نقوس المهدي
كاتب
باب منه في الحور العين و كلامهن و جواب نساء الآدميات و حسنهن
ذكر أن الآدميات في الجنة على سن واحد و أما الحور العين فأصناف مصنفة صغار و كبار على ما اشتهت أنفس أهل الجنة
الترمذي [ عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قال يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد و نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا و كنا له ] و في الباب عن أبي هريرة و أبي سعيد و أنس قال أبو عيسى حديث علي حديث غريب
و قالت عائشة رضي الله عنها : إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهم المؤمنات من نساء أهل الدنيا : نحن المصليات و ما صليتن و نحن الصائمات و ما صمتن و نحن المتوضئات و ما توضأتن و نحن المتصدقات و ما تصدقن قالت عائشة : فغلبنهن و الله أعلم
و ذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : و الله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها نور الشمس و القمر فكيف المسورة و أن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه مثل ما عليها من ثياب و حلى
و قال أبو هريرة إن في الجنة حوراء يقال لها [ العيناء ] إذا مشت مشى حولها سبعون ألف و صيف عن يمينها و عن يسارها كذلك و هي تقول : أين الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ؟
و قال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها [ لعبة ] لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز و جل
و روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه وصف حوراء ليلة الإسراء فقال : [ و لقد رأيت جبينها كالهلال في طول البدر منها ألف و ثلاثون ذراعا في رأسها مائة ضفيرة ما بين الضفيرة و الضفيرة سبعون ألف ذؤابة و الذؤابة أضوأ من البدر مكلل بالدر و صفوف الجواهر على جبينها سطران مكتوبان بالدر الجوهر في السطر الأول : بسم الله الرحمن الرحيم و في السطر الثاني : من أراد مثلي فليعمل بطاعة ربي فقال لي جبريل يا محمد : هذه و أمثالها لأمتك فأبشر يا محمد و بشر أمتك و أمرهم بالاجتهاد ]
و ذكر الختلي أبو القاسم قال : حدثنا إبراهيم بن أبي بكر حدثنا أبو إسحاق حدثني محمد بن صالح قال : قال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا قال يا عطاء : إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك أربعين يوما
ابن المبارك قال : أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود قال : [ إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقيها من وراء اللحم و العظم و من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ] قال : و أخبرنا رشدين عن ابن أنعم عن حبان بن أبي جبلة قال : [ إن نساء الدنيا من دخل منهن الجنة فضلن على العين بما عملن في الدنيا ] و روى مرفوعا : [ إن الأدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف ]
باب ما جاء أن الأعمال الصالحة مهور الحور العين
قال الله تعالى : { و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } إلى قوله { و لهم فيها أزواج مطهرة }
و روى الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول قال : حدثنا الخطاب أبو الخطاب قال : حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب قال : حدثنا جرير بن أيوب البجلي قال : حدثنا الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى و يعطى سبعين لونا من الطيب ليس منهن لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر و الياقوت على كل سرير سبعون فراشا على كل فراش أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها و سبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة لذة لا تجد لأوله و يعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر هذا بكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحنسات ]
و خرج أبو عيسى الترمذي [ من حديث المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : للشهيد عند الله ست خصال ] الحديث و فيه [ و يزوج باثنتين و سبعين زوجة من الحور العين ] و قد تقدم في باب ما ينجي من أهوال القبر و فتنته
قلت : و هذا يؤكد ما ذكرناه في حديث أبي هريرة لكل واحد منهم زوجتان أن ذلك من نساء الدنيا و قال يحيى بن معاذ : ترك الدنيا شديد و فوت الجنة أشد و ترك الدنيا مهر الآخرة و يقال : مهر الحور العين كنس المساجد رفعه الثعلبي [ من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنس المساجد مهور الحور العين ] [ و عن أبي قرصافة أيضا سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين ] القمامة الكناسة و الجمع : قمام قاله الجوهري
