الشرق الأوسط.
لم تقدم سلوى النعيمي الجديد، في برهان العسل، حين أشتغلت على إدراج(Insert) الكثير من النصوص التراثية التي تتناول الأيروتيكا، على العكس، إساءت الكاتبة بقصدية واضحة للنص التراثي حين أقتطعته من سياقه وأدرجته في نصها الذي حاول تقمص تصميم(format) الرواية بلا جدوى. إذا تجاوزنا مسألة إدراج مقدمات النص لأنسي الحاج وكفافي بإعتباره أمراً إعتاده من سبقوها لإضفاء إنطباع ما في مخيلة المتلقي، لم أجد في النص مايغري بقراءة ثانية لأنه لم يصل( رغم كل جهود الكاتبة ولهاثها المتواصل) إلى شروط الرواية وعوالمها والتي يجب أن تفصح عن شخصيات حقيقية بلحم ودم ولحم تتحرك على الصفحات ككيانات منفصلة قبل كل شيء. نعم هي حاولت تقليد النصوص التراثية من حيث التبويب لكنها وقعت في فخ محاكاة هكذا نصوص حين إلتقطت تفاصيل صغيرة وكبيرة من المسكوت عنه في العالم العربي اليوم وقدمته على طبق رخيص من الفضائح الجنسية أو النميمة الفضائحية التي إبتعدت منذ الصفحة الأولى عن جماليات الأدب وأعلنت الحرب بكل الأسلحة على أحد أضلاع التابو العربي، الجنس، مع إهمال كلي لعلاقته الجوهرية مع الدين والسياسة. لايهم أن تخيلت النعيمي تلك الوقائع أو كانت نتاج تجربة على المستوى الشخصي(كما ورد في التهم الموجهة لها في الأعلام العربي) لأن النص(Text) النهائي هو الدليل الأخير المتوفر الذي يمكننا محاكمته والرجوع إليه وهو(أيضاً) المادة المتوفرة الوحيدة التي علينا التعامل معها(مع إهمال الضجة التي أثيرت حول المؤلفة وحياتها الشخصية) لنصل بعد كل شيء إلى ((موت المؤلف)) ولايهمنا جنسه أوفرنسيته الفصيحة أو عربيته التي خرجت من الشام أو من تونس أو من بطون الكتب. بكلمات أخرى، لم أجد متناً روائياً كي أتعامل معه بجدية أولاً ولم أجد أي حرفية في إدراج متهافت للنصوص القديمة داخل العمل المحسوب خطأ على عالم الرواية لكني وجدت هكذا إدراج هو كسل الكاتبة في توظيف النصوص بطريقة فنية وليس كونها مساحيق مكياج لتجميل المنتج وهذا ماحصل فعلاً حيث كانت إمكانية التخلص من أكثر النصوص المدرجة هنا دون أن تؤثر على عملية وصول الثيمة إلى المتلقي. ربما هي تقنيات الكومبيوتر في القطع واللصق(copy & past) قد أغوت الكاتبة إلى هاوية تقنية الأدراج لتنتج نصاً مهلهلاً يمكن العثور عليه في إي مدونة جنسية على الأنترنيت.
لا يمكن غض النظر عن المناطق الأيجابية في هذا العمل كي نحافظ على منطق الحياد في القراءة أولاً وكي لا نقع في خندق شرطة الأدب ودعاة الفضيلة ثانياً. أجاد العمل، رغم الخلل البنيوي المعلن بلا مواربة، في تسليط الضوء على أمر حيوي من حياة العرب المعاصرين والذي كان يوماً يرسل بصاحبه(أو صاحبته) إلى صليب الأخلاق وإشكالية موضوعة الجنس هي ذاتها (مع مواضيع إشكالوية أخرى) قد ساهمت في تصعيد دعوة حرق ((ألف ليلة وليلة)) في تسعينيات القرن الماضي رضوخاً لأصوات الأسلام السياسي العالية أو ضمن حالة ركوب موجة تواطئ غير معلن بين الشرطة الثقافية العربية والتيارات السلفية التي كفرت الأدب والفن وأدخلت المجتمعات الشرقية في نفق كارثي أو محاكم تفتيش قروسطية ذات طبعة عربية متأسلمة أنتجت خنجراً غادراً في جسد نجيب محفوظ ومظاهرة ضد ((وليمة)) حيدر حيدر ومنع ((خبز)) محمد شكري في معظم البلدان الشرق أوسطية والتي بدت وكأنها تعرضت، خلال فترة قصيرة، إلى غزوة طالبانية جاءت للتخلص، قبل كل شيء، من ((ضلالة)) الأدب والفن.
