نقوس المهدي
كاتب
بحسب أسطورة الخلق الهندية، لما خلق الإله "براجباتي" المرأة، وأمعن النظر في نصفها السفلي، تضخم قضيبه بشكل مفاجئ، فنكحها. إذ ذاك تغير شكل جسدها على نحو بديع. من هنا كان على الهنود أن يحذوا حذو الإله، أن يقوموا بتقديس هذا الجسد الفاتن باعتباره مكانا مقدسا تقدم إليه القرابين. ومن هنا كان تقديسهم لمني الرجل الذي يمنح هذا الجسد نضارته واكتماله. ومن هنا أيضاً كانت نظرتهم للجنس كطقس احتفالي، بل شعيرة دينية مقدسة، اهتم بها كل من الهنود والألهة الهندية على حد سواء.
فالآلهة الهندية لم تكتف بالإرشاد الجنسي لأتباعها فحسب، بل كانت لها مغامرات جنسية أكثر من أن تُحصى في مقال. فـ "كريشنا" مثلاً؛ كان إله صاحب مغامرات وألاعيب من فرط ظرفها جعلت الهنديات يذبن عشقا فيه. فهناك، في سهول الهند الخصيبة، كانت راعيات البقر تمرحن عرايا في البحيرة، تاركات ملابسهن على الشاطئ. فسرقها "كريشنا"، وأجبرهن على الحضور إليه. ولم يكتف الإله اللعوب باستمتاعه بعريهن، بل أمرهن بوضع أيديهن على رؤوسهن، كي تبرز مفاتهن بشكل أكثر إثارة. فهل يتوقع أحد أن يحدث شيء آخر سوى وقوع الفتيات في حب الإله، الوسيم بالطبع؟!
فمن أجل كريشنا تخلت الهنديات عن التقاليد، ولما سمعنه يعزف على الناي في الغابة تركن أزواجهن وذهبن إليه طوعاً، لا كرها هذه المرة. وكان الإله بدوره رؤوفا رحيما، فأراد أن يمنحهن جميعاً المتعة، ويطفي لهيب أجسادهن المتقدة، والمشتاقة إلى الاتحاد بجسده، فقام باستنساخ صورة من نفسه لكل فتاة على حدة، وضاجعهن جميعاً في آن واحد، فانطفأت النيران، وعادت للأجساد العارية بردها وسلامها. يقول جيفري بارندر: إن العري في حضرة الإله الهندي له مغزي صوفي، إذ يعني عري الروح، يعني أن الروح قد انعتقت من كل شي امتثالاً للإله!
ويجدر بنا التوقف هنا لنشير إلى أن تلك القصة الإلهية، لها نظيرها البشري في التراث العربي، بشكل يكاد يكون متطابقا، فقد قيل إن امرؤ القيس استدرج بنت عمه "عنيزة" لممارسة الجنس، حين وقعت عيناه عليها بصحبة بعض النسوة أثناء استحمامهن في الغدير، فعمد إلى سرقة ملابسهن، وأجبرهن على أن يأتين إليه عرايا.. إلى نهاية القصة!
وكنا قد رأينا أثناء حديثنا عن الجنس في مصر القديمة، كيف انتهى المطاف بقضيب أوزوريس إلي درجة القداسة. لكن في الهند، عُبد القضيب بالفعل، ففي الأديان الهندية القديمة، المعقدة جداً، يرمز إلى القضيب بـ "اللينجا" أما مهبل المرأة فيرمز له بـ "اليوني". في الواقع؛ إن اللينجا والبوني، ما كان سوى آلهة هندية!
ولنحاول أن نسرد القصة باختصار
كما المرأة متقلبة المزاج، كان الإله "شيفا" عند الهنود القدماء وفي أساطيرهم. كان في البداية إله الزهد، وكان في خلوته، ذات ليلة، في أحد الجبال، فأبى إله الحب إلا أن يقطع على المتصوف عزلته وانعزاله، ذلك لأن التصوف كان، في بادئ الأمر سلوكا مستنكرا لدى الهنود وألهتهم المنغمسين في ملذات الحياة ومتعها إلى أبعد حد.
أرسل إله الحب فتاة جميلة كالملاك لـ "شيفا" الورع.. فانتهى المطاف بينهما، بعد أن روادته عن نفسها طويلاً، بزواج بدأ بممارسة جنسية ملحمية، إلا أن كثرة ممارسة "شيفا" للجنس أفقدته القدرة على المزيد، فخرج إلى الغابات مستاءً، وعاد للتزهد، لعله ينسى عجزه. ولما أظهرت الطبيعة غضبها بسبب نزوعه للزهد مرة أخرى، تراجع وبدأ في الرقص والتعري، وما إن شاهدته زوجات الحكماء، حتى وقعن في غرامه، وهجرن أزواجهن. إذ ذاك؛ ثارت ثائرة الحكماء، وصبوا اللعنات على "شيفا".