[ و عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مهور الحور العين قبضات التمر و فلق الخبز ] ذكره الثعلبي أيضا و قال أبو هريرة : [ يتزوج أحدكم فلانة بنت فلان بالمال الكثير و يدع الحور العين باللقمة و التمرة و الكسوة ]
و قال محمد بن النعمان المقري : كنت قاعدا عند الجلا المقرى بمكة في المسجد الحرام إذ مر بنا شيخ طويل نحيل الجسم عليه أطمار خلقة فقام إليه الجلا و وقف معه ساعة ثم انصرف إلينا فقال : هل تعرفون من هذا الشيخ ؟ فقلنا : لا فقال : ابتاع من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة فلما أكملها رآها في المنام في حليها و حللها فقال : من أنت ؟ فقالت : أنا الحور التي ابتعتني من الله تعالى بأربعة آلاف ختمة هذا الثمن فما نحلتي أنا منك ؟ قال : ألف ختمة قال الجلا : فهو يعمل فيها بعد
و روى عن سحنون أنه قال : كان بمصر رجل يقال له سعيد و كانت له أم من المتعبدات و كانت إذا قام من الليل يصلي تقوم والدته خلفه فإذا غلب عليه النوم و نعس تناديه والدته : يا سعيد إنه لا ينام من يخاف النار و يخطب الحور الحسان فيقوم مرعوبا
و يروى عن ثابت أنه قال : كان أبي من القوامين لله في سواد الليل قال : رأيت ذات ليلة في منامي امرأة لا تشبه النساء فقلت لها : من أنت ؟ فقالت حوراء أمة الله فقلت لها : زوجيني نفسك فقالت : اخطبني من عند ربي و أمهرني فقلت : و ما مهرك ؟ فقال : طول التهجد و أنشدوا :
( يا خاطب الحور في خدرهاو طالبا ذلك على قدرها )
( انهض بجد لا تكن وانياو جاهد النفس على صبرها )
( و جانب الناس و ارفضهم و حالف الوحدة في ذكرها )
( و قم إذا الليل بدا وجهه ... و صم نهارا فهو من مهرها )
( فلو رأت عيناك إقبالها و قد بدت رمانتا صدرها )
( و هي تماشي بين أترابها و عقدها يشرق في نحرها )
( لهان في نفسك هذا الذيتراه في دنياك من زهرها )
و قال مضر القارئ : غلبني النوم ليلة فنمت عن حزبي فرأيت في منامي فيما يرى النائم جارية كأن وجهها القمر المستتم و معها رق فقالت : أتقرأ أيها الشيخ ؟ قلت : نعم فقالت : اقرأ هذا الكتاب ففتحه فإذا فيه مكتوب : فو الله ما ذكرته قط إلا ذهب عني النوم
( ألهتك اللذائذ و الأماني ... عن الفردوس و الظل الدواني )
( و لذة نومة عن خير عيش ... مع الخيرات في غرف الجنان )
( تيقظ من منامك إن خيرا ... من النوم التهجد بالقران )
و قال مالك بن دينار : كان لي أحزاب أقرؤها كل ليلة فنمت ذات ليلة فإذا أنا في المنام بجارية ذات حسن و جمال و بيدها رقعة فقالت : أتحسن أن تقرأ ؟ فقلت : نعم فدفعت إلي الرقعة فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
( لهاك النوم عن طلب الأمانيو عن تلك الأوانس في الجنان )
( تعيش مخلدا لا موت فيها و تلهو في الخيام مع الحسان )
( تنبه من منامك إن خيرا ... من النوم التهجد بالقران )
و روي عن يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي و كان قد بكى شوقا إلى الله ستين عاما قال : رأيت كأن ضفة نهر يجري بالمسك الأذفر حافتاه شجر اللؤلؤ و نبت من قضبان الذهب فإنا بجوار مزينات يقلن بصوت واحد : سبحان المسبح بكل لسان سبحان الموجود بكل مكان سبحان الدائم في كل زمان سبحانه سبحانه قال : فقلت : من أنتن ؟ قلن : خلق من خلق الله سبحانه قلت : و ما تصنعن ها هنا فقلن :
( يناجون رب العالمين لحقهم ... و تسري هموم القوم و الناس نوم )
( ذرانا إله الناس رب محمد ... لقوم على الأقدام بالليل قوم )
فقلت : بخ بخ لهو من هؤلاء لقد أقر الله أعينهم فقلن : أما تعرفهم ؟ فقلت : و الله ما أفهم قلن : هؤلاء المتهجدون بالليل أصحاب السهر
باب في الحور العين و من أي شيء خلقن ؟
روى الترمذي [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الحور العين من أي شيء خلقن فقال : من ثلاثة أشياء : أسفلهن من المسك و أوسطهن من العنبر و أعلاهن من الكافور و شعورهن و حواجبهن سواد خط من نور ]
و روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : [ سألت جبريل عليه السلام فقلت : أخبرني كيف يخلق الله الحور العين ؟ فقال لي يا محمد : يخلقهن الله من قضبان العنبر و الزعفران مضروبات عليهن الخيام أول ما يخلق الله منهن نهدا من مسك أذفر أبيض عليه يلتام البدن ]