ليس في النص ما يغري في البحث عنه في المكتبات سواءً تكرمت الرقابات العربية وحررته للقارئ العربي(كما حدث مؤخراً في معرض الدار البيضاء للكتاب) أو تركته ثماراً محرمة لأنه بعد كل شيء لا يترك في الذاكرة أثراً يذكر والقارئ الذي أحترف تمييز النص الجيد عن المتاهفت سيجد، بلا جهد كبير، هبوط الأداء الكتابي في الصفحات الأولى ويبقى السؤال الذي سيواجه القارئ منذ الصفحة الأولى حتى نهاية النص:أين هي الرواية؟ لشديد الأسف، لا جواب أيجابي في هذا الأتجاه كون الكاتبة أجادت في رصف كلمات هي أقرب إلى إعترافات إنشائية مقحمة قسراً مع توابل النميمة الجنسية مع أملاح النصوص التراثية في خلطة غير متجانسة وتناست، عن قصد أو بدونه، بناء الشخصيات، إلى درجة لا يمكن إغفالها، والتي بدت شاحبة جداً مثل شخصية ((المفكر)) الذي لم نعرف عنه غير كونه شريك البطلة في فراشها وعباراته القليلة التي توزعت بين الصفحات. لم يكن ((المفكر))، حسب البطلة، سوى شريك فراش يوصلها إلى ذروة المتعة وبعد كل شيء لم تحمل له إي شوق أو حب يذكر وهذا، على المستوى الشخصي، حالة يمكن التعامل معها في منطق المرأة والرجل على حد سواء في عالم الغرب الذي يدرك ويستقبل الجانب الحسي والعاطفي بأليات مختلفة جزئياً أو كلياً عن الشرقيين. التناقض الذي تحمله البطلة هو إصرارها على الأفعال والمغامرات الأيروتيكية خلف الأبواب المغلقة والذي هو دلالة على تأصل صفة سرية الجنس الشرقية والخوف من الأخرين(أو الحياء الشرقي كما هو شائع عندنا) في منظومة تفكيرها مهما طال زمن إقامتها في باريس. كيف تتعامل مع كل ماسبق بجدية دون وضع العواطف في المعادلة كعامل لايمكن إغفاله؟ هنا يمكن العثور، بلا كلل، على تناقض حقيقي في رسم الشخصية وخلل في البناء التكويني يحتاج إلى إنتباهة جادة من النعيمي حين تشرع في كتابة روايتها القادمة.
لم هذه الضجة؟ وكأن برهان العسل قد بدأت فتحاً خرافياً في عالم الرواية العربية أو كأن الكاتبة لم تسمع بمعاناة المواطنات العربيات اليومية والتي تبدأ منذ الصغر بمرحلة التمييز على أساس الجنس(Gender) نسبة للأشقاء الذكور مروراً بالكثير من حالات الختان والتحرش الجنسي في الشارع وأماكن العمل وإنتهاءً بالعمل كجارية بعد الزواج لايحق لها الأعتراض على زوج بصلاحيات شمولية أي رئيس جمهورية مصغر يمارس ديكتاتورية مطلقة أكتسبها من ديكتاتورية أكبر تستمتع بإذلال مواطنيها بوسائل شتى. أهو الجنس مشكلة المشاكل في عالمنا العربي؟ هل أنتهت معاناة المرأة العربية من الحروب والفقدان وغياب فرص العمل المتساوية والنظرة الدونية للمرأة من قبل البدوي الساكن في أعماق الرجل الشرقي رغم الشهادات العالية من جامعات الغرب أو عبارات كارل ماركس أو سيمون دوبوفوار(التي يطلقها بمناسبة أو بدونها) والتي تغيب في لحظات سحرية ويتحول الشرقي/البدوي إلى داعية لخطاب سلفي يتعامل بتعال واضح مدعوم بنصوص مقدسة مقتطعة من سياقها ضد المرأة وكأنه صادر من ظلام القرون الوسطى أو من الملا عمر الذي ماغادر حياتنا ولن يغادر حين يتعلق الأمر بالنساء.
كسر التابو القديم... بالفضائح
فارس عدنان(فرجينيا-الولايات المتحدة)
.
