نقوس المهدي
كاتب
أضحى يُلاعِبُ كَفّ الودّ نقرِيسُ = حتى رمتهُ برمحِ البَيْنِ بلقيسُ
تصدّعَ الدهرُ عن بؤسٍ فمدّ لهُ = يدَاً إلى أن شكى أثوابَهُ البُوسُ
لوصل شاميّةٍ في عزّ مشأمةٍ = تكادُ تسرقُ منهُ الروحَ (طرطوسُ)
بنى لها طللاً في نجد ذا حِللٍ = يصبّرُ النفسَ والمسلوسُ مسلوسُ
يرجو بهِ ما دجى الداجي منادمةً = أنّى تنادمهُ اليومَ الأماليسُ ؟
اليومَ حولهُ أنعى كلّ نائيةٍ = أبكي عليها وتُبكيني النواويسُ
أقلّبُ الطرْفَ في شامٍ وفي يمنٍ = كأنني من بنات الجِنّ ملبوسُ
ما الدارُ كالدارِ في الأمسِ القريبِ ولا = تلكَ التضاريسُ بالأمسِ التضاريسُ
مِن ودْق ساريةٍ كلمى وغاديةٍ = كأنها لترابٍ عالقٍ مُوسُ
اخضرّ يابسُها واشتدّ قارسُها = والتفّ حارسُها والرمْسُ مدروسُ
كأنّ أشباحَ أطلالٍ بها انتصبت = صُمّ التماثيلِ أحيتها القلانيسُ
مِن جنّة العمر ما باقٍ بها علَمٌ = حيٌّ وما قرَعت فيها النواقيسُ
يا صرْف آنسةٍ في الخدرِ كانسةٌ = أرذي لها الخيلَ تعْلُوُها القرابيسُ
أرذي لها كلُّ ذي بدْنٍ وذي بَدَنٍ = كأنّ أحْرُفَهُم صبحاً قرانيسُ
شالت ظعائنُها في إثْر ظاعنِها = فالبيدُ من بعدها جُرْدٌ قراقيسُ
هيماءُ ما أخذت عينَ الفتى سِنَةٌ = عنها وما صبأت من شعْرها الروسُ
تدعو المسيحَ وأدعو أحمداً ولنا = معاً على الرمل تثليثٌ وتخميسُ
إنْ أقسَمَتْ أنها ليْ مثل رابعةٍ = أقسَمْتُ أني لها قدسٌ وقدّيسُ
يا ربّةً بعَثَت ميْتاً لتعشقهُ = كعشتروت وما استعلى أدونيسُ
لِمَا بعثتِ من الأجداثِ ذا حدثٍ؟ = وما لوحشتِهِ إن عادَ تأنيسُ
حوريّةٌ من جنان الخلد هاربةٌ = عن سرّ آيتِها تُعمى القواميسُ
يَجُفّ في وصفها الحبر الغزيز وإن = يكُنْ بحوراً ويندُرْنَ القراطيسُ
هيفاءُ ناديةٌ غيداءُ شاديةٌ = معْ درب فردوسها تُؤتى الفراديسُ
حدْر الظفائرِ بانُ الجسمِ أحسبُهُ = بدراً عليهِ من الأجواءِ تدليسُ
على الجبين يخُطّ الحسْنُ آيتَهِ = ما خَطّ بالقلمِ المعصومِ إدريسُ
كأنّ بالرمش منها وهْي شاخصةٌ = خيْلٌ كسيْلٍ لدى الهيجا كراديسُ
للموتِ في عينها اليمنى أرى مَلَكاً = وكم من الموتِ تخفيهِ الكواليسُ
وفي شَفا عينها اليسرى أرى ثمِلاً = أسقاهُ كأسَ عُتَاقِ الخمرِ جلّيسُ
والخدّ كادَ بلا جرحٍ يسيلُ دمَاً = عامانِ يُسقى بماء الوردِ ملعوسُ