و روي عن ابن عباس أنه قال : خلق الله الحور العين من أصابع رجليها إلىركبتيها من الزعفران و من ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب و من عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض عليها سبعون ألف حلة مثل شقائق النعمان إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا و إذا أقبلت يرى كبدها من رقة ثيابها و جلدها و في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر و لكل ذؤابة منها وصيفة ترفع ذيلها و هي تنادي هذا ثواب الأولياء جزاء بما كانوا يعلمون
باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا كانت زوجته في الآخرة
ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما امرأة الزبير بن العوام كانت تخرج حتى عوتب في ذلك قال : و غضب عليها و على ضوتها فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا و كانت الضرة أحسن اتقاء و كانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر فشكت إلى أبيها أبي بكر فقال لها : أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح و لعله أن يكون زوجك في الجنة
و لقد بلغني أن الرجل إذا ابتكر بالمرأة تزوجها في الجنة قال أبو بكر بن العربي : هذا حديث غريب ذكره في أحكام القرآن له فإن كانت المرأة ذات أزواج فقيل : إن من مات عنها من الأزواج أخراهن له قال حذيفة لامرأته إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة إن جمعنا الله فيها لا تتزوجي من بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا
و خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدرداء فأبت و قالت : [ سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : المرأة لآخر أزواجها في الجنة و قال لي : إن أردت أن تكون زوجتي في الجنة فلا تتزوجي من بعدي ]
و ذكر أبو بكر النجاد قال : [ حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان في الدنيا ثم يموتون و يجتمعون في الجنة لأيهما تكون للأول أو للآخر ؟ قال لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ] ذهب حسن الخلق بخير الدنيا و الآخرة و قيل : إنها تخير إذا كانت ذات أزواج
باب ما جاء أن في الجنة أكلا و شرابا و نكاحا حقيقة و لا قذر فيها و لا نقص و لا نوم
مسلم [ عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إن أهل الجنة يأكلون فيها و يشربون و لا يتفلون و لا يبولون و لا يتغوطون و لا يتمخطون قالوا : فما بال الطعام ؟ قال : جشاء أو رشح كرشح المسك يلهمون التسيبيح و التحميد ] و في رواية [ و التكبير كما يلهمون النفس ]
الترمذي [ عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يعطي المؤمن في الجنة قوة كذا و كذا في الجماع قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟ قال يعطي قوم مائة ] و في الباب عن زيد بن أرقم قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح حسن
و ذكر الدرامي في مسنده [ عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوم مائة رجل في الأكل و الشرب و الجماع و الشهوة فقال رجل من اليهود : إن الذي يأكل و يشرب يكون من الحاجة قال : ثم يفيض من جلده عرق فإذا بطنه قد ضمر ]
و ذكر المخرمي عبد الله بن أيوب قال : [ حدثنا أبو أسامة عن هشام عن زيد بن الجواري و هو زيد بن العمى عن ابن عباس قال : قلنا يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء ]
و خرجه البزار في مسنده [ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء ]
و خرج [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا ] و سيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى
ابن المبارك قال : [ أخبرنا معمر عن رجل عن أبي قلابة قال : يؤتون بالطعام و الشراب فإذا كان في آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور فيشربون فتضمر لذلك بطونهم و تفيض عرقا من جلودهم أطيب من ريح المسك ] ثم قرأ { شرابا طهورا }
أبو محمد الدارمي [ عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله اثنتين و سبعين زوجة اثنتين من الحور العين و سبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا و لها قبل قبل شهي و له ذكر لا ينثني ] قال هشام بن خالد : من ميراثه من أهل النار يعني رجالا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة فرعون
و روي [ من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تمس أهل الجنة أزواجهم ؟ فقال : نعم بذكر لا يمل و فرج لا يحفى و شهوة لا تنقطع ]
