نقوس المهدي
كاتب
قررت منذ شهر ألا أساعد أحدا أبدا في البحث عن زوجة، وذلك بعد التجربة الأخيرة التي عشتها مع أحد أصدقائي، الذي جاءني يوما يبكي على شبابه الذي فات في عزوبية مزمنة،
وقرر أخيرا أن يوصد على نفسه في قفص ذهبي مع عصفورة العمر التي تنجب له البنات والبنين، ويعيش معها ما بقي من عمره في سعادة ونعيم. رحبت بالفكرة وقررت أن أساعده بناء على طلب ملح في البحث عن نصفه الثاني، واقترحت عليه فتاتين من مستواه الثقافي والمادي والاجتماعي. وتحملان بذور زوجات ناجحات لمعرفتي الجيدة بهما. وقررت أن تحدث مشاهدة عن بعد حتى يحدث الإئتلاف والتجاذب الأولي. فكان الرفض هو الرد الحاسم لكلتيهما.
انتابتني شكوك كثيرة حول سبب هذا الرد لمجرد رؤية أولية، فقررت أن أتسلح بكل ما أوتيت من مهارات وشطارة لأسبر غور هذا الأمر. فهو غالبا مشكل في الصورة والشكل فقط، فأجلسته على أريكة مريحة وجعلت أستجوبه كضابط شرطة يستنطق متهما ما الذي لم يعجبك أخبرني: وجهها؟..لا، طولها؟..لا، جمالها؟..لا، مشيتها؟..لا، جيدها؟..لا. ماذا إذن؟ تكلم ! طأطأ رأسه كالذي يعترف بسر خطير: الأرداف !!
في ثقافتنا العربية الإسلامية، تحتل الأرداف مكانا محوريا في الحديقة السرية للأحلام الشبقية، فلا أحد ينكر ما للأرداف من رمزية جنسية وجاذبية شهوانية.
إحدى الكليشيهات الكلاسيكية في الفضاء العام: جماعة من الرجال يجلسون في مقهى ولكم أن تتخيلوا ما لأرداف أنثى شابة تمر أمامهم من قدرة على استقطاب الأنظار وإدارتها، وإحداث بلبلة لافتة مهما كان المرور عابرا وسريعا، تتمثل هذه البلبلة في استثارة الجمع المشاهد وتعابير وهمهمات، وغمغمات وتعليقات، وتأوهات وتحسرات. وحتى الساكتون والغاضون لأبصارهم لاتسلم أذهانهم من هذه الإثارة والزوبعة. لأن المؤخرة محل اشتهاء ذكوري قوي، ومركز حساس ومتقدم على عموم الجسد. لقائل أن يقول إن الثديين أقوى جاذبية من الأرداف! ولكن ألا ترى أنهما إذا التقيا يحيلان على المؤخرة!!
قوة الجاذبية الجنسية لأرداف الأنثى تشع وهي ساكنة وأما متحركة فالجاذبية تتضاعف ونميز:
الحركة الإندفاعية، والمتماوجة صعودا وهبوطا، والمتداخلة بين التقدم والتراجع، والدورانية، والاهتزازية والمتأرجحة.
إن الأرداف المتحركة تقذف بلهيبها المتدفق في كل الاتجاهات، سواء كانت محجوزة في سراويل الجينز الضيقة، أو متخفية خلف جلابيب عريضة.
ونجد عبر التاريخ نفس الحضور في الخيال الإيروتيكي للإليتين أو العجيزة. وأستدعي هنا قولا لنافع مولى ابن عمر رضي الله عنه فيه:«العجيزة أحسن الوجهين» وعندما سئل عن ذلك قال: «الوجوه الحسان كثيرة الأعجاز قليلة».
ونجد في طيات كتب الأدب القديمة أوصافا للحور العين، وزوجات الدنيا تتخذ من الأرداف لب الجمال، فيقول الجاحظ واصفا حسن المرأة: «ريحها أرج، ووجهها بهج، لينة الأطراف، ثقيلة الأرداف.. لونها الرق وثديها كالحق..لها بطن مخطف وخصر مرهف».
