مضر الزرزوري - هي ترسم شبح الشبق

الليل يرقص عشوائية الرغبة و هي لا تزال تركض خلف يدها المبتورة تجتاز خط أفاعي أنوثتها الهاربة من تفاصيل الوضوح تتحسس نهديها ببطء شديد الشهوة كأنها لا تنتمي، كأن جسدها هذا الكائن الغريب عنها محض صدفة ليل.

ترتمي في حضن الإيقاع، نشيدا تظنه يرسم الكمال في صدر فراغها كأنها و ألوان المتعة يخرجون سوية من الموشور بعد اختلاط الأوهام المتعبة في الليلة الماضية ليصبح الصباح مولدا جديدا.

تتجاوز كل الفراغات بين الأسئلة كي لا تيقن أن روحها قطعتين من الجليد ذابتا في كأس ثمالتها فيبتلع التراب كل البريق الكائن في عينيها ببساطة الندى.

موسيقى و القليل من التراتيل، الكثير من الصلاة. في داخلها ثورة من صراخ تعلنها دندنة جبانة الوضوح. تخاف إشهار فشلها في الاختلاط وضوح النشاز.

يصرخ احمرار عينيها في وجه المرآة فيخرج من فمها كرات جنية ترتطم بكل جدران المكعب الفارغ الذي لا يحتوي إلها من أشياء و كائنات.

ضاق جسدها على هذه الروح الضخمة التي تعرف أكثر مما يجب.

تسدل كل ما في شعرها من ستائر ربما تخفي وضوح شعاع الخطيئة المنبعث من تفاصيل الحب في ملامحها الشبقة .

تغلق أقدام عريّها جيداً تخاف أن يداعبها الهواء فترغب.

تصاب بإغماءات النشوة كلما قرأت شعراً حتى ولو كان عن الوطن يغريها التصاق الكلام تشعر أن الحروف مسامات. الورقة سرير و القوافي تموجات الشعور فوق ليل ضرير.

يحمرّ وجهها خجلا كلما اجتاحها هذا الخيال. تحبه، تخاف من بقاءه و تخاف عليه من الزوال.يزداد لون اصفرار الأقحوان في قلبها كلما اقتربت من رائحة الوجود.

تعتصر جسدها و هي تقرأ قصص العاشقين. تخفي عصيرها تحت الوسادة أو خلف مضيّ السرير إلى خيالات جديدة. تستعين بالله. تستعين بصوت أمها، أحيانا ، تسمي هروبها من نفسها ضمير ترتديه قميصاً بأكمامه الطويلة كي لا يرى رغبتها أحد.

ستبكي إذا اكتشفتَ حاجتها للغمر الأبدي. كي تهرب من شهيق رغبتها الطويل إذا لامستَ أقدامها خلسة في لحظة من استسلام جسدها للثمالة في نبرة صوتك الخصب. هناك تستطيع أن ترى رقصة حقل القطن للهواء الخفيف على ألحان رائحة الحبق.

استيقظ أيها الماضي مضيّ الليل..

شقيّ الحلم أنتَ..

و هي مثلك تحتاج الكثير..

ذوبان جليدها يحتاج شعاعك..

ليتجلى شبقها..

حسناء تستقيم حلماتها استقامة عبّاد الشمس نحو شعاعك..

و يداها ترتجفان خلسة.. تشتهي الانصهار فيك..

تنتظر كل ملاحم بطولات الخيال من عينيك..

لتغني لك أغنيات الحياة ..
 
أعلى