عبير نصر - ماذا تفعل الحربُ بامرأةٍ وحيدة...

ماذا تفعل الحربُ بامرأةٍ وحيدة...
كلّ ليلةٍ... تخبئ القُبلات كقبّراتٍ حزينة في أخدود الفمّ
وتجعلُ من فراشها وجبةً شهيةً
هي تعرفُ أنّ الحنينَ سيتزاحمُ في حلقها، كنملٍ يحتشدُ حول حبّة سكر
لهذا تستلقي محروقة القلبِ...
أشبه بعجوزٍ يغادر الحياة وعينه على الشمس
امرأة تغمضُ عينيها لأنها تؤمن أن الحبَّ يسيرُ متزناً حتى في العتمة
تضمّ الليلَ كرجلٍ، ثم تنزع عن عنق القمر طوقَه الفضي
ترتديه كخلخالٍ تهزّ به العصافير المرتجفة في صدورِ نساءٍ
لا يجرؤن على طلب السماء
هل استيقظتَ ذات صباحٍ يعجّ بأسرابِ طيورٍ راحلة؟...
لن يخطر على بالك بالطبع أنها قلوبٌ تهاجر إلى أحبتها
ولن تصدّقَ... أنّ هناك امرأة خربطتِ الكونَ برقصةٍ
وجعلت من ساقها جسراً معلقاً بين سريرها والعالم
امرأة تعرف أن الشوقَ حيوانٌ لاحم
مع هذا تطعمه العشبَ النابت على وسادةٍ مهجورة، على أمل أن يفترسها
امرأة عندما تحبّ... تمتلئ بعيوبِ الحنين
بالقدر الكافي لتجعلَ الحبَّ أكثر مثالية
وكظبيةٍ رشيقةٍ تستعرضُ جمالها أمام صيّادٍ يقتل لأجل المتعةِ
تشعرُ أنها متشبثة بحافةِ جرفٍ والحماسُ يشلّ أطرافها
تختار السقوط دائماً...
لتحصل على فرصتها أخيراً كي تصرخَ في وجهِ الموت
القلب جنديّ شجاع
لا يعود من الحربِ أبداً
كلحمٍ قليل



.
* بأمانة من جدار الشاعرة عبير نصر
 
أعلى