أما إذا وقفنا عند العالم الكبير السيوطي الفقيه والمفسر والنحوي الذي ألف أزيد من 500 مؤلف، فله في الجنس كتب كثيرة، أذكر عنوانين حتى تقفوا على سعة أفقه وجرأته: «الزنجبيل القاطع في وطء ذات البراقع»... «اليواقيت الثمينة في صفات السمينة»
في كل هذه الكتب نقف على فن وصف الأرداف بكل ما توحي به من إثارة ذكورية أزلية. أنقل لكم من كتابه أيضا «رشف الزلال في السحر الحلال» فنقرأ: «وردف وسيط كأنه الجبل المحيط، زاهر العين، منزه عن الشين، له تموج وتراج...» «وبدا حر ريان وإليتان، مرج البحرين فيهما يلتقيان، وبطن ذات سرة وأعكان، وردف كأنه جبل الريان..»
عدت لصاحبي بعد هذه الرحلة التاريخية المثيرة، وقلت له ألم يجعل لك الله عينين ولسانا وشفتين ؟ فابحث بنفسك عن الردفين؛ ولاتنسى أن الزوجة الصالحة هي قيم وأخلاق ومبادئ، فلا تقف عند مؤخرتها فقط وتجعلها في المقدمة.
إن هذه المؤخرة قد تكون سببا لانجذاب الرجل لزوجته ولكن أحيانا لاتعدو أن تصبح حزاما ناسفا يفجّر الأسرة ويحيلها شظايا يستحيل لمها.
وأهمس في آذان الزوجات قائلا إنهن يمتلكن في أردافهن سر جمال وشد للأزواج لايحتاج إلى مساحيق وتجميل ولا صالونات، بل يكفي إبداؤها في المطبخ أو عند تنظيف الأرضيات والسلالم، ومعرفة تحريكها تغنجا أو رقصا حتى يسحر الرجل فتنة ويخدّر جاذبية. هذه نصيحة صغيرة حتى لايطير العصفور خارج العش وإن طار فهو دائم الرجوع.
د. مصطفى الراسي
.
فطيمة أوشارو (المغرب)
وقرر أخيرا أن يوصد على نفسه في قفص ذهبي مع عصفورة العمر التي تنجب له البنات والبنين، ويعيش معها ما بقي من عمره في سعادة ونعيم. رحبت بالفكرة وقررت أن أساعده بناء على طلب ملح في البحث عن نصفه الثاني، واقترحت عليه فتاتين من مستواه الثقافي والمادي والاجتماعي. وتحملان بذور زوجات ناجحات لمعرفتي الجيدة بهما. وقررت أن تحدث مشاهدة عن بعد حتى يحدث الإئتلاف والتجاذب الأولي. فكان الرفض هو الرد الحاسم لكلتيهما.
انتابتني شكوك كثيرة حول سبب هذا الرد لمجرد رؤية أولية، فقررت أن أتسلح بكل ما أوتيت من مهارات وشطارة لأسبر غور هذا الأمر. فهو غالبا مشكل في الصورة والشكل فقط، فأجلسته على أريكة مريحة وجعلت أستجوبه كضابط شرطة يستنطق متهما ما الذي لم يعجبك أخبرني: وجهها؟..لا، طولها؟..لا، جمالها؟..لا، مشيتها؟..لا، جيدها؟..لا. ماذا إذن؟ تكلم ! طأطأ رأسه كالذي يعترف بسر خطير: الأرداف !!
في ثقافتنا العربية الإسلامية، تحتل الأرداف مكانا محوريا في الحديقة السرية للأحلام الشبقية، فلا أحد ينكر ما للأرداف من رمزية جنسية وجاذبية شهوانية.
