ح
حازم شحادة
هرولتُ عند الصباح إلى أقربِ عيادة لطبيب أسنانٍ بعد أن أنهكني ألم ضرس العقل فتفاجأت أن من في العيادة طبيبة صبية في الثلاثين أو ما يزيد بقليلٍ من العمر..
كانت ترتدي الزي الأبيض، سمراءٌ لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة، لها غمازتان رائعتان وبشرة نقية فاستبشرت خيراً بهذه الافتتاحية الأجمل من افتتاحية السمفونية الخامسة للأستاذ الكبير بيتهوفن..
قلتُ..
- أنقذيني يا دكتورة.. الألم فاق كل حد
ابتسمت ابتسامة الخبير العارف وطلبت أن أستلقي على الكرسي الخاص بأطباء الأسنان ثم أمرت مساعدتها أن تجهز عدة الشغل..
خوفي.. لا بل هو رعبي من مواجهة طبيب الأسنان كلفني تدهوراً فظيعاً في حالة أسناني ولثتي وعندما ألقت نظرة داخل فمي عبرت عن أسفها للحالة التي وصلت إليها وأكدت..
- ضرس العقل عندك بحاجة إلى خلع حالاً..
ليس هذا وحسب..
- جودي أيتها الطبيبة.. قسمي وأسمعيني
- أنت بحاجة إلى خلع أكثر من ضرس وعلاج أكثر من آخر أما لثتك المهترئة فلا أدري كيف سنحل مشاكلها وأنت تدري بالطبع الكلفة الباهظة لعلاج الأسنان في هذا البلد..
- أدري يا جميلتي
- عفواً؟
- أقصد أدري يا طبيبتي
- والآن.. ماذا تريدني أن أفعل..
هنا.. وعلى الرغم من الألم الذي لا يطاق
مرّت في مخيلتي مجموعة من مشاهد أفلام البورنو التي تكون فيها البطلة طبيبة أسنان ثم تبدأ بالتعري لتتخذ وضعاً لائقاً فوق البطل المستلقي على الكرسي ولستم بحاجة كي أخبركم من هو البطل في هذه القصة..
أوشكت أن أقول .. تعري وباشري لكنني استدركت وقلت..
- اتكلي على الله واخلعيه..
وجهت حديثها للمساعدة باللغة الإنكليزية ثم ما لبثت هذه الأخيرة أن خرجت من الغرفة فاطمأن قلبي وقلت بيني وبين نفسي..
- على الأغلب.. ولأن نيتي صافية قرر الله أن يرسلني إلى طبيبة متأثرة بذات الأفلام التي شاهدتها وإلا ما المبرر كي تطلب من مساعدتها الخروج من الغرفة لنبقى لوحدنا..
عظيم جداً.. سأتحمل الألم يوماً آخر ريثما أمضي معها وقتاً طيباً..
نظرت إليها نظرة الواثق من نفسه يجلس على كرسي دكتورة الأسنان ملكاً وابتسمت ابتسامة خبيثة ثم سألت..
- مذ متى وأنت في هذه البلاد أيتها الطبيبة الجميلة..
لم تجب.. كانت منشغلة ببعض الأوراق على مكتبها ..
فكرت..
لا بد أنها تتريث قبل القيام بحركتها القادمة ألا وهي خلع ملابسها بدلاً من خلع هذا الضرس اللعين..
فجأة.. نهضت وتقدمت نحوي بهدوء ثم طلبت أن أفتح فمي
- يا رباه.. هل من الممكن أن تفعلها هذه الطبيبة الحكيمة..
أغمضت عيني وتهيأت لاستقبال حلمة ثديها وهي تضعها رويداً رويداً في فمي لكن ما هي إلا ثوان حتى شعرت بإبرة المخدر تخترق باطن فكي وكدت أعوي من الألم لكنني تماسكت حرصاً على ( البرستيج)..
دخلت مساعدتها بعد قليل وبددت كل أحلامي ثم وقفت بشكل مقابل لها وراحتا تضعان في فمي المسكين كل الأدوات الحادة والسكاكين الماضية والحفارات الأرضية والفضائية..
مرت ساعة كاملة ذقت فيها أصناف العذاب على يديها وهي تحاول خلع ضرسي ثم قالت..
- أعتذر منك.. ضرسك هذا بحاجة إلى جراحة حوله وطبيب ذي عزم قوي..
سأحولك إلى طبيب زميل موعدك معه بعد ساعتين..
نهضت عن الكرسي مضرجاً بدمي والحسرة ممزوجة مع الألم تنهشني فلا خلعت على يديها ضرسي ولا خلعت هي ملابسها عوضاً عنه..
كانت الريح في الخارج تعوي وبعض قطرات المطر تتساقط فأشعلت سيجارة رحت أدخنها ثم لاحظت أن فلترها مخضب بدمائي الطاهرة..
