نقوس المهدي
كاتب
الباب الأول في اختيار الحليلة الصالحة والزوجة الموافقة وما يحمد من عشرة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى
النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه نحن قائلون بحمد الله وتوفيقه في النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن إذ كان ذلك مقصورا على الحليلة الصالحة والزوجة الموافقة والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى كريم عشرتها ولا تقر العين برؤيتها أقوال عنهن في القمة
قال الأصمعي حدثني ابن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق ولا وضع أحد نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء ثم قال لعن الله فلانة ألفت بني فلان بيضا طوالا فقلبتهم سودا قصارا وفي حكمة سليمان بن داود عليه السلام، المرأة العاقلة تبني بيتها والسفيهة تهدمه، وقال: الجمال كاذب والحسن مخلف وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة الرسول وعكاف مكحول، عن عطية عن بشر عن عكاف بن وداعة الهلالي أن رسول الله قال له: يا عكاف ألك امرأة، قال: لا، قال: فأنت إذن من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منا فانكح فإن من سنتنا النكاح، وقالت عائشة رضي الله عنها: النكاح رق فلينظر أحدكم من يرق كريمته وقال رسول الله أوصيكم بالنساء فإنهن عوان عندكم
قولهم في المناكح
الزوجات صعصعة وابن الظرب أتيتني تشتري كبدي
خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر بن الظرب حكيم العرب ابنته عمرة وهي أم عامر بن صعصعة فقال: يا صعصعة إنك أتيتني تشتري من كبدي فارحم ولدي قبلتك أو رددتك والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك أفر من السر إلى العلانية يا معشر عدوان خرجت من بين أظهركم كريمتكم من غير رغبة ولا رهبة وأقسم لولا قسم الحظوظ على قدر الجدود ما ترك الأول للآخر ما يعيش به ابن حجر وابن محلم وصية ذهبية العباس بن خالد السهمي قال خطب عمرو بن حجر إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس فقال نعم أزوجكما على أن أسمي بنيها وأزوج بناتها فقال عمرو بن حجر أما بنونا فنسميهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا وأما بناتنا فننكحهن أكفاءهن من الملوك ولكني أصدقها عقارا في كندة وأمنحها حاجات قومها لا ترد لأحد منهم حاجة قبل ذلك منه أبوها وأنكحه إياها فلما كان بناؤه بها خلت بها أمها فقالت أى بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة يكن لك عبدا واحفظى له خصالا عشرا تكن لك ذخرا
أما الأولى والثانية فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة فالإحتفاظ بماله والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصن له أمرا ولا تفشن له سرا فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه إن كان فرحا
فولدت له الحارث بن عمرو جد امرئ القيس الشاعر زرارة ولقيط وابنة ذي الجدين من أحسن أنا أم لقيط الشيباني قال حدثنا بعض أصحابنا أن زرارة بن عدس نظر إلى ابنه لقيط فقال مالى أراك مختالا كأنك جئتني بابنة ذي الجدين أو مائة من هجائن النعمان فقال والله لا يمس رأسى دهن حتى آتيك بهما أو أبلى عذرا فانطلق حتى أتى ذا الجدين وهو قيس بن مسعود الشيباني فوجده جالسا في نادي قومه من شيبان فخطب إليه ابنته علانية فقال له هلا ناجيتني ومن أنت قال لقيط بن زرارة قال لا جرم لا تبيتن فينا عزبا ولا محروما فزوجه وساق عنه المهر وبنى بها من ليلته تلك ثم خرج إلى النعمان فجاء بمائتين من هجائنه وأقبل إلى أبيه وقد وفى نذره فبعث إليه قيس بن مسعود بابنته مع ولده بسطام بن قيس فخرج لقيط يتلقاها في الطريق ومعه ابن عم له يقال قراد فقال لقيط
هاجت علي ديار الحي أشجانا = واستقبلوا من نوى الجيران قربانا
تامت فؤادك لم تقض التي وعدت = إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
فانظر قراد وهل في نظرة جزع = عرض الشقائق هل بينت أظعانا
فيهن جارية نضح العبير بها = تكسى ترائبها درا ومرجانا
كيف اهتديت ولا نجم ولا علم وكنت عندى نؤوم الليل وسنانا