يا وجنتانِ كدينارينِ من ذهبٍ = والشمس ساطعةٌ والنورُ معكوسُ
أشُمّ بينهما طِيبَاً فسطحهما = كأنهُ في عتيقِ العُودِ مغموسُ
على حشا النحْر منها وهْي واجمةٌ = بنَفسجٌ حولهُ ينمازُ طاووسُ
نحرٌ بوقفتهِ صنديدُ معركةٍ = حين انتصارٍ تمشّى وهْو غِطريسُ
الصدرُ لوحُ زجاجٍ مسّهُ قبَسٌ = نارُ المصابيحِ أذكتها المقابيسُ
عليهِ نهدانِ من عاجٍ كأنهما = في معبدِ الشرقِ فانوسٌ وفانوسُ
كأنّ أيمنَهم لله مبتهلٌ = كما تبتّلَ وسْط الدِيْر قسّيسُ
أما اليسارُ فمَلْكٌ بين حاشيةٍ = يظُّنُّ أنهُ فوق العرشِ قدّوسُ
فكلّ نهدٍ لهُ سورٌ وساريةٌ = لهُ من الثوب ترويحٌ وتنفيسُ
يحْمرّ من خجلٍ حيناً ومن غضبٍ = حينََ يُلامسُ ثوباً منهُ ملموسُ
والخصر يَسْلِبُ من سيفٍ ذبابتهُ = أدَقُّ مِن هَيَفٍ أبداهُ دبّوسُ
حلّت عليهِ من الأرداف واقعةٌ = فما لهُ أيُّ حِسٍّ وهْو محسوسُ
كأنهُ موجَزٌ والردفُ فصّلهُ = في الخصرِ قَوْسٌ وفي الأردافِ تقويسُ
بالردف منها إذا قامت وإنْ قعَدَت = رعبٌ وما أرعبَ النعمانُ قابوسُ
بمشيهِ موّل المجنونُ قولتهُ = (يا حاديَ العيسِ ما أدنت لكَ العيسُ؟)
ما مَرّ عُبّادَ قومٍ في معابدِها = إلا تقلّدَهُم في الحالِ إبليسُ
تصدّعَ الدهرُ عن بؤسٍ فمدّ لهُ = يدَاً إلى أن شكى أثوابَهُ البُوسُ
لوصل شاميّةٍ في عزّ مشأمةٍ = تكادُ تسرقُ منهُ الروحَ (طرطوسُ)
بنى لها طللاً في نجد ذا حِللٍ = يصبّرُ النفسَ والمسلوسُ مسلوسُ
يرجو بهِ ما دجى الداجي منادمةً = أنّى تنادمهُ اليومَ الأماليسُ ؟
اليومَ حولهُ أنعى كلّ نائيةٍ = أبكي عليها وتُبكيني النواويسُ
أقلّبُ الطرْفَ في شامٍ وفي يمنٍ = كأنني من بنات الجِنّ ملبوسُ
ما الدارُ كالدارِ في الأمسِ القريبِ ولا = تلكَ التضاريسُ بالأمسِ التضاريسُ
مِن ودْق ساريةٍ كلمى وغاديةٍ = كأنها لترابٍ عالقٍ مُوسُ
اخضرّ يابسُها واشتدّ قارسُها = والتفّ حارسُها والرمْسُ مدروسُ
كأنّ أشباحَ أطلالٍ بها انتصبت = صُمّ التماثيلِ أحيتها القلانيسُ
مِن جنّة العمر ما باقٍ بها علَمٌ = حيٌّ وما قرَعت فيها النواقيسُ
يا صرْف آنسةٍ في الخدرِ كانسةٌ = أرذي لها الخيلَ تعْلُوُها القرابيسُ
أرذي لها كلُّ ذي بدْنٍ وذي بَدَنٍ = كأنّ أحْرُفَهُم صبحاً قرانيسُ
شالت ظعائنُها في إثْر ظاعنِها = فالبيدُ من بعدها جُرْدٌ قراقيسُ