الأيروتيكا(Eroticism) حقل ألغام يمكن أن يرفع من شأن المنتج الكتابي إلى عالم الفن ورسالته الجمالية أو يقوده بخطى سريعة نحو هاوية التابلويد الفضائحي أو البورنغرافي(Pornography) الرخيص الذي يبحث عن أرقام البيع بلا إكتراث للنوعية المقدمة وخطابها الثقافي(intellectual discourse) أولاً وأخيراً. لست من دعاة محاكم تفتيش للأدب والفن، على العكس، أنا مع إلغاء الرقابة كلياً بكل أنواعها في العالم العربي و((أبوية)) الرقيب المطلقة في أمر الثقافة تحديداً والذي ترك الفضائيات العربية، مثلاً، تقدم للمشاهد، بحرية، أطباقاً متعددة تبدأ من برامج تقود إلى التطرف الديني وتنتهي بغناء أقرب إلى حفلات تعري(Strip shows) علنية لم نعهدها حتى في تلفزة الغرب المتهمة دائماً ب((الأباحية)) من قبل غير طرف رسمي وشعبي في الشرق الأوسط.
لم تقدم سلوى النعيمي الجديد، في برهان العسل، حين أشتغلت على إدراج(Insert) الكثير من النصوص التراثية التي تتناول الأيروتيكا، على العكس، إساءت الكاتبة بقصدية واضحة للنص التراثي حين أقتطعته من سياقه وأدرجته في نصها الذي حاول تقمص تصميم(format) الرواية بلا جدوى. إذا تجاوزنا مسألة إدراج مقدمات النص لأنسي الحاج وكفافي بإعتباره أمراً إعتاده من سبقوها لإضفاء إنطباع ما في مخيلة المتلقي، لم أجد في النص مايغري بقراءة ثانية لأنه لم يصل( رغم كل جهود الكاتبة ولهاثها المتواصل) إلى شروط الرواية وعوالمها والتي يجب أن تفصح عن شخصيات حقيقية بلحم ودم ولحم تتحرك على الصفحات ككيانات منفصلة قبل كل شيء. نعم هي حاولت تقليد النصوص التراثية من حيث التبويب لكنها وقعت في فخ محاكاة هكذا نصوص حين إلتقطت تفاصيل صغيرة وكبيرة من المسكوت عنه في العالم العربي اليوم وقدمته على طبق رخيص من الفضائح الجنسية أو النميمة الفضائحية التي إبتعدت منذ الصفحة الأولى عن جماليات الأدب وأعلنت الحرب بكل الأسلحة على أحد أضلاع التابو العربي، الجنس، مع إهمال كلي لعلاقته الجوهرية مع الدين والسياسة. لايهم أن تخيلت النعيمي تلك الوقائع أو كانت نتاج تجربة على المستوى الشخصي(كما ورد في التهم الموجهة لها في الأعلام العربي) لأن النص(Text) النهائي هو الدليل الأخير المتوفر الذي يمكننا محاكمته والرجوع إليه وهو(أيضاً) المادة المتوفرة الوحيدة التي علينا التعامل معها(مع إهمال الضجة التي أثيرت حول المؤلفة وحياتها الشخصية) لنصل بعد كل شيء إلى ((موت المؤلف)) ولايهمنا جنسه أوفرنسيته الفصيحة أو عربيته التي خرجت من الشام أو من تونس أو من بطون الكتب. بكلمات أخرى، لم أجد متناً روائياً كي أتعامل معه بجدية أولاً ولم أجد أي حرفية في إدراج متهافت للنصوص القديمة داخل العمل المحسوب خطأ على عالم الرواية لكني وجدت هكذا إدراج هو كسل الكاتبة في توظيف النصوص بطريقة فنية وليس كونها مساحيق مكياج لتجميل المنتج وهذا ماحصل فعلاً حيث كانت إمكانية التخلص من أكثر النصوص المدرجة هنا دون أن تؤثر على عملية وصول الثيمة إلى المتلقي. ربما هي تقنيات الكومبيوتر في القطع واللصق(copy & past) قد أغوت الكاتبة إلى هاوية تقنية الأدراج لتنتج نصاً مهلهلاً يمكن العثور عليه في إي مدونة جنسية على الأنترنيت.
لا يمكن غض النظر عن المناطق الأيجابية في هذا العمل كي نحافظ على منطق الحياد في القراءة أولاً وكي لا نقع في خندق شرطة الأدب ودعاة الفضيلة ثانياً. أجاد العمل، رغم الخلل البنيوي المعلن بلا مواربة، في تسليط الضوء على أمر حيوي من حياة العرب المعاصرين والذي كان يوماً يرسل بصاحبه(أو صاحبته) إلى صليب الأخلاق وإشكالية موضوعة الجنس هي ذاتها (مع مواضيع إشكالوية أخرى) قد ساهمت في تصعيد دعوة حرق ((ألف ليلة وليلة)) في تسعينيات القرن الماضي رضوخاً لأصوات الأسلام السياسي العالية أو ضمن حالة ركوب موجة تواطئ غير معلن بين الشرطة الثقافية العربية والتيارات السلفية التي كفرت الأدب والفن وأدخلت المجتمعات الشرقية في نفق كارثي أو محاكم تفتيش قروسطية ذات طبعة عربية متأسلمة أنتجت خنجراً غادراً في جسد نجيب محفوظ ومظاهرة ضد ((وليمة)) حيدر حيدر ومنع ((خبز)) محمد شكري في معظم البلدان الشرق أوسطية والتي بدت وكأنها تعرضت، خلال فترة قصيرة، إلى غزوة طالبانية جاءت للتخلص، قبل كل شيء، من ((ضلالة)) الأدب والفن.