ولما رحل بها بسطام بن قيس قالت مروا بي على أبي أودعه فلما ودعته قال لها يا بنية كونى له أمة يكن لك عبدا وليكن أطيب طيبك الماء ثم لا أذكرت ولا أيسرت فإنك تلدين الأعداء وتقربين البعداء إن زوجك فارس من فرسان مضر وإنه يوشك أن يقتل أو يموت فإذا كان ذلك فلا تخمشي عليه وجها ولا تحلقي شعرا فلما قتل لقيط تحملت إلى أهلها ثم مالت إلى محلة عبد الله بن دارم فقالت نعم الأحماء كنتم يا بني دارم وأنا أوصيكم بالغرائب خيرا فلم أر مثل لقيط ثم لحقت بقومها فتزوجها ابن عم لها فكانت لا تسلو عن ذكر لقيط فقال لها زوجها أى يوم رأيت فيه لقيطا أحسن في عينيك
قالت خرج يوما يصطاد فطرد البقر فصرع منها ثم أتاني مختضبا بالدماء فضمني ضمة ولثمني لثمة فليتني مت ثمة فخرج زوجها ففعل مثل ذلك ثم أتاها فضمها ولثمها ثم قال لها من أحسن أنا أم لقيط عندك فقالت مرعى ولا كالسعدان
قيس بن زهير والنمر لا تردوا الأكفاء عن النساء حكى أبو الفضل عن بعض رجاله قال قدم قيس بن زهير بعد ما قتل أهل الهباءة على النمر بن قاسط فقال يا معشر النمر نزعت إليكم غريبا حزينا فانظروا لى امرأة أتزوجها قد أذلها الفقر وأدبها الغنى لها حسب وجمال فزوجوه على هيئة ما طلب فقال إني لا أقيم فيكم حتى أعلمكم أخلاقي إني غيور فخور نفور ولكني لا أغار حتى أرى ولا أفخر حتى أفعل ولا آنف حتى أظلم فأقام فيهم حتى ولد له غلام سماه خليفة ثم بدا له أن يرتحل عنهم فجمعهم ثم قال يا معشر النمر إن لكم على حقا وأنا أريد أن أوصيكم فآمركم بخصال وأنهاكم عن خصال عليكم بالأناة فإن بها تنال الفرصة وسودوا من لا تعابون بسؤدده وعليكم بالوفاء فإن به يعيش الناس وبإعطاء ما تريدون إعطاءه قبل المسألة ومنع ما تريدون منعه قبل القسم وإجارة الجار على الدهر وتنفيس المنازل عن بيوت اليتامى وخلط الضيف بالعيال وأنهاكم عن الرهان فإني به ثكلت مالكا وأنهاكم عن البغي فإنه صرع زهيرا وعن السرف في الدماء فإن يوم الهباءة أورثني الذل ولا تعطوا في الفضول فتعجزوا عن الحقوق ولا تردوا الاكفاء عن النساء فتحوجوهن إلى البلاء فإن لم تجدوا الأكفاء فخير أزواجهن القبور واعلموا أنى أصبحت ظالما مظلوما طلمني بنو بدر بقتلهم مالكا وظلمت بقتلى من لا ذنب له الفاكه وزوجته هند في ريبة إليك عني كان الفاكه بن المغيرة المخزومي أحد فتيان قريش وكان قد تزوج هند ابنة عتبة وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن فقال يوما في ذلك البيت وهند معه ثم خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ولى عنها فاستقبله الفاكه بن المغيرة فدخل على هند وأنبهها وقال من هذا الخارج من عندك قالت والله ما انتبهت حتى أنبهتني وما رأيت أحدا قط قال الحقي بأبيك وخاض الناس في أمرها فقال لها أبوها يا بنية العار وإن كان كاذبا أبثيني شأنك فإن كان الرجل صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار وإن كان كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن قالت والله يا أبت إنه لكاذب فخرج عتبة فقال إنك رميت ابنتي بشيء عظيم فإما أن تبين ما قلت وإلا فحاكمنى إلى بعض كهان اليمن قال ذلك لك فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش ونسوة من بني مخزوم وخرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند وكسف بالها فقال لها أبوها أى بنية ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا
قالت يا أبت والله ما ذلك لمكروه قبلي ولكنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولعله أن يسمني بسمة على ألسنة العرب فقال لها أبوها صدقت ولكنى سأخبره لك فصفر بفرسه فلما أدلى عمد إلى حبة بر فأدخله في إحليله ثم أوكى عليها وسار فلما نزلوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم فقال له عتبة إنا أتيناك في أمر وقد خبأنا لك خبيئة فما هي قال برة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة بر في إحليل مهر قال صدقت فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يمسح رأس كل واحدة منهن ويقول قومي لشأنك حتى إذا بلغ إلى الهند مسح يده على رأسها وقال قومي غير رفحاء ولا زانية وستلدين ملكا يسمى معاوية فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها فنترت يدها من يده وقالت إليك عنى والله لأحرصن أن يكون ذلك الولد من