مشيت والخيبة تعصف بي عائداً إلى المنزل لأنتظر.. كما أمضي في الانتظار جل أيام حياتي..
* حازم شحادة
شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا
.
said boujghad
كانت ترتدي الزي الأبيض، سمراءٌ لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة، لها غمازتان رائعتان وبشرة نقية فاستبشرت خيراً بهذه الافتتاحية الأجمل من افتتاحية السمفونية الخامسة للأستاذ الكبير بيتهوفن..
قلتُ..
- أنقذيني يا دكتورة.. الألم فاق كل حد
ابتسمت ابتسامة الخبير العارف وطلبت أن أستلقي على الكرسي الخاص بأطباء الأسنان ثم أمرت مساعدتها أن تجهز عدة الشغل..
خوفي.. لا بل هو رعبي من مواجهة طبيب الأسنان كلفني تدهوراً فظيعاً في حالة أسناني ولثتي وعندما ألقت نظرة داخل فمي عبرت عن أسفها للحالة التي وصلت إليها وأكدت..
- ضرس العقل عندك بحاجة إلى خلع حالاً..
ليس هذا وحسب..
- جودي أيتها الطبيبة.. قسمي وأسمعيني
- أنت بحاجة إلى خلع أكثر من ضرس وعلاج أكثر من آخر أما لثتك المهترئة فلا أدري كيف سنحل مشاكلها وأنت تدري بالطبع الكلفة الباهظة لعلاج الأسنان في هذا البلد..
- أدري يا جميلتي
- عفواً؟
- أقصد أدري يا طبيبتي
- والآن.. ماذا تريدني أن أفعل..
هنا.. وعلى الرغم من الألم الذي لا يطاق
مرّت في مخيلتي مجموعة من مشاهد أفلام البورنو التي تكون فيها البطلة طبيبة أسنان ثم تبدأ بالتعري لتتخذ وضعاً لائقاً فوق البطل المستلقي على الكرسي ولستم بحاجة كي أخبركم من هو البطل في هذه القصة..
أوشكت أن أقول .. تعري وباشري لكنني استدركت وقلت..
- اتكلي على الله واخلعيه..
وجهت حديثها للمساعدة باللغة الإنكليزية ثم ما لبثت هذه الأخيرة أن خرجت من الغرفة فاطمأن قلبي وقلت بيني وبين نفسي..
- على الأغلب.. ولأن نيتي صافية قرر الله أن يرسلني إلى طبيبة متأثرة بذات الأفلام التي شاهدتها وإلا ما المبرر كي تطلب من مساعدتها الخروج من الغرفة لنبقى لوحدنا..
عظيم جداً.. سأتحمل الألم يوماً آخر ريثما أمضي معها وقتاً طيباً..
نظرت إليها نظرة الواثق من نفسه يجلس على كرسي دكتورة الأسنان ملكاً وابتسمت ابتسامة خبيثة ثم سألت..
- مذ متى وأنت في هذه البلاد أيتها الطبيبة الجميلة..
لم تجب.. كانت منشغلة ببعض الأوراق على مكتبها ..
فكرت..
لا بد أنها تتريث قبل القيام بحركتها القادمة ألا وهي خلع ملابسها بدلاً من خلع هذا الضرس اللعين..
فجأة.. نهضت وتقدمت نحوي بهدوء ثم طلبت أن أفتح فمي
- يا رباه.. هل من الممكن أن تفعلها هذه الطبيبة الحكيمة..
أغمضت عيني وتهيأت لاستقبال حلمة ثديها وهي تضعها رويداً رويداً في فمي لكن ما هي إلا ثوان حتى شعرت بإبرة المخدر تخترق باطن فكي وكدت أعوي من الألم لكنني تماسكت حرصاً على ( البرستيج)..
دخلت مساعدتها بعد قليل وبددت كل أحلامي ثم وقفت بشكل مقابل لها وراحتا تضعان في فمي المسكين كل الأدوات الحادة والسكاكين الماضية والحفارات الأرضية والفضائية..
مرت ساعة كاملة ذقت فيها أصناف العذاب على يديها وهي تحاول خلع ضرسي ثم قالت..
- أعتذر منك.. ضرسك هذا بحاجة إلى جراحة حوله وطبيب ذي عزم قوي..
سأحولك إلى طبيب زميل موعدك معه بعد ساعتين..
نهضت عن الكرسي مضرجاً بدمي والحسرة ممزوجة مع الألم تنهشني فلا خلعت على يديها ضرسي ولا خلعت هي ملابسها عوضاً عنه..
كانت الريح في الخارج تعوي وبعض قطرات المطر تتساقط فأشعلت سيجارة رحت أدخنها ثم لاحظت أن فلترها مخضب بدمائي الطاهرة..
مشيت والخيبة تعصف بي عائداً إلى المنزل لأنتظر.. كما أمضي في الانتظار جل أيام حياتي..
* حازم شحادة
شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا
.
صورة مفقودة
said boujghad