إحدى الكليشيهات الكلاسيكية في الفضاء العام: جماعة من الرجال يجلسون في مقهى ولكم أن تتخيلوا ما لأرداف أنثى شابة تمر أمامهم من قدرة على استقطاب الأنظار وإدارتها، وإحداث بلبلة لافتة مهما كان المرور عابرا وسريعا، تتمثل هذه البلبلة في استثارة الجمع المشاهد وتعابير وهمهمات، وغمغمات وتعليقات، وتأوهات وتحسرات. وحتى الساكتون والغاضون لأبصارهم لاتسلم أذهانهم من هذه الإثارة والزوبعة. لأن المؤخرة محل اشتهاء ذكوري قوي، ومركز حساس ومتقدم على عموم الجسد. لقائل أن يقول إن الثديين أقوى جاذبية من الأرداف! ولكن ألا ترى أنهما إذا التقيا يحيلان على المؤخرة!!
قوة الجاذبية الجنسية لأرداف الأنثى تشع وهي ساكنة وأما متحركة فالجاذبية تتضاعف ونميز:
الحركة الإندفاعية، والمتماوجة صعودا وهبوطا، والمتداخلة بين التقدم والتراجع، والدورانية، والاهتزازية والمتأرجحة.
إن الأرداف المتحركة تقذف بلهيبها المتدفق في كل الاتجاهات، سواء كانت محجوزة في سراويل الجينز الضيقة، أو متخفية خلف جلابيب عريضة.
ونجد عبر التاريخ نفس الحضور في الخيال الإيروتيكي للإليتين أو العجيزة. وأستدعي هنا قولا لنافع مولى ابن عمر رضي الله عنه فيه:«العجيزة أحسن الوجهين» وعندما سئل عن ذلك قال: «الوجوه الحسان كثيرة الأعجاز قليلة».
ونجد في طيات كتب الأدب القديمة أوصافا للحور العين، وزوجات الدنيا تتخذ من الأرداف لب الجمال، فيقول الجاحظ واصفا حسن المرأة: «ريحها أرج، ووجهها بهج، لينة الأطراف، ثقيلة الأرداف.. لونها الرق وثديها كالحق..لها بطن مخطف وخصر مرهف».
أما إذا وقفنا عند العالم الكبير السيوطي الفقيه والمفسر والنحوي الذي ألف أزيد من 500 مؤلف، فله في الجنس كتب كثيرة، أذكر عنوانين حتى تقفوا على سعة أفقه وجرأته: «الزنجبيل القاطع في وطء ذات البراقع»... «اليواقيت الثمينة في صفات السمينة»
في كل هذه الكتب نقف على فن وصف الأرداف بكل ما توحي به من إثارة ذكورية أزلية. أنقل لكم من كتابه أيضا «رشف الزلال في السحر الحلال» فنقرأ: «وردف وسيط كأنه الجبل المحيط، زاهر العين، منزه عن الشين، له تموج وتراج...» «وبدا حر ريان وإليتان، مرج البحرين فيهما يلتقيان، وبطن ذات سرة وأعكان، وردف كأنه جبل الريان..»
عدت لصاحبي بعد هذه الرحلة التاريخية المثيرة، وقلت له ألم يجعل لك الله عينين ولسانا وشفتين ؟ فابحث بنفسك عن الردفين؛ ولاتنسى أن الزوجة الصالحة هي قيم وأخلاق ومبادئ، فلا تقف عند مؤخرتها فقط وتجعلها في المقدمة.
إن هذه المؤخرة قد تكون سببا لانجذاب الرجل لزوجته ولكن أحيانا لاتعدو أن تصبح حزاما ناسفا يفجّر الأسرة ويحيلها شظايا يستحيل لمها.
وأهمس في آذان الزوجات قائلا إنهن يمتلكن في أردافهن سر جمال وشد للأزواج لايحتاج إلى مساحيق وتجميل ولا صالونات، بل يكفي إبداؤها في المطبخ أو عند تنظيف الأرضيات والسلالم، ومعرفة تحريكها تغنجا أو رقصا حتى يسحر الرجل فتنة ويخدّر جاذبية. هذه نصيحة صغيرة حتى لايطير العصفور خارج العش وإن طار فهو دائم الرجوع.
د. مصطفى الراسي
.
فطيمة أوشارو (المغرب)