نقوس المهدي
كاتب
* الى ليديا كابريرا وزنجيتها الصغيرة
وَمَضَيْـتُ بِهـا إِلـى النَّهْـر
مُعْتَقِـداً أَنَّهـا صَبِيَّـة
لَكِنَّهـا مُتَزَوِّجَـة.
كـانَ ذاكَ لَيْلَـةَ "سَانْتِياغـو"
وَكَأَنَّـهُ اتِّفـاق.
انْطَفَـأَتِ الْفَوانيـسُ
وَعَـلا غِنـاءُ الصَّراصيـر.
عِنْـدَ الزّاوِيـةِ الأَخيـرَة
لَمَسْـتُ نَهْدَيْهـا النّاعِسَيْـن،
فَاشْرَأَبّـا فَجْـأَة
كَسِيقـانِ السَّنابِـل.
كـانَ لِنَشـا ثَوْبِهـا الدّاخِلِـي حَفيـف
فـي أُذُنـي
كَقِطْعَـةٍ مِـنْ حَريـر
مَزَّقَتْهـا سَكاكيـنُ عَشـرَة.
طالَـتِ الأَشْجـارُ بِـلا نـورٍ فِضِّـيّ
فـي أَعْلاهـا
وَأُفُـقُ كِـلابٍ يَنْبَـحُ
بَعيـداً عَـنِ النَّهْـر.
تَجاوَزْنـا الْعَوْسَـجَ،
وَالأَسَـل، وَالشَّوْكَيأات.
تَحْـتَ خِصْلَـةِ شَعْرِهـا
حَفَـرْتُ فـي الْوَجْـهِ حُفْـرَة.
نَزَعْـتُ رِبْطَتـي.
خَلَعَـتْ ثَوْبَهـا.
تَخَلَّصْـتُ مِـنْ حِزامـي وَالْمُسَـدَّس.
فَكَّـتْ صَدْرِيَتَهـا.
لَيْـسَ لِلنّارْديـنِ وَلا لِلْحَلَزونـاتِ
بَشَـرَةٌ بِهَـذي النُّعومَـة،
وَلا لِلْمَرايـا أَمـامَ الْقَمَـرِ
هَـذا التَّأَلُّـق.
كـانَ فَخِذَاهـا يَنْزَلِقـانِ تَحْتـي
كَأَسْمـاكٍ مَذْعـورَة.
نِصْفُهـا مُمْتَلِـئٌ نـاراً،
نِصْفُهـا مُمْتَلِـئٌ بَـرداً.
عَـدَوْتُ تِـلْكَ الَّليْلَـة
فـي أَحْسَـنِ الطُّرُقـات
مُمْتَطِيـاً مُهْـرَةً مِـنْ صَـدَف
بِـلا لِجـام وَلا رِكـاب.
لاَ أُريـدُ، كَرَجُـلٍ،
أَنْ أُعِيـدَ مـا قالَـتْ لـي مْـنَ الأَشْيـاء
نـورُ عَقْلـي
هَذَّبَنـي.
مُعَفَّـرَةً كانَـتْ بِقُبُـلاتٍ وَرَمْـل.
حَمَلْتُهـا بَعيـداً عَـنِ النَّهْـر.
كانَـتْ سُيـوفُ الزَّنابِـقِ
تَهْتَـزُّ مَـعَ الْهَـواء.
تَصَرَّفْـتُ بِتِلْقائِيَّـة
كَغَجَـرِيٍّ أَصيـل.
أَهْدَيْتُهـا عُلْبَـةً كَبِيـرَةً لِلْخِيَّاطَـة
مِـنْ نَسيـجٍ تِبْنِـيِّ الَّلـوْن،
وَلَـمْ أَرِدْ أَنْ أَعْشَقَهـا
لأَِنَّهـا مُتَزَوِّجَـة.
قالَـتْ أنَّهـا صَبِيَّـة
حيـنَ حَمَلْتُهـا إِلـى النَّهْـر.
.