الدراقطني [ عن جابر بن عبد الله قيل يا رسول الله : أينام أهل الجنة ؟ قال : لا النوم أخو الموت و الجنة لا موت فيها ] و الله أعلم
باب المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة
واحدة
الترمذي [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة كما يشتهي ] قال حديث حسن غريب أخرجه ابن ماجه و قال في ساعة واحدة في الجنة
قال الترمذي : و قد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم في الجنة جماع و لا يكون ولد و هكذا يروي عن طاووس و مجاهد و إبراهيم النخعي و قال محمد قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه و سلم [ إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي و لكن لا يشتهي هذا أبدا ] و قد روى [ عن أبي رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد ] و الله أعلم
باب ما جاء أن كل ما في الجنة دائمر لا يبلى و لا يفنى و لا يبيد
مسلم [ عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ينادي مناد أن لكم أن تضحوا فلا تسقموا أبدا و أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا و أن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا و ذلك قوله عز و جل { و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } ]
و [ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من يدخل الجنة ينعم و لا يبأس و لا يبلى ثيابه و لا يفنى شبابه ] و قد تقدم قول الحور العين : نحن الخالدات فلا نبيد
باب ما جاء أن المرأة من أهل الجنة ترى زوجها من أهل الدنيا في الدنيا
ابن وهب قال : و حدثنا ابن زيد قال : يقال للمرأة من أهل الجنة و هي في السماء : أتحبين أن نريك زوجك من أهل الدنيا ؟ فتقول : نعم فيكشف لها عن الحجب و يفتح الأبواب بينها بينه حتى تراه و تعرفه و تعاهده بالنظر حتى تستبطئ قدومه و تشتاق إليه كما تشتاق المرأة إلى زوجها الغائب عنها و لعله يكون بينه و بين
زوجته في الدنيا ما يكون بين النساء و أزواجهن من مكالمة أو مخاصمة فتغضبه زوجته التي في الدنيا فيشق ذلك عليها و تقول : ويحك دعيه من شرك أنما هو معك ليال قلائل أخرجه الترمذي بمعناه عن معاذ بن جبل قال : لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا قال أبو عيسى : هذا حديث غريب خرجده ابن ماجه أيضا
.
هنري ماتيس
ذكر أن الآدميات في الجنة على سن واحد و أما الحور العين فأصناف مصنفة صغار و كبار على ما اشتهت أنفس أهل الجنة
الترمذي [ عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قال يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد و نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا و كنا له ] و في الباب عن أبي هريرة و أبي سعيد و أنس قال أبو عيسى حديث علي حديث غريب
و قالت عائشة رضي الله عنها : إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهم المؤمنات من نساء أهل الدنيا : نحن المصليات و ما صليتن و نحن الصائمات و ما صمتن و نحن المتوضئات و ما توضأتن و نحن المتصدقات و ما تصدقن قالت عائشة : فغلبنهن و الله أعلم
و ذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : و الله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها نور الشمس و القمر فكيف المسورة و أن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه مثل ما عليها من ثياب و حلى
و قال أبو هريرة إن في الجنة حوراء يقال لها [ العيناء ] إذا مشت مشى حولها سبعون ألف و صيف عن يمينها و عن يسارها كذلك و هي تقول : أين الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ؟
و قال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها [ لعبة ] لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز و جل
و روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه وصف حوراء ليلة الإسراء فقال : [ و لقد رأيت جبينها كالهلال في طول البدر منها ألف و ثلاثون ذراعا في رأسها مائة ضفيرة ما بين الضفيرة و الضفيرة سبعون ألف ذؤابة و الذؤابة أضوأ من البدر مكلل بالدر و صفوف الجواهر على جبينها سطران مكتوبان بالدر الجوهر في السطر الأول : بسم الله الرحمن الرحيم و في السطر الثاني : من أراد مثلي فليعمل بطاعة ربي فقال لي جبريل يا محمد : هذه و أمثالها لأمتك فأبشر يا محمد و بشر أمتك و أمرهم بالاجتهاد ]
و ذكر الختلي أبو القاسم قال : حدثنا إبراهيم بن أبي بكر حدثنا أبو إسحاق حدثني محمد بن صالح قال : قال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا قال يا عطاء : إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك أربعين يوما
