محمد حسين فضل الله - منـاجـاة حـبّ

قالتْ.. وقد أورعَ فيها الهَوى = رَوائعاً.. تسحرُ رائيها
صِفْها.. فقلْتُ: الشّعرُ يا منيتي = يعجزُ عن وصفِ معَانيها
قالتْ: فأينَ السّحرُ أودَعْته = فقلْتُ: في ذوبِ مآقيها
قالتْ: وأينَ الفنُّ خلَّفته = وكنْتَ تُطريهِ فيُطريها
فقلْتُ قد سالَ على حُسنِـها = وذابَ في عـوذةِ راقيـها
قالَتْ: وقد أفحمَها منطِقي = فلمْ تجِدْ معنًى يوافيها
من أينَ تستلهمُ شعرَ الهوى = فمنبعُ الأشعارِ مُوْحيها
فقلْتُ: والحبُّ بأوتارِهِ مُغْـفٍ = علـى الـرّوح.. يُغـنيها
عن بسمةِ الحبِّ، ورشفِ اللُّمى = من ثغرِكِ الباسمِ.. أرويـها
فقهقهتْ ثمّ ذوى جفنُها = وأرسلتْ منه مواضيها
وابتسمتْ: ثم حنَتْ رأسَها = وتمتمت: هاك لآليها
فعدْتُ والقبلةُ في مبسمي = عذراءُ، تنهلُ بما فيها
أروي حديثَ الحبِّ عذبَ الرّؤى = روايةً تُطربُ شاديها
وبتُّ... واللّيلُ بحضنِ الرُّبى = بقصّةِ الحبِّ أناجيها
ورحتُ والأشعارُ في حُسْنِها = تنهلُّ بالطّيبِ قوافيها
وتلكَ ـ يا صاحِ ـ مناجاتُنا = فاقرأ بها روحَ مُناجيها


- العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

النجف- من ديوان "على شاطئ الوجدان".
 
أعلى