هيماءُ ما أخذت عينَ الفتى سِنَةٌ = عنها وما صبأت من شعْرها الروسُ
تدعو المسيحَ وأدعو أحمداً ولنا = معاً على الرمل تثليثٌ وتخميسُ
إنْ أقسَمَتْ أنها ليْ مثل رابعةٍ = أقسَمْتُ أني لها قدسٌ وقدّيسُ
يا ربّةً بعَثَت ميْتاً لتعشقهُ = كعشتروت وما استعلى أدونيسُ
لِمَا بعثتِ من الأجداثِ ذا حدثٍ؟ = وما لوحشتِهِ إن عادَ تأنيسُ
حوريّةٌ من جنان الخلد هاربةٌ = عن سرّ آيتِها تُعمى القواميسُ
يَجُفّ في وصفها الحبر الغزيز وإن = يكُنْ بحوراً ويندُرْنَ القراطيسُ
هيفاءُ ناديةٌ غيداءُ شاديةٌ = معْ درب فردوسها تُؤتى الفراديسُ
حدْر الظفائرِ بانُ الجسمِ أحسبُهُ = بدراً عليهِ من الأجواءِ تدليسُ
على الجبين يخُطّ الحسْنُ آيتَهِ = ما خَطّ بالقلمِ المعصومِ إدريسُ
كأنّ بالرمش منها وهْي شاخصةٌ = خيْلٌ كسيْلٍ لدى الهيجا كراديسُ
للموتِ في عينها اليمنى أرى مَلَكاً = وكم من الموتِ تخفيهِ الكواليسُ
وفي شَفا عينها اليسرى أرى ثمِلاً = أسقاهُ كأسَ عُتَاقِ الخمرِ جلّيسُ
والخدّ كادَ بلا جرحٍ يسيلُ دمَاً = عامانِ يُسقى بماء الوردِ ملعوسُ
يا وجنتانِ كدينارينِ من ذهبٍ = والشمس ساطعةٌ والنورُ معكوسُ
أشُمّ بينهما طِيبَاً فسطحهما = كأنهُ في عتيقِ العُودِ مغموسُ
على حشا النحْر منها وهْي واجمةٌ = بنَفسجٌ حولهُ ينمازُ طاووسُ
نحرٌ بوقفتهِ صنديدُ معركةٍ = حين انتصارٍ تمشّى وهْو غِطريسُ
الصدرُ لوحُ زجاجٍ مسّهُ قبَسٌ = نارُ المصابيحِ أذكتها المقابيسُ
عليهِ نهدانِ من عاجٍ كأنهما = في معبدِ الشرقِ فانوسٌ وفانوسُ
كأنّ أيمنَهم لله مبتهلٌ = كما تبتّلَ وسْط الدِيْر قسّيسُ
أما اليسارُ فمَلْكٌ بين حاشيةٍ = يظُّنُّ أنهُ فوق العرشِ قدّوسُ
فكلّ نهدٍ لهُ سورٌ وساريةٌ = لهُ من الثوب ترويحٌ وتنفيسُ
يحْمرّ من خجلٍ حيناً ومن غضبٍ = حينََ يُلامسُ ثوباً منهُ ملموسُ
والخصر يَسْلِبُ من سيفٍ ذبابتهُ = أدَقُّ مِن هَيَفٍ أبداهُ دبّوسُ
حلّت عليهِ من الأرداف واقعةٌ = فما لهُ أيُّ حِسٍّ وهْو محسوسُ
كأنهُ موجَزٌ والردفُ فصّلهُ = في الخصرِ قَوْسٌ وفي الأردافِ تقويسُ
بالردف منها إذا قامت وإنْ قعَدَت = رعبٌ وما أرعبَ النعمانُ قابوسُ
بمشيهِ موّل المجنونُ قولتهُ = (يا حاديَ العيسِ ما أدنت لكَ العيسُ؟)
ما مَرّ عُبّادَ قومٍ في معابدِها = إلا تقلّدَهُم في الحالِ إبليسُ