ابن المبارك قال : أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود قال : [ إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقيها من وراء اللحم و العظم و من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء ] قال : و أخبرنا رشدين عن ابن أنعم عن حبان بن أبي جبلة قال : [ إن نساء الدنيا من دخل منهن الجنة فضلن على العين بما عملن في الدنيا ] و روى مرفوعا : [ إن الأدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف ]
باب ما جاء أن الأعمال الصالحة مهور الحور العين
قال الله تعالى : { و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } إلى قوله { و لهم فيها أزواج مطهرة }
و روى الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول قال : حدثنا الخطاب أبو الخطاب قال : حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب قال : حدثنا جرير بن أيوب البجلي قال : حدثنا الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى و يعطى سبعين لونا من الطيب ليس منهن لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر و الياقوت على كل سرير سبعون فراشا على كل فراش أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها و سبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة لذة لا تجد لأوله و يعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر هذا بكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحنسات ]
و خرج أبو عيسى الترمذي [ من حديث المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : للشهيد عند الله ست خصال ] الحديث و فيه [ و يزوج باثنتين و سبعين زوجة من الحور العين ] و قد تقدم في باب ما ينجي من أهوال القبر و فتنته
قلت : و هذا يؤكد ما ذكرناه في حديث أبي هريرة لكل واحد منهم زوجتان أن ذلك من نساء الدنيا و قال يحيى بن معاذ : ترك الدنيا شديد و فوت الجنة أشد و ترك الدنيا مهر الآخرة و يقال : مهر الحور العين كنس المساجد رفعه الثعلبي [ من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنس المساجد مهور الحور العين ] [ و عن أبي قرصافة أيضا سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين ] القمامة الكناسة و الجمع : قمام قاله الجوهري
[ و عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مهور الحور العين قبضات التمر و فلق الخبز ] ذكره الثعلبي أيضا و قال أبو هريرة : [ يتزوج أحدكم فلانة بنت فلان بالمال الكثير و يدع الحور العين باللقمة و التمرة و الكسوة ]
و قال محمد بن النعمان المقري : كنت قاعدا عند الجلا المقرى بمكة في المسجد الحرام إذ مر بنا شيخ طويل نحيل الجسم عليه أطمار خلقة فقام إليه الجلا و وقف معه ساعة ثم انصرف إلينا فقال : هل تعرفون من هذا الشيخ ؟ فقلنا : لا فقال : ابتاع من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة فلما أكملها رآها في المنام في حليها و حللها فقال : من أنت ؟ فقالت : أنا الحور التي ابتعتني من الله تعالى بأربعة آلاف ختمة هذا الثمن فما نحلتي أنا منك ؟ قال : ألف ختمة قال الجلا : فهو يعمل فيها بعد
و روى عن سحنون أنه قال : كان بمصر رجل يقال له سعيد و كانت له أم من المتعبدات و كانت إذا قام من الليل يصلي تقوم والدته خلفه فإذا غلب عليه النوم و نعس تناديه والدته : يا سعيد إنه لا ينام من يخاف النار و يخطب الحور الحسان فيقوم مرعوبا
و يروى عن ثابت أنه قال : كان أبي من القوامين لله في سواد الليل قال : رأيت ذات ليلة في منامي امرأة لا تشبه النساء فقلت لها : من أنت ؟ فقالت حوراء أمة الله فقلت لها : زوجيني نفسك فقالت : اخطبني من عند ربي و أمهرني فقلت : و ما مهرك ؟ فقال : طول التهجد و أنشدوا :
( يا خاطب الحور في خدرهاو طالبا ذلك على قدرها )
( انهض بجد لا تكن وانياو جاهد النفس على صبرها )
( و جانب الناس و ارفضهم و حالف الوحدة في ذكرها )
( و قم إذا الليل بدا وجهه ... و صم نهارا فهو من مهرها )
( فلو رأت عيناك إقبالها و قد بدت رمانتا صدرها )
( و هي تماشي بين أترابها و عقدها يشرق في نحرها )
( لهان في نفسك هذا الذيتراه في دنياك من زهرها )
و قال مضر القارئ : غلبني النوم ليلة فنمت عن حزبي فرأيت في منامي فيما يرى النائم جارية كأن وجهها القمر المستتم و معها رق فقالت : أتقرأ أيها الشيخ ؟ قلت : نعم فقالت : اقرأ هذا الكتاب ففتحه فإذا فيه مكتوب : فو الله ما ذكرته قط إلا ذهب عني النوم
