ممدوح رزق - نار هادئة

البنت الجميلة
تقف كل يوم
في السابعة مساء
بالشرفة المقابلة
أنا أعلم جيدا أنها لا تحبني
لكنها تقف لتستمع إلى أغنيات ( فرانك سيناترا ) و ( دين مارتن )
التي أشغّلها يوميا في هذا الوقت
والتي ربما تذكرها بحبيبها الذي لا أعرفه
أنا أيضا لا أحبها
رغم أنها جميلة حقا
لكنني لا أريد شيئا منها
أكثر من أن تظل تقف هكذا
كل يوم
في نفس الميعاد
وتسند رأسها على يدها
المرتكزة على حافة الشرفة
كما تفعل دائما
وعلى شفتيها ابتسامة صغيرة
بينما الهواء يملّس على شعرها الطويل برقة
وعيناها غائبتان في شرود عميق
لا أريد أكثر من أن أستمر في النظر إليها
عبر الفراغات الصغيرة لنافذتي المغلقة
أنا الذي أصبحت أشغّل هذه الأغنيات خصيصا من أجلها
أحتاج هذا بشدة
بالضبط
مثلما تحتاجه المرأة التي تنظر إلى نفس البنت
عبر الفراغات الصغيرة
لنافذة أخرى مغلقة
داخل بيتي



- نار هادئة / القصيدة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة ملتقى ( مدد ) الشعرية الأولى 2007
 
أعلى