نقوس المهدي
كاتب
مشى واثقا و كأنه الرجل الوحيد على الأرض ... كان رجلها الوحيد ... و هذا كان يكفيه.
لم يكن متكلفا في مشيته .. و في ملابسه ... و في نظارته الشمسية .. أناقة بسيطة كانت تكفيها ... و تكفيه .. شعر بأنه وسيم فعلا و انتابته نشوة الغرور ... تدارك نفسه و نظر نحو الأرض و ابتسم ... هو كان رجلها الوحيد ... و كان ذلك يكفيه
و في الزحام الشديد للسيارات المارة من جانبه كانت سيارة فخمة مرتفعة على الأرض، تقودها امرأة جميلة جدا، مكتملة الأناقة و الأنوثة... قميص أبيض خفيف فوقه سترة حمراء خفيفة، و تنورة قصيرة حمراء لتحطيم أكثر الرجال شدّة
في الزحام .. و من مفارقات المدن اليومية... تتساوى سرعة من يمشي على الارجل مع سرعة السيارة الفخمة القادرة على مسابقة الريح نفسه... كان يمشي .. و كانت تلك السيارة تمشي الى جانبه ... هو نظر نحوها بالطبع .. حاول اخفاء ذلك قدر استطاعته ... و لحظ ابتسامة منتصرة على شفتيها بلون الورد ... لم يعرف ان كانت الابتسامة اعلان انتصار على أحد الرجال في الجانب الاخر من المكالمة .. المكالمة التي تقوم بها عبر هاتفها المحمول... أم كانت اعلان الانتصار عليه هو .. هو نظر اليها بطرف عينيه ... و لم ينتبه الى التفاصيل الفخمة في تلك السيارة ... كان ينظر اليها .. بكامل انوثتها.. و كما هي الانثى .. تحترف المناورة ... و لن تعرف أبدا ما يدور في عقلها ... و بغض النظر عن خبرتك معها
عبرت السيارة و تقدمته و دخلت أحد الشوارع الفرعية... هو اعتبر بأنها حادثة عابرة كحكايات كثيرة نعيشها في عقولنا ... حكاية لن تكتب ... و سينساها بعد قليل
أكمل المسير و عيناه على الأرض يراقب خطواته و يفكر بأشياء كثيرة تجاوزت تلك السيارة و كل السيارات .. ووصل لمنطقة اقل ازدحاما .. و فجأة ..
توقفت تلك السيارة الفخمة بجانبه، تلك السائقة الجميلة .. بكامل اناقتها و أنوثتها .. القميص الأبيض الخفيف و السترة الحمراء و التنورة القصيرة ... بسيقانها الشهية و شفتيها بلون الورد .. نظرت نحوه و قالت: "اطلع"
صمت قليلا ... و قال: "عفوا .. اعتقد بأنك تخلطين بيني وبين شخص اخر"
لم تصمد عيناه، و خذلته نظارته الشمسية، و انكشف أمامها تماما و هو يتنقل بعينيه بين ساقيها الجميلتين .. و بين القميص الأبيض الخفيف .. و شفتيها بلون الورد .. و بنفس الابتسامة المنتصرة قالت:
"يمكن ... هل ازعجتك؟"
خلع نظارته .. و اتكأ على شباك السيارة و قال: "على الاطلاق "
لحظت الخاتم في يده و قالت: "نيالها"
ابتسم و قال لها: "انت أجمل ما خسرته لأجلها" .. ابتسمت له و فهمت بأنه لم يندم على ذلك مطلقا .. لم يعرف ان كانت تعني بأنها ارادته فعلا .. أم انها وجدت فيه اخلاصا أصبح عملة نادرة ... على الأغلب هي تتحدث عن الاخلاص لا عنه .. و قالت: "بتحب أوصلك؟ "
قال: "أنا وصلت أصلا" ... شكرها و مشت في طريقها ... و مشى في طريقه ..ـ
مد يده لهاتفه المحمول .. أراد ان يتصل بحبيبته و يخبرها بأنه يحبها ... و لكنه تراجع ... لم يود للبادرة أن تبدو اعتذارية .. فهو يحبها ... و لن تثنيه اغراءات المدينة عن ذلك.. هو يحبها و ما حصل تأكيد لذلك لا نفيا له .. فكّر بضعف البشر ... و فكّر بقوة الحب ... و عاهد نفسه بأن يبقى كما هو