( ألهتك اللذائذ و الأماني ... عن الفردوس و الظل الدواني )
( و لذة نومة عن خير عيش ... مع الخيرات في غرف الجنان )
( تيقظ من منامك إن خيرا ... من النوم التهجد بالقران )
و قال مالك بن دينار : كان لي أحزاب أقرؤها كل ليلة فنمت ذات ليلة فإذا أنا في المنام بجارية ذات حسن و جمال و بيدها رقعة فقالت : أتحسن أن تقرأ ؟ فقلت : نعم فدفعت إلي الرقعة فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
( لهاك النوم عن طلب الأمانيو عن تلك الأوانس في الجنان )
( تعيش مخلدا لا موت فيها و تلهو في الخيام مع الحسان )
( تنبه من منامك إن خيرا ... من النوم التهجد بالقران )
و روي عن يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي و كان قد بكى شوقا إلى الله ستين عاما قال : رأيت كأن ضفة نهر يجري بالمسك الأذفر حافتاه شجر اللؤلؤ و نبت من قضبان الذهب فإنا بجوار مزينات يقلن بصوت واحد : سبحان المسبح بكل لسان سبحان الموجود بكل مكان سبحان الدائم في كل زمان سبحانه سبحانه قال : فقلت : من أنتن ؟ قلن : خلق من خلق الله سبحانه قلت : و ما تصنعن ها هنا فقلن :
( يناجون رب العالمين لحقهم ... و تسري هموم القوم و الناس نوم )
( ذرانا إله الناس رب محمد ... لقوم على الأقدام بالليل قوم )
فقلت : بخ بخ لهو من هؤلاء لقد أقر الله أعينهم فقلن : أما تعرفهم ؟ فقلت : و الله ما أفهم قلن : هؤلاء المتهجدون بالليل أصحاب السهر
باب في الحور العين و من أي شيء خلقن ؟
روى الترمذي [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الحور العين من أي شيء خلقن فقال : من ثلاثة أشياء : أسفلهن من المسك و أوسطهن من العنبر و أعلاهن من الكافور و شعورهن و حواجبهن سواد خط من نور ]
و روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : [ سألت جبريل عليه السلام فقلت : أخبرني كيف يخلق الله الحور العين ؟ فقال لي يا محمد : يخلقهن الله من قضبان العنبر و الزعفران مضروبات عليهن الخيام أول ما يخلق الله منهن نهدا من مسك أذفر أبيض عليه يلتام البدن ]
و روي عن ابن عباس أنه قال : خلق الله الحور العين من أصابع رجليها إلىركبتيها من الزعفران و من ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب و من عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض عليها سبعون ألف حلة مثل شقائق النعمان إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا و إذا أقبلت يرى كبدها من رقة ثيابها و جلدها و في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر و لكل ذؤابة منها وصيفة ترفع ذيلها و هي تنادي هذا ثواب الأولياء جزاء بما كانوا يعلمون
باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا كانت زوجته في الآخرة
ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما امرأة الزبير بن العوام كانت تخرج حتى عوتب في ذلك قال : و غضب عليها و على ضوتها فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا و كانت الضرة أحسن اتقاء و كانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر فشكت إلى أبيها أبي بكر فقال لها : أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح و لعله أن يكون زوجك في الجنة
و لقد بلغني أن الرجل إذا ابتكر بالمرأة تزوجها في الجنة قال أبو بكر بن العربي : هذا حديث غريب ذكره في أحكام القرآن له فإن كانت المرأة ذات أزواج فقيل : إن من مات عنها من الأزواج أخراهن له قال حذيفة لامرأته إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة إن جمعنا الله فيها لا تتزوجي من بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا
و خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدرداء فأبت و قالت : [ سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : المرأة لآخر أزواجها في الجنة و قال لي : إن أردت أن تكون زوجتي في الجنة فلا تتزوجي من بعدي ]
و ذكر أبو بكر النجاد قال : [ حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان في الدنيا ثم يموتون و يجتمعون في الجنة لأيهما تكون للأول أو للآخر ؟ قال لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ] ذهب حسن الخلق بخير الدنيا و الآخرة و قيل : إنها تخير إذا كانت ذات أزواج
باب ما جاء أن في الجنة أكلا و شرابا و نكاحا حقيقة و لا قذر فيها و لا نقص و لا نوم