غيرك فتزوجها أبو سفيان فولدت له معاوية هند وزواجها من أبي سفيان إنى لأخلاق مثل هذا لموافقه فزوجنيه وذكروا أن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت لأبيها يا أبت إنك زوجتى من هذا الرجل ولم تؤامرني في نفسي فعرض لي معه ما عرض فلا تزوجنى من أحد حتى تعرض على أمره وتبين لي خصاله فخطبها سهيل بن عمر وأبو سفيان بن حرب فدخل عليها أبوها وهو يقول أتاك سهل وابن حرب وفيهما رضا لك يا هند الهنود ومقنع وما منهما إلا يعاش بفضله وما منهما إلا يضر وينفع وما منهما إلا كريم مرزا وما منهما إلا أغر سميدع فدونك فاختاري فأنت بصيرة ولا تخدعى إن المخادع يخدع قالت يا أبت والله ما أصنع بهذا شيئا ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما حتى أختار لنفسى أشدهما موافقة لي فبدأ بذكر سهيل بن عمر فقال أما أحدهما ففي ثروة واسعة من العيش إن تابعته تبعك وإن ملت عنه حط إليك تحكمن عليه في أهله وماله وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه في الحسب الحسيب والرأي الأريب مدره أرمته وعز عشيرته شديد الغيرة كثير الظهرة لا ينام على ضعة ولا يرفع عصاه عن أهله فقالت يا أبت الأول سيد مضياع للحرة فما عست أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت جناحه إذا تابعها بعلها فأشرت وخافها أهلها فأمنت فساء عند ذلك حالها وقبح عند ذلك دلالها فإن جاءت بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه على بعد وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة الحرة العفيفة وإني للتى لا أريب له عشيرة فتعيره ولا تصيره بذعر فتضيره وإنى لأخلاق مثل هذا لموافقة فزوجنيه فزوجها من أبى سفيان فولدت له معاوية وقبله يزيد فقال في ذلك سهيل بن عمرو
نبئت هندا تبر الله سعيها تأبت وقالت وصف أهوج مائق
وما هوجى يا هند إلا سجية أجر لها ذيلي بحسن الخلائق
ولو شئت خادعت الفتى عن قلوصه ولا طمت بالبطحاء في كل شارق
ولكننى أكرمت نفسى تكرما ودافعت عنها الذم عند الخلائق
وإنى إذا ما حرة ساء خلقها صبرت عليها صبر آخر عاشق
فإن هي قالت خل عنى تركتها وأقلل بترك من حبيب مفارق
فإن سامحوني قلت أمري إليكم وإن أبعدونى كنت في رأس حالق
فلم تنكحى يا هند مثلى وإنني لمن لم يمقني فاعلمى غير وامق
فبلغ أبا سفيان فقال والله لو أعلم شيئا يرضى أبا زيد سوى طلاق هند لفعلته وألح سهيل في تنقيص أبى سفيان فقال أبو سفيان
رأيت سهيلا قد تفاوت شاوه = وفرط في العلياء كل عنان
وأصبح يسمو للمعالى وإنه = لذو جفنة مغشية وقيان
وشرب كرام من لؤي بن غالب = عراض المساعي عرضة الحدثنان
ولكنه يوما إذا الحرب شمرت = وأبرز فيها وجه كل حصان
فاكفيه مالا يستطاع دفاعه = وألقيت فيها كلكلى وجراني
وصية أبى سفيان وزوجه لابنهما معاوية حين عمل لعمر ولما قدم معاوية من الشام وكان عمر قد استعمله عليها دخل على امه هند فقالت يا بني إنه قلما ولدت حرة مثلك وقد استعملك هذا الرجل فاعمل بما وافقه أحببت ذلك أم كرهته ثم دخل على ابي سفيان فقال له يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا عنهم فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخرنا فصيرنا أتباعا وصاروا قادة وقد قلدوك جسيما من أمرهم فلا تخالفن أمرهم فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه ولو قد بلغته لتنفست فيه سهيل وابن له يرحم الله هذا قال وتزوج سهيل بن عمرو امرأة فولدت له ولدا فبينا هو سائر معه إذ نظر إلى رجل يركب ناقة ويقود شاة فقال لأبيه يا أبت هذه ابنة هذه يريد الشاة ابنة الناقة فقال أبوه يرحم الله هذا يعنى ما كان من فراستها فيه
الرسول وأم هانئ
خير نساء ركبن الإبل وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله لو تزوجت أم هانئ بنت أبى طالب فقد جعل الله لها قرابة فتكون صهرا أيضا فخطبها رسول الله فقالت والله إنه لأحب إلى من سمعى وبصرى ولكن حقه عظيم وأنا موتمة فإن قمت بحقه خفت أن أضيع أيتامى وإن قمت بأمرهم قصرت عن حقه فقال النبي خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناها على ولده في صغره وأرعاها على بعل في ذات يده ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت جملا لاستثنيتها زواج الرسول من حفصة شكوى عمر ولما توفيت رقية بنت رسول الله عن عثمان بن عفان عرض عليه عمر ابنته حفصة فسكت عنه عثمان وقد بلغه أن رسول الله يريد أن يزوجه ابنته الأخرى فشكا عمر إلى رسول الله سكوت عثمان عنه فقال له سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك فتزوج رسول الله حفصة وتزوج عثمان ابنته