فراس محادين
بيروت – 4 اذار 2012
لم يكن متكلفا في مشيته .. و في ملابسه ... و في نظارته الشمسية .. أناقة بسيطة كانت تكفيها ... و تكفيه .. شعر بأنه وسيم فعلا و انتابته نشوة الغرور ... تدارك نفسه و نظر نحو الأرض و ابتسم ... هو كان رجلها الوحيد ... و كان ذلك يكفيه
و في الزحام الشديد للسيارات المارة من جانبه كانت سيارة فخمة مرتفعة على الأرض، تقودها امرأة جميلة جدا، مكتملة الأناقة و الأنوثة... قميص أبيض خفيف فوقه سترة حمراء خفيفة، و تنورة قصيرة حمراء لتحطيم أكثر الرجال شدّة
في الزحام .. و من مفارقات المدن اليومية... تتساوى سرعة من يمشي على الارجل مع سرعة السيارة الفخمة القادرة على مسابقة الريح نفسه... كان يمشي .. و كانت تلك السيارة تمشي الى جانبه ... هو نظر نحوها بالطبع .. حاول اخفاء ذلك قدر استطاعته ... و لحظ ابتسامة منتصرة على شفتيها بلون الورد ... لم يعرف ان كانت الابتسامة اعلان انتصار على أحد الرجال في الجانب الاخر من المكالمة .. المكالمة التي تقوم بها عبر هاتفها المحمول... أم كانت اعلان الانتصار عليه هو .. هو نظر اليها بطرف عينيه ... و لم ينتبه الى التفاصيل الفخمة في تلك السيارة ... كان ينظر اليها .. بكامل انوثتها.. و كما هي الانثى .. تحترف المناورة ... و لن تعرف أبدا ما يدور في عقلها ... و بغض النظر عن خبرتك معها
عبرت السيارة و تقدمته و دخلت أحد الشوارع الفرعية... هو اعتبر بأنها حادثة عابرة كحكايات كثيرة نعيشها في عقولنا ... حكاية لن تكتب ... و سينساها بعد قليل
أكمل المسير و عيناه على الأرض يراقب خطواته و يفكر بأشياء كثيرة تجاوزت تلك السيارة و كل السيارات .. ووصل لمنطقة اقل ازدحاما .. و فجأة ..
توقفت تلك السيارة الفخمة بجانبه، تلك السائقة الجميلة .. بكامل اناقتها و أنوثتها .. القميص الأبيض الخفيف و السترة الحمراء و التنورة القصيرة ... بسيقانها الشهية و شفتيها بلون الورد .. نظرت نحوه و قالت: "اطلع"
صمت قليلا ... و قال: "عفوا .. اعتقد بأنك تخلطين بيني وبين شخص اخر"
لم تصمد عيناه، و خذلته نظارته الشمسية، و انكشف أمامها تماما و هو يتنقل بعينيه بين ساقيها الجميلتين .. و بين القميص الأبيض الخفيف .. و شفتيها بلون الورد .. و بنفس الابتسامة المنتصرة قالت:
"يمكن ... هل ازعجتك؟"
خلع نظارته .. و اتكأ على شباك السيارة و قال: "على الاطلاق "
لحظت الخاتم في يده و قالت: "نيالها"
ابتسم و قال لها: "انت أجمل ما خسرته لأجلها" .. ابتسمت له و فهمت بأنه لم يندم على ذلك مطلقا .. لم يعرف ان كانت تعني بأنها ارادته فعلا .. أم انها وجدت فيه اخلاصا أصبح عملة نادرة ... على الأغلب هي تتحدث عن الاخلاص لا عنه .. و قالت: "بتحب أوصلك؟ "
قال: "أنا وصلت أصلا" ... شكرها و مشت في طريقها ... و مشى في طريقه ..ـ
مد يده لهاتفه المحمول .. أراد ان يتصل بحبيبته و يخبرها بأنه يحبها ... و لكنه تراجع ... لم يود للبادرة أن تبدو اعتذارية .. فهو يحبها ... و لن تثنيه اغراءات المدينة عن ذلك.. هو يحبها و ما حصل تأكيد لذلك لا نفيا له .. فكّر بضعف البشر ... و فكّر بقوة الحب ... و عاهد نفسه بأن يبقى كما هو
فراس محادين
بيروت – 4 اذار 2012
صورة مفقودة