ليس في النص ما يغري في البحث عنه في المكتبات سواءً تكرمت الرقابات العربية وحررته للقارئ العربي(كما حدث مؤخراً في معرض الدار البيضاء للكتاب) أو تركته ثماراً محرمة لأنه بعد كل شيء لا يترك في الذاكرة أثراً يذكر والقارئ الذي أحترف تمييز النص الجيد عن المتاهفت سيجد، بلا جهد كبير، هبوط الأداء الكتابي في الصفحات الأولى ويبقى السؤال الذي سيواجه القارئ منذ الصفحة الأولى حتى نهاية النص:أين هي الرواية؟ لشديد الأسف، لا جواب أيجابي في هذا الأتجاه كون الكاتبة أجادت في رصف كلمات هي أقرب إلى إعترافات إنشائية مقحمة قسراً مع توابل النميمة الجنسية مع أملاح النصوص التراثية في خلطة غير متجانسة وتناست، عن قصد أو بدونه، بناء الشخصيات، إلى درجة لا يمكن إغفالها، والتي بدت شاحبة جداً مثل شخصية ((المفكر)) الذي لم نعرف عنه غير كونه شريك البطلة في فراشها وعباراته القليلة التي توزعت بين الصفحات. لم يكن ((المفكر))، حسب البطلة، سوى شريك فراش يوصلها إلى ذروة المتعة وبعد كل شيء لم تحمل له إي شوق أو حب يذكر وهذا، على المستوى الشخصي، حالة يمكن التعامل معها في منطق المرأة والرجل على حد سواء في عالم الغرب الذي يدرك ويستقبل الجانب الحسي والعاطفي بأليات مختلفة جزئياً أو كلياً عن الشرقيين. التناقض الذي تحمله البطلة هو إصرارها على الأفعال والمغامرات الأيروتيكية خلف الأبواب المغلقة والذي هو دلالة على تأصل صفة سرية الجنس الشرقية والخوف من الأخرين(أو الحياء الشرقي كما هو شائع عندنا) في منظومة تفكيرها مهما طال زمن إقامتها في باريس. كيف تتعامل مع كل ماسبق بجدية دون وضع العواطف في المعادلة كعامل لايمكن إغفاله؟ هنا يمكن العثور، بلا كلل، على تناقض حقيقي في رسم الشخصية وخلل في البناء التكويني يحتاج إلى إنتباهة جادة من النعيمي حين تشرع في كتابة روايتها القادمة.
لم هذه الضجة؟ وكأن برهان العسل قد بدأت فتحاً خرافياً في عالم الرواية العربية أو كأن الكاتبة لم تسمع بمعاناة المواطنات العربيات اليومية والتي تبدأ منذ الصغر بمرحلة التمييز على أساس الجنس(Gender) نسبة للأشقاء الذكور مروراً بالكثير من حالات الختان والتحرش الجنسي في الشارع وأماكن العمل وإنتهاءً بالعمل كجارية بعد الزواج لايحق لها الأعتراض على زوج بصلاحيات شمولية أي رئيس جمهورية مصغر يمارس ديكتاتورية مطلقة أكتسبها من ديكتاتورية أكبر تستمتع بإذلال مواطنيها بوسائل شتى. أهو الجنس مشكلة المشاكل في عالمنا العربي؟ هل أنتهت معاناة المرأة العربية من الحروب والفقدان وغياب فرص العمل المتساوية والنظرة الدونية للمرأة من قبل البدوي الساكن في أعماق الرجل الشرقي رغم الشهادات العالية من جامعات الغرب أو عبارات كارل ماركس أو سيمون دوبوفوار(التي يطلقها بمناسبة أو بدونها) والتي تغيب في لحظات سحرية ويتحول الشرقي/البدوي إلى داعية لخطاب سلفي يتعامل بتعال واضح مدعوم بنصوص مقدسة مقتطعة من سياقها ضد المرأة وكأنه صادر من ظلام القرون الوسطى أو من الملا عمر الذي ماغادر حياتنا ولن يغادر حين يتعلق الأمر بالنساء.
كسر التابو القديم... بالفضائح
فارس عدنان(فرجينيا-الولايات المتحدة)
.
صورة مفقودة