Peintre American Frederick Arthur Bridgman (1847-1928)
huile sur toile ,
Deux Algériennes
وَمَضَيْـتُ بِهـا إِلـى النَّهْـر
مُعْتَقِـداً أَنَّهـا صَبِيَّـة
لَكِنَّهـا مُتَزَوِّجَـة.
كـانَ ذاكَ لَيْلَـةَ "سَانْتِياغـو"
وَكَأَنَّـهُ اتِّفـاق.
انْطَفَـأَتِ الْفَوانيـسُ
وَعَـلا غِنـاءُ الصَّراصيـر.
عِنْـدَ الزّاوِيـةِ الأَخيـرَة
لَمَسْـتُ نَهْدَيْهـا النّاعِسَيْـن،
فَاشْرَأَبّـا فَجْـأَة
كَسِيقـانِ السَّنابِـل.
كـانَ لِنَشـا ثَوْبِهـا الدّاخِلِـي حَفيـف
فـي أُذُنـي
كَقِطْعَـةٍ مِـنْ حَريـر
مَزَّقَتْهـا سَكاكيـنُ عَشـرَة.
طالَـتِ الأَشْجـارُ بِـلا نـورٍ فِضِّـيّ
فـي أَعْلاهـا
وَأُفُـقُ كِـلابٍ يَنْبَـحُ
بَعيـداً عَـنِ النَّهْـر.
تَجاوَزْنـا الْعَوْسَـجَ،
وَالأَسَـل، وَالشَّوْكَيأات.
تَحْـتَ خِصْلَـةِ شَعْرِهـا
حَفَـرْتُ فـي الْوَجْـهِ حُفْـرَة.
نَزَعْـتُ رِبْطَتـي.
خَلَعَـتْ ثَوْبَهـا.
تَخَلَّصْـتُ مِـنْ حِزامـي وَالْمُسَـدَّس.
فَكَّـتْ صَدْرِيَتَهـا.
لَيْـسَ لِلنّارْديـنِ وَلا لِلْحَلَزونـاتِ
بَشَـرَةٌ بِهَـذي النُّعومَـة،
وَلا لِلْمَرايـا أَمـامَ الْقَمَـرِ
هَـذا التَّأَلُّـق.
كـانَ فَخِذَاهـا يَنْزَلِقـانِ تَحْتـي
كَأَسْمـاكٍ مَذْعـورَة.
نِصْفُهـا مُمْتَلِـئٌ نـاراً،
نِصْفُهـا مُمْتَلِـئٌ بَـرداً.
عَـدَوْتُ تِـلْكَ الَّليْلَـة
فـي أَحْسَـنِ الطُّرُقـات
مُمْتَطِيـاً مُهْـرَةً مِـنْ صَـدَف
بِـلا لِجـام وَلا رِكـاب.
لاَ أُريـدُ، كَرَجُـلٍ،
أَنْ أُعِيـدَ مـا قالَـتْ لـي مْـنَ الأَشْيـاء
نـورُ عَقْلـي
هَذَّبَنـي.
مُعَفَّـرَةً كانَـتْ بِقُبُـلاتٍ وَرَمْـل.
حَمَلْتُهـا بَعيـداً عَـنِ النَّهْـر.
كانَـتْ سُيـوفُ الزَّنابِـقِ
تَهْتَـزُّ مَـعَ الْهَـواء.
تَصَرَّفْـتُ بِتِلْقائِيَّـة
كَغَجَـرِيٍّ أَصيـل.
أَهْدَيْتُهـا عُلْبَـةً كَبِيـرَةً لِلْخِيَّاطَـة
مِـنْ نَسيـجٍ تِبْنِـيِّ الَّلـوْن،
وَلَـمْ أَرِدْ أَنْ أَعْشَقَهـا
لأَِنَّهـا مُتَزَوِّجَـة.
قالَـتْ أنَّهـا صَبِيَّـة
حيـنَ حَمَلْتُهـا إِلـى النَّهْـر.
.
صورة مفقودة
Peintre American Frederick Arthur Bridgman (1847-1928)
huile sur toile ,
Deux Algériennes