سالي احمد - الجنس والتابوه المقدس

ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال، حيث أن الجنس في مجتمعنا العربي أحد التابوهات المقدسة الممنوع الاقتراب منها حتى إن كنا في القرن 21.

وبالرغم من أن المجتمع العربي مجتمع مهووس بالجنس يظل الحديث عن الجنس والمواضيع الجنسية يدور خلف أبواب مغلقة لكونه من المحظورات التي عادة ما تسدل ستائرها السوداء على مجتمعنا.

ورغم أن الجنس هو أحد الأنشطة الإنسانية ولا يقتصر على التفريغ الوظيفي ولكنه أيضا تدعيم لمشاعر التفاهم والألفة والمودة إلا أن المجتمع العربي لا يعترف بما يسمي الثقافة الجنسية ويعتبرها خروجا عن العادات والتقاليد الشرقية والمطالبة بها هو خروح عن الأدب والمألوف ولكن هل تعلم أن من أهم أسباب الطلاق في مصر والعالم العربي هو الجنس !.

حيث أن الطلاق يكون في كثير من الحالات ترجمة عملية لعدم حصول الطرفين على حياة عاطفية أو جنسية سليمة، إلا أنه من النادر أن يذكر الطرفان أن تلك هي المشكلة وعادة ما يتخفون وراء أسباب مختلفة مثل البخل والملل والروتين.

ويظهر هذا في الدراسة التي أجرتها الجمعية العربية للصحة الجنسية أن 98%من الرجال غير راضين بصورة كاملة عن حياتهم الجنسية وبلغت النسبة 96% لدى النساء.

لذلك وجب علينا أن نقف على أسباب تفاقم تلك المشكلة وكسر ذلك التابوه المقدس المعروف بالجنس والتحدث بكل صراحة عن تلك المشكلة التي يواجهها مجتمعنا العربي والتي تؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية.

وتعتبر التنشئة الاجتماعية والأسرة هي أساس تلك الكارثة حيث ينشأ الذكر والأنثي على حد سواء على أن الكلام في الجنس أو السؤال عنه هو خط أحمر ممنوع الاقتراب أو الحديث عنه.

إلى أن يتم الاصطدام بالواقع المسمي الزواج فيفشل كلا الطرفين في إشباع رغبات الطرف الآخر عن جهل أو عدم دراية ومعرفة بالثقافة الجنسية، ويزيد المشكلة تفاقما هو الخجل المبالغ فيه للسؤال أو المعرفة.

لذا فإن الحديث عن المشاكل الجنسية بين الطرفين وحلها بشكل منطقي يعد بمثابة مفتاح لإقامة علاقة جنسية ناجحة وما يترتب عليه من إقامة حياة أسرية سليمة.

لكن يجب اختيار المكان والزمان والوقت المناسب للحديث عن مشكلاتهم وعدم الخلط في تلك اللحظة بين مشاكلهم الجنسية وأي مشاكل أخرى ويفضل عدم الحديث عن المشاكل الجنسية في سرير الزوجية وبالأخص قبل وقت قصير من الانخراط في العلاقة الحميمة فهذا يؤثر على الرغبة الجنسية ويؤدي إلى تقليلها بسبب حساسية الموضوع مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

ومن هنا نصل إلى مربط الفرس أن الجنس ليس مجرد علاقة فسيولوجية، الجنس هو ترجمة للحب والمشاعر التي يكنها كلا الطرفين للطرف الآخر، وأن ما يحتاجه الرجل في الأنثى ليس زوجة، يحتاج الرجل دائما إلى عشيقة وأن ما تحتاجه الأنثى من الرجل هو الاحتواء، ولا يوجد طريق أسرع من الجنس لإشباع تلك الاحتياجات لدى الطرفين، لذلك دمروا ذلك التابوه المسمي بالجنس وواجهوا مشاكلكم بكل صراحة ووضوح فالجنس هو أقصر طريق إلى السعادة الزوجية.
 
أعلى