مروان مخول - من جَعبة الحبّ

(1)
ها حُبّنا حَبٌّ
نُبعثرُهُ على تَلْم الشّعورِ
لكي يصيرَ كَعسكَرِ الأشتالِ
أو شجرًا..
ويثمرَ في عجَل.

(2)
في الحبِّ أتركُ نهدها
يلتفُّ حولَ الشِّعرِ حتّى تُعقدَ الكلماتُ
سلسلةً، على صدرِ الجميلةِ
كي تَهِلّ.

(3)
مِن حبّها تشكو لكم ثِقَتي بنفسي
يومَ ذابت من حرارة مدّها الجزريِّ أو
عَرَفَتْ بأنَّ البُعدَ يفترشُ الرّجالَ
على نواحي الشّوقِ لا أكثرْ..
ولا أقلّ.

(4)
بل حبّنا وجعُ المفاصِلِ ينخُرُ الأجسادَ
من هذا النّعاس على فراشِ النّومِ
لا نومٌ يسايرنا ولا
أرَقٌ يُذَلّ.

(5)
مِن حُبّنا عاد الكلامُ إلى حناجِرِنا
كأنّا أخرَسانِ؛
يُمزّق الصّمتَ المدوّي فيهِما:
هذا السّكوتُ عنِ التَّغزُّلِ
والغَريبُ بأنّه (أعني السّكوتَ)
بصوتهِ، وصَفَ الوِصالْ.

(6)
قد حَبّنا حُبٌّ ترعرعَ بيننا
هي عِشرةُ الأيّامِ تكفي كي نصيرَ ثلاثةً
في موكبٍ قَوّادهُ النَّزَواتُ
أو خيلُ الخيالْ.

(7)
مَن حَبّها قبلي له الحظُّ المظفَّرُ؛
إذ رأى مَن حَبّها بعدي يضيّع وقته
في محو ألف قصيدة وُشِمَتْ
على جسدٍ أَغَرٍّ تحته
خَتَمَ الّذي من مِلّة الأبطال.

(8)
يا حبَّنا اُرفُق بنا
سيّجْ مزارعَكَ المليئة بالفرحْ
قد يعبُرُ الغيرانُ من فوق السّياجِ
فيسرقُ الوقتَ الكفيلَ بقبلَةٍ فيما نطاردُهُ،
قد لا يفرّقُنا ولكن
قد يؤجِّلُ لحظةً كادت تَحلّ.

(9)
لو حُبّها اكتشف المكاسِبَ من قصائديَ الغنيّةِ
كان طالبني ببعض الشّهرة المستحدَثة،
أو كانَ بدّلني برسّامٍ يقاسمهُ الغنيمَةَ
إذ يوقّعُ تحتَ لوحتهِ "المحبّةَ"
بل ومع هذا أظلُّ أنا الشّريفَ ابنَ النّزيهِ
ولا أسمّى المنتَحِل.

(10)
ذا حبُّها الملعونُ جَنّنَني
يراوغني بيومٍ بعضُهُ عسلٌ
وآخرَ كلُّهُ بَصَلُ،
أنا القنّاصُ، تبلَعُ ريقَها منّي الطيورُ
عدا محاسنها الّتي كرّت وفرّت من صَليبي
مثلما فَعَلَ الحجلْ
الله.. ما أدهى الحجل!



.

صورة مفقودة
 
أعلى