نقوس المهدي
كاتب
لمْ يُدركِ العطرَ أحدٌ، قطُّ:
مَغنوليا بطنكِ المعتمةَ.
ولم يعرفْ أحدٌ قطُّ بأنّكِ قد ذبحتِ
طائرَ الحُبِّ الطنّانَ بينَ أسنانكِ.
ألفُ مهرةٍ فارسيّة هوتْ نائمةً
في ساحةِ جبينكِ المُقمرةِ،
وأنا طوّقتُ ليالٍ أربعَ
خصرَكِ، عدوَّ الثّلجِ.
بينَ الجصِّ والياسمينِ
نظرتُكِ، غصنُ بذارٍ شاحبٌ.
أتقرّى صدري لأمنحكِ
حروفَ العاجِ التي تقولُ: أبدًا.
أبدًا، أبدًا، يا حديقةَ سكَراتِ موتي،
شكلُكِ المراوغُ إلى الأبدِ:
دمُ شراينكِ في فمي،
وفمُكِ الآنَ بلا ضَوءٍ لموتي.
غزليّةُ الحضور المرعب
أريدُ ألّا تكونَ قناةٌ للماءِ.
وأريدُ ألّا تكونَ أوديةٌ للرّيحِ.
وأريدُ ألّا تكونَ للّيلِ عيونٌ،
وألّا تكونَ لقلبي زهرةُ الذّهبِ؛
وأريدُ الثّيرانَ أن تكلّمَ الأوراقَ الكبيرةَ،
وأنْ تموتَ مِن الظّلالِ دودةُ الأرضِ،
وأريدُ الأسنانَ في الجُمجمةِ أن تلمعَ
ويغمرَ الأصفرُ الحريرَ.
أستطيعُ رؤيةَ كفاحِ ليلٍ مطعونٍ
يصارعُ الظّهيرةَ مُلتفّاً.
أستطيعُ احتمالَ مغيبٍ أخضرَ بالسُّمِّ
والأقواسَ المكسورةَ حيثُ يكابدُ الزّمنُ.
ولكنْ، لا تُريني عُريَكِ الطّاهرَ
كصبّيرٍ أسودَ يتفتّحُ في القَصبِ.
خَلّينيَ مشتاقًا لكواكبَ ظليَّةٍ،
ولا تُريني رقّةَ خصركِ.
غزليّةُ الحُبّ اليائس
لا يريدُ اللّيلُ أنْ يأتي
حتّى لا تأتينَ،
ولا أذهبُ.
ولكنّي سأذهبُ،
رغمَ أنّ شمسَ عقاربٍ تقتاتُ على صدغيَّ.
ولكنّكِ ستأتينَ،
بلسانكِ الّذي حرّقتهُ زخّةُ الملحِ.
لا تريدُ الأيّامُ أن تأتي
حتّى لا تأتينَ،
ولا أذهبُ.
ولكنّي سأذهبُ،
أتركُ للضّفادعِ قرنفلتي المعضوضةَ.
ولكنّكِ ستأتينَ،
عبْرَ مجاري العتمةِ الموحلةِ.
لا يريدُ أنْ يأتيَ اللّيلُ ولا النّهارُ
حتّى أموتَ من أجلكِ
وتموتينَ من أجلي.
غزليّةُ الحُبّ الذي يحتجب
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
توّجتُكِ بحشيشةِ الأوجاعِ.
كانت غرناطةُ قمرًا
غارقًا في اللّبلابِ.
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
خدشتُ حديقتي القرطاجيّةَ.
كانت غرناطةُ ظبيةً
ورديّةً بينَ دوّاراتِ الرّياحِ.
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
احترقتُ في جسدكِ
دونَ أن أعرفَ الذي كانَ.
( القدس العربي )
.
مَغنوليا بطنكِ المعتمةَ.
ولم يعرفْ أحدٌ قطُّ بأنّكِ قد ذبحتِ
طائرَ الحُبِّ الطنّانَ بينَ أسنانكِ.
ألفُ مهرةٍ فارسيّة هوتْ نائمةً
في ساحةِ جبينكِ المُقمرةِ،
وأنا طوّقتُ ليالٍ أربعَ
خصرَكِ، عدوَّ الثّلجِ.
بينَ الجصِّ والياسمينِ
نظرتُكِ، غصنُ بذارٍ شاحبٌ.
أتقرّى صدري لأمنحكِ
حروفَ العاجِ التي تقولُ: أبدًا.
أبدًا، أبدًا، يا حديقةَ سكَراتِ موتي،
شكلُكِ المراوغُ إلى الأبدِ:
دمُ شراينكِ في فمي،
وفمُكِ الآنَ بلا ضَوءٍ لموتي.
غزليّةُ الحضور المرعب
أريدُ ألّا تكونَ قناةٌ للماءِ.
وأريدُ ألّا تكونَ أوديةٌ للرّيحِ.
وأريدُ ألّا تكونَ للّيلِ عيونٌ،
وألّا تكونَ لقلبي زهرةُ الذّهبِ؛
وأريدُ الثّيرانَ أن تكلّمَ الأوراقَ الكبيرةَ،
وأنْ تموتَ مِن الظّلالِ دودةُ الأرضِ،
وأريدُ الأسنانَ في الجُمجمةِ أن تلمعَ
ويغمرَ الأصفرُ الحريرَ.
أستطيعُ رؤيةَ كفاحِ ليلٍ مطعونٍ
يصارعُ الظّهيرةَ مُلتفّاً.
أستطيعُ احتمالَ مغيبٍ أخضرَ بالسُّمِّ
والأقواسَ المكسورةَ حيثُ يكابدُ الزّمنُ.
ولكنْ، لا تُريني عُريَكِ الطّاهرَ
كصبّيرٍ أسودَ يتفتّحُ في القَصبِ.
خَلّينيَ مشتاقًا لكواكبَ ظليَّةٍ،
ولا تُريني رقّةَ خصركِ.
غزليّةُ الحُبّ اليائس
لا يريدُ اللّيلُ أنْ يأتي
حتّى لا تأتينَ،
ولا أذهبُ.
ولكنّي سأذهبُ،
رغمَ أنّ شمسَ عقاربٍ تقتاتُ على صدغيَّ.
ولكنّكِ ستأتينَ،
بلسانكِ الّذي حرّقتهُ زخّةُ الملحِ.
لا تريدُ الأيّامُ أن تأتي
حتّى لا تأتينَ،
ولا أذهبُ.
ولكنّي سأذهبُ،
أتركُ للضّفادعِ قرنفلتي المعضوضةَ.
ولكنّكِ ستأتينَ،
عبْرَ مجاري العتمةِ الموحلةِ.
لا يريدُ أنْ يأتيَ اللّيلُ ولا النّهارُ
حتّى أموتَ من أجلكِ
وتموتينَ من أجلي.
غزليّةُ الحُبّ الذي يحتجب
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
توّجتُكِ بحشيشةِ الأوجاعِ.
كانت غرناطةُ قمرًا
غارقًا في اللّبلابِ.
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
خدشتُ حديقتي القرطاجيّةَ.
كانت غرناطةُ ظبيةً
ورديّةً بينَ دوّاراتِ الرّياحِ.
لأسمعَ
إلّا جرسَ الفيلا
احترقتُ في جسدكِ
دونَ أن أعرفَ الذي كانَ.
( القدس العربي )
.
صورة مفقودة