خطبته لخديجة الزوج المثالي
ولما خطب رسول الله خديجة بنت خويلد بن عبد العزى ذكرت ذلك لورقة بن نوفل وهو ابن عمها فقال هو الفحل لا يقدع أنفه تزوجيه خطبة عمر بن الخطاب لأم كلثوم بننت أبي بكر لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديد على النساء وخطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبى بكر وهى صغيرة فأرسل عمر إلى عائشة فقالت الأمر إليك فلما ذكرت ذلك عائشة لأم كلثوم قالت لا حاجة لى فيه فقالت عائشة أترغبين عن أمير المؤمنين قالت نعم إنه خشن العيش شديد على النساء فأرسلت عائشة إلى المغيرة بن شعبة فأخبرته فقال لها أنا أكفيك فأتى عمر فقال يا أمير المؤمنين بلغني عنك أمر أعيذك بالله منه قال ما هو قال بلغني أنك خطبت أم كلثوم بنت أبى بكر قال نعم أفرغبت بها عني أم رغبت بي عنها قال لا واحدة منهما ولكنها حدثة نشأت تحت كنف خليفة رسول الله في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق لك فكيف لي بعائشة وقد كلمتها قال أنا لك بها وأدلك على خير لك منها أم كلثوم بنت على من فاطمة بنت رسول الله تتعلق منها بسبب من رسول الله علي وعمر في أم كلثوم ما على الأرض أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك وكان على قد عزل بناته لولد جعفر بن أبى طالب فلقيه عمر فقال يا أبا الحسن أنكحني ابنتك أم كلثوم ابنة فاطمة بنت رسول الله قال قد حبستها لابن جعفر قال إنه والله ما على أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك به فأنكحنى يا أبا الحسن قال أنكحتكها يا أمير المؤمنين فأقبل عمر فجلس في الروضة بين القبر والمنبر واجتمع إليه المهاجرون والأنصار فقال زفوني قالوا بمن يا أمير المؤمنين قال بأم كلثوم فإني سمعت رسول الله يقول كل سبب ونسب يتقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي وقد تقدمت لي صحبة فأحببت أن يكون لي معها نسب فولدت له أم كلثوم زيد بن عمر ورقية بنت عمر وزيد بن هو الذي لطم سمرة بن جندب عند معاوية إذ تنقص عليا فيما يقال
سلمان وعمر في ابنته أمير المؤمنين يتواضع وخطب سلمان الفارسي إلى عمر ابنته فوعده بها فشق ذلك على عبد الله بن عمر فلقي عمرو بن العاص فشكا ذلك إليه فقال له فأكفيكه فلقى سلمان فقال له هنيئا لك أبا عبد الله أمير المؤمنين يتواضع لله عز وجل في تزويجك ابنته فغضب سلمان وقال والله لا تزوجت إليه أبدا زواج بلال وأخيه أنا بلال وهذا أخي قد من الله علينا وخرج بلال بن رباح مؤذن رسول الله مع أخيه إلى قوم من بنى ليث يخطب إليهم لنفسه ولأخيه فقال أنا بلال وهذا أخي كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فالمستعان الله قالوا نعم وكرامة فزوجوهما
زواج عثمان من نائلة مؤهلات ومواصفات
قالت تماضر امرأة عبد الرحمن بن عوف لعثمان بن عفان هل لك في ابنة عم لى بكر جميلة ممتلئة الخلق أسيلة الخد أصيلة الرأي تتزوجها قال نعم فذكرت له نائلة بنت الفرافصة الكلبية فتزوجها وهو نصرانية فتحنفت وحملت إليه من بلاد كلب فلما دخلت عليه قال لها لعلك تكرهين ما ترين من شيبي قالت والله يا أمير المؤمنين إني من نسوة أحب أزواجهن إليهن الكهل قال إني قد جزت الكهول وأنا شيخ قالت أذهبت شبابك مع رسول الله في خير ما ذهبت فيه الأعمار قال أتقومين إلينا أم نقوم إليك قالت ما قطعت إليك من أرض السماوة وأريد أن أنثني إلى عرض البيت وقامت إليه فقال لها انزعي ثيابك فنزعتها فقال حلى مرطك قالت أنت وذاك قال الحسن فلم تزل نائلة عند عثمان حتى قتل فلما دخل إليه وقته بيدها فجذمت أناملها فأرسل أليها معاوية بعد ذلك يخطبها فأرسلت إليه ما ترجو من امرأة جذماء وقيل إنها قالت لما قتل عثمان إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خشيت أن يبلى حزن عثمان من قلبى فدعت بفهر فهتمت فاها وقالت والله لأقعد أحد منى مقعد عثمان أبدا
.