فماذا فعل الأزواج حيال تلك الوسامة التي طارت أمامها ألباب النساء، وكدن أن يقتلن أنفسهن؟
حاولوا أن يقطعوا عضوه الذكري، وفعلوا، ويا ليتهم ما فعلوا، ذلك لأن جريرة فعلهم كانت اشتعال النيران في كل مكان، وفشلت كل محاولات الألهة في إطفائها. واستمرت النيران تأكل الأخضر واليابس، فكاد العالم أن يُفنى. وكان المخرج هو عبادة "اللينجا". أي قضيب شيفا (!)
في الجنة، ذهب وفد من الألهة لزيارة "شيفا" وزوجته "بفاراتي". فلم يحسن الزوجان ضيافتهم. لماذا؟
لأنهما اختارا الاستمرار في ملذاتهما. فضلا عن ممارسة الجنس في الحضرة الإلهية، عن التفرغ لطقوس الضيافة وآدابها، عن الإصغاء إلى الآلهة. إنها رسالة لا تحتاج إلى شرح من صانع الأسطورة الهندية وصائغها.
غضبت الآلهة من فعل الزوجين بالطبع. وقضت عليهما بالموت في فراشهما. فلقيا مصرعهما وهما متحدان جنسياً. ولأن نسل الآلهة خلق للخلود الأبدي، ، فقد "قام" شيفا مرة أخرى. "بعث" من جديد. لكن في صورة قضيب هذه المرة، يرمز له بـ "اللينجا"، ولابد له من "يوني" حتى يُكمل مهمته المقدسة، مهمة الإخصاب!
وستظل هذه الأسطورة؛ أسطورة شيفا، على حالها حية حتى القرن الرابع الميلادي، إلى أن يأتي المعلم "فاتسيايا نا" ويستخلص منها مبادئ المغازلة والمداعبة والممارسة، في كتابه الـ "كوماسوترا". وهو المرشد الجنسي الأشهر، ليس في الهند فحسب بل ربما في العالم كله. والمثير للدهشة فيما يخص هذا الكتاب أن واضعه كان زاهداً صوفياً، لم يُعرف عنه أن ارتبط بامرأة طيلة حياته، وهي مفارقة بالغة الدلالة؛ تقول إنه لا مهرب للإنسان، مهما فعل، من الجنس. وهل يملك أحدنا أن يهرب مما فطر عليه وجُبل؟!
أما عن الإله البابلي "إنكي" في العراق القديم، فكان لعضوه الفضل فيما ينعم به السومريون من رغد العيش، إذ كان إلههم قد استخدم قضيبه ليفض به غشاء أرضهم، ويرويها من مائه، ومن ثم جرت فيها الأنهار فحصدوا هم الخير والزرع، واستمرت الحياة، وهي ذات الآلية البشرية في الجماع. فض للغشاء، ثم إلقاء للماء، فإنجاب لأولاد، يحافظ بهم بنو البشر على استمرار النوع! وهل كانت أفعال الآلهة سوى صورة سماوية لسلوكيات البشر الأرضية؟!
.
فالآلهة الهندية لم تكتف بالإرشاد الجنسي لأتباعها فحسب، بل كانت لها مغامرات جنسية أكثر من أن تُحصى في مقال. فـ "كريشنا" مثلاً؛ كان إله صاحب مغامرات وألاعيب من فرط ظرفها جعلت الهنديات يذبن عشقا فيه. فهناك، في سهول الهند الخصيبة، كانت راعيات البقر تمرحن عرايا في البحيرة، تاركات ملابسهن على الشاطئ. فسرقها "كريشنا"، وأجبرهن على الحضور إليه. ولم يكتف الإله اللعوب باستمتاعه بعريهن، بل أمرهن بوضع أيديهن على رؤوسهن، كي تبرز مفاتهن بشكل أكثر إثارة. فهل يتوقع أحد أن يحدث شيء آخر سوى وقوع الفتيات في حب الإله، الوسيم بالطبع؟!
فمن أجل كريشنا تخلت الهنديات عن التقاليد، ولما سمعنه يعزف على الناي في الغابة تركن أزواجهن وذهبن إليه طوعاً، لا كرها هذه المرة. وكان الإله بدوره رؤوفا رحيما، فأراد أن يمنحهن جميعاً المتعة، ويطفي لهيب أجسادهن المتقدة، والمشتاقة إلى الاتحاد بجسده، فقام باستنساخ صورة من نفسه لكل فتاة على حدة، وضاجعهن جميعاً في آن واحد، فانطفأت النيران، وعادت للأجساد العارية بردها وسلامها. يقول جيفري بارندر: إن العري في حضرة الإله الهندي له مغزي صوفي، إذ يعني عري الروح، يعني أن الروح قد انعتقت من كل شي امتثالاً للإله!
ويجدر بنا التوقف هنا لنشير إلى أن تلك القصة الإلهية، لها نظيرها البشري في التراث العربي، بشكل يكاد يكون متطابقا، فقد قيل إن امرؤ القيس استدرج بنت عمه "عنيزة" لممارسة الجنس، حين وقعت عيناه عليها بصحبة بعض النسوة أثناء استحمامهن في الغدير، فعمد إلى سرقة ملابسهن، وأجبرهن على أن يأتين إليه عرايا.. إلى نهاية القصة!