مسلم [ عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إن أهل الجنة يأكلون فيها و يشربون و لا يتفلون و لا يبولون و لا يتغوطون و لا يتمخطون قالوا : فما بال الطعام ؟ قال : جشاء أو رشح كرشح المسك يلهمون التسيبيح و التحميد ] و في رواية [ و التكبير كما يلهمون النفس ]
الترمذي [ عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يعطي المؤمن في الجنة قوة كذا و كذا في الجماع قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟ قال يعطي قوم مائة ] و في الباب عن زيد بن أرقم قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح حسن
و ذكر الدرامي في مسنده [ عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوم مائة رجل في الأكل و الشرب و الجماع و الشهوة فقال رجل من اليهود : إن الذي يأكل و يشرب يكون من الحاجة قال : ثم يفيض من جلده عرق فإذا بطنه قد ضمر ]
و ذكر المخرمي عبد الله بن أيوب قال : [ حدثنا أبو أسامة عن هشام عن زيد بن الجواري و هو زيد بن العمى عن ابن عباس قال : قلنا يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء ]
و خرجه البزار في مسنده [ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء ]
و خرج [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا ] و سيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى
ابن المبارك قال : [ أخبرنا معمر عن رجل عن أبي قلابة قال : يؤتون بالطعام و الشراب فإذا كان في آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور فيشربون فتضمر لذلك بطونهم و تفيض عرقا من جلودهم أطيب من ريح المسك ] ثم قرأ { شرابا طهورا }
أبو محمد الدارمي [ عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله اثنتين و سبعين زوجة اثنتين من الحور العين و سبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا و لها قبل قبل شهي و له ذكر لا ينثني ] قال هشام بن خالد : من ميراثه من أهل النار يعني رجالا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة فرعون
و روي [ من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تمس أهل الجنة أزواجهم ؟ فقال : نعم بذكر لا يمل و فرج لا يحفى و شهوة لا تنقطع ]
الدراقطني [ عن جابر بن عبد الله قيل يا رسول الله : أينام أهل الجنة ؟ قال : لا النوم أخو الموت و الجنة لا موت فيها ] و الله أعلم
باب المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة
واحدة
الترمذي [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة كما يشتهي ] قال حديث حسن غريب أخرجه ابن ماجه و قال في ساعة واحدة في الجنة
قال الترمذي : و قد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم في الجنة جماع و لا يكون ولد و هكذا يروي عن طاووس و مجاهد و إبراهيم النخعي و قال محمد قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه و سلم [ إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي و لكن لا يشتهي هذا أبدا ] و قد روى [ عن أبي رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد ] و الله أعلم
باب ما جاء أن كل ما في الجنة دائمر لا يبلى و لا يفنى و لا يبيد
مسلم [ عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ينادي مناد أن لكم أن تضحوا فلا تسقموا أبدا و أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا و أن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا و ذلك قوله عز و جل { و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } ]
و [ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من يدخل الجنة ينعم و لا يبأس و لا يبلى ثيابه و لا يفنى شبابه ] و قد تقدم قول الحور العين : نحن الخالدات فلا نبيد
باب ما جاء أن المرأة من أهل الجنة ترى زوجها من أهل الدنيا في الدنيا
ابن وهب قال : و حدثنا ابن زيد قال : يقال للمرأة من أهل الجنة و هي في السماء : أتحبين أن نريك زوجك من أهل الدنيا ؟ فتقول : نعم فيكشف لها عن الحجب و يفتح الأبواب بينها بينه حتى تراه و تعرفه و تعاهده بالنظر حتى تستبطئ قدومه و تشتاق إليه كما تشتاق المرأة إلى زوجها الغائب عنها و لعله يكون بينه و بين
زوجته في الدنيا ما يكون بين النساء و أزواجهن من مكالمة أو مخاصمة فتغضبه زوجته التي في الدنيا فيشق ذلك عليها و تقول : ويحك دعيه من شرك أنما هو معك ليال قلائل أخرجه الترمذي بمعناه عن معاذ بن جبل قال : لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا قال أبو عيسى : هذا حديث غريب خرجده ابن ماجه أيضا
.
صورة مفقودة
هنري ماتيس