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى
النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه نحن قائلون بحمد الله وتوفيقه في النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن إذ كان ذلك مقصورا على الحليلة الصالحة والزوجة الموافقة والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى كريم عشرتها ولا تقر العين برؤيتها أقوال عنهن في القمة
قال الأصمعي حدثني ابن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق ولا وضع أحد نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء ثم قال لعن الله فلانة ألفت بني فلان بيضا طوالا فقلبتهم سودا قصارا وفي حكمة سليمان بن داود عليه السلام، المرأة العاقلة تبني بيتها والسفيهة تهدمه، وقال: الجمال كاذب والحسن مخلف وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة الرسول وعكاف مكحول، عن عطية عن بشر عن عكاف بن وداعة الهلالي أن رسول الله قال له: يا عكاف ألك امرأة، قال: لا، قال: فأنت إذن من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منا فانكح فإن من سنتنا النكاح، وقالت عائشة رضي الله عنها: النكاح رق فلينظر أحدكم من يرق كريمته وقال رسول الله أوصيكم بالنساء فإنهن عوان عندكم
قولهم في المناكح
الزوجات صعصعة وابن الظرب أتيتني تشتري كبدي
خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر بن الظرب حكيم العرب ابنته عمرة وهي أم عامر بن صعصعة فقال: يا صعصعة إنك أتيتني تشتري من كبدي فارحم ولدي قبلتك أو رددتك والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك أفر من السر إلى العلانية يا معشر عدوان خرجت من بين أظهركم كريمتكم من غير رغبة ولا رهبة وأقسم لولا قسم الحظوظ على قدر الجدود ما ترك الأول للآخر ما يعيش به ابن حجر وابن محلم وصية ذهبية العباس بن خالد السهمي قال خطب عمرو بن حجر إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس فقال نعم أزوجكما على أن أسمي بنيها وأزوج بناتها فقال عمرو بن حجر أما بنونا فنسميهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا وأما بناتنا فننكحهن أكفاءهن من الملوك ولكني أصدقها عقارا في كندة وأمنحها حاجات قومها لا ترد لأحد منهم حاجة قبل ذلك منه أبوها وأنكحه إياها فلما كان بناؤه بها خلت بها أمها فقالت أى بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة يكن لك عبدا واحفظى له خصالا عشرا تكن لك ذخرا
أما الأولى والثانية فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة فالإحتفاظ بماله والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصن له أمرا ولا تفشن له سرا فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه إن كان فرحا
فولدت له الحارث بن عمرو جد امرئ القيس الشاعر زرارة ولقيط وابنة ذي الجدين من أحسن أنا أم لقيط الشيباني قال حدثنا بعض أصحابنا أن زرارة بن عدس نظر إلى ابنه لقيط فقال مالى أراك مختالا كأنك جئتني بابنة ذي الجدين أو مائة من هجائن النعمان فقال والله لا يمس رأسى دهن حتى آتيك بهما أو أبلى عذرا فانطلق حتى أتى ذا الجدين وهو قيس بن مسعود الشيباني فوجده جالسا في نادي قومه من شيبان فخطب إليه ابنته علانية فقال له هلا ناجيتني ومن أنت قال لقيط بن زرارة قال لا جرم لا تبيتن فينا عزبا ولا محروما فزوجه وساق عنه المهر وبنى بها من ليلته تلك ثم خرج إلى النعمان فجاء بمائتين من هجائنه وأقبل إلى أبيه وقد وفى نذره فبعث إليه قيس بن مسعود بابنته مع ولده بسطام بن قيس فخرج لقيط يتلقاها في الطريق ومعه ابن عم له يقال قراد فقال لقيط
هاجت علي ديار الحي أشجانا = واستقبلوا من نوى الجيران قربانا
تامت فؤادك لم تقض التي وعدت = إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
فانظر قراد وهل في نظرة جزع = عرض الشقائق هل بينت أظعانا
فيهن جارية نضح العبير بها = تكسى ترائبها درا ومرجانا
كيف اهتديت ولا نجم ولا علم وكنت عندى نؤوم الليل وسنانا
ولما رحل بها بسطام بن قيس قالت مروا بي على أبي أودعه فلما ودعته قال لها يا بنية كونى له أمة يكن لك عبدا وليكن أطيب طيبك الماء ثم لا أذكرت ولا أيسرت فإنك تلدين الأعداء وتقربين البعداء إن زوجك فارس من فرسان مضر وإنه يوشك أن يقتل أو يموت فإذا كان ذلك فلا تخمشي عليه وجها ولا تحلقي شعرا فلما قتل لقيط تحملت إلى أهلها ثم مالت إلى محلة عبد الله بن دارم فقالت نعم الأحماء كنتم يا بني دارم وأنا أوصيكم بالغرائب خيرا فلم أر مثل لقيط ثم لحقت بقومها فتزوجها ابن عم لها فكانت لا تسلو عن ذكر لقيط فقال لها زوجها أى يوم رأيت فيه لقيطا أحسن في عينيك
قالت خرج يوما يصطاد فطرد البقر فصرع منها ثم أتاني مختضبا بالدماء فضمني ضمة ولثمني لثمة فليتني مت ثمة فخرج زوجها ففعل مثل ذلك ثم أتاها فضمها ولثمها ثم قال لها من أحسن أنا أم لقيط عندك فقالت مرعى ولا كالسعدان
قيس بن زهير والنمر لا تردوا الأكفاء عن النساء حكى أبو الفضل عن بعض رجاله قال قدم قيس بن زهير بعد ما قتل أهل الهباءة على النمر بن قاسط فقال يا معشر النمر نزعت إليكم غريبا حزينا فانظروا لى امرأة أتزوجها قد أذلها الفقر وأدبها الغنى لها حسب وجمال فزوجوه على هيئة ما طلب فقال إني لا أقيم فيكم حتى أعلمكم أخلاقي إني غيور فخور نفور ولكني لا أغار حتى أرى ولا أفخر حتى أفعل ولا آنف حتى أظلم فأقام فيهم حتى ولد له غلام سماه خليفة ثم بدا له أن يرتحل عنهم فجمعهم ثم قال يا معشر النمر إن لكم على حقا وأنا أريد أن أوصيكم فآمركم بخصال وأنهاكم عن خصال عليكم بالأناة فإن بها تنال الفرصة وسودوا من لا تعابون بسؤدده وعليكم بالوفاء فإن به يعيش الناس وبإعطاء ما تريدون إعطاءه قبل المسألة ومنع ما تريدون منعه قبل القسم وإجارة الجار على الدهر وتنفيس المنازل عن بيوت اليتامى وخلط الضيف بالعيال وأنهاكم عن الرهان فإني به ثكلت مالكا وأنهاكم عن البغي فإنه صرع زهيرا وعن السرف في الدماء فإن يوم الهباءة أورثني الذل ولا تعطوا في الفضول فتعجزوا عن الحقوق ولا تردوا الاكفاء عن النساء فتحوجوهن إلى البلاء فإن لم تجدوا الأكفاء فخير أزواجهن القبور واعلموا أنى أصبحت ظالما مظلوما طلمني بنو بدر بقتلهم مالكا وظلمت بقتلى من لا ذنب له الفاكه وزوجته هند في ريبة إليك عني كان الفاكه بن المغيرة المخزومي أحد فتيان قريش وكان قد تزوج هند ابنة عتبة وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن فقال يوما في ذلك البيت وهند معه ثم خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ولى عنها فاستقبله الفاكه بن المغيرة فدخل على هند وأنبهها وقال من هذا الخارج من عندك قالت والله ما انتبهت حتى أنبهتني وما رأيت أحدا قط قال الحقي بأبيك وخاض الناس في أمرها فقال لها أبوها يا بنية العار وإن كان كاذبا أبثيني شأنك فإن كان الرجل صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار وإن كان كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن قالت والله يا أبت إنه لكاذب فخرج عتبة فقال إنك رميت ابنتي بشيء عظيم فإما أن تبين ما قلت وإلا فحاكمنى إلى بعض كهان اليمن قال ذلك لك فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش ونسوة من بني مخزوم وخرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند وكسف بالها فقال لها أبوها أى بنية ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا
قالت يا أبت والله ما ذلك لمكروه قبلي ولكنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولعله أن يسمني بسمة على ألسنة العرب فقال لها أبوها صدقت ولكنى سأخبره لك فصفر بفرسه فلما أدلى عمد إلى حبة بر فأدخله في إحليله ثم أوكى عليها وسار فلما نزلوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم فقال له عتبة إنا أتيناك في أمر وقد خبأنا لك خبيئة فما هي قال برة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة بر في إحليل مهر قال صدقت فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يمسح رأس كل واحدة منهن ويقول قومي لشأنك حتى إذا بلغ إلى الهند مسح يده على رأسها وقال قومي غير رفحاء ولا زانية وستلدين ملكا يسمى معاوية فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها فنترت يدها من يده وقالت إليك عنى والله لأحرصن أن يكون ذلك الولد من غيرك فتزوجها أبو سفيان فولدت له معاوية هند وزواجها من أبي سفيان إنى لأخلاق مثل هذا لموافقه فزوجنيه وذكروا أن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت لأبيها يا أبت إنك زوجتى من هذا الرجل ولم تؤامرني في نفسي فعرض لي معه ما عرض فلا تزوجنى من أحد حتى تعرض على أمره وتبين لي خصاله فخطبها سهيل بن عمر وأبو سفيان بن حرب فدخل عليها أبوها وهو يقول أتاك سهل وابن حرب وفيهما رضا لك يا هند الهنود ومقنع وما منهما إلا يعاش بفضله وما منهما إلا يضر وينفع وما منهما إلا كريم مرزا وما منهما إلا أغر سميدع فدونك فاختاري فأنت بصيرة ولا تخدعى إن المخادع يخدع قالت يا أبت والله ما أصنع بهذا شيئا ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما حتى أختار لنفسى أشدهما موافقة لي فبدأ بذكر سهيل بن عمر فقال أما أحدهما ففي ثروة واسعة من العيش إن تابعته تبعك وإن ملت عنه حط إليك تحكمن عليه في أهله وماله وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه في الحسب الحسيب والرأي الأريب مدره أرمته وعز عشيرته شديد الغيرة كثير الظهرة لا ينام على ضعة ولا يرفع عصاه عن أهله فقالت يا أبت الأول سيد مضياع للحرة فما عست أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت جناحه إذا تابعها بعلها فأشرت وخافها أهلها فأمنت فساء عند ذلك حالها وقبح عند ذلك دلالها فإن جاءت بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه على بعد وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة الحرة العفيفة وإني للتى لا أريب له عشيرة فتعيره ولا تصيره بذعر فتضيره وإنى لأخلاق مثل هذا لموافقة فزوجنيه فزوجها من أبى سفيان فولدت له معاوية وقبله يزيد فقال في ذلك سهيل بن عمرو
نبئت هندا تبر الله سعيها تأبت وقالت وصف أهوج مائق
وما هوجى يا هند إلا سجية أجر لها ذيلي بحسن الخلائق
ولو شئت خادعت الفتى عن قلوصه ولا طمت بالبطحاء في كل شارق
ولكننى أكرمت نفسى تكرما ودافعت عنها الذم عند الخلائق
وإنى إذا ما حرة ساء خلقها صبرت عليها صبر آخر عاشق
فإن هي قالت خل عنى تركتها وأقلل بترك من حبيب مفارق
فإن سامحوني قلت أمري إليكم وإن أبعدونى كنت في رأس حالق
فلم تنكحى يا هند مثلى وإنني لمن لم يمقني فاعلمى غير وامق
فبلغ أبا سفيان فقال والله لو أعلم شيئا يرضى أبا زيد سوى طلاق هند لفعلته وألح سهيل في تنقيص أبى سفيان فقال أبو سفيان
رأيت سهيلا قد تفاوت شاوه = وفرط في العلياء كل عنان
وأصبح يسمو للمعالى وإنه = لذو جفنة مغشية وقيان
وشرب كرام من لؤي بن غالب = عراض المساعي عرضة الحدثنان
ولكنه يوما إذا الحرب شمرت = وأبرز فيها وجه كل حصان
فاكفيه مالا يستطاع دفاعه = وألقيت فيها كلكلى وجراني
وصية أبى سفيان وزوجه لابنهما معاوية حين عمل لعمر ولما قدم معاوية من الشام وكان عمر قد استعمله عليها دخل على امه هند فقالت يا بني إنه قلما ولدت حرة مثلك وقد استعملك هذا الرجل فاعمل بما وافقه أحببت ذلك أم كرهته ثم دخل على ابي سفيان فقال له يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا عنهم فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخرنا فصيرنا أتباعا وصاروا قادة وقد قلدوك جسيما من أمرهم فلا تخالفن أمرهم فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه ولو قد بلغته لتنفست فيه سهيل وابن له يرحم الله هذا قال وتزوج سهيل بن عمرو امرأة فولدت له ولدا فبينا هو سائر معه إذ نظر إلى رجل يركب ناقة ويقود شاة فقال لأبيه يا أبت هذه ابنة هذه يريد الشاة ابنة الناقة فقال أبوه يرحم الله هذا يعنى ما كان من فراستها فيه
الرسول وأم هانئ
خير نساء ركبن الإبل وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله لو تزوجت أم هانئ بنت أبى طالب فقد جعل الله لها قرابة فتكون صهرا أيضا فخطبها رسول الله فقالت والله إنه لأحب إلى من سمعى وبصرى ولكن حقه عظيم وأنا موتمة فإن قمت بحقه خفت أن أضيع أيتامى وإن قمت بأمرهم قصرت عن حقه فقال النبي خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناها على ولده في صغره وأرعاها على بعل في ذات يده ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت جملا لاستثنيتها زواج الرسول من حفصة شكوى عمر ولما توفيت رقية بنت رسول الله عن عثمان بن عفان عرض عليه عمر ابنته حفصة فسكت عنه عثمان وقد بلغه أن رسول الله يريد أن يزوجه ابنته الأخرى فشكا عمر إلى رسول الله سكوت عثمان عنه فقال له سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك فتزوج رسول الله حفصة وتزوج عثمان ابنته
خطبته لخديجة الزوج المثالي
ولما خطب رسول الله خديجة بنت خويلد بن عبد العزى ذكرت ذلك لورقة بن نوفل وهو ابن عمها فقال هو الفحل لا يقدع أنفه تزوجيه خطبة عمر بن الخطاب لأم كلثوم بننت أبي بكر لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديد على النساء وخطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبى بكر وهى صغيرة فأرسل عمر إلى عائشة فقالت الأمر إليك فلما ذكرت ذلك عائشة لأم كلثوم قالت لا حاجة لى فيه فقالت عائشة أترغبين عن أمير المؤمنين قالت نعم إنه خشن العيش شديد على النساء فأرسلت عائشة إلى المغيرة بن شعبة فأخبرته فقال لها أنا أكفيك فأتى عمر فقال يا أمير المؤمنين بلغني عنك أمر أعيذك بالله منه قال ما هو قال بلغني أنك خطبت أم كلثوم بنت أبى بكر قال نعم أفرغبت بها عني أم رغبت بي عنها قال لا واحدة منهما ولكنها حدثة نشأت تحت كنف خليفة رسول الله في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق لك فكيف لي بعائشة وقد كلمتها قال أنا لك بها وأدلك على خير لك منها أم كلثوم بنت على من فاطمة بنت رسول الله تتعلق منها بسبب من رسول الله علي وعمر في أم كلثوم ما على الأرض أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك وكان على قد عزل بناته لولد جعفر بن أبى طالب فلقيه عمر فقال يا أبا الحسن أنكحني ابنتك أم كلثوم ابنة فاطمة بنت رسول الله قال قد حبستها لابن جعفر قال إنه والله ما على أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك به فأنكحنى يا أبا الحسن قال أنكحتكها يا أمير المؤمنين فأقبل عمر فجلس في الروضة بين القبر والمنبر واجتمع إليه المهاجرون والأنصار فقال زفوني قالوا بمن يا أمير المؤمنين قال بأم كلثوم فإني سمعت رسول الله يقول كل سبب ونسب يتقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي وقد تقدمت لي صحبة فأحببت أن يكون لي معها نسب فولدت له أم كلثوم زيد بن عمر ورقية بنت عمر وزيد بن هو الذي لطم سمرة بن جندب عند معاوية إذ تنقص عليا فيما يقال
سلمان وعمر في ابنته أمير المؤمنين يتواضع وخطب سلمان الفارسي إلى عمر ابنته فوعده بها فشق ذلك على عبد الله بن عمر فلقي عمرو بن العاص فشكا ذلك إليه فقال له فأكفيكه فلقى سلمان فقال له هنيئا لك أبا عبد الله أمير المؤمنين يتواضع لله عز وجل في تزويجك ابنته فغضب سلمان وقال والله لا تزوجت إليه أبدا زواج بلال وأخيه أنا بلال وهذا أخي قد من الله علينا وخرج بلال بن رباح مؤذن رسول الله مع أخيه إلى قوم من بنى ليث يخطب إليهم لنفسه ولأخيه فقال أنا بلال وهذا أخي كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فالمستعان الله قالوا نعم وكرامة فزوجوهما
زواج عثمان من نائلة مؤهلات ومواصفات
قالت تماضر امرأة عبد الرحمن بن عوف لعثمان بن عفان هل لك في ابنة عم لى بكر جميلة ممتلئة الخلق أسيلة الخد أصيلة الرأي تتزوجها قال نعم فذكرت له نائلة بنت الفرافصة الكلبية فتزوجها وهو نصرانية فتحنفت وحملت إليه من بلاد كلب فلما دخلت عليه قال لها لعلك تكرهين ما ترين من شيبي قالت والله يا أمير المؤمنين إني من نسوة أحب أزواجهن إليهن الكهل قال إني قد جزت الكهول وأنا شيخ قالت أذهبت شبابك مع رسول الله في خير ما ذهبت فيه الأعمار قال أتقومين إلينا أم نقوم إليك قالت ما قطعت إليك من أرض السماوة وأريد أن أنثني إلى عرض البيت وقامت إليه فقال لها انزعي ثيابك فنزعتها فقال حلى مرطك قالت أنت وذاك قال الحسن فلم تزل نائلة عند عثمان حتى قتل فلما دخل إليه وقته بيدها فجذمت أناملها فأرسل أليها معاوية بعد ذلك يخطبها فأرسلت إليه ما ترجو من امرأة جذماء وقيل إنها قالت لما قتل عثمان إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خشيت أن يبلى حزن عثمان من قلبى فدعت بفهر فهتمت فاها وقالت والله لأقعد أحد منى مقعد عثمان أبدا
.
صورة مفقودة