وكنا قد رأينا أثناء حديثنا عن الجنس في مصر القديمة، كيف انتهى المطاف بقضيب أوزوريس إلي درجة القداسة. لكن في الهند، عُبد القضيب بالفعل، ففي الأديان الهندية القديمة، المعقدة جداً، يرمز إلى القضيب بـ "اللينجا" أما مهبل المرأة فيرمز له بـ "اليوني". في الواقع؛ إن اللينجا والبوني، ما كان سوى آلهة هندية!
ولنحاول أن نسرد القصة باختصار
كما المرأة متقلبة المزاج، كان الإله "شيفا" عند الهنود القدماء وفي أساطيرهم. كان في البداية إله الزهد، وكان في خلوته، ذات ليلة، في أحد الجبال، فأبى إله الحب إلا أن يقطع على المتصوف عزلته وانعزاله، ذلك لأن التصوف كان، في بادئ الأمر سلوكا مستنكرا لدى الهنود وألهتهم المنغمسين في ملذات الحياة ومتعها إلى أبعد حد.
أرسل إله الحب فتاة جميلة كالملاك لـ "شيفا" الورع.. فانتهى المطاف بينهما، بعد أن روادته عن نفسها طويلاً، بزواج بدأ بممارسة جنسية ملحمية، إلا أن كثرة ممارسة "شيفا" للجنس أفقدته القدرة على المزيد، فخرج إلى الغابات مستاءً، وعاد للتزهد، لعله ينسى عجزه. ولما أظهرت الطبيعة غضبها بسبب نزوعه للزهد مرة أخرى، تراجع وبدأ في الرقص والتعري، وما إن شاهدته زوجات الحكماء، حتى وقعن في غرامه، وهجرن أزواجهن. إذ ذاك؛ ثارت ثائرة الحكماء، وصبوا اللعنات على "شيفا".
فماذا فعل الأزواج حيال تلك الوسامة التي طارت أمامها ألباب النساء، وكدن أن يقتلن أنفسهن؟
حاولوا أن يقطعوا عضوه الذكري، وفعلوا، ويا ليتهم ما فعلوا، ذلك لأن جريرة فعلهم كانت اشتعال النيران في كل مكان، وفشلت كل محاولات الألهة في إطفائها. واستمرت النيران تأكل الأخضر واليابس، فكاد العالم أن يُفنى. وكان المخرج هو عبادة "اللينجا". أي قضيب شيفا (!)
في الجنة، ذهب وفد من الألهة لزيارة "شيفا" وزوجته "بفاراتي". فلم يحسن الزوجان ضيافتهم. لماذا؟
لأنهما اختارا الاستمرار في ملذاتهما. فضلا عن ممارسة الجنس في الحضرة الإلهية، عن التفرغ لطقوس الضيافة وآدابها، عن الإصغاء إلى الآلهة. إنها رسالة لا تحتاج إلى شرح من صانع الأسطورة الهندية وصائغها.
غضبت الآلهة من فعل الزوجين بالطبع. وقضت عليهما بالموت في فراشهما. فلقيا مصرعهما وهما متحدان جنسياً. ولأن نسل الآلهة خلق للخلود الأبدي، ، فقد "قام" شيفا مرة أخرى. "بعث" من جديد. لكن في صورة قضيب هذه المرة، يرمز له بـ "اللينجا"، ولابد له من "يوني" حتى يُكمل مهمته المقدسة، مهمة الإخصاب!
وستظل هذه الأسطورة؛ أسطورة شيفا، على حالها حية حتى القرن الرابع الميلادي، إلى أن يأتي المعلم "فاتسيايا نا" ويستخلص منها مبادئ المغازلة والمداعبة والممارسة، في كتابه الـ "كوماسوترا". وهو المرشد الجنسي الأشهر، ليس في الهند فحسب بل ربما في العالم كله. والمثير للدهشة فيما يخص هذا الكتاب أن واضعه كان زاهداً صوفياً، لم يُعرف عنه أن ارتبط بامرأة طيلة حياته، وهي مفارقة بالغة الدلالة؛ تقول إنه لا مهرب للإنسان، مهما فعل، من الجنس. وهل يملك أحدنا أن يهرب مما فطر عليه وجُبل؟!
أما عن الإله البابلي "إنكي" في العراق القديم، فكان لعضوه الفضل فيما ينعم به السومريون من رغد العيش، إذ كان إلههم قد استخدم قضيبه ليفض به غشاء أرضهم، ويرويها من مائه، ومن ثم جرت فيها الأنهار فحصدوا هم الخير والزرع، واستمرت الحياة، وهي ذات الآلية البشرية في الجماع. فض للغشاء، ثم إلقاء للماء، فإنجاب لأولاد، يحافظ بهم بنو البشر على استمرار النوع! وهل كانت أفعال الآلهة سوى صورة سماوية لسلوكيات البشر الأرضية؟!
